إشراقات

محمد على التسخيري ج2

الصحوة الإسلامية والإعلام العربي، الحرية الإعلامية وارتباطها بواقع الأمة الإسلامية، خطورة الانفصال بين الصفات الإعلامية وأخلاقيات المجتمع، أهمية منظمة المؤتمر الإسلامي في ظل الوضع السياسي العربي الراهن، كيفية التغلب على العقلية الانهزامية وعقدة النقص في العالم الإسلامي.

مقدمة الحلقة:

كوثر البشراوي

ضيف الحلقة:

محمد علي تسخيري: مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعضو مجلس خبراء القيادة بإيران

تاريخ الحلقة:

23/08/2002

– الصحوة الإسلامية والإعلام العربي
– الحرية الإعلامية وارتباطها بواقع الأمة الإسلامية

– خطورة الانفصال بين الصفات الإعلامية وأخلاقيات المجتمع

– أهمية منظمة المؤتمر الإسلامي في ظل الوضع السياسي العربي الراهن

– كيفية التغلب على العقلية الانهزامية وعقدة النقص في العالم الإسلامي


undefinedكوثر البشراوي: أصدقاءنا المشاهدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نواصل في هذه الحلقة الدردشة التي بدأناها الأسبوع الماضي مع ضيفنا سماحة الشيخ محمد علي التسخيري، وللتذكير فقط لمن فاتتهم الحلقة الماضية، فإن السيرة الذاتية لضيفنا حافلة بالإسهامات الفكرية والإنجازات الملموسة في إيران وخارج إيران.

من المحطات المهمة في حياته توليه رئاسة رابطة الثقافات.. الثقافة والعلاقات الإسلامية منذ تأسيسها وحتى عام 2001، وهو مستشار وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي للعلاقات الدولية، ووكيل وزيرها، وهو أمين عام لجنة الشورى العليا لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية وهو أيضاً المشرف على "مجلة التوحيد" العربية التي تصدر حالياً من مدينة قم الإيرانية، كما أنه عضو لجنة خبراء منظمة المؤتمر الإسلامي لدراسة تحديات القرن الحادي والعشرين، وعضو مجمع اللغة العربية في دمشق.

وضيفنا-التسخيري- ألَّف ما يقارب الـ 50 كتاباً وكراساً في موضوعات مختلفة كالتفسير والاقتصاد الإسلامي والفقه والتاريخ، وقد تُرجم بعضها إلى الإنجليزية والأوردية.

وكتب ما يقارب من 350 بحثاً ومقالاً، وأنشد أكثر من 30 قصيدة شعرية نشرت في ديوان تحت عنوان "أوراق وأعماق"، والقائمة -كما ترون ما شاء الله- تطول وتطول، لذلك أكتفي بما ذكرت، وأدعوكم إلى التعرف عن كثب على ما يطرحه ضيفنا سماحة الشيخ محمد علي التسخيري من آراء وأفكار ضمن هذا الجزء الثاني والأخير من اللقاء الذي سجلناه في مدينة طهران، مرة أخرى أهلاً بكم في (إشراقات).

سماحة الشيخ أعود إلى.. إلى نقطة إيران، تفسيركم وتأويلكم الديني هل هو على ضوء الواقع أكبر من أن يحاصر بتفسير ديني، لأن مثلاً قضية التماثيل أنا يعني أشوف أن التمثال عادي عند الإيرانيين، رجل دين عنده أو غير رجل دين، يعني…

محمد علي التسخيري: في الواقع الديني يعني يستمع للواقع.

كوثر البشراوي: حتى المواضيع المطروحة في المسرح والسينما أنا.. أنا استغربت بصراحة يعني لما وجدت عدم تطابق بعقليتي أنا.

محمد علي التسخيري: ليس.. ليس في الدين ضيق، الدين واسع يشمل الواقع، ولكن يطوره إلى مستويات

كوثر البشراوي: يصقله، أيوه.

محمد علي التسخيري: يعني عندما جاء الإسلام رأي بعض الأمور الجيدة لدى العرب، وأمور منسجمة طورها.. قبلها وطورها، أعطاها صيغة عقائدية وتحولت إلى أسلوب إسلامي، أنا أعتقد أن الدين يملك سعة كبرى بحيث يستوعب الواقع، ولكن الواقع لا العمل الذي يخالف الواقع، ويعطيه صبغة والإرشادية التطورية. النقطة الآن القائد الخامنئي وهو من كبار علمائنا، والكثير من أبناء هذه الأمة يتبعون فتاواه وآراءه وهو الرجل الخبير في الأمور الفنية، خبير في الأمور.. عندما أقول خبير يعني خبير، خبير في الأمور الفنية، وناقد ضخم في هذا المجال، يعني نريد أن نقول هناك توافق ليس هناك درس ديني، لا بل هناك توافق ديني مع حياة.. ومن حياة الفن، الإنسان بلا فن كرسي، الإنسان بلا فن حائط، الإنسان مع الفن إنسان..

كوثر البشراوي: صحيح.. صحيح..

