العراق ما بعد الحرب

الخطوط الجوية العراقية

الأضرار التي لحقت بالخطوط الجوية العراقية، وضع الكادر الوظيفي للخطوط الجوية العراقية، سبل النهوض بالخطوط الجوية العراقية، آفاق ومستقبل عودة رحلات الطيران من بغداد وإليها.

مقدم الحلقة:

محمد كريشان

ضيوف الحلقة:


خالد القيسي: مدير عمليات الطيران- الخطوط الجوية العراقية
عبد الله الجبوري: مدير التدريب المتقدم- الخطوط الجوية العراقية
إياد حمام: المدير التجاري– الخطوط الجوية العراقية

تاريخ الحلقة:

26/05/2003

– الأضرار التي لحقت بالخطوط الجوية العراقية
– وضع الكادر الوظيفي للخطوط الجوية العراقية

– سبل النهوض بالخطوط الجوية العراقية

– آفاق ومستقبل عودة رحلات الطيران من بغداد وإليها


undefinedمحمد كريشان: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله، أهلاً بكم في موعدنا اليومي من بغداد في (العراق ما بعد الحرب).

حلقتنا اليوم نخصصها للخطوط الجوية العراقية، وحركة الطيران في العراق، الخطوط الجوية العراقية، ما هي الأضرار التي لحقت بها، سواء من جراء الحرب أو من جراء سنوات الحصار الطويلة، الأضرار الفنية والبشرية؟

ما هي إمكانيات النهوض والإصلاح لهذا القطاع الذي تضرر كثيراً؟

ثم ما هي آفاق المستقبل، خاصة فيما يتعلق بعودة رحلات الطيران من وإلى بغداد، وحتى الطيران الداخلي؟

ضيوفنا في هذه الحلقة هم السادة، الكابتن خالد القيسي، وهو (مدير العمليات في الخطوط الجوية العراقية)، معنا أيضاً الكابتن عبد الله الجبوري وهو (مدير التدريب المتقدم في الخطوط الجوية العراقية) أيضاً بالطبع، وأخيراً السيد إياد حمام، وهو (المدير التجاري في الخطوط الجوية العراقية) أهلاً بكم جميعاً.

الأضرار التي لحقت بالخطوط الجوية العراقية

كابتن خالد القيسي، ما هي الأضرار التي يمكن أن نعددها بشكل واضح التي لحقت بالخطوط الجوية العراقية من جراء الحرب والتطورات الأخيرة؟

خالد القيسي: شكراً أستاذ محمد، بداية نشكر قناة (الجزيرة) طبعاً لإتاحتها هذه الفرصة أنه نعبر عن رأينا في هذه.. وشكراً جزيلاً.

محمد كريشان: العفو.

خالد القيسي: الأضرار التي لحقت بطائراتنا أو الفنية لم تبدأ في هذه الحرب، وإنما بدأت أصلاً في حرب الـ91، كما تعرفون الحرب صار بها حصار، صار بها قطع غيار ممنوع، بالإضافة إلى عدم الطيران، يعني مجرد الطائرة التي لا تستعمل في الطيران لفترة، تتضرر فنياً، فكيف بهذه السنين أن.. بدون طيران؟ هنالك مضار كثيرة طبعاً للحالة الفنية للطائرة..

محمد كريشان [مقاطعاً]: لكل.. لكل الأسطول تقريباً يعني.. لكل الأسطول..

خالد القيسي: لكل الأسطول، لكل أسطول طائرات الخطوط الجوية العراقية، بقينا على هذا الحال لمدة تقريباً تسع سنوات، وفي 2000.. أغسطس 2000 بدأ الطيران والحالة الفنية للطائرات ليست.. لم تكن (جيِّدة) 100% ولكن كما تعرفون هنالك قرارات سياسية حكومية أنه كبعد سياسي..

محمد كريشان: كسر.. كسر للحظر الجوي..

خالد القيسي: لكسر الحصار مما اضطرينا إنه نطير، وهي.. والطائرات في تلك الحالة يعني..

محمد كريشان [مقاطعاً]: ومع ذلك الحمد لله يعني

خالد القيسي: الحمد لله..

محمد كريشان: لم تحصل.. لم تحصل كوارث جوية الحمد لله..

خالد القيسي: لم تحصل كوارث أبداً واستمرينا بالطيران، والأضرار اللي كملت هذه الطائرات أنه الظرف في الاحتلال الأخير والقصف، تضررت الطائرات، وإحنا.. طبعاً سوينا إحنا شيلنا المكاين، كنا في.. بالقصف حتى لو تضرر هاي الطيارة، نقلنا المكاين خليناها في مكان آمن، طلعنا كل المكاين خلينا..

محمد كريشان [مقاطعاً]: المكاين تقصد محركات الطائرة؟

خالد القيسي: محركات نعم.. محركات الطائرات خليناها.. خليناها في مكان.. فيما إذا لو تُقصف هذه الطائرات أقلها عندنا المكاين، وفعلاً في القصف تضررت كثير من الطائرات حوالي أربع طائرات. شظايا في أجسامها..

محمد كريشان: يعني.. يعني الآن أن نشاهد معاً لقطات لمطار بغداد الدولي، وهو تقريباً خالٍ تماماً من أية حركة جوية أو حركة مسافرين عند.. عندما كانت ظلال الحرب تخيم وأجواء الحرب، إذن كانت حالة من الموت تقريباً تخيم على المطار.

كابتن عبد الله الجبوري، وهو (مدير التدريب المتقدم في الخطوط الجوية العراقية)، ما هي الأضرار الأخرى التي يمكن الإشارة إليها، لأنه ليست فقط أضرار تتعلق بالطائرات أو بالمحركات أو بقطع الغيار، المطار شهد عمليات عسكرية لفترة طويلة ولحد الآن، ونحن في بغداد لا توجد رواية واحدة وثابتة لما جرى في.. في المطار، على الأقل هل لديكم فكرة عن الأضرار التي لحقت بالمطار، قاعة استقبال أو غيرها أو مدرجات أو غيرها من المستودعات؟

عبد الله الجبوري: نعم، الحقيقة قبل ما أدخل بهذا الموضوع، تعقيب بسيط لما قاله زميلي الكابتن خالد، نعم الطائرات اللي كنا نستعملها فترة ما قبل الحرب الأخيرة كانت طائرات قديمة نسبياً، ولكن لا يُسمح للطائرة أن تطير إلا أن تكون مفحوصة 100%، يعني حتى لا يكون المسافرين يتصورون إنه كانوا يطيرون في.. في حالات خطرة، يعني كانت طيارات متواضعة، بس الطائرة لا تطير قبل أن تُفحص 100%..

