خارج النص

فساد وشذوذ وتطرف ديني.. هل عكست "عمارة يعقوبيان"صورة المجتمع المصري؟

تعد رواية وفيلم “عمارة يعقوبيان” من الأعمال الأدبية والسينمائية التي ظهرت في فترة حكم الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، وتضمنت نقدا لمظاهر الفساد السياسي والاجتماعي آنذاك، لكنها لم تسلم من انتقادات. 

وقد قدم الكاتب علاء الأسواني عام 2002 رواية "عمارة يعقوبيان" التي حققت انتشارا واسعا، خاصة بعد أن ترجمت إلى عدة لغات وأثارت جدلا كبيرا.

وتدور أحداثها في عمارة بناها عام 1934 المليونير هاجوب يعقوبيان، عميد الجالية الأرمنية في مصر آنذاك، وتحمل اسمه، وتتضمن 10 أدوار شاهقة من الطراز الأوروبي الفخم، ويسكنها صفوة المجتمع: وزراء، باشاوات، رجال صناعة، اثنان من مليونيرات اليهود، وكان أيضا فيها سكان من الناس العاديين.

يقول الكاتب الصحفي أحمد شوقي علي إن الرواية كان لها ثقل على المستوى السياسي لأنها صدرت فترة كانت الحالة السياسية في البلاد مبهمة، مشيرا إلى أنها تطرقت للهم الجمعي والعلاقة الملتبسة بالسياسة ومشاكل الدولة تلك الفترة.

في حين يرى الكاتب والروائي أشرف الخمايسي أن "عمارة يعقوبيان" كانت جريئة في تناولها للسياسة ومواضيع مسكوت عنها بالعلاقات الإنسانية، وهي الأسباب التي جعلت الرواية تنشط. وأضاف أن الرواية وجدت رواجا وسط البسطاء، وكانت تتضمن مشاكل كبرى حسب النقاد الكبار والوسط الأدبي.

أما الناقد الفني كمال رمزي، فيرى أن الرواية فيها دفء المكان وتنوع الشخصيات وتنوع بالمستويات والأمزجة، وأن كاتبها لم يفته أن يرصد التغيرات الاجتماعية والسياسية وتأثيرها على السكان.

غير أن بعض النقاد رأوا أن الأسواني قد استنسخ شخصيات رواياته وارتكن في بنائها على أعمال أدبية سابقة، وهو ما يشدد عليه شوقي بقوله إن الكاتب استفاد كثيرا من المعمار الروائي عند الروائي العالمي نجيب محفوظ.

الفيلم 

وبميزانية إنتاج كانت الأضخم في تاريخ السينما المصرية وقتها، وبمشاركة العديد من نجوم الصف الأول، تحولت الرواية لفيلم سينمائي لم يسلم من هجوم من أطراف عدة لم يرُق لها معالجة الأوضاع الاجتماعية والسياسية وبعض القضايا الحساسة تلك الفترة.

وعاد الناقد الفني رمزي ليقول إن الفيلم يعتبر من الأفلام الشجاعة في تاريخ السينما المصرية.

هذا وقد كشفت الرواية والفيلم عن علل منها الرشوة والشذوذ والابتزاز والتطرف الديني وغيرها، وهو ما اعتبره بعض النقاد تصديرا لصورة سيئة لا تعبر عن واقع المجتمع، وليقول شوقي إن رواية الأسواني أصبحت البوابة التي يقرأ منها الآخر مصر المعاصرة، البلاد التي تعاني من الفساد، والتي بها المشاكل.