محمد علي السخيري: فيجب أن ندرك الواقع طبعاً يجب أن لا نترك الفن ينقلب إلى ضده. فهذا.. هذا الأمر هو الذي نحذره ونخشاه.

الصحوة الإسلامية والإعلام العربي

كوثر البشراوي: الصحوة الإسلامية والإعلام، موضوع خطير جداً، وهذا الموضوع تشعر بتخبطه.. بتخبطنا نحن-كإعلاميين- في أجهزتنا العربية والإسلامية، وتشعر أن مساره غير واضح، البعض يحاول أن يؤسلم القناة، يقوم بالعكس لكي يتحرر من الأسلمة، فمن خلال (الفهرستهناه)، هناك عناوين فعلا مثيرة حسب رأيك يعني معالم الصحوة على المستوى الإعلامي كيف تترجمها أو كيف يعني تحددها وأنت تعرف أنه مشكلة الإعلام.. إن الإعلام ليس غول.. ليس شبح الإعلام هو مجموعة أفراد، عندهم أسماء.. عندهم انتماءات، فلا نلوم هذا الوحش بل نلوم أشخاص معينين ساهموا في بعض الأحيان في أبعاد كثير من الانتماء الأصلي بأنهم وهموا أنفسهم بكل احترافهم بكل سلامة مخارج حروفهم، بكل جلال وجوههم، لا يملكون أدني مواصفات الانتماء إلى أوطانهم أو إلى إسلامهم، كيف يمكن أن تحدث الصحوة أولاً في عقر الإعلاميين أنفسهم؟

محمد علي التسخيري: قبل كل شيء يعني تثيرين الكثير من المسائل الحساسة في عالمنا اليوم، سؤالك في الواقع هو الصحوة الإسلامية اليوم حقيقة، وإن حاول البعض إنكارها ما عندهم جماهيرنا الإسلامية تملك من الإيمان بالغد أكثر بكثير مما كانت الجماهير تملكه حتى قبل 50 عاماً، يعني قبل 50 عاماً أو ما يزيد كان العالم الإسلامي أصلاً كله محتل، العالم الغربي احتل العالم الإسلامي إما عسكرياً وحتى الدول التي كانت تملك نوع من الاستقلال كانت محكمة من قبل عناصر عميلة مثل إيران آنذاك، كان يحكمها نظام الشاه، أو تركيا كان يحكمها أتاتورك، يعني العالم كان محتل والأمل كان ميت، في حين اليوم الجماهير تملك أمل كبير أن يأتي يطبق فيه الإسلام على كل جوانب الحياة، يعني هذا أمل جماهيري، وهذا معلم من معالم الصحوة، وهذا معلم من معالم الصحوة، أن الغد لابد أن يحصل، من معالم الصحوة -ومعالمها كثيرة- أن الاتجاه الجماهيري اليوم نحو تطبيق السنن الإسلامية والالتجاء إلى الإسلام، والإيمان بأن العادات الاجتماعية يجب أن تستقي من الإسلام، من معالم هذه الصحوة الإقبال على فهم الإسلام، أصلاً اتفاق كل علماء العالم الإسلامي على أن الإسلام يستطيع أن يقود الحياة ويحل مشاكلها، هذه معالم من المعالم الصحوة الإسلامية، الإعلام.. الإعلام الجيد.. تقصدين الإعلام في عالمنا الإسلامي، هذا الإعلام يجب أن ينسجم مع الواقع القائم، يجب أن ينسجم مع هذا الواقع القائم أولاً ليؤصل عناصر الصحوة، وبعد أن أنه يعني يخدم قضية التوعية، يخدم قضية البناء العاطفي والشعوري، بناء المشاعر الإسلامية يخدم قضية التوعية، يخدم قضية توعية الأمة بالأخطار التي تواجهها، أنا أقول أن الإعلام يحتاج لأن يستقي معالم حركته من القرآن، من قرآننا الكريم يخاطب الأمة في يوم من الأيام يقول لها انظري إلى العدو الذي هو في نفسه متآكل، والذي هو نفسه في صراع، انظري إلى هذا العدو كيف يتحد، العالم الغربي من يدرس تاريخه يجد أنه تاريخ صراع، وتاريخ قبلي وتاريخ يعني.. يعني يكفي أنه أغرق العالم الإسلامي في حربين عظيمتين عالميتين، هذا العالم اليوم يتحد، متحد حتى مع أميركا التي تخالفه في مصالحه، عندما يتحد الغير أليس علينا الآن أن نتحد نحن، القرآن يقول هذا في عبارة.. عبارة تقول (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ) يعني إن لم تتحدوا مثله، إن لم يكن بعضكم أولياء بعض، (تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)، يعني هذا أسلوب إعلامي قرآني، تنبيه للأمة بوحدة العدو المهاجم، فهل أنت متحدة؟ فهل تعين الأخطار والتحديات التي تواجهكي؟ العولمة اليوم.. العولمة.. العولمة اليوم في الواقع عملية أمركة لكل العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أمركة باسم العولمة هذه الأمركة اليوم تواجهنا وتتحدانا فماذا فعلنا؟ فماذا نحن فاعلين للمواجهة أنا أعتقد إن الإعلام يجب أن يعيش آلام أمته وآمالها.