محمد كريشان: يعني احترمتم المعايير الدولية المتعارف عليها؟

عبد الله الجبوري: الدولية.. سلامة المسافرين كانت الحقيقة أو الهدف الرئيسي، ما (….) هذا كان بالنسبة لنا، وهاي الطيارين (….) علماً إنه لدينا طيارين ذوي خبرات عالية ومهندسين أرضيين ومهندسين جويين ذوي خبرات عالية، هذا الموضوع.

أما موضوع الأضرار، الحقيقة في بداية الحرب الأخيرة يعني الأسبوع الأول يمكن قُصفت عندنا طائرة 727.. من طراز 727، وقصف المدرج.. خلينا نقول الأيسر، في الحقيقة مطار بغداد الدولي الذي سمي الآن، كان فيه مدرجين، مدرج 33 الأيسر، و33 الأيمن، قُصف.. الحقيقة 33 الأيمن لم يكن مستعملاً بكثرة في السابق، لأن كنا نستعمل المدرج الأيمن، الأيسر لم يكن مستعملاً، فقُصف وكنا موجودين في الحقيقة في وقتها في المطار أنا وكابتن خالد والأستاذ إياد، ويمكن شفنا المدرج، الآن لا أعرف ماذا تم، هل أُصلح هذا المدرج، أم لم يُصلح، أثناء القصف أيضاً..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني لا تعرف لأنهم.. لأنكم عموماً لا تذهبون إلى.. إلى العمل..

عبد الله الجبوري: لا.. لا نستطيع الذهاب الحقيقة، حاولنا مرة أو مرتين، أعتقد الكابتن خالد ذهب مرة إلى المطار، ولكنه لم يصل إلى المدرج، حسب علمي..

خالد القيسي: إحنا شفنا وشفت الطائرات عندنا كان مدرج 33 اللي صار، صار معطل، بس بعدين رحت، ودا يستعملوا طيارات وقالوا لنا قسم.. قالوا هذه هسه دا يستعمل اللي أنتم تاركين 11 سنة.. سووه..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني الذي تضرر تُرك، والذي لم يكن مستعمل أصبح الآن مستعمل.

خالد القيسي: أصلحوا الاثنين..

محمد كريشان: أصلحوا الاثنين..

خالد القيسي: الاثنين آه..

عبد الله الجبوري: فهذه بالنسبة للأضرار المادية، بس هنالك أضرار نفسية كثيرة لجميع منتسبي شركة الخطوط الجوية العراقية..

محمد كريشان: نعم، الأضرار البشرية سنتناولها يعني، فقط قبل العنصر البشري ننظر إلى العنصر التجاري.

عبد الله الجبوري: المالي.. التجاري..

محمد كريشان: التجاري، ولو أن ذلك لا يعني بالضرورة أن.. أن.. أن المال أهم من الإنسان، يبقى الإنسان هو أهم من.. من كل شيء.

سيد إياد حمام، الشركة طوال 13 عاماً تقريباً تعاني من أوضاع مالية صعبة جداً، حتى أن بعض التقارير تشير إلى أن مكاتبكم.. مكاتب بيع التذاكر ظلت مفتوحة، ولكنها لا.. لا تبيع التذاكر، يعني مجرد الموظفين يأتون إلا في السنوات القليلة الماضية عندما تحركت خاصة الملاحة الداخلية، الآن ما هو الوضع المالي للشركة؟

إياد حمام: بسم الله الرحمن الرحيم. الحقيقة الأضرار التجارية التي أُصيبت بها الشركة تُقسم على مرحلتين، مرحلة الحصار كانت مرحلة قاسية على الشركة، لأنها لم تفلح في تشغيل رحلاتها خارج القُطر، وهي الشركة أساساً محور عملها الرئيسي كان نشاط خارج العراق، ومعظم المكاتب خارج القطر أُغلقت لعدم جدوى إبقاءها مفتوحة.

وثانياً: لأنه الكلف عالية من موظفين وإيجارات إلى رسوم أخرى، المقار داخل القُطر أُبقي عليها، بس بقيت تمارس نشاطات ثانية، نشاطات ثانوية، الحقيقة كانت بعيدة عن إصدار التذاكر، نشاطات تتيح لنا تحقيق موارد معقولة لتمويل ميزانية الشركة.

في ظروف دخول القوات الأميركية والبريطانية، المطارات أُصيبت بأضرار، في الحقيقة لا نعلم حجم الضرر اللي أصيب بالتحديد، لكن لدينا مكاتب حجز داخل بغداد أصيبت بـ.. أيضاً شملتها حالة السلب والنهب، وتضررت، الموظفين الذين هم عماد الشركة، خلال السنوات الـ13 تسرب الكثير منهم بحكم كبر السن والإحالة على التقاعد، أو محاولتهم لإيجاد منافذ عيش ثانية، انخفض عدد (الميلات) الكلي، وابتعدوا عن التدريب، وابتعدنا عن تحديث المعلومات الذي هو ضروري جداً في عالم الطيران، لأنه عالم سريع في تناول..

محمد كريشان [مقاطعاً]: ولكن مع ذلك سُمح لبعض طياريكم مثلاً بالالتحاق بشركات أخرى للحفاظ على لياقتهم يعني..

إياد حمام: أكيد.. كان عددهم محدود، كان عددهم محدود، وكانت أيضاً فرص التدريب كانت نادرة والحصول عليها صعب، لأنه يجب أن تمول، تمول بتسديد مبالغ التدريب، حصلنا على فرص تدريب من.. من دول صديقة بأعداد محدودة، ساعدتنا على أن نُسيِّر رحلات بعد عام 2000، رحلات محددة، نشطنا في تشغيل رحلات داخلية..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني عفواً الرحلات الداخلية على ماذا كانت تعتمد، خاصة وأن الأسطول الذي يتكون من خمسة عشر طائرة تحديداً كانت موزعة بين إيران وتونس والأردن، يعني ولم تعد إلى.. إلى يوم الناس هذا.

إياد حمام: الحقيقة أُتيح للخطوط العراقية أن تحصل على بعض الطائرات كهدايا أُحيلت لها من الدولة، فاستثمرت هذه الحالة لاستثمارها وصيانتها، وتحتفظ.. كان من حسن حظ العراقية أنه لديها خزين كبير من المواد الاحتياطية ومهندسين أكفاء، ساهموا في أن تظهر هذه الطائرات بالشكل المطابق لمواصفات السلامة، وطيَّارين أكفاء موجودين، فنفذوا بها رحلات ممتازة برحلات يومية، كان لدينا رحلتين إلى مطار البصرة في الجنوب، ورحلتين إلى مطار الموصل في الشمال، واستمرت هذه الرحلات للفترة الأخيرة، ولغاية حالة الحرب.


