العراق ما بعد الحرب

المتضررون المدنيون من الحرب الأميركية على العراق

روايات أصحاب البيوت المدمرة جراء الحرب، مجهودات أصحاب البيوت المدمرة من أجل التعويض، التصرف القانوني الممكن لأصحاب البيوت المهدمة جراء الحرب، مدى إمكانية تعاون نقابة المحامين العراقيين مع أصحاب البيوت المدمرة.

مقدم الحلقة:

محمد كريشان

ضيوف الحلقة:

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: عميد مهندس
عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: موظف متقاعد
عبد الجليل المهداوي: محامي

تاريخ الحلقة:

19/05/2003

– روايات أصحاب البيوت المدمرة جراء الحرب
– مجهودات أصحاب البيوت المدمرة من أجل التعويض

– التصرف القانوني الممكن لأصحاب البيوت المهدمة جراء الحرب

– مدى إمكانية تعاون نقابة المحامين العراقيين مع أصحاب البيوت المدمرة


undefinedمحمد كريشان: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من (العراق ما بعد الحرب) تأتيكم كالعادة يومياً من بغداد،

بعد أكثر من شهر من انتهاء الحرب على العراق مازال عشرات وربما المئات من الذين تهدمت بيوتهم، مازالوا يجهلون بالضبط ما الذي حدث، إلى من يتوجهون؟ من سيعوض أضرارهم؟ هل ستدفع لهم الدولة العراقية أو الحكومة العراقية المقبلة التعويضات؟ أم أن هذه التعويضات ستأتيهم من الحكومة الأميركية، وكيف؟ مازال هؤلاء العشرات إذن يجهلون الكثير.

إذن نفتح اليوم ملف هؤلاء الذين تضررت بيوتهم، ونستضيف في الأستوديو اثنين من هؤلاء، يصحبهم محامي، ضيوفنا في هذه الحلقة هم: العميد المهندس عبد الحسين سرحان الفتلاوي، وهو (صاحب بيت تضرر جراء الحرب)، أيضاً معنا في الأستوديو السيد عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي، وهو أيضاً (صاحب بيت تضرر أضرار فادحة)، سنتابع كل هذه الأضرار في هذه الحلقة، ومعنا المحامي عبدالجليل إبراهيم المهداوي، الذي سيساعدنا في تسليط الضوء على بعض النقاط القانونية في هذا الملف.

روايات أصحاب البيوت المدمرة جراء الحرب

نبدأ بضيفنا العميد المهندس السيد عبد الحسين، بالنسبة لبيتك الذي تضرر، وهو في منطقة الزيونة، ما الذي حدث بالضبط؟

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله وأصحابه الغر الميامين، قبل أن أدخل في همومي وهموم كثيرين من جيراني أود أن أحيي (الجزيرة) قناة العراقيين المحبوبة الذي ننتظرها طويلاً، ولكنها أطلت وإن تكن متأخرة بعض الشيء. الحقيقة ما حدث لمنطقتنا الزيونة هو موضوع شائك، ومعقد، ومؤلم، الحرب على نهايتها كان يوم التاسع من نيسان، وكنت قد أخبرت أهلي بأنهم إن صمدوا اليوم، فإن الحرب قد تنتهي بين ساعة وأخرى، حيث كنت أسمع أصوات المجنزرات، ليس ببعيد عنا وفي الساعة حوالي الحادية عشر.. بالضبط في الحادية عشر و45 دقيقة حدث ما لم يحدث في الحسبان حقيقة، وإذا بدارنا قد رُميت بصاروخين..

محمد كريشان: اليوم الثامن.

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: اليوم التاسع.

محمد كريشان: اليوم التاسع.

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: اليوم التاسع في الساعة 11.45 صباحاً، وهي لم تكن عادة مألوفة للقصف في تلك اللحظة بسبب حركة الناس، حيث كان لنا بيتان في قطعتنا.. نحن لدينا قطعة كبيرة.

محمد كريشان: نتابع البيتان معنا الآن على الشاشة. تفضل.

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: بيتان أحدهما جاءت (ربيعتي) من منطقة شعبية سكنية كانت أرادت أن تحتمي في منطقتنا حيث كانوا من سكنة بغداد الجديدة منطقة (…) والجيارة، وكان عددهم عشرة أنفار، وكانوا يسكنون في هذه الدار المجاورة التي كانت خالية، فسكنوا بها قبل بداية الضربة بعشرة أيام، ودارنا الذي نسكن فيها نحن مع تسعة من أفراد عائلتي، وضربنا بصاروخين، وكان الصاروخان من نوع جديد على ما أظن…

محمد كريشان[مقاطعاً]: يعني عفواً الآن اللقطات التي نشاهدها هي لبيوت أخرى تضررت في مناطق مختلفة من بغداد.نعم سيد عبد الحسين.

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: نعم، حيث ضربت طائرة F 16 صاروخين، ولأني أعرف هذه المسألة، هي جزء من تخصصي، أعرفها جيداً، كانت الضربة شديدة للغاية حقيقة، حيث قد كنت أعتقد إننا قد ضربنا بقنبلة نووية، من شدة هول ما حدث، حيث تطايرنا في اتجاهات مختلفة، فكانت النتيجة تهدُّم البيت الأول، واستشهاد ابن أختي وهو طالب في الدراسة الإعدادية، شاب في العشرين من ربيع عمره، وجرح باقي أفراد العائلة جميعاً، كان أخطرهم ثلاثة، أحدهم ابن أختي، وهو أستاذ في الجامعة المستنصرية فيزياء – ليزر، وأختي هي التي كانت مُدرِّسة أو أستاذة في كلية الكندي الطبية في الهندسة الوراثية، أما بيتنا فكان الجرحى ثلاثة من أولادي اثنان.. أحدهما تماثل للشفاء والآخر لا زال نبحث عن من يشفيه، كونه قد كُسرت رجليه ويديه، وفيه شظيتان في الرئة، وهو الموضوع الصعب للغاية في ظروفنا وعدم توافر الأدوية…

محمد كريشان[مقاطعاً]: مازال في المستشفى أم في البيت الآن؟

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: بين البيت والمستشفى.. بين البيت والمستشفى.

محمد كريشان: الله يشفيه.