كوثر البشراوي: سماحة الشيخ كلامك طبعاً جميل وأنا مجبرة أن يعني أقطع على كلامك -بعد إذنك طبعاً- أعود إلى.. إلى يعني عملية مش حتى نقاط، عملية مهمة في كلامك، لما تقول أنه هذا الإعلام يعكس الواقع القائم، من المفروض هكذا تكون الأمور، نظريتك صحيحة، لما تنظر الآن إلى إعلامنا بصورة عامة بكل البذاءات اللي فيه هو يعكس الواقع العام، بكل العري اللي فيه هو يعكس الواقع العام، بكل اللا انتماء اللي فيه هو يعكس الواقع العام.

محمد علي التسخيري: في الحقيقة أقولها بحرقة قلب وبأسف شديد أنه لا لي أن أقول الإعلام الموجود في العالم الإسلامي لا بل حتى الإعلام الإسلامي لم يؤدي دوره المطلوب، حتى الإعلام الإسلامي المبتلى بأمراض التبعية للحكام وللأهواء الفاسدة والتبعية للأهداف الاقتصادية ومجموعة من المحتكرين للإعلام مبتلي، لا أقول كله يعني، أتحدث عن صفة عامة موجودة، الإعلام الإسلامي مبتلى بضعف الأساليب، مبتلى بضعف الكوادر…

كوثر البشراوي: وضعف الميزانيات

محمد علي التسخيري: وضعف الميزانية بلا ريب، وعندما أقول الإعلام يجب أن يعكس الواقع لا أريد أن أقول أن يعري هذا المجتمع أمام الآخرين، أن ينقل ما لا يجب نقله للآخرين، ولكن عليه أن ينسجم مع توجهات هذه الأمة، أعتقد أن توجه الصحوة الإسلامية من التوجهات العامة التي يحاول الأعداء أن.. أن يغطوه بالتراب، يعني أريد أن أوضح شيئاً، الاستراتيجية الجديدة لأميركا والتي نشرت عام 97 تطرح فكرة القطبية الواحدة لأميركا على العالم، يعني لا تسمح حتى لأوروبا أن تعلن عن نفسها أمام القطبية الواحدة، هذه استراتيجية تشير إلى عدو ضخم لها، تسميه الإسلام المسلح، وتقصد به الدعوة لتطبيق الإسلام، سواء كانت.. كانت مسلحة أو غير مسلحة، هي.. يعني الاستراتيجية.. هي تعلم أن طرح الإسلام يعني القضاء على أهدافها ونفوذها التوسعي، زين، هناك الكثير من عملاء أميركا، ويعملون على طمطمة هذا الاتجاه الإسلامي الكبير، أفليس من الحري بالإعلام الذي يدعي أنه يعيش مع الجماهير أن يعرض هذا الاتجاه الجماهيري، ويعمل على تقوية هذا الاتجاه الجماهيري، بدلاً من الطمطمة وبدلاً من التهمة وبدل من الافتراء وبدل من أن يضع العقبات، أليس من الحري لهذا الإعلام أن يعكس هذا الاتجاه الجماهيري الكبير؟..

الحرية الإعلامية وارتباطها بواقع الأمة الإسلامية

كوثر البشراوي[مقاطعاً]: نعم، يسمح لها يا سماحة الشيخ، وأنت عارفة أنه لولا في إيران هناك حكومة إسلامية لما طلع إعلام الإسلام بكل.. أخطاء اللي فيه، بكل النواقص اللي فيه، يعني معذرة ليه طلع الإعلام الإسلامي حتى الخواص، حتى أصحاب رأس المال الحر إذا سميناه حر- لما قاموا بمشروع إسلامي يعني إسلامي بس تبع المساجد فقط، وكأن الحياة أو خارج المساجد ليس إسلام بل هذاك حياة يعني، كأن الإسلام أصبح مقترن فقط بالشهادة والموت وهذه الأشكال التي يرفضها الفكر الإسلامي أيضاً، وفي نفس الوقت أطرح سؤال آخر هل الموجود في العالم العربي مثلاً -على الأقل أنا أحكي عن النماذج التي أعيها وأعرفها- هل الموجود يمثل المجتمعات الإسلامية حتى إذا كانت بعيدة عن الإسلام، هل تسقط عليهم صفة إعلام إسلامي بكل العري اللي فيه، يعني هو موقف محير يعني، تصف من بماذا ومن ينتمي إلى ماذا؟