وضع الكادر الوظيفي للخطوط الجوية العراقية

محمد كريشان: نعم، كابتن خالد القيسي في هذه المرحلة التي عاشتها الشركة، الآن ما هو وضع كادرها، سواءً كادرها الفني من طيارين، من.. من مهندسين، الآن الكل تقريباً في حالة بطالة إجبارية، ما هو وضع الكادر في الشركة؟

خالد القيسي: نعم، والله وضع جميع الكوادر في الخطوط الجوية العراقية في حالة يعني لا يُحسد.. لا يُحسدون عليها..

محمد كريشان [مقاطعاً]: تقريباً عفواً.. تقريباً 2300 موظف في الشركة..

خالد القيسي: 2350 نعم..

محمد كريشان: 2350 نعم.

خالد القيسي: هو عدم.. هسه كطيار، يعني عدم الطيران هو هذا أول أثر نفسي بالنسبة.. السيئ اللي تُرك في نفس الطيار، الطيار..

محمد كريشان [مقاطعاً]: وحضرتك طيار يعني..

خالد القيسي: نعم، يعني كون الطيار..

محمد كريشان: والأستاذ الجبوري..

خالد القيسي: كون الطيار.. هو الطيار خلق أن يطير، يعني مو الطيار يعني يقول له لأ أنت هسه ما تطير في الوقت الحاضر، ونشوف طيارين الغير تصعد وتنزل الطيارات ويحز بقلوبنا يعني نشوف طيارات وهم ما يطيروا، الرواتب الرواتب صار شهرين مثلاً متضررين، قسم من..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني كم.. كم لكم لم.. لم تقبضوا على.. لم تقبضوا رواتب؟

خالد القيسي: الشهرين الأخيرين لم نقبض على.. ما عدا العشرين دولار اللي هم يسموها emergency اللي برأيي الشخصي أنه لا تليق بالعراقيين 20 دولار لا شيء، وخاصة هسه يعني قد.. لأنه عشرين ألف دينار، بعد مناقشات ومداولات، هل ينطونا هاي العشرين أم لا نزال ننتظر الرواتب تعرف المعيشة شويه يعني..، الشهادات الطيار اللي.. اللي ما يمارس الطيران لفترة، يترتب عليه شنو؟ يعني كوني هسه طيار ما أطير لفترة يجب أن أدخل إلى ست أشهر أو ست أشهر لازم أدخل دورة نظرية، لازم أسوي تدريب، تدريب على المشبهات، تدريب عملي، وهذه يعني إذا ما راح نسويه راح يترتب أنه الشهادة تروح، نفاد الشهادة يروح، لأن كلها راح تخلص تقريباً بالشهر السابع، وراها يعني هذا مكلف يعني هَم تدريب، هَم الدورات، ويجب أن تكون خارج القطر، لأنه ما سمحوا لنا، فتحنا هيك موضوع أنه عندنا..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني رغم.. رغم أنه عادت لفترة، وهنا نتابع بعض اللقطات لعودة الحياة تقريباً في فترة من الفترات بعد الـ2000، يعني ربما هذه أعادت لكم بعض الأمل، على أساس عادت الحياة رويداً.. رويداً للمطار، ولكن هذه الحياة لم.. لم يكتب لها الاستمرار يعني؟

خالد القيسي: بالضبط، فهذا اللي شوية يعني ضرر للطيارين يعني، هم ييجوا يقولوا إحنا قعدنا مع أناس من.. ممثلين من (أورها)، من.. ممثلين من قوات

محمد كريشان: التحالف..

خالد القيسي: التحالف، بعدين قالوا لنا بأنه هسه إحنا ما أكو طيران، بالبداية.. بالحقيقة كنا شويه متفائلين، قالوا بأنه OK هسه إحنا الواسطة، وهاي شركتكم، وإحنا بس نساعدكم وأقرب وقت إحنا الطيارين يطيرون -إن شاء الله- بعدين الساعات اللاحقة اللي أنا كنت حاضر بها قالوا لنا لأ بالبداية إحنا لازم نرفع المستوى الفني للمطار، وبعدين وراها من نوصل لمستوى جيد للسفرات بعدين يجون..

محمد كريشان[مقاطعاً]: يعني هذا الكلام متى قيل لكم؟

خالد القيسي: في قبل حوالي أقل من شهر حوالي ثلاث أسابيع.

محمد كريشان: أقل من شهر..

خالد القيسي: قالوا لنا هسه في البداية إحنا، أول مرة اتفائلنا بالحقيقة وبعدين صرنا يعني شويه صار تشاؤم، لأنه قالوا..

محمد كريشان: كابتن جبوري أنت مدير التدريب، في ضوء هذا الكلام ما معنى ذلك؟ معناها أنَّ كل الطيارين وكل الكوادر عليها أن.. أن.. أن يُعاد تأهيلها، أم ماذا يعني؟

عبد الله الجبوري: نعم، الحقيقة في.. في عالم الطيران أي طيَّار يخضع إلى فحوص دورية، الطيَّار والمهندس الجوي وكذا، وحتى فريق الضيافة يخضعون إلى فحوص دورية طبية وفنية كل ستة أشهر، الآن إذا مضت هذه المدة يعني أثناء استمراره بالطيران، وكل ستة أشهر يعاد الفحص مالته والتدريب، إذا تجاوز الستة أشهر راح يدخل.. نضطر إلى إدخاله إلى دورة إعادة معلومات.

محمد كريشان: هذه معايير دولية سيد جبوري

عبد الله الجبوري: نعم.. نعم منظمة الطيران الدولي.

محمد كريشان: الطيران المدني الدولي..

عبد الله الجبوري: فهذا ستاندارد Standard، بالإضافة يعني تعليمات السلامة الجوية موجودة إنه إحنا علينا سلطة أعلى.. اللي هي سلطة الطيران المدني، اللي هي السلامة الجوية، فيجب أن نقوم بإجراء هذه التدريبات من أجل السماح للطيَّار بالطيران، الآن إذا جاوزنا هذه الفترات معناتها راح.

محمد كريشان[مقاطعاً]: التي يفترض أن.. أن.. أن تنتهي خلال شهرين ثلاثة تقريباً.

عبد الله الجبوري: نعم، يعني أنا أستغرب كانت الوعود السابقة قبل حوالي ثلاثة أسابيع نعم بالإمكان العودة والطيران بعد تأهيل المطار، الآن أنا أسكن قريب من المطار، وكثير من الطائرات تهبط وتقلع، ومعنى إنه فيه حركة معناه المطار صالح، فهذا يعني الطيَّار عدوه هو الجلوس والزمن لأنه هو نحن..

محمد كريشان[مقاطعاً]: تكلس..

عبد الله الجبوري[مستأنفاً]: نحن نسير أو نقامر بأعمارنا، إذا جاوزنا لفترة لأن الطيَّار يتقاعد عند سن الخمسين.. الستين عفواً، فالآن من المفروض أنه هو حتى تعاد هذه الكوادر إلى كفاءتها يجب أن يسمح لنا بالمراجعة.. عندنا مركز تدريب في المطار، يسمح..