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: كانت الضربة شديدة لأنه البيت كما أسلفت لحضراتكم قد تحطم البيت الأول، أما البيت الثاني فهو آيل للسقوط حقيقة، وقد دُمِّر كل شيء، دُمرت الأثاث كاملة..

محمد كريشان [مقاطعاً]: نعم نحن زرنا.. زرنا البيتين، هم بيتان متلاصقان، الأول هُدم بالكامل، والثاني تصدع وآيل للسقوط بحكم.. بحكم الضربة يعني.

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: نعم..

محمد كريشان: نعم، سيد عبد الرزاق عبد الجبار، ماذا بالنسبة لما حصل لبيتك وهو أيضاً في منطقة الزيونة؟

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: نعم. بسم الله الرحمن الرحيم، الحقيقة أنا كنت في الساعة الرابعة ظهراً متمدد على السرير لآخذ قسط من الراحة، بعد أن اتصل بنا أحد الأصدقاء قال العراق طلب.. شو اسمه؟ تسليم.. إيقاف القتال، يعني الاستسلام بالنسبة إلى الجيش.

محمد كريشان [مقاطعاً]: في أي يوم هذا كان؟

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: في يوم 8 بالضبط.

محمد كريشان: يعني السيد عبد الحسين ضُرب يوم التاسع، وحضرتك يوم.. يوم الثامن قبل.. قبل يوم.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: اليوم الثامن.. قبله بيوم، فجتني زوجتي اللي كانت على التليفون دا تتكلم هي على صديقي، تيجي تبشرني، قعدتني من النوم، قالت لي أنه الموضوع انتهى، قرروا الاستسلام الجيش العراقي، وإن شاء الله ما أكو شيء، ها الأثناء ما نشوف البيت ينهدم علينا.

محمد كريشان [مقاطعاً]: هذا.. هذا داخل الحي، كانت تليفونات داخلية يعني؟

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: كانت داخلية، لأنها موجودة، فما شعرت إلا أنه كل دا يتطاير حولي، أني كان عندي أحفادي واحد عمره ثلاث سنوات وسنتين فكنت قلق بعد أن شفت ها الأتربة و.. والزجاج كله وقع على رأسي ورأس زوجتي، كنت أصيح على زوجة ابني، اللي هي أم الأطفال دولا فقالت لي: عم مادام أنتم سالمين إحنا سالمين، في الحقيقة إحنا ستة بالبيت.

محمد كريشان [مقاطعاً]: هذا هو بيت السيد عبد الرزاق الذي يتحدث عنه الآن كانت هناك أيضاً سيارات في المرآب تقريبا ثلاث.. ثلاثة..

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: كان ثلاثة واحدة تعود إلي وواحدة لزوجتي وواحدة لابني، وتدمرت نهائيا، إلى حد هسه إحنا ما نملك أي سيارة، فجوا من أقاربنا جماعة قالوا: أنتم وين راح تبقون؟ امشوا عندنا.. أخذونا نبات عندهم بالليل، لأنه البيت كله اتفلش والأبواب تطايرت، حتى عندي أربع نخلات، العصف اللي مال الصواريخ طير رؤوس مال للنخيل علينا، فخلينا واحد من الأصدقاء، وهو يشتغل سائق كحارس بالبيت، وإحنا تركنا البيت، ورحنا نمنا في بيت أقاربنا.

محمد كريشان [مقاطعاً]: أيضاً قصف.. قصف من طائرة.. قصف من طائرة.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: أي نعم، نعم.. نعم، حتى الصواريخ بالمناسبة جا ممثل محطة كندية، ما دا يحكي ويايا، فقال لي (..) يعني إنه شون نجينا بمعجزة، كنا داخل البيت.

محمد كريشان: الحمد لله.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: فـ.. يعني إحنا ما متوقعين أنه راح تنضرب دور سكنية اعتيادية.

محمد كريشان [مقاطعاً]: وربما هذا السؤال قبل أن ننتقل للمحامي السيد عبد الجليل سؤال سريع للسيد عبد الحسين وسؤال سريع لحضرتك، سيد عبد الحسين يعني بيتك لم يكن بالقرب من أي مؤسسة أمنية أو عسكرية أو لموقع تشتبه فيه قوات الائتلاف؟

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: أستاذي، إطلاقاً، يعني حقيقة البيت آمن والمنطقة، بالذات زيونة منطقة جداً آمنة، منطقة تسكنها.. إن صح التعبير – علية القوم من عسكريين ومن مدنيين ومن ناس مختلفين، لم يكن هناك نشاط إطلاقاً لا عسكري ولا استخباري، لم يكن هناك أي تحرُّش بطائرة أو بقوات تحالف على حد علمي، وأنا ضابط من القوة الجوية..

محمد كريشان: أنت في القوة الجوية وفي..

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: في الدفاع.. الدفاع الجوي

محمد كريشان: اختصاص الرادارات والدفاعات الجوية، ألم يكن مثلاً.. ألم تشعر بأنك قد تكون أنت المستهدف مثلاً لا سمح الله؟

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: لا لا، هو البيت.. الصاروخ قد وقع في بيت جاري، هذا الرجل كان أمين عام الصحة في منطقة الحكم الذاتي..

محمد كريشان: يعني كل ما حدث في بيتك هو نتيجة الارتجاج الذي أصاب بيت جارك؟

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: نعم.

محمد كريشان: يعني القذيفة لم تأت مباشرة على بيتك؟

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: لا لا، القذيفة وقعت عن بيتي بالضبط حوالي أربع أمتار، يعني مركز القذيفة إذا (…..) الحقيقة..

محمد كريشان: بالضبط.. بالضبط.. بالضبط.

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: مركز القذيفة وقعت، ولكن يعني إذا فسرنا ها هندسياً كمحل هندسي، فهي تدمر بزاوية قطرها.. أو بدائرة قطرها حوالي 500 متر، حتى وصلت التشظية إلى الشارع العام وهو شارع الربيعي.. شارع التجاري وتحطمت زجاج المنطقة كلها.

محمد كريشان: نعم، سيد عبد الرزاق، لم يكن حولك ولا بالقرب منك أي..