محمد علي التسخيري: هذه الحيرة صحيحة وطبيعية، ولكني أريد أن أقول أولاً تحدثتي عن وجود جوانب في المجتمع وجوانب أخري، أنا أشير إلى نقطة واحدة، وهي أن الإسلام يعني هناك نظريات.. 3..3 نظريات في علاقة المسجد بالحياة، يعني علاقة تقول أن الحياة كلها يجب فصلها في المسجد، وعلاقة تقول أنه يجب أن نفصل بين المسجد والحياة، وكلتا النظريتين بقوا باطلتان لا حصر الحياة في المسجد صحيح، ولا الفصل بين المسجد والحياة صحيح، والفصل بين المسجد والحياة صحيح، التصور الإسلامي الصحيح هو جعل الحياة كلها من مسجداً يعني توسعة روح المسجد لتشمل للحياة، ليشعر الإنسان المسلم المؤمن هكذا علمنا الله، أنه في كل مكان.. في كل خدمة حتى وهو.. وهو يصنع فيلماً، حتى وأنه يبني طائرة، حتى وأنه يقود جيش، هو في الواقع يعبد الله، هو توسعة روح المسجد لتشمل الحياة، أنا لا أفصل بين حركة حياتية وحركة الحياة كلها لدى الإنسان المسلم الواعي هي خدمة لله، وحتى أن المرحوم الشهيد المفكر الكبير الصادق صاحب اقتصادنا كان يقول يمكنك أن تجعل دائماً في مدد في سبيل الله أن تكون في سبيل الناس، يعني في كل عبارة جاء في سبيل الله يأتي فيها في سبيل الأمة في سبيل الخدمات الاجتماعية، إذا نظرنا للحياة بهذه الصورة، حينئذ نجد أن الإعلام الذي يركز على جانب العري.. جانب الانحراف، في الواقع يخون قضية الأمة ويخون قضية الإسلام، وإذا كان وراءه سلطة، فتلك السلطة خائنة، وأعتقد أن تليفزيوناتنا وقنواتنا التي تروج لهذا الأمر ليست فقط خائنة، وتعمل على.. ضد الإسلام، هي خائنة لقضيتها.. خائنة لذواتنا العربية والإسلامية، لأنها تميت فينا تصورنا الإنساني الكبير، وتصورنا الحضاري الكبير، وتحولنا إلى.. إلى تافهين.. إلى تافهين يعولون الجنس ويعبدون المال ويعولون المصالح الراهنة فلا نخاف نحن من سيطرة هذه الحالة العامة ونستطيع أن نتأكد أننا إذا فهمنا أنفسنا، نستطيع أن نرجع إلى الحالة الطبيعية.

كوثر البشراوي: نعم، سماحة الشيخ، ماذا أو كيف ترد الآن، وأنا كأنني أسمع وشوشة بعض المشاهدين يقولون أنه لا.. أنه لا يملك أحد حق إلغاء الحريات الخاصة تحت مسمى الحريات وتحت مسمى الانفتاح، ما يحدث في الكثير من إعلامنا الإسلامي يعني من باب وجودنا في العالم الإسلامي، يعن يمش بضرورة انتماءنا إلى الفكر الإسلامي، إن هذه ليست خيانة، هذا انفتاح وأن الفكر الذي أنت بتطرحه الآن هو قيد من قيود التحرر، هو ربما العائق دون وصول مجتمعاتنا إلى العولمة الراقية، إلى الأنسنة الراقية، إلى المرأة التي لا تقل عما سواها في أوروبا وفي أميركا، كيف تجيب والتهمة صارخة؟

محمد علي التسخيري: العولمة كما أشرتي يعني هي في الواقع يعني ظهور معنى الذات اليوم، يراد لنا أن نغترب عن ذواتنا العربية الإسلامية، يراد لنا أن نغترب حتى عن ذاتنا الإنسانية، أن نتحول إلى لُعب أو شو نسميه بعض..

كوثر البشراوي: الدمى نعم

محمد علي التسخيري: دمي.. في اللعبة الأميركية الآن..

كوثر البشراوي: يعني ترمز إلى نظرية المؤامرة.

محمد علي التسخيري: بلا ريب يعني هناك تآمر دولي كبير، أصل أنا أعتبر العولمة مو بس أنا، الجماهير الواعية حتى في الغرب تعتبر العولمة مؤامرة على الثقافة الإنسانية، مؤامرة حتى تحاول أن تتدخل في التشريعات الداخلية للشعوب من خلال المنظمات الدولية، أعود إلى واقعنا، أريد أن أقول أننا شعارات العولمة وشعارات حقوق الإنسان هي شعارات جميلة نحن نعيشها.. نحن نعشقها.. نحن نعشق حقوق الإنسان.. نحن نعشق الحرية نحن نعشق الحياة، نعشق العولمة، نعشق الأنسنة، لكن لا نسمح لأنفسنا بالانسياق أمام من يستغلون هذه الشعارات لأهداف المريضة لأهدافهم المسمومة، أما ومجال يعني مناسبة للعودة الحرية، الحرية هل هناك مبدأ أعطي الحرية أكثر من الإسلام؟

كوثر البشراوي: لأنك أنت تعي ذلك لأنك انت رجل دين سماحة الشيخ، لكن الناس العاديين يعني، ما أقصد الكثير من الإعلاميين يؤمنون أنه ربما مثلما أنت تقول نظرية العولمة هي نظرية مخيفة وتهددنا، هناك البعض يقول نظرية الأسلمة تهدد وجودنا وحريتنا، طبعاً أنا.. أنا كفرد.. أنا معاك في كل فكر تطرحه، لأنه هناك لكن نحن نحكي عن واقع المرير فيه هو اقتناع البعض بأن هذا سلب لحريته، لا فقط لا يعي الفكر الإسلامي، لا فقط هو بعيد كل البعد عن الانتماء الإسلامي، هو لا يملك أي يعني بوادر صحوة إسلامية، زد إلى ذلك هو يتباهى بذلك، ويمسك سيف الحجة ويقول لك لأ، أنت على خطأ ونحن على صواب.