محمد كريشان: ولكن إذا ما.. إذا ما اعتمدنا الكلام الذي قاله الكابتن قيسي، يعني يفترض الآن أن تجلسوا إلى أن يأتي الجانب الأميركي، ويقول الآن مطلوب دورة تدريبية كذا أو مطلوب دورة تدريبية كذا.. لرفع المستوى الفني للكوادر.

عبد الله الجبوري: لأ.. هي خبر بالسماح…

خالد القيسي: بالسماح بالطيران، هو بالحقيقة طلب من عندنا.. المسؤول على الخطوط، طلب من عندنا الأسماء مثل لأنه إحنا.

محمد كريشان: المسؤول الأميركي.

خالد القيسي: المسؤول الأميركي من يعني من (أورها) قالوا لنا بأنه انطونا الأسماء.. قلت لهم هادولا راح ينتهي النفاذ، راح تنفد (License) مالتهم بشهر تموز، فقال انطونا الأسماء، إديته الأسماء فعلاً على كل طيار شو وقت آخر مرة طار.. هو اللي رادها، شو وقت آخر مرة طار، شو وقت ينتهيها، حتى يقول.. حتى نفكر إحنا بتدريب خارجي، إحنا تفاءلنا بالبداية، بس بعدين وراء الاجتماعات اللاحقة مع مستر (برنت) اللي هو مسؤول وزارة المواصلات، قال لأ إحنا هسه راح تسوِّي المطار وبعدين الرحلات الإنسانية وبعدين بالخطوط، وهذا سيأخذ وقت، من يقول سيأخذ وقت، يعني تصير شوية (depressed).

محمد كريشان: لكن ألم يواجه بأسئلة أنه في شهر يوليو/تموز ستنتهي الأجل بالنسبة للـ.. لـ.. لعدد كبير؟

خالد القيسي: العفو.. لديهم كتاب رسمي موقع مع الأسماء، مع Valid إمتى تنتهي، وقلنا له بأنه إذا بها الحدود، ما حد طار وإحنا كلنا هسه (Valid) نقدر نطير، هم بحجة بإنه لأ إحنا لازم نسوِّي المكاين، وصار ثلاثة أسابيع يريدون يسوون المكاين يصعدوه على الطيارة، مع العلم كل المكاين نزلت من يعني بواسطة مهندسينا الأكفاء نزلوها خلال 60 ساعة، كل المكاين، يعني ثلاثة أيام..

عبد الله الجبوري: 27 محرك..

خالد القيسي: 27 محرك، يعني لما سألت الأميركي قال لي في قد إيش نزلتوها، قلت له: قد إيش تتصور؟ قال حوالي 12 إلى أسبوعين، قلنا له بخمسين ساعة نزلناها، وهسه دا يخلوهم.. يخلون المكاين بمكان حتى نصعدها على.. على.. نصعد المحرك على الطائرات، وإحنا نسووها بالإخوان المهندسين والفنيين، سوَّوها بالـ.. بالعراء والله العظيم أنا كنت حاضر..

عبد الله الجبوري: تحت القصف..

خالد القيسي: بالقصف وقولنا لهم لأنه يا.. نزلوا، هسه أكو قصف، وأصروا المهندسين والفنيين أنه ينزلون المكاين لأنه عندهم وقت لازم ينزلوها، وهسه دا يقولون لنا بأنه دا يخلوا لنا مكان، إحنا بالعراء نزلنا المكاين، بالعراء، انطونا أي مكان، هذا المطار كله ماكو مكان، هذا اللي يخلينا شوية..

محمد كريشان: إذن كابتن قيسي هذا.. هذا الوضع يزيد الأمور التجارية والمالية سوءاً بالنسبة للشركة.

[فاصل إعلاني]

محمد كريشان: سيد إياد حمام، إذا كان الوضع سيئ بسنوات الحصار وازداد سوءاً بالحرب الأخيرة؟ يبدو إنه سيستفحل في ضوء ما كنا نتابعه من تعطل الماكينة لعديد الطائرات ولتدريب الطيارين وغيره؟

إياد حمام: نعم، الحقيقة الخطوط الجوية العراقية شركة عريقة لها تاريخ عتيد، أُسست في عام 1946، ونتشرف بأنها عضو في الاتحاد الدولي للنقل الجوي، وعضو في الاتحاد العربي للنقل الجوي، ساهمت في شكل فاعل مع زميلاتها في قطاع الطيران بنقل المسافرين والشحن والبريد، ونحس إنها يمكن أن تؤدي دوراً كبيراً لو أُعِيد تأهيلها، وأُتيحت الفرصة لطياريها وفنييها، ومهندسيها ومكاتبها بأن تستعيد نشاطها، ولدينا أمل، يجب ألا نفقد الأمل، يعني مع.. مع الزمن يمكن أنه نصبر، لكن مع هذا نحن شركة.. شركة طيران، ولنا اسمنا التجاري، ولنا موقعنا في.. بين زميلاتنا في شركات الطيران الأخرى، وحالياً نمتلك القدر البسيط الذي يؤهلنا للطيران بشكل محدود، ولدينا عقود موقعة سابقاً كانت موقوفة بسبب الحظر الجوي.

محمد كريشان: ما.. ما مصيرها الآن هذه العقود؟

إياد حمام: لدينا وعد من شركة إيرباص التي تعاقدنا معها عام 1990 لشراء خمس طائرات جديدة في حينها، وهذا العقد مازال ساري المفعول، لكنه جُمِّد بسبب الحظر الاقتصادي على.. على العراق، لدينا..

محمد كريشان[مقاطعاً]: قد يجمد الآن ربما أيضاً بسبب الصفقات بين الإيرباص والبوينج يعني هل.. هل لديكم تفكير في مثل هذا الاحتمال؟ وارد أيضاً.

إياد حمام: نعم أكيد، الحقيقة هي أن النظرة المستقبلية لتاريخ الخطوط ليست واضحة المعالم، وتتضح معالمها يوماً بعد يوم، ربما مع.. بالحوار مع المنسق المكلَّف بمتابعة شؤون النقل الجوي في العراق، ونحن باجتماعات مستمرة معهم، لكننا نلاحظ بأنهم يولون أهمية لتأهيل المطار قبل أن يعطوا نفس.. يعني بشكل متوازي تأهيل أو إعادة تأهيل الخطوط الجوية العراقية بنفس القدر من الاهتمام.

محمد كريشان: نعم يعني موضوع تأهيل المطار، فهمنا موضوع المدرج اليمين.. المدرج..

إياد حمام: هذا يخصه أبنية ومدارج..