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: ما أكو، لأنه حتى شكينا بوقتها أنه المدارس استخدمت فرُحت أنا فتشت المدرسة بعد الضربة مالتنا، ما أكو بها أي أثر لأي سلاح ولا أي عتاد أو مخزن، وإنما فقط مدرسة ومتروكة ما أكو أحد يداوم بها، لأنه خلال الحرب تدري الدراسة انقطعت وإلى هذا..، فهم هذه يعني الاعتبارات مع الأسف الأميركان أخذوها إنه صدام خلى الأسلحة مالته بنص الدور السكني أو المدارس أو كذا، يمكن استخدمها في بعض الأحيان اللي يحتاجها، لكنه عندنا بمنطقتنا ما أكو.

محمد كريشان: نعم، سيد عبد الجليل قد استمعت للروايتين، لا أقول ما موقف القانون، ولكن على الأقل ما الذي يمكن أن يقال في هذا الشأن؟

عبد الجليل المهداوي: بسم الله الرحمن الرحيم، بالنسبة إلى الأضرار، تقسم إلى قسمين من حيث القانون، القسم الأول: هي الأضرار المادية، وتشمل الأضرار البشرية والأضرار التي تصيب المنازل والعقارات، أما الأضرار المعنوية، فهي ما تصيب المتضرر من ألم وحسرة ولوعة على المفقودين، والمتضرر يستحق التعويض إذا كان هناك علاقة سببية بين الفعل وبين الضرر، أي النتيجة، ولما كانت قوات التحالف هي التي أطلقت صواريخها على الدور السكنية، ولم تكن مواقع عسكرية.. حسب ما جاء بأقوال الإخوان الجالسين معنا والمتضررين – وعليه فتكون قوات التحالف ملزمة بالتعويض عن الأضرار التي أصابت الإخوان الأضرار المادية والمعنوية، لأنه الضرر حدث بفعل الطائرات والصواريخ، والنتيجة حصلت وهو الضرر، عليه يكون التعويض ملزم إلى القوات الأميركية والبريطانية أي قوات التحالف.

محمد كريشان: نعم، باعتبارها هي التي قامت بالفعل، وباعتبارها..

عبد الجليل المهداوي: هي التي قامت نعم.

محمد كريشان: الآن هي التي تسيطر على..

عبد الجليل المهداوي: أكو هناك علاقة سببية بين الفعل، وهو إطلاق الصواريخ، وبين النتيجة أي الضرر اللي أصاب الإخوان.

محمد كريشان: نعم، سنخوض أكثر في موضوع التعويضات وموضوع المساعي التي بُذلت من قبل هؤلاء، مثلما ذكرنا في البداية شهادات السيد عبد الحسين والسيد عبد الرزاق هي مجرد نماذج مما حصل لعشرات في العراق، نتابع شهادات بعض المتضررين من القصف، وقد كانت في مناطق مختلفة، في اليرموك، في المنصور وفي العطيفية.

محمد كامل الهيتي (مدرس رياضيات): بتاريخ 22/3 الساعة 7.30 سقط صاروخ أميركي على داري والمتآلفة من دار كبيرة ومشتملين.. عدد إلي يسكنون بها 21 شخص، ثلاث عوائل، الحقيقة الصاروخ دمرَّ سبع بيوت في هذه المنطقة، ما كنا موجودين، ومسألة يعني الآن أنا أطفالي مثلاً أضطريت أنقلهم إلى مدينة هيت في الأنبار 170 كيلو متر غرب بغداد، وأنا مثل ما شفتوا ساكن عند الجيران، لأن أنا مدرس ولازم ألتحق بوظيفتي، فرجوعي إلى هنانا يعتمد على إعادة بناء البيت أي جهة رسمية لم.. لم تتكلم معي، اتصلت بالهلال الأحمر السعودي حقيقة وعدوني وما أعطوني نتيجة، الهلال الأحمر العراقي مجرد وعود إلى أن تقوم دولة وأنا في نيتي -إن شاء الله- أقابل الحكومة الأميركية، لأن أنا.. أنا إنسان بسيط وعسكري وما عندي أي صفة أخرى أقاضيها على الأضرار اللي سببته لبيتي وكذلك الأضرار المادية والمعنوية يعني كلاهما.

فاضل سلمان الإمام (مهندس مدني متقاعد): أنا الحقيقة لم أفكر في موضوع تعويض، لأن الاعتداء واضح، السلطات الأميركية اعتدت على منطقة سكنية وكل الدور اللي مجاورة إلي كلها مناطق سكنية، ما كان منها ما.. ما ينتظر إنه من المعتدي إذا أقدم له طلب أن استرحم من عنده، أنا مو فيه لوضع ليعني وقوف ذليل أمام معتدي يدمر البلد ويدمر (الأرض) بحجة وجود شخص ما مهما كان شكله، يعني حتى ولو كان رئيس دولة، فما.. ما.. لا يجوز لهم أن يقصفوا منطقة بها عدد من الدور حوالي ثمان دور، قسم من عندها تصدع.. تصدع جزئي وقسم كلي، أربعة دور تدمير كامل بالكامل، فمن الظلم على نفسي أن أشعر أنه أنا آجي أتوسل على شخص معتدي أن أطلب من عنده تعويض..

محمد هادي محمد ( من سكان منطقة العطيفية): في منتصف الشهر الرابع قامت مجموعة من القوات الأميركية بتفجير عتاد متروك من قبل الجيش العراقي، وكان أغلبيته من عتاد مدفعية 130 ملي، فقاموا بتفجيره في منتصف الشهر الرابع مما أدى إلى سقوط مثل ما دا تشوف تقريباً عشر بيوت حرق مع تدمير بها حتى جميع أثاثهم انتلف، وكذلك جرحى على سبيل المثال مسكن هنانا حوالي ثماني جرحى في بيت واحد، بالنسبة للأهالي إحنا راجعنا الجهات الأميركية، الجهات الأميركية ما.. ما أنطت أي نتيجة لمراجعتنا إلهم، إحنا راجعناهم حتى نشوف ولو ضوء أخضر لتشيك الأضرار، ومن ثم إحنا نهدم البيوت ونبنيها مثلاً بس نريد ضمان الحقوق يعني ضمان لتثبيت الحالة، يعني اللي هي عليها، دائماً الجهات الأميركية يقولون هذا مو بالوقت الحاضر، هذا وقت مستقبلي، إحنا تيجي شركات، وتيجي جهات مسؤولة عن هاي الحالة، الجهات العراقية مثل الهلال الأحمر سجلنا الحالة اللي عندهم، لكن هم الناس يعني يقولون إحنا متطوعين فقط، سجلنا لكم إياها على سبيل التطوع يعني مواطنين متطوعين في الهلال الأحمر وسجلوا هذه الحالة.