محمد علي التسخيري: الآن نحن نقول عندما.. عند فيصل يعني عندما يتحاور إنسانان هناك أمور تفصل.. فاصل هي هذا المحور يعني إذا هذا الفاصل أيدني فالطرف الآخر يؤيدني، وإذا أيد الطرف الآخر فأنا يجب أن أؤيده، يعني الحقيقة يجب أن تكون هناك فواصل، أنا أعتقد هناك أمور فيصل إما أن نعتبر الإسلام القرآن فيصل، باعتبارنا كلانا نؤمن.. طرفين يؤمنان بالإسلام، أو نعتبر الوجدان أن هو الفاصل، يعني يجب أن يكون هناك طرف فيصل وحكم هو الذي يقضي بين المتحاورين، أما إذا تركنا الأمور على عواهنها، هنا يستطيع أن يقول الإنسان الشيوعي يقول أنا تقدمي والإنسان الرأسمالي يقول أنا تقدمي وأنت رجعي، إذن يجب أن تكون هناك فواصل تحكم ما هو التقدم، من.. من أية نقطة عند اقترابنا يكون تقدماً والابتعاد عنها يكون رجعياً، يجب أن نتفق على هذه النقاط حتى نتحاور، في مجال الحرية أنا لا انطلق من انطلاق إسلامي الآن، أنا أريد أن أقول لو جعلنا الوجدان حكماً، الحرية المقرونة بالوجدانية ما هي؟ الحرية اللي مقبولة وجدانياً هي الحرية التي ترتضيها فطرة الإنسان، يعني أنا قلت لكم أن الإنسان بفطرته هي التي تشخص أن هذا الموجود حيواني وإنسان، ليش نقول عمل هذا الإنسان عمل ليش؟ لأنه لا يصغي لمعرفته، لنجعل الفطرة حكماً، ثم ندرس الحرية، نجد أية حرية هي المنسجمة مع الفطرة، وأية حرية هي المخالفة للفطرة، هل حرية سفك الدماء منسجمة مع الفطرة؟

كوثر البشراوي: لا يمكن.

محمد علي التسخيري: هل الحرية.. حرية الجيش الإسرائيلي الذي صنع هذه الجرائم منسجمة مع الفطرة؟ هي محكومة ومدانة من قبل الفطرة، حتى ولو صرخت أميركا ألف مرة، حتى ولو صرخ (بوش) ألف مرة بأن الجيش الإسرائيلي يدافع عن نفسه فإن الوجدان البشري الفطرة تقول أن هذا العمل عمل إجرامي، نحن إذا.. لو حكَّمنا الفطرة الإنسانية لوجدنا أن الحرية المطلقة أمر سخيف، يعني أن يكون الإنسان حراً مطلقاً بما يفعل، فإذن الحرية يجب أن تكون محدودة، يعني هم يقولون حرية الإنسان محدودة بحرية الآخرين..

كوثر البشراوي: الآخر، صحيح.

محمد علي التسخيري: جيد، أنا أقول لا المعيار مو حرية الإنسان محدودة بحرية الآخرين، لو فرضنا أنا ما أريد أن أعتدي على حريتكي، لكن أقتل نفسي، إذا أريد أن أقتل نفسي، الفطرة تقول بهذا العمل جريمة، الانتحار الفطرة بهذا العمل جريمة، حتى ولو ما مسيت بحرية الآخرين، إن المعيار هو الفطرة والوجدان، يجب أن ندرس إذن كل أنماط الحرية الإعلامية.. الحرية السياسية.. الحرية الشخصية الحرية الاقتصادية.. الحرية الفطرية، كل هذه يجب أن نحكمها إلى الوجدان، وبالوجدان يقول لنا بصراحة أن كل عمل يقف ضد تكامل الإنسان يجب المنع منه، كل عمل يضرب تكامل الإنسان ويقف عقبة أمام تكامل الإنسان يجب الوقوف أمامه، لأنه لا يعد مسموحاً العمل على ضرب إنسانية الإنسان، والإسلام سمح بالحرية إلى هذا الحد، كل حرية تخدم تكامل الإنسان وتخدم مسيرة الإنسان المنسجم منطقياً يسمح بها الإسلام في كل المجالات، أما إذا انقلبت الحرية إلى ضدها وراحت تعمل على ضرب مسيرة الإنسان، هذا هو الأمر الذي يقف أمامه، هل يسمح الإسلام للاستكبار العالمي العام أن يصنع جرائم، لأ يعتبره مذنب، الفرعونية تعتبر جريمة ضد الإنسانية، القضاء على العقل والوعي يعني أنا أشرب الخمر، إذا شربت الخمر لا.. لا يعترف بأنني اعتديت على حريتكي أبداً، ولكن أنا أهدرت طاقة عقلية إلهية تعالى.. إلهية، هذا العمل يقف أمام الإسلام ولا يسمح له، ليس مسموحاً لي بأن أعتدي على نفسي، وأعتدي على عقلي، لا بل أن أذل نفسي، هناك روايات تؤكد إن الله أوكل -مضمونها- أوكل للمؤمن شؤونه كله، يعني شؤونه كلها إلا أن يذل نفسه، يعني ما مسموح لي إن أنا أذل نفسي، حتى ولو لم أعتدِ على الآخر.