محمد كريشان: لكن مثلاً المطار بالداخل ما الذي يجري به الآن؟ هل لديكم فكرة أنه (…) ترميم قاعة الاستقبال أو أجهزة تفتيش الأمتعة؟ يعني هل.. هل لديكم معلومات أنه يعاد ترتيب المطار لـ.. ليكون جاهز في المستقبل؟

إياد حمام: المعلومات محدودة -أخي الكريم- محدودة جداً بسبب صعوبة الدخول كموظفين اعتياديين، لإنه ليس هناك دوام رسمي أو مخولين بالدخول.

محمد كريشان: يعني الآن المطار كله مسيِّر من قِبل الأميركيين، لا يوجد أي موظف عادي أو قديم من الخطوط الجوية العراقية لأ..

إياد حمام: لا.. ليس من الخطوط، وإنما هناك موظفين من السلطة المختصة، وهي المنشأة العامة للطيران المدني العراقي المسؤولة عن بناية المطار، وإحنا نتكلم عن مطار واحد فقط، لدينا ثلاث مطارات في العراق، لدينا مطار في الشمال في الموصل، ولدينا مطار البصرة الدولي..

محمد كريشان: وهذا ما.. ما واضح

إياد حمام: لا.. لا نعرف الوضع الحقيقي لأنها أصيبت بأضرار محدودة خلال القصف، لكن ما يجري في المطار يسير بشكل يعني بطيء لنقل، أو يعني ما.. ما يجري في بناية المطار، نعم نقدر أنه تعاد تهيئة المطار للطيران، بس يجب أن تسير معها بشكل متوازي تأهيل الخطوط، لأننا حالياً بحاجة لو.. لو أردنا أن نطير أو نعيد نشاطنا بحاجة إلى الاشتراك بنظام حجز آلي معتمد، بحاجة إلى إعادة تدريب (ميلاكتنا)، بحاجة إلى افتتاح مكاتبنا في خارج القُطر، نحتاج وقت، يعني الاستمرار بهذه الحالة من التباطؤ لا يخدمنا، يعني لدينا الوقت وممكن أن نستغله لكنه هناك تأجيل.. تأجيل للنظر بوضع الخطوط الجوية العراقية الذي ننتظره بصبر.

سبل النهوض بالخطوط الجوية العراقية

محمد كريشان: نعم، كابتن قيسي هناك أوضاع إدارية داخل الخطوط الجوية العراقية لا نريد أن.. أن نخوض في تفاصيلها، لأنه قد لا.. قد لا تهم كثير، ولكن على.. على الأقل هي جانب مهم من هذه الأوضاع التي تعيشها الشركة، الآن أنتم لديكم نادي أغلبكم تجتمعون فيه تقريباً يومياً، وتتدارسون الحالة والأخبار، هل لديكم تصور لتحرك مشترك بين الموظفين، بين الطيارين حتى تشكلوا قوة ضغط ربما على قوة الاحتلال، لإعادة النظر في هذه المسائل؟ والشعور بأن القضية ملِّحة لأنها تعني 2300 موظف، يعني 2300 عائلة مورد رزقها وتأهلها الفني مرتبط بعودة الحياة إلى المطار؟

خالد القيسي: نعم، صحيح، إحنا في الاجتماعات الأخيرة مع المسؤول لوزارة المواصلات، أعطانا التوجيهات.

محمد كريشان: مرة أخرى المسؤول الأميركي.

خالد القيسي: المسؤول الأميركي مستر برنت.

محمد كريشان: حتى تكون الصورة واضحة.

خالد القيسي: لا.. لا هو ما عندنا هسه مسؤول عراقي.

محمد كريشان: حتى تكون الصورة واضحة.

خالد القيسي: ما عندنا إلا أميركان بس، أعطى توجيهات في اجتماع موسع في (….)، وقال: أرجو أن تخبروا موظيفكم بكل ما يجري في هذا الاجتماع، أولاً: ممنوع الانتخابات.

ثانياً: ممنوع نقل أي موظف..

محمد كريشان: عفواً ممنوع الانتخابات لـ.. لـ..

خالد القيسي: ما يصير الانتخابات.

محمد كريشان: داخل.. داخل الإدارة.

خالد القيسي: داخل إحنا كإدارة، إحنا كشركة خطوط، ممنوع انتخابات.

محمد كريشان: كشركة نعم، يبقى.. يبقى الوضع كما هو.

خالد القيسي: كما هو، ممنوع تطِّلع أي موظف أو ترجع أي موظف إلاَّ بموافقتي.. مستر برنت أو بعد تأليف الحكومة الائتلافية اللي تتأجل شهر بعد شهر، ها التوجيهات يعني بنتناقش بأنه إحنا لازم نسوِّي ضغط وزارة بالـ.. إعلامياً وكذا، هذا شوية يحددنا يعني يحددنا، ولو استمر هذا الإهمال قد نضطر نسوِّي فاد ترتيب ونروح للإعلام، ونقول دا مشاكلنا واحد اثنين ثلاثة أربعة، هذي.

محمد كريشان: هناك قطاعات خرجت في مظاهرات، مثلاً قطاع العمال الكهرباء خرجوا في مظاهرات، قطاعات أخرى في مظاهرات حتى وإن كانت محدودة للفت النظر، هذا لم يحصل بالنسبة للخطوط..

خالد القيسي: لم يحصل لحد الآن.

محمد كريشان: نعم كابتن الجبوري، يعني هناك نوع من انسداد الآفاق تقريباً يعني فيما يتعلق بوضع الشركة فنياً وبشرياً يعني، كيف ترى في هذا الوضع إمكانية نهوض معينة؟

عبد الله الجبوري: والله المعروف عن الكوادر العراقية هي كوادر صبورة وقوية الشكيمة، والدليل موجود إنه بعد حصار 13 سنة رجعت الكوادر العراقية وطارت في فترات قياسية، ما دام القوى البشرية موجودة، من الممكن أن ننهض، وننهض من جديد، واحتمالية إنه عندما تتضح الصورة يجب في هذه الحالة تغيير أسطول الخطوط الجوية العراقية لتواكب طائرات العالم الحديثة، لأنه معظم الطائرات الموجودة.

محمد كريشان: تغيير أم يعني إنشاءه من جديد، يعني اعتبار الأسطول القديم لا.. لا وجود له.

عبد الله الجبوري: قد يُلغى.. قد يُلغى مبدئياً ولفترة قصيرة هناك فترة.. سوف تكون فترة انتقالية، الفترة الانتقالية سوف تستعمل هذه الطائرات في محيط الشرق الأوسط والخليج العربي.

محمد كريشان: صالحة لذلك.