محمد كريشان: إذن هناك مَنْ تضرر خلال الحرب، هناك من تضرر بعد انتهاء الحرب بفعل تفجير عتاد متروك، مثلما تابعنا الكل بذل مساعي حسب اجتهاده ولكن ما من مجيب، نسأل السيد عبد الحسين بالنسبة إليكم ما هي المساعي التي قمتم بها؟ هل تلقيتم أي اعتذار، أي مسعى من قبل جهات أميركية أو غيرها؟

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: الحقيقة مِلنا أسبوع زمان بعد الضربة، إلا أنه في أحد الأيام وكنت في محاضرة ألقيها في الجامعة في كلية الهندسة في جامعة ديالا، حيث أقوم بتدريس أحد المواد العلمية هناك، أخبرني ولدي الأوسط زيد قال أن سيارة فيها ضابط أميركي برتبة كبيرة مع ردف من السيارة قد جاءوا إلى باب دارنا واعتذر وذهب، إلا أنه بعد ذلك بحوالي أقل من أسبوع جاء نقيب أميركي ومعه مجموعة يبحثون في البيت المجاور عن ضربة وشظايا، فتكلمت معهم وشرحت لهم أسلوب الضربة، وكيف كانت من طائرة F16 ودعوتهم إلى البيت ودخلوا مدجَّجين بسلاحهم وقمنا باستضافتهم، إلا أني لاحظت إن 2 منهم قد صوبوا بنادقهم نحو صدورنا، فالتفت إلى النقيب وقلت له: سيادة النقيب كان من الأجدر بك أن تقرأ تاريخ العرب جيداً، نحن العرب إذا دخل ضيف بيتنا حتى لو قد قتل أحد أقربائنا أباً كان أم أخاً فهو آمن، فاعتذر الرجل وقال نحن -مع الأسف – لا نعرف صفات العرب، فارتاح قليلاً، وبعد ذلك استقبلني رائد في للتعويضات، والرجل أيضاً قدم اعتذاره وطلب مني أن أصوِّر له الموضوع تحدثنا كثيراً عن تخصصي و.. وماذا أستلم من راتب، وما هي رواتبي؟ فأخبرته بأنني.. لما أشاهد شهاداتي حيث أنني لدي ثلاث شهادات، الأولى ماجستير في هندسة الرادار والألكترونيك والثانية ماجستير في هندسة الاتصالات والإلكترونيك، ودبلوم عالي ودبلوم ترجمة، وحتى قال كم تستلم راتباً؟ أخبرته في زمن صدام العظيم استلم 35 ألف دولاراً وفي زمن بوش العظيم أصبحوا 25 فضحك الرجل وقال: لماذا؟ قلت بقدومكم الميمون إلينا قد ارتفع الدينار.. قد سعره، بمعنى أن صار ثلاث آلاف دينار، استغرب الرجل كيف نعمل نحن في هيك الظروف، وأخبرني بأنه بين عشرة إلى أكثر من عشرة آلاف دينار.. دولار راتب الضابط الذي لا يملك شهادات تخصص وإنما هو ضابط، فقلت له: نحن كالهنود، الهندي يشتغل عندكم 50 سنة ويرجع إلى الهند ليبني قمراً صناعياً، وانتهى الموضوع حقيقة ولم يصل إلينا أحد، ولم يخبرنا أحد بشيء، والموضوع لا يزال نحن بدون سكن.

محمد كريشان: نعم، بالنسبة للسيد عبد الرزاق والمساعي التي بذلها نتابعها بعد هذا الفاصل.

[فاصل إعلاني]

مجهودات أصحاب البيوت المدمرة من أجل التعويض

محمد كريشان: سيد عبد الرزاق، استمعنا إلى المساعي التي قام بها السيد عبدالحسين أو على الأقل إلى هذا الاعتذار الذي سمعه وإن كان شفهياً بالنسبة إليكم ما الذي قمتم به، أو ما الذي أو هل من.. من متصل بكم؟

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: بالحقيقة إحنا يعني كنا نتصور أنه بعد ها الكارثة اللي حلت بنا إنه أني من بيت كونته خلال 35 سنة إلى أنه أرض وجدران مهدمة، كنا نتصور راح أحد يزورنا من ها قطاعات التحالف يسأل أحوالنا أيش لون راح نعيش أيش لون نروح، فأنا مضطر أنا وعائلتي تركنا البيت بأيد حراس حتى لا تُسرق حاجياتنا اللي بقت، لأنه البيت ما بقى به باب تقفل ولا شباك ولا كل شيء اللي ممكن نحكم به بيتنا، فاضطرينا نترك أني وأحفادي وزوجتي وزوجة ابني، بقى أبني يروح ويجي..

محمد كريشان: تفضل.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: يروح ويجي إلى البيت وين سكنا إحنا كمؤقت لحماية نفسنا من الهذا..

محمد كريشان: أيوه تفضل.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: فاضطرينا أنه اللي يقولون لنا إنه أكو فلان مكان تراجعون على التعويض يروح ابنى ويتشبث وما أكو نتيجة، مرة جه هذا المصور التليفزيوني مال كندا أخذ من عندنا حديث وقال أنا راح أدز الصليب الأحمر عليكم

محمد كريشان [مقاطعاً]: يمكن أن نتابع أيضاً مرة أخرى سلام لو سمحت (الدامجتو) الخاصة ببيت السيد عبد الرزاق، نعم تفضل سيد عبد الرزاق.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: الصليب الأحمر وراح وما جاء، وجاء شخص آخر قال أكو مراجعة يم فندق.

محمد كريشان: فلسطين، نعم.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: فلسطين، راح ابني هناك وسجل مثل يقولوا له أيش عندك؟ بنية اللي استقبلتها فسجل قال لها بيتنا كله تدمر وإحنا عائلتنا هسه مشتتة، فقالت إن شاء الله نبعث أحد يشوف اللجنة تكشف شيء..