كوثر البشراوي: فما بالك بالآخر.

محمد علي التسخيري: فإذن يجب أن نجعل المعيار هو الفطرة والوجدان ثم نحاكم، وسوف نجد أن الإسلام سمح بالحرية في جميع المجالات إلا أن تضرب فطرة الإنسان وإنسانية الإنسان.

[فاصل إعلاني]

خطورة الانفصال بين الصفقات الإعلامية وأخلاقيات المجتمع

كوثر البشراوي: طبعاً سماحة الشيخ، أنا مجرد يعني تلميذة من آلاف التلاميذ الذين يحظون بالجلوس أمامك، لذلك ما أقدر على كلامك، لكن أنا منطلق حديثي هو وضع خاص أيضاً يعيشه الكثير من الإعلاميين العرب، هو أنه بعض قنواتنا الممولة من جهات عربية مسلمة بأموال ربما تأتي من بنوك إسلامية يمنع فيها الحجاب على المرأة، ولو ما كان لبعض المواصفات التي نفتخر بها أنا وأنت في بيوتنا، لكن لا يُسمح لها في إطار الـ business في إطار الصفقة الإعلامية التي من أهم مهامها جلب مال وليس إعطاء شيء من الأطر الأخلاقية أو احترام أدني مواصفات الأخلاقيات في المجتمعات.

محمد علي التسخيري: أنا..

كوثر البشراوي: بحزن أقول هذا..

محمد علي التسخيري: أنا.. أنا أيضاً حزين، لأنه عندما يكون المعيار هو جذب المشاهد بأي أسلوب، جذب المشاهد وترويج البضاعات أداة إعلامية وتجارية عندما يكون الهدف تجاري، لا أريد أن أشكك في أهداف أخرى وراء التجارة، عندما يكون الهدف تجاري والهدف التجاري فوق كل القيم فهناك الانسحاق، وهناك معني الذات مع الأسف الشديد، وأنا أيضاً حزين لهذا التوجه لدي الإنسان الذي يحمل ويدعي أنه يمكن الإصلاح.

كوثر البشراوي: لأ، والمهزلة في الموضوع قد يكون مالك المكان الإعلامي ومديره زوجاتهم محجبات وبناتهم محجبات.

محمد علي التسخيري: مع الآسف.

كوثر البشراوي: ويعتكفون في رمضان في مكة، أناس ملتزمون على مستوى حياتهم الفردية، ولكن على مستوى الصفقة يتاجرون بكل شيء

محمد علي التسخيري: مع الأسف الشديد، وأنا أعرف بعض هؤلاء، وأعلم كثيراً بوجود مثل هذا.. هذه الازدواجية النقيض.

كوثر البشراوي: وهي ظاهرة كبيرة على فكرة.

محمد علي التسخيري: مع الأسف.

أهمية منظمة المؤتمر الإسلامي في ظل الوضع السياسي العربي الراهن

كوثر البشراوي: أريد أن أسألك حول منظمة المؤتمر الإسلامي التي.. التي تنضم إليها أنت كأحد الخبراء، ما فائدة منظمة المؤتمر الإسلامي، وأحكامها وقراراتها غير ملزمة على أحد؟ هذا أولاً، وما الفائدة أنها هي التي نبتت بعد حرق المسجد الأقصى؟ هي التي اليوم لا تنبت شيء لحماية الأقصى معذرة أقول هذا الكلام ومعذرة على قساوتي في هذا الكلام، أيش تبيع المنظمة يعني؟

محمد علي التسخيري: حقيقة أنا لا أعتبر إيجاد منظمة المؤتمر الإسلامي خطوة غير مفيدة، أعتبرها مفيدة، ولكن العيب ليس في منظمة المؤتمر الإسلامي، العيب في الإرادة السياسية للدول التي تشكل هذه المنظمة، يعني منظمة المؤتمر الإسلامي وعاء يجمع هذه الدول ويوحد إرادة هذه الدول.. إرادات هذه الدول، ولكن إذا كانت الإرادات هي هذه مبتلاة بضعف في ذاتها، في ذواتها ماذا تفعل منظمة المؤتمر الإسلامي؟ أنا أعتقد أن آليات هذه المنظمة أيضاً تحتاج إلى إصلاح، وأعتقد أن قدرة الإلزام في هذه المنظمة يجب أن ترتفع، ولكن كل هذا المعني فرع أن تكون هناك إرادة سياسية قوية للدول المشكلة لهذا المؤتمر للوصول إلى المستويات الراقية، أما إذا كانت الدول هي نفسها غير راغبة في ذلك.. فماذا نتوقع من هذه المنظمة؟