عبد الله الجبوري: نعم صالحة، والرحلات الداخلية، أما الرحلات إلى أوروبا والشرق الأقصى البعيد، لأنه العراقية كانت تُسيِّر رحلات إلى طوكيو، فهنالك بعض الاحتياجات الفنية لا توجد في طائراتنا، الطائرات الحديثة نعم مجهزة فيها، وتدريجياً يمكن أن يتغير الأسطول تبع العراقية، طائرة بعد طائرة أو طائرتين، ويمكن استئجار طائرات الآن، معظم الشركات تستأجر طائرات لفترة طويلة، فممكن الكادر موجود، المادة موجودة، العراق بلد غني، العراق كان من الدول المانحة لغاية عام 1990، كان يمنح إلى صندوق الطفولة، وكان يمنح إلى بعض منظمات الأمم المتحدة وبعض الدول الفقيرة، فإذن المادة البشرية موجودة، المادة.. النقود أيضاً موجودة، فممكن..

محمد كريشان: لكن هل.. هل لديك تخوف أنه هذه الفترة الضبابية، الآن تؤدي ربما إلى نزيف في الشركة، يعني ربما بعض الطيَّارين يريد التوجه إلى الإمارات أو إلى غيرها للعمل..

عبد الله الجبوري: أستاذ محمد، هذا حدث.. هذا حدث في فترة.. بعد الـ 91 حدث، يعني كان كادر الشركة من الطيارين والمهندسين الجويين لغاية عام 1991 يتجاوز الـ 300، 300 طيار ومهندس جوي، الآن الكادر اللي عندنا.. عندنا 85 طيار، وعندنا 31 مهندس جوي. فهذا يعني عندنا طيارين.. يعني بحدود 30 طيار في.. في جنوب شرق آسيا، عندنا طيارين في منطقة الخليج، عندنا طيارين و.. يعني موجود، فهذا نعم قد يأتي، والحالة النفسية الآن، لأنه الطيار مثل ما قال الكابتن خالد إنه خُلق ليطير، والطائرات خُلقت لتطير أيضاً..

محمد كريشان: وكان.. وكان هناك نفس تحدي عندما وقع حظر.. اختراق حظر الطيران وكانت هناك مشاهد فرحة.

عبد الله الجبوري: نعم، مشاهد فرحة..

محمد كريشان: مشاهد فرحة على أساس.. لمواطنين مع أول رحلات طائرة.. هو كان.. نعم.

عبد الله الجبوري: نعم اللي حدث في شهر أغسطس 2000..

محمد كريشان: وكانت حتى رحلات الحج تتم أحياناً في.. بتحدي لقرارات حظر الطيران، ولو أنه لم يكن هناك قرار قانوني شرعي دولي يحظر الطيران، الآن.. الآن.. نعم.

خالد القيسي: العفو أستاذ محمد، بالحظر كانوا يتكلموا معانا الأميركان لما كنا نروح بسفرات التحدي يحكون معانا، يقولون.. ينطونا موقع الطائرة ما أعرف أيش، ويقولون هذه المنطقة ممنوعة في بلدنا، يقولون هاي منطقة ممنوعة، وإحنا ما يصير التنبيه هاي (No Fly Zone) وترى احنا ما نخاف عليكم من عندنا، وإنما نخاف عليكم من المدافع العراقية..

محمد كريشان: الدفاعات الأرضية.

خالد القيسي: وكنا نسمعها من الأذن اليمني ونخرجها من الأذن اليسرى.


آفاق ومستقبل عودة رحلات الطيران من بغداد وإليها

محمد كريشان: أستاذ إياد، الآن وقد ورُفعت العقوبات عن العراق، نظرياً وعملياً بإمكان الطائرات الموجودة في تونس وفي الأردن وفي إيران أن تعود، بالنسبة لتونس موجودة، ويبدو أنه جرت عمليات صيانة في السنتين الماضيتين، بالنسبة للأردن موجودة رابضة، لا أدري إن كانت جرت عمليات صيانة أم لا.

عبد الله الجبوري: جرت.

محمد كريشان: كابتن جبوري يقول جرت.

عبد الله الجبوري: نعم.. نعم.

محمد كريشان: بالنسبة لإيران وضع مختلف، لأن هناك قول بأن الإيرانيين استعلموا هذه الطائرات وأدخلوها في رحلاتها، نريد التأكد من هذه المعلومة، وما الذي سيحصل بالنسبة لهذه الطائرات، هل تتوقعون أن تعود في ظل هذه الظروف، أم في ضوء ما سيجري ستتضح الصورة؟

إياد حمام: يا أخ محمد نتمنى أن تعود، أما ما قيل عن طيرانها واستعمالها من قِبل إيران فلم يؤكده مصدر رسمي.

محمد كريشان: يعني هناك حديث أنه الأميركيين طلبوا من الإيرانيين الآن وقد استعملوا هذه الطائرات عدم إعادتها، وإنما دفع معلوم استئجارها على.. في السنوات الماضية.

إياد حمام: نحن نفضل أي شكل من أشكال التعويض سواءً بإعادة هذه الطائرات إذا كان وضعها الفني يلائم، أو تعويضنا عما أصيبت به الخطوط الجوية العراقية من أضرار نتيجة تجميدها في وضعها، لأن.. لأن إيران كانت تمنع إجراء أي نوع من أنواع الصيانة الفنية، ومنعت دخول أي فريق فني فقط لمعاينة الطائرات.

محمد كريشان: كم طائرة عند إيران؟

إياد حمام: خمسة بحدود خمسة طائرات.

محمد كريشان: خمسة، إذن خمسة تونس، خمسة الأردن، وخمسة..

عبد الله الجبوري: ستة في..

إياد حمام: ستة في الأردن..

عبد الله الجبوري: ستة في الأردن، أربعة في تونس..

محمد كريشان: وخمسة في..

إياد حمام: وخمسة في إيران..

عبد الله الجبوري: وخمسة في إيران..

محمد كريشان: نعم، كابتن قيسي هل تتوقع الآن أو هل لديكم تخوفات من أن.. لأن هناك حديث الآن في بغداد أن رحلات الطيران قد تعود، وربما هناك بعض الشركات من الباطن الآن تعمل في مطار بغداد لتحسين وضعه، وبالتالي إمكانية انطلاق رحلات من وإلى بغداد. هل لديكم تخوفات من أن يتكفل الأميركيون بمثل هذه الرحلات وترتيبها ربما بشركات أميركية أو بشركات مستعدة للقدوم؟ هناك حديث عن الخطوط الأردنية، الخطوط البريطانية، ويقع تغييب وتحييد الخطوط العراقية، هل لديكم هذا التخوف.

خالد القيسي: رأيي الشخصي نعم، هنالك تخوف، لأنه في الاجتماعات كان المسؤول.. المسؤول الأميركي على الخطوط الجوية العراقية كان يشوّفنا بعض الشركات ويسألنا يقول هاي مثلاً (أير بغداد) Air Baghdad كذا كذا، هو عنده يعني (..) أشخاص خارج العراق يقول هذه..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني عفواً يعني شركات متقدمة لدى الأميركيين لتسيير رحلات.