محمد كريشان: جاء.. جاء أحد أم لم يأتِ؟

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: جاء كابتن اسمه (كيلي) بهسه أتذكر اسمه لأن ابنى حفظها.

محمد كريشان: يعني عفواً حددوا لكم موعداً معيناً أم قالوا سيزورونكم؟

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: لا.. لا سيزوروكم.

محمد كريشان: وجاءوا فعلاً.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: وجاء كابتن اسمه كيلي حسب قوله هو أنه مسؤول عن.. عن منطقتنا محلة 710و 712 وعدد أربع محلات من منطقتنا، فقالوا -إن شاء الله – شو اسمه؟ وبعدين نشوف المسؤولين ونقرره، ولهسه ماكو خبر وهذا الحديث قبل تقريباً 20 يوم.

محمد كريشان: تقريبا 20 يوم من .. من موعد الزيارة.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: من موعد الزيارة

محمد كريشان: لم يشرح لك هذا الضابط ما هي الخطوة القادمة؟ ما الذي..؟

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: أبداً أبداً، بس قال أني مسؤول أن أسجل ها الأشياء اللي بها المناطق أنا مسؤول عنها.

محمد كريشان: لم يوضح لك أي خطوة عليك أن تقوم بها؟

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: لا.. لا أبداً، أبداً، قال إحنا راح نقوم بالواجب.

التصرُّف القانوني الممكن لأصحاب البيوت المهدمة جراء الحرب

محمد كريشان: نعم، سيد عبد الجليل في هذه الحالة ما.. ما الذي يجب على كل متضرر أن يقوم به؟

عبد الجليل المهداوي: في الحقيقة وسائل الإثبات عندنا بالقانون العراقي أما أن تكون بالبينة التحريرية أو بالبينة الشخصية، وفي مثل هذه الحالات على المتضرر أن يقوم بإجراء الكشف المستعجل على الدور المتضررة، إلا أن عدم وجود محاكم في الوقت الحاضر يحول دون إتمام هذه.. هذا الإجراء، وعليه من وجهة نظري – أنصح الإخوان أنه يحتفظون بالصور للدور المهدمة، ويهيئون بيانات شخصية أي شهود ويجردون الأضرار اللي متوفرة.

محمد كريشان: يعني الشهود مثلاً يكتفون بتسجيل أسمائهم ولا أقوالهم؟

عبد الجليل المهداوي: شهود من الجيران نعم، والله.

محمد كريشان: أقوالهم ليسوا هم الجهة المخولة.

عبد الجليل المهداوي: لأ هو الأفضل أنه..

محمد كريشان: يسجلوا أسماءهم.

عبد الجليل المهداوي: يسجلون أسماءهم ويطلعوهم على الأضرار اللي أصابت الدور مالتهم، حتى بالمستقبل بعد عودة المحاكم لممارسة أعمالها باستطاعتهم أن يقدمون الدعاوي للمطالبة بالتعويض، فإما أن تكون بواسطة المحاكم العراقية أو بواسطة محاكم دولية، يعني حقهم مضمون.

محمد كريشان: نعم، في السابق عندما كانت الحكومة والنظام قائم في العراق، كان هناك نظام تعويضات على ما .. بالنسبة لكل من يتضرر بيته أو سيارته.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: صحيح، نعم موجود، نعم موجود.

محمد كريشان: لو تعطينا فكرة عن هذا النظام.

عبد الجليل المهداوي: والله هو كان فيه،

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: يعني..

محمد كريشان: نعم..

عبد الجليل المهداوي: يعني كانت تعويضات فورية، أما إصلاح مباشر للأضرار.

محمد كريشان: يعني عفواً فورية يعني من .. من يتضرر بيته يلجأ إلى جهة معينة تقوم بـ..

عبد الجليل المهداوي: إلى.. نعم، لجنة التعويضات في محافظة بغداد مثلاً أو بالمحافظات الأخرى، وهذه اللجنة تقوم بالتصليح وإصلاح الأضرار بصورة مباشرة وفورية، وإذا تعذر ذلك تعويض المتضرر تعويض مادي مناسب يتناسب مع حجم الأضرار التي أصابته.

محمد كريشان: عفواً هذا حتى خلال الحرب؟

عبد الجليل المهداوي: حتى خلال الحروب بتاعة..

محمد كريشان: يعني بالنسبة لسيد عبد الحسين يعني مثلاً لو لم يسقط النظام يوم التاسع واستمرت المعارك لمدة أسبوع أو 10 أيام كان بإمكانك أن تذهب لهذه اللجنة وتستلم بعض التعويضات؟

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: أستاذنا الكريم يقول: اذكروا حسنات موتاكم، كان النظام السابق يعوض خلال 72 ساعة، 72 ساعة نقل لي اليوم بالذات أحد الأصدقاء، قال ايجي الصحاف شخصيا وعوضنى 60 مليون دينار عن داري وعن الجام ثلاثة ملايين دينار خلال ثلاثة أيام، الحقيقة يعني.

محمد كريشان: يعني يستلموهم نقداً.

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: نقداً في اللحظة المناسبة لا تتعدى.. لا تتعدى الفترة الزمنية ثلاثة أيام، يعني قد يستلمهم خلال ساعات أو قد يستلمهم خلال يوم، بس الأمر الصادر من الجهات العليا سابقاً لا تتعدى ثلاثة أيام.

محمد كريشان: نعم، سيد عبد الرزاق أيضاً نفس الشيء لو.. لو كان الموعد مختلف كان بإمكانك أن تستلم تعويض.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: نعم، كانت محددة أنه كل شخص يتضرر في الحرب وهو غير مسؤول عن الضرر يبلغ الجهة.. الجهة تكشف خلال 72 ساعة يعوض نقداً عن الأضرار.

محمد كريشان: كان هناك أيضاً حديث أنه ربما يُسلَّم للمتضرر بعض المواد.. مواد البناء أو يتم تعويضه بـ.. أم أن..

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: … تُعطى له الأفضلية.. تعطى له الأفضلية في مراجعة الدوائر المسؤولة عن صرف المواد الإنشائية.