أنا أعتقد أن الأمر يحتاج إلى إيجاد إرادة سياسية قوية في الدول المشكلة، وأما ما هو الطريق؟ لا طريق إلى ذلك إلا ضغط الجماهير في هذه الدول، يعني العلماء في هذه الدول، فئات هذه الدول يجب أن تضغط على حكوماتها لتوجد فيها إرادة سياسية فاعلة وحينئذٍ فمنظمة المؤتمر الإسلامي على الأقل في هذا الظرف وعاء جيد لا أريد أن نستغني عنه فعلاً، وعاء جيد لتوحيد أو لإيجاد تعاون أكبر لتحقيق أهدافنا.

صحيح ما تفضلتي به، يعني خطوات هذه المنظمة ميتة ونشاطاتها غير فاعلة خصوصاً ونحن أن القضية الفلسطينية تُسحق تحت أقدام الصهاينة ولا صوت لها، حتى مجرد صوت.

كوثر البشراوي: نعم، على ذكر هذا الواقع سماحة الشيخ هناك من يتوقع من باب قراءة المستقبل أن قادتنا قادة العالم الإسلامي سيزدادون قسوة علينا.. علينا كشعوب. وعلى النخب المفكرة والمثقفة والفاعلة، لأنه انفضحت الأمر وسقطت الأقنعة ولم يبق سوى مزيد من القسوة على يعني تحت مظلة هذا.. هذا الواقع المزعج، هل يمكن أن نجد بديل للإذن السياسي أو الضوء الأخضر السياسي إذا بقوا هم على جبروتهم أو إذا بقوا هم على خوفهم، أو إذا بقوا هم على مصالحهم التي تمت لنا بصلة، هل فكرنا في بديل؟

محمد علي التسخيري: أعتقد أن البديل القوي الذي يخدم حتى الإرادات السياسية هي.. هو إحساس جماهيرنا بقوتها وقدرتها، إحنا

كوثر البشراوي[مقاطعةً]: تحت قمع زعاماتها…

محمد علي التسخيري[مستأنفاً]: يا سيدتي.. يا سيدتي، جماهيرنا تمنح حكامها قوتهم، جماهيرنا هي التي تمنح هؤلاء القوة، في الواقع وإن لم تكن تشعر بهذه الحقيقة، لكن الذي يعطيهم الجبروت هو تخاذل الجماهير، أو تخاذل النخب، أو تخاذل المثقفين، أما إذا صممت الجماهير على أن تحقق ذاتها وصممت النخب على أن تحقق أهدافها، فإن الحاكم لن يقف لحظة أمام تحركها مطلقاً، يعني أمامك ما شاهدته في فنزويلا ما شاهدته حقيقة تآمرت أميركا وقلبت نظام الحكم فصممت الجماهير على إعادة الحاكم المنتخب، وهناك الكثير، الآن جماهير إيران، الجماهير في إيران وقف العالم أمامها، روسيا وأميركا والغرب وكل الدول وقفت خلف الشاه تنصره، لكن الجماهير صممت على أن تصنع نصرها مهما بلغت تضحياتها، أنا كنت أرى أن الجماهير عندما تتحرك في شوارع كانت الدبابات تتجه إليها، الجماهير تسجد لله تعالى، تتجه لله وتسجد، الدبابات كانت ترتجف أمام هذه الجماهير، يعني بديل الإرادات السياسية وبديل الإذن السياسي -كما أشرت إليه- هو إرادة جماهيرنا ونخبنا ومثقفينا أو علمائنا، هؤلاء يجب أن يغيروا ما بأنفسهم حتى يأتي التغيير الإلهي (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) البديل هذا، ولا طريق غير ذلك، إذا أردنا أن نبقى نمتلك موقعاً تحت الشمس.

كيفية التغلب على العقلية الانهزامية وعقدة النقص في العالم الإسلامي

كوثر البشراوي: اسمح لي أختتم بسؤال سماحة الشيخ بصورة عامة لما تتاح لنا فرصة الإجازة الصيفية، يعني الإنسان يلم شوية فلوس لكي يتوجه إلى باريس، إلى لندن، إلى سويسرا لكي يحظى بفسحة جميلة، ومن يتوجه إلى القاهرة أو المغرب نقول مسكين غلبان يعني جيبه ما كان كافي لكي يتوجه إلى ما أرقى من ذلك، كيف يمكن أن نغير هذه العقلية المخزية واللي أنا كنت أنتمي إليها مدي ثلاثة أرباع عمري، ولم نكشف أنه نحن، ربي أعطانا في هذا العالم الإسلامي من الجبال ومن السهول، ومن الغابات، ومن الأنهار، ومن البحار ما.. ما لم تره عيني لا في كلورادو ولا في واشنطن، ولا في لندن وأنا أعيش في لندن، كيف يمكن أن نقنع الناس أنه يا جماعة نصف ميزانيتك تكفيك لكي تنتعش مرتين بحرية مع عائلتك مع زوجتك مع أبنائك بكل حريتك وفي بلدانا الإسلامية؟