خالد القيسي [مقاطعاً]: نعم، هو ويدعي بأنه يقول إحنا لم نوافق، هل تعرفون شيئاً عن هذه؟ أنا بهاي شوية متشائم.

محمد كريشان: لأن هناك حديث عن أي الخطوط الأردنية مستعدة لتسيير رحلة يومية من وإلى بغداد بمجرد أن يعود مطار بغداد الدولي، و"British Air Ways" أيضاً الخطوط الجوية البريطانية لديها نفس الاستعداد، وهناك شركة Virgin "فيرجن" الأميركية.

عبد الله الجبوري: "فيرجن أتلانتك"Virgin Atlantic .

محمد كريشان: فيرجن أتلانتك، أميركية؟

عبد الله الجبوري: لأ إنجليزية.

محمد كريشان: إنجليزية إذن.. إذن قد.. يعني هناك احتمال أن.. أن بعض الشركات العربية والدولية تأخذ الحصة الكبرى والخطوط الجوية العراقية لم.. لم تستعد عافيتها بعد، ما رأيك كابتن جبوري؟

عبد الله الجبوري: الحقيقة الآن العالم بدأ بسياسة الانفتاح الجوي، يعني الأجواء المفتوحة، ما فيه الآن أصبحت الناقل الوطني يتحكم بحركة الطيارات إلى البلد، لكن هذا لا ينفي ولا يلغي دور الناقل الوطني، الخطوط الجوية العراقية يجب أن تنهض وتباشر برحلاتها ثم يسمح المجال، الـ British Air Ways طلبت تريد ثلاث رحلات إذا كانت British Air Ways طالبة ثلاث رحلات إلى بغداد أسبوعياً، المعاملة.. إذا كانت المعاملة بالمثل إذن الخطوط الجوية العراقية إلها حق المقابلة بالمثل، الأردنية.. الأردنية كانت تعمل رحلات، وصلت إلى سبعة رحلات قبل الحرب، وبعدين نزلت يمكن إلى خمسة رحلات أو أربعة رحلات، هذا موجود، بس المعاملة بالمثل لازم تكون هناك معاملة بالمثل، فيجب أن يعاد دور الخطوط الجوية العراقية بكوادرها، معظم مؤسسات الدولة العراقية هي موظفين وليس قطاع خاص، ويعيلوا عوائل، فيجب أن يعادوا إلى.. إلى وظائفهم، ثم بعد ذلك تحدث التغييرات.

محمد كريشان: نعم أستاذ إياد هل هناك.. يعني عندما نرى مثل هذا الإقبال على طلبات لمطار بغداد، يعني هل هناك جدوى اقتصادية، لنفترض الثلاث رحلات British Air Ways أو رحلات يومية للأردنية، هل هناك تجارياً ما يبرر مثل هذه الخطوة؟

إياد حمام: أكيد هناك..

محمد كريشان: دراسات..

إياد حمام: (….) الاقتصادية تفرض نقل المسافرين والشحن والبريد، ها العوامل الرئيسية الثلاثة، إذا لم يكن هناك عامل آخر اللي هو عامل رحلات شحن متخصصة بنقل المساعدات الإنسانية، فكل شركة طيران تبني سوقها وفق دراسة اقتصادية مبدئية، يعني هي تطلب ثلاث رحلات، لكن قد تبدأ بواحدة، وتطورها إلى ثانية وثالثة، وربما تطلب رحلات إضافية، لكن لدينا في أسرة الطيران هناك اعتبارات أدبية، يعني أنا لا يمكن أن.. أن تغافلني شركة وتعمل من وراء ظهري، هناك حقوق نقل متبادلة وموقعة ومحترمة، إذا افترضنا أنه شركة (س) شغَّلت إلى مطار بغداد الدولي بغير علمنا، وجاءت، ونزلت، الخطوط الجوية العراقية هي الشركة الوحيدة التي تقدم الخدمات الأرضية التي تخدم الطائرة والمسافر، وتفرغ الشحن، وتنقل الحقائب، وتخدم المسافر داخل المطار لأنها لا توجد جهة أخرى غيرها.

محمد كريشان: ولا يمكن أن يعوضها أحد.

إياد حمام: ولا يمكن ربما بعض الفئات يمكن من أفراد الجيش الموجود، لكن تعلم أنت رحلة مسافرين مدنية من الصعب أن.. أن تواجه بعسكر يخدمونها.

محمد كريشان: وقد.. وقد لا يريدون هم أيضاً أن يعطوا هذا الانطباع في مطار.. في مطار بغداد.

إياد حماد: أكيد، لأنه عندما يُعلن عن فتح مطار دولي يجب أن يعامل كمطار دولي، لأنه منطقة حرة، فيها تعامل من نوع ثاني، لا يجب أن يحكمها العسكر، يجب أن.. أن.. أن تتلامس أو تتناغم مع.. مع صفة الدولية أو صفة الحرية.

محمد كريشان: كابتن قيسي، هناك بعض التقارير الصحفية التي تشير إلى أنه قد يُعهد للخطوط الجوية العراقية بتسيير الرحلات الداخلية، وأن يتم.. أن تكون الرحلات بين بغداد وأوروبا وبين بغداد وبقية أنحاء العالم تتولاها شركات أجنبية، هل ترى هذا السيناريو معقول؟

خالد القيسي: لا أعتقد بأن هذا السيناريو سيحدث، لأن قبل فترة أخبرونا بأنه..قالوا بأن أول سفرة ستكون بطائرة عراقية من بغداد إلى لندن حتى (….) فاد بعد بأن العراق انفتح..

محمد كريشان: من..من قال؟

خالد القيسي: المسؤول الأميركي جون..

عبد الله الجبوري: (ديف جونز).

خالد القيسي: ديف جونز اللي قال لنا بالحقيقة، قال لنا بأنه.. بس بعدين من.. على ذكر BOC الجوي إحنا قعدنا ويَّا جماعة BOC وأرادوا أنه يمشون أول طائرة أول 1/6، بعدين جونز قال: لأ ما هو إحنا ما نقدر ييجي إلا نأخذ موافقة (برنت).. إحنا قرارنا أتمنى أنه يرجع القرار والخطوط كما في فكرنا اللي ما أعتقد، هذا كل ما أريد أنه (..)، أريد أنه الممثلين من قوات الاحتلال اللي هم أميركان يعجلون بإعادة المكاين اللي وعدونا به، ورواتب الطيارين صار شهرين يعني قسم عندنا من كوادرنا أنه يقومون بشغلات لا تليق بهم حتى يعيشون، يعني أنا مرات أخجل من يجي فلان فاد شغلة يعني ما أقدر أذكرها، يعني ما يمكن، وعندنا فحص طبي، فحص طبي يقول لك إحنا expire، خلاص إحنا إذا لنفرض جدلاً جبت الطيارات، إحنا expire كله بس يفتحوا لنا المركز الصحي في المطار، ونسوي الفحص مالنا الدوري الاعتيادي ونصير Valid بدينا نشكل نفسنا.