محمد كريشان: نعم، سيد عبد الجليل إذن في.. في هذه الحالة الكل متضرر الآن يكتفي فقط بإعداد ملفه.

عبد الجليل المهداوي: نعم، إعداد الملف لتهيئته وتقديمه إلى المحاكم عند ممارستها أعمالها أو مباشرة أعمالها.

محمد كريشان: هناك الآن موضوع إعادة إعمار العراق ولها مصلحة خاصة وسلطات خاصة من قِبَل القوات الأميركية وغيرها، هل إعادة الإعمار يشمل هؤلاء المتضررين، أم فقط ما تعرضت له مؤسسات الدولة والبنية التحتية وغيره؟

عبد الجليل المهداوي: والله هذا السؤال يجاوبون عليه قوات التحالف نفسهم، أما بالنسبة إلى المتضررين يعني الأشخاص المتضررين فبإمكانهم إقامة الدعاوى أمام المحاكم العراقية أو المحاكم الدولية للمطالبة بالتعويض وحصولهم على التعويض عن الأضرار التي أصابتهم، أما هذا الموضوع يعني ما أعرف يعني بالنسبة إلى قوات التحالف راح تقوم بالتعويض، أما من الناحية الأدبية فإن الحكومة المقبلة والمزمع تشكيلها يجب عليها أن تعوض المتضررين.

محمد كريشان: ولكن هل.. هل تتوقع يعني ولو أن هذا سؤال افتراضي، هل تتوقع أن تقوم أي سلطة مقبلة في العراق على تعويض هؤلاء بشكل مباشر، أم سيضطرون إلى الدخول في روتين المحاكم وجلسة أول وجلسة ثانية؟ وتعرف القضاء في الدول العربية ربما يأخذ سنوات يعني.

عبد الجليل المهداوي: نعم، هذا يعتمد على نوعية الحكومة المقبلة وتفكيرهم واهتمامهم بمصالح المواطنين، فالأجدر بهم والأفضل أن يعوضوهم تعويض مباشر، وآلا يلجأوا إلى المحاكم، لأن طريق المحاكم طويل، وحتى عند حصولهم على القرارات في دوائر التنفيذ تتأخر.. يتأخر الحصول على المبالغ اللي يحصلون عليها بواسطة الأحكام.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: يسمح لي الأستاذ..

محمد كريشان: تفضل.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: إحنا الحقيقة التعويض مالنا كل سهل، ليش؟ لأنه الحكومة الأميركية مجمدة من أموالنا بالمليارات حوالي 4 مليارات دولار وكسور، فبإمكانها بسرعة أنه تعوض المتضررين وهذا..

عبد الجليل المهداوي: يعني من جهة (…) ملزمة، الحكومة الأميركية وقوات التحالف ملزمة بالتعويض لأن هي التي سببت الأضرار.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: ملزمة، أما إحنا يعني القطاعات المتحالفة و- شو يسموها خلي يسموها – بمسؤوليتها المفروض أنه تسرع في موضوع تعويضنا لسبب واحد وهو أنهم ما بيعوضونا من فلوس ميزانيات دولهم، وإنما من ميزانية دولتنا، راح يبيعوا النفط ويأخذوا الدولار، الأموال المجمدة مالتنا في إنجلترا وفي أميركا وفي الدول الغربية الأخرى إذا انشال ها.. شو اسمه؟ الحصار و..

محمد كريشان: العقوبات..

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: وتجميد الأموال والعقوبات وبكل سهولة ينطونا فلوس وهي مو من جيبهم.

محمد كريشان: نعم، هو على ذكر التعويضات بعد إذنك سيد عبد الحسين هناك لجنة التعويضات التابعة للأمم المتحدة ومازالت إلى الآن تنظر فيما جرى بالنسبة للكويت، وكل كويتي تضرر أو كل تاجر حتى أردني أو دول الجوار ممن تضرروا رفعوا قضايا وملفات لهذه اللجنة وعوضوا، يعني سيد عبد الجليل هل تتوقع أن لجنة التعويضات تستمر في هذه المهمة، أم انتهت مهمتها مع ملف الكويت وهناك ملف آخر يعني؟

عبد الجليل المهداوي: والله هو ملف الكويت يعني يختلف عن ملف العراق، لأنه ملف العراق حالة جديدة صارت، فيفترض أن تشكل..

محمد كريشان: أن تشكل له لجنة تعويضات خاصة.

عبد الجليل المهداوي: تشكل لجنة تعويضات خاصة بالنسبة للعراقيين المتضررين وهذا اللي أني أتوقعها ويمول هذا صندوق التعويضات مثل ما تفضل الأستاذ يعني من الأموال العراقية المجمدة ومن مساعدات الدول الأخرى.

محمد كريشان: نعم، السيد عبد الحسين..

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: ملاحظة.

محمد كريشان: تفضل.

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: حقيقة كنا نعتقد جازمين أن أسلوب الإدارة الأميركية لمعاجلة المشاكل سيكون (المفعلي) إذا ما قُورن بأساليبنا المتخلفة، ولكن أنا لا أريد أظلم أحداً وأبحث عن الحقيقة، كان من الأساليب البطيئة جداً، مرتبكين في قراراتهم، بانيين حولهم سور، أنك لا تستطيع ولا تعرف أنت مع من تتكلم، وكيف تطرح،وما هي الإجابات،كل واحد منهم يقول: سأرفع إلى الذى هو الأعلى، كنت أتكلم مع أحد النقباء اللي زارنا.. وقلت له: إنكم تأخذون ثمن الصاروخ الذي ضرب دارنا من الحكومة العراقية، قال: هذا صحيح، طيب إذا كنتم تأخذون ثمن الصاروخ فلماذا لا تعمرون دارنا؟ واحد.