محمد علي التسخيري: يعني أنا أعتقد أن هذا أيضاً مرض من المرض الأصلي، يعني لو أن الإنسان المسلم يعيش إسلامه على قدر يصدق مع ذاته كمسلم ويفكر على مستوى الأمة، حينئذٍ مشاعره حتى تسليته، وحتى تجواله، وحتى عطلته وحتى يعني تعامله الاجتماعي كل هذه الأمور تحل وتصب في مسير معين، يعني ما أشرت له إنما يمثل تصور مرير ويمثل انسلاخ عن المسؤولية عامة…

كوثر البشراوي: وعقدة نقص.

محمد علي التسخيري: مع الأسف عنده عقدة نقص وإلا في عالمنا الإسلامي معالم سياحية رائعة، هنا في شمال إيران هناك طريق يمتد ثلاثمائة كيلو متر، طرف من البحر وطرف منه جبل وبين البحر والجبل غابات رائعة، وهناك في الدول الإسلامية والعربية معالم سياحية ضخمة لو قررنا.. لو عشنا تلك المشاعر وقررنا أن يكون تعاملنا مع هذه المشاعر لا مثلاً كانت سياحاتنا في عالمنا الإسلامي، وكانت أموالنا تنفق في داخل، بنائنا. أريد أن أقول كلمة واحدة يا سيدتي: التعامل التجاري بين الدول الإسلامية لا.. لا يتجاوز الـ 10% في حين 90% من هذا التعامل يكون مع الغرب.

كوثر البشراوي: لأن لا نثق لا في أنفسنا ولا بضاعاتنا ولا..

محمد علي التسخيري: أصلاً، في حين أن السودان لو تُزرع زراعة جيدة يمكنها أن تغدي العالم الإسلامي فقط السودان، في حين أننا لو رجعنا إلى إمكاناتنا لاستطعنا لا أن نحقق الاكتفاء الذاتي، بل لنمول الآخرين، بل لنغذي الآخرين، بل لنجعلهم يعتمدون علينا بدل أن نعتمد عليهم، مع الأسف هناك انسلاخ وانهزام في داخلنا.

كوثر البشراوي: وتعقيباً على كلامك سماحة الشيخ يعني من النقاط المزرية أيضاً أنه بمقدوري ومقدورك بمقدور أي إنسان أن يحصل على تأشيرة سفر إلى بريطانيا وإلى أميركا، في حين في بعض الأحيان ممكن ينتظر أربعة أسابيع على السفارات، مصر، تونس، السعودية، اللي تحب؟

محمد علي التسخيري: هذا هو الألم

كوثر البشراوي: يعني.

محمد علي التسخيري: هذا هو الألم الكبير.

نسأل الله أن يعيدنا إلى وضعنا ويعيدنا إلى دواتنا لنشعر بأننا أكبر من هذا الواقع، وأننا نملك ما يوصلنا إلى حالة أكبر من هذا الواقع.

نسأل الله أن يعطينا وعي أنفسنا، يعني في الأدعية اللهم عرفني نفسي، اللهم عرفني نفسي، أنا إنسان، أنا وريث الأنبياء، أنا إنسان لي.. لي طريقة حضارية، يعني القرآن يقول يعني في ختام الحديث أنا أقول: القرآن يريد للأمة الإسلامية أن تكون طليعة حضارية، يعبر عن الطليعة بكلمة الشهادة ويخاطب (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)، هنا الشهادة بمعنى الأسوة القدرية، بدليل (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) كيف الرسول هو قدوة لكم؟ أنتم يجب أن تكونوا قدوة للحضارة الإنسانية على الناس (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) لو وعينا أننا نملك هذا المقام مقام القدوة الحضارية، حينئذٍ سوف لن نقبل هذه التبعية، وسوف لن نقبل هذه الذلة، هذه الذلة التي عرفتنا إسرائيل كم هي من الدناءة، وكم نحن نعيش وضعاً دنيئاً بحيث تعتدي على نسائنا على أطفالنا، بحيث تذبح أطفالنا وليس هناك فينا ما يدعونا للتحرك والتألم.

كوثر البشراوي: سماحة الشيخ، في الختام أنا أشكر فضلك على كل الزمن الذي قدمته لمشاهدينا الكرام، الله يجازيك ألف خير، والله يكثر من أمثالك، والله ينصرك بحول الله.

محمد علي التسخيري: الله يحفظك، وأنا أقدر فيك هذه المشاعر، وأسأل الله لإعلامنا الإسلامي أن يكون بمستوى الطموح.

كوثر البشراوي: إن شاء الله.

محمد علي التسخيري: إن شاء الله.

كوثر البشراوي: لا أملك أيها الأصدقاء ما أضيف سوف شكركم على حسن الإصغاء والمتابعة، وحتى موعدنا اللاحق أترككم في أمان الله ورعايته، إلى اللقاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.