محمد كريشان: مجهز هذا المركز الصحي بكل التجهيزات المطلوبة؟

خالد القيسي: هو كان مجهز، بس هسة صعوبة.. صعوبة الذهاب إلى المطار، يعني فاد problem.

محمد كريشان: لأ، يعني هل لديكم معلومات أنه مازال صالح، التجهيزات موجودة و..؟

إياد حماد: لا.. لا ليس صالحاً، أنا تكلمت مع الدكتورة وفاء المسؤولة عن المركز، فقالت دخل فيه.. موجودة قوات عسكرية في داخل المركز، ويستغل كمركز طبي لكن لصالحهم، يعني كل.. كل ما موجود من معدات نُحيِّت جانباً.

محمد كريشان: وأُتي بتجهيزات جديدة لهم هم.

إياد حمام: لخدمة.. لخدمة الجيش الموجود. يعني حتى الملفات التي تخص الطيارين كانت ملقاة في غرفة جانبية.

محمد كريشان: كابتن جبوري، يعني بها المعنى يعني يبدو أن هناك توجه لشطب الخطوط الجوية العراقية يعني يبدو هذه هي الخلاصة يعني.

عبد الله الجبوري: والله يا.. أستاذ محمد.

خالد القيسي: نتمنى أنه يكون خطأً نتمنى.

عبد الله الجبوري: والله هذا اللي تقوله إحنا نتمناه كلنا، بس الحقيقة تعني غير شيء، الآن عندنا مركز التدريب، أحد الإخوان اللي راح للمطار اللي ساكنين في المجمع، مر في عندنا مركز التدريب اللي نعمل به تدريب طيارين (Simulated Flights ) أصبح قاعة منام أو فندق أو كذا من هذه الحالات، يعني إحنا نريد شيئين أساسيين. أنه فاد خبر بخصوص التشغيل ورواتب الموظفين، واستمرارنا بالتدريب والفحص.. لا أكثر ولا أقل.

محمد كريشان: يعني إذا.. إذا.. إذا المركز الصحي صار مركز صحي مختلف، وإذا جناح معين صار منام، إذن الكلام.. الحديث عن أن ما يجري الآن هو إعادة تأهيل المطار وتجهيزه يصبح كلام لا معنى له يعني.

عبد الله الجبوري: وهذا أكيد، هذا أكيد، لأنه ما عندنا معلومات، ما عندنا.

إياد حماد: أضيف أنه المطار لا يعني أبنية الخطوط الجوية العراقية، أبنية الخطوط الجوية العراقية أبنية إدارية، وفنية، ومعامل، وورش، ومواقع للمعدات الأرضية اللي هي تخدم الطائرات، ومواقع التدريب..

عبد الله الجبوري: مخازن..

إياد حمام: ومخازن المواد الاحتياطية، هذه المواقع بشكل عام مستغلة حالياً من قِبل قوات التحالف، فتهيئة المطار.. بناية المطار هي بناية (…) يعني أبنية مسافرين منفصلة، هذه لو أُعيد إعمارها، أنا تكلمت سابقاً.. قلت لك يجب أن يتناغم ويتوازى تهيئة المطار مع عودة الخطوط الجوية العراقية للحياة. لا يجب أن نهيئ المطار، ثم تأتي الطائرات وتتلفت لمن يخدمها، يعني من يخدم الطائرة والمسافر والشحن هو الخطوط الجوية العراقية، ثم لماذا تحرم الخطوط الجوية العراقية؟ هي شركة لها تاريخها العريق، وما تزال مثبتة رسمياً، ومسجلة تجارياً، وعضو في الاتحادات الدولية والعربية، ولنا أصدقاء، ولنا.. يعني نعتز بصداقتهم في الشركات العربية كلها، ومقعدنا موجود في الاتحاد العربي، وفي الاتحاد الدولي، لكنه لا.. لا ننكر أنه في السنوات السابقة حصل بعض التباطؤ بسبب ظرف الحصار لم نتمكن من حضور الاجتماعات بشكل مناسب.

محمد كريشان: نعم، كابتن قيسي، هل تعتقد بأن ربما المستقبل سيكون لفتح المجال لشركات خاصة، وربما تكون شركات عراقية مع جهات أجنبية، وما يجري الآن قد يكون محاولة لتقليص حجم العراقية، قد تستمر ولكن لن تعود تلك الشركة التي لها الاستحواذ على كامل حركة الطيران هنا.

خالد القيسي: صحيح، بالبداية كنا متفائلين، بس بعد مرور الوقت صار عندنا يعني فاد شعور بأنه يمكن تضمحل الخطوط الجوية العراقية، خلونا هيك بموقف.

محمد كريشان: نعم، كلمة.. كلمة أخيرة كابتن جبوري.

عبد الله الجبوري: الحقيقة تعقيب على ما ذكرته حضرتك، هنالك توجه لتأسيس شركات خاصة، موجود، والحقيقة العالم يعني والعولمة واقتصاد السوق وما شاكل والأجواء المفتوحة تدعو إلى هذا، كلمتي الأخيرة وأتمنى أنه من الكل الذي يسمعنا من زملائنا الطيارين في الداخل والخارج والعرب والشركات العربية والشركات الصديقة أنه نطلب دعمهم، نطلب مؤازرتهم، نطلب عودة شركة الخطوط الجوية العراقية إلى ما كانت عليه، لأنه الخطوط الجوية العراقية شركة عريقة وعملاقة، ونطلب الإسراع بصرف رواتب الموظفين، والاستمرار بتدريبهم بكل كوادر الشركة. وشكراً.

محمد كريشان: نعم، نتمنى ذلك أيضاً كابتن جبوري، نشكر كل ضيوفنا كابتن خالد القيسي (وهو مدير العمليات في الخطوط الجوية العراقية)، كابتن عبد الله الجبوري (مدير التدريب المتقدم) ونرجو أن يعود سواءً كان متقدماً أو حتى غير متقدم، والسيد إياد حمام (المدير التجاري للخطوط الجوية العراقية).

إياد حمام: شكراً لك.

محمد كريشان: في هذه الحلقة كان معكم في الإعداد: عبد السلام أبو مالك وطارق اليعقوبي. الفريق الفني: حسن مفتاح، محمد خلفان، فهد السويدي، ومحمد صالحة، مع قيادة المخرج فريد الجابري.

دمتم في رعاية الله، وإلى اللقاء.