اثنين: أرجو أن يفهم جميع من يسمعنا إن إحنا في العراق يجوز نختلف عن كل إخوتنا العرب،إنه أنت 40 سنة تشتغل بجد واجتهاد حتى ينتهي عملك بدار وهذه الدار تكلفك كل شيء، قد تبيع سيارتك وقد تبيع مصاغ زوجتك، وقد تستقرض من الناس وإذا أقول هذا ليس عيباً، ولكن وضعنا كان بالصورة التي يعرفها الجميع، نحن جمعنا لمدة 35 سنة فبنينا داراً، وسوف لن نستطيع إصلاحها إلى العشرة سنوات القادمة، ستبقى على حالها، وعلى سبيل المثال لا الحصر أنا في بيتي ابنتي طالبة دراسات عليا في جامعة تكنولوجيا هندسة حاسبات لا تستطيع أن تقرأ، ولكن عليها أن تقرأ، وأنا أستاذ محاضر في جامعة ديالا لا أستطيع أن أقرأ، لأنه باب بيتنا مفتوح للكلاب السائبة – يكرم جناب الحضور وجنابكم- وللقطط ولَّلصوص، يعني إحنا ننتظر ويبدو ليس من مجيب، يعني إحنا كنا في.. في.. في جلساتنا الخاصة في الزيونة، وهذا حق أريد أقوله عليَّ حتى أسمع إخواننا، كنا نعتقد أولاً: إن أبناء عمومتنا سوف ينتخون إلينا، يعني بأمانة نحن تربطنا بدول الخليج أقول العراقيين الشرفاء تربطنا بدول الخليج رابطة الروح والدم، عندما غزى العراقي الكويت بكى كثير من الضباط العراقيين على الكويت، بكينا كثيراً على الكويت، ونَجِلُّ السعودية، ونَجِل كل الخليج، لكن مع الأسف الشديد نحن في مأزق وفي ضيق، ونحن يعني أني أضرب لك مثل رحت إلى المستشفى السعودي، وتربطني علاقة بسعوديين ومنهم أمير منطقة عرعر الأمير علي واشتغلت في المنطقة هناك، وقلت للضابط السعودي أكرموا عزيز قوم لم يذل ولم يفتقر، ولكنه قال لي: لا بل طردني حتى، وذكرته بأننا نحن تاج العرب، نحن العراقيين..

محمد كريشان: ماذا كانت رتبته هذا..؟

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: ملازم أعتقد.. ملازم أو أقل أو عريف كان فظاً ولم أستطع حتى أخبرته برتبتي العسكرية قلت له أنا عميد من الدفاع الجوي، و.. و.. ونحن نحب العرب، يعني.. يعني صدام حسين ما استطاع أن يزيح من قلوبنا حب العرب، هذا الموضوع ضروري أن يعرفونه الناس، والذي نهب الكويت نهب بغداد، والذي باع الكويت باع بغداد، والشرفاء ظلوا على وفائهم، والفرحة العارمة التي كنا نحن ضباط زيونة نتحدث بها بأننا سوف نرى الخير ليس من الأميركان، وإنما سنراه من إخوتنا وأشقائنا وأبناء عمومتنا لما عرفوا به من كرم وغيره وروح، ولكن قلة دواء، قلة أمن ، الأميركان لا ينظرون إلينا نظرة القادم والحقيقة الأميركية صارت حقيقة، الناس قد احتلوا بلدنا ولهم علينا فضل، هذا نقر لهم به إحنا، نعرف إحنا أوضاعنا ونشكرهم على ذلك، لكن أيضاً لا.. لا يمكن أن نظل في هذا التخبُّط العشوائي عشرات من البيوت لا بل مئات من الناس، الآن في زيونة ليس لديهم مكان ينامون فيه، بحَرّ الصيف ولهب الظهيرة، لهذا إحنا من خلال منبر (الجزيرة) حقيقة، هذا المنبر الذي عُرف عن (الجزيرة) يعني.. يعني أنا أقل من أن أمدح (الجزيرة)، الذي عُرف عن (الجزيرة) حرص (الجزيرة) وحرص العرب أن يمدون يد العون إلى العراقيين على شكل دَيْن على شكل تستقطع من نفطنا، إحنا عندنا 16 مليار دولار لا تزال مجمدة في الصندوق العراقي في فرنسا، لا تزال لنا أموال كثيرة عند الدول العربية، الآن ما مهم من يطلب ومَن، ولا نلقى العملية عملية ثأر، المهم إن العراق قد.. قد رجع إلى أحضان الأمة العربية عراق واعي ديمقراطي، استفاد من التجربة، استُفِيد من تجربة العراق، الآن تجربة العراق أبعدت شبح الحرب عن المنطقة العربية 50 سنة، وبناء على ذلك في المنطقة العربية والخليج بالذات والسعودية مرشحين إلى لعب دور اقتصادي قُطْري وقاري ودولي كبير جداً يعني أشكرك إن أطلت عذراً يعني.

محمد كريشان: نعم.. نعم، سيد عبد الرزاق، هل تعتقد بأن ربما الآن مطلوب من حضرتك ومن الأستاذ عبد الحسين ومن أولئك الذين شاهدناهم ومن عشرات آخرين لم نشاهدهم، لأننا للأسف لا نستطيع أن نغطي كل الحالات، هل يمكن أن تشكلوا تحركاً مشتركاً رغم الظروف الصعبة الآن وإمكانية صعوبة الاتصال فيما بينكم؟ يعني نوع من الرابطة، نوع من التحرك المشترك؟

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: والله يعني بصراحة التحرك المشترك يحتاج إلى وسائط نقل، إحنا ما نملك هسه وسائط نقل، وحتى نملك بعض الناس اللي من جماعتنا، فالبنزين.. بترول اللي إحنا أهل البترول ما عندنا، المحطات مرة ابني راح من ساعة بـ 4.30 قابل المحطة إلى الثنتين بعد الظهر يا الله قدر يفوّل سيارته.

محمد كريشان: نعم يعني تقصد من 4.30 صباحاً يعني.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: أي نعم من 3.30 صباحاً قال بابا حتى أقدر آخذ للسيارة اللي قدام إلى الثنتين لما كمل هذا، ثم إحنا يعني نستغرب أميركا اللي جاءت بهذه الدبابات الضخمة وبها السرعة ووصلت بغداد ووصلت الشمال، أيش لون جابتها وما تقدرش تسوي ترجع كهرباء أو ترجع ميه، يعني ما بإمكانها أنه تنقل لنا مضخات، تنقل إلنا مولدات، بس الظاهر يعني دا يعني أنا أقول هذه مذلة إلنا، يعني دا يؤخرون ها الشيء راح يضطرون الشعب كله يترحم على صدام، وأني أقولها الآن يعني النتيجة راح يترحمون على صدام، لأنه صدام بعد الـ90 بشهر أعاد كل شيء التليفونات، والكهرباء والميه.

محمد كريشان: نعم، على كلٍ الأضرار التي أشرتم إليها هي جزء من أضرار عديدة شملت المواطن العراقي في عديد من مناحي الحياة، نتابع مع بعض شهادة رجل بصراوي أوقفه الجنود الأميركيون انتزعوا منه ألف دولار، قدموا له وصل في هذا الانتزاع، اعتقلوه لمدة 18 يوماً، ومع ذلك لم يعيدوا له نقوده، هي قد تبدو حالة خاصة، قد تبدو خارج سياق الحديث عن أضرار شملت بيوت، ولكن فقط لإعطاء فكرة عن أن الأضرار ليست فقط أضرار بيوت وإنما أيضاً أضرار كرامة وأضرار نفوس وأضرار أيضاً في.. في المال وقد يكون غيره كثيرون، نتابع هذه الشهادة.

عبد الستار جبار خلف: عبد الستار جبار خلف، ساكن بغداد الأعظمية من أهالي محافظة البصرة، رايح أشوف أهلي بتاكسي صاعد بالسماوة، الأميركان نزلونا من السيارة وبجيبي ألف دولار، أخذوا الألف دولار وأخذونا اعتقلونا 18 يوم بأم قصر، بعد الـ18 يوم طلعوني وأعطوني كتاب، وما أرجعوا لي فلوسي لحد الآن.

عبد السلام أبو مالك: الكتاب شوفيه؟

عبد الستار جبار خلف: آه،

عبد السلام أبو مالك: شو في الكتاب؟

عبد الستار جبار خلف: الكتاب مذكور به ألف دولار، وقالوا إحنا نشتبه بك وطلعونا. وأطالب بحقوقي، يعني أنا 18 يوم بهدلوني، يعني ما مسوي شيء مو.. ما.. ما عندي سلاح حتى يأخذوني، ما عندي فاد شيء أنا حتى يأخذوني، يعني أنا (جالس) على التاكسي.

مدى إمكانية تعاون نقابة المحامين العراقيين مع أصحاب البيوت المدمرة

محمد كريشان: سيد عبد الجليل، إذا عدنا إلى موضوع البيوت والأضرار ولكل الذين تضرروا سواءً هذه الشهادة أو غيرها، هل يمكن لكم في نقابة المحامين أو كمحامين حريصين على معالجة وتخفيف معاناة الناس أن تحاولوا تنسيق جهودكم في هذا المجال؟

عبد الجليل المهداوي: والله من هذه الناحية أتوقع من نقابة المحامين تشكيل لجنة قانونية لمتابعة المطالبة بالتعويض عن الأضرار التى أصابت إخواننا المواطنين، وأنا أدعو إخواننا المواطنين إلى مراجعة النقابة والتعاون معنا في نقابة المحامين لتشكيل مثل هذه اللجنة القانونية وهو إن شاء الله..

محمد كريشان: وعلى الأقل الأسماء التي سجلت لدى الأميركيين تُسجَّل أيضاً لدى النقابة يعني.

عبد الجليل المهداوي: نعم، لدى نقابة المحامين، ولي ثقة عالية بأن النقابة ستستجيب إلى طلبهم، وأنا سأكون أول المطالبين للنقابة بتشكيل مثل هذه اللجنة، وأنا مستعد لمساعدة إخواني عند حضورهم إلى.. إلى النقابة لتشكيل مثل هذه اللجنة، اللجنة القانونية لمتابعة المطالبة بالتعويضات للمتضررين من قوات التحالف أو من الحكومة المستقبلية التي يعدون بها العراقيين والذي.. والتى طال انتظار تشكيلها والتى عرقلت استتباب الأمن والنظام والاستقرار، حيث أن الحرية قد أعطيت للقتل والنهب والسلب في شوارع بغداد وفي معظم المدن العراقية.

محمد كريشان: نعم، أحد العراقيين على سبيل تأكيد القضية من الناحية المبدئية كان لديه زجاج مكسَّر في البيت، قال: لن أصلحه على الأميركيين أن يصلحوه، ويرفض إصلاحه، لأنه متمسك بأن هذا ليس من مسؤوليته. كلمة أخيرة في نهاية البرنامج سيد عبد الحسين، ثم السيد عبد الرزاق، تفضل.

عبد الحسين سرحان الفتلاوي: والله أنا من يعني من رأيي الشخصي إحنا العراقيين كنا نقدم لدول مجاورة كانت عربية أو غير عربية عندما تحدث بها كوارث المساعدات حقيقة، إحنا اللي نطلبه حقيقة من دولة قطر،تلك الدولة التي تلعب دائماً دولة.. دوراً كبيراً في القضايا العربية، أن على الأقل السيد وزير خارجية قطر يحث القيادة الوسطى الأميركية التي مقرها في قطر أن تتبنى هذا الموضوع وتصدر أوامرها إلى الأميركيين الموجودين للتعويض، لأنه الموضوع لا يقبل تأجيل وشكراً جزيلاً.

محمد كريشان: سيد عبد الرزاق.

عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي: والله أنا أؤيد كلمة الأخ عبد الحسين، وأضيف على أنه إحنا ما حاجة أنه نأخذ من أموال إخواننا الخليجيين، لكن نحث الخليجيين على الأميركان أن يصرفوا ما بذمتهم من أموالنا لا أكثر ولا أقل.

محمد كريشان: نعم.. نعم، شكراً جزيلا لضيوفنا الثلاثة هنا في الأستوديو العميد المهندس عبد الحسين سرحان الفتلاوي، شكراً أيضاً للسيد عبد الرزاق عبد الجبار القرة غولي، وإلى المحامي عبد الجليل إبراهيم المهداوي. كان معكم في إعداد هذه الحلقة عبد السلام أبو مالك وطارق اليعقوبي. الفريق الفني: زياد طه طارق، ثائر الياسري، حيدر الياسري، ورياض محمد عبود، بقيادة المخرج سلام الأمير، تحية طيبة وفي أمان الله.