نقطة ساخنة

هل مر الربيع من هنا؟.. الثورة اليمنية ج2

تواصل الحلقة التحقيق في سير الثورة اليمنية، وتتناول بداية نشاط تنظيم القاعدة وبناء الدولة الإسلامية، والمشاركة السياسية للأحزاب الإسلامية. والجنوبيين بين الوحدة والانفصال، والظاهرة الحوثية وخلفياتها.

– بداية نشاط تنظيم القاعدة
– القاعدة وبناء دولة إسلامية

– وحدة اندماجية بين شطري اليمن

– عدن.. خصوصية المكان والإنسان

– الجنوبيون بين الوحدة والانفصال

– الظاهرة الحوثية وخلفياتها

– المشاركة السياسية للأحزاب الإسلامية

– معوقات نجاح الثورة اليمنية

 

‪أسعد طه‬ أسعد طه
‪أسعد طه‬ أسعد طه
‪عبد الرزاق الجمل‬ عبد الرزاق الجمل
‪عبد الرزاق الجمل‬ عبد الرزاق الجمل
‪عايش عواس‬ عايش عواس
‪عايش عواس‬ عايش عواس
‪محسن خصروف‬ محسن خصروف
‪محسن خصروف‬ محسن خصروف
‪أنيس منصور‬ أنيس منصور
‪أنيس منصور‬ أنيس منصور
‪عبد القوي رشاد‬ عبد القوي رشاد
‪عبد القوي رشاد‬ عبد القوي رشاد

أسعد طه: الانطلاق كان من عدن في الجنوب، المقصد واحدة من أصعب إشكاليات اليمن، في البداية منعتنا السلطات من التوجه إلى هناك، ثم عادت ووافقت بعد أن حمّلتنا مسؤولية ما يمكن أن يصيبنا، كل ما في الطريق يشير إلى أن معركة ما قد وقعت هنا وربما أخرى في الطريق.

بداية نشاط تنظيم القاعدة

عبد الرزاق الجمل/ صحفي متخصص في شؤون القاعدة: القاعدة اليمن كانت في البداية عبارة عن مجموعة من العائدين من المجاهدين العائدين من أفغانستان إلى اليمن ولم تكن تنظيما ثم بعد ذلك في عام 2002 تأسست القاعدة بتاع التنظيم على يد أبي علي الحارثي ثم قتل واعتقل كثير من قادتها وكادت أن تنتهي، لكن بعد هروب ما يقارب 23 قياديا في القاعدة من سجن الأمن السياسي في العاصمة صنعاء شكلوا تنظيم القاعدة أو ما يعرف بالجيل الثاني من تنظيم القاعدة، ثم بعد ذلك اندمج الفرعان فرع اليمن وفرع الجزيرة العربية الذي كان في المملكة العربية السعودية تحت مسمى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب وبدأ في النمو شيئا فشيئا حتى صار إلى ما صار إليه.

عايش عواس/ مركز سبأ للدراسات الإستراتيجية: اليمن بطبيعتها الجغرافية الجبلية الوعرة وبحكم تركيبتها الجبلية أو التركيبة الاجتماعية وطابعها المحافظ تجعل منها بيئة أو أرضية مناسبة لوجود تنظيم القاعدة بالإضافة إلى ضعف حضور الدولة ومحدودية سيطرتها على الفرادى اليمني، الشيء الآخر أن موقع اليمن الجغرافي ذاته ربما قد يكون أيضا حافز لتواجد القاعدة بحكم قربها أولا من خطوط الملاحة العالمية وأيضا بحكم قربها من المملكة العربية السعودية ومنابع إنتاج النفط.

أسعد طه: واحدة من أهم أزمات الجنوب وشوكة في خاصرة أي حلول تخص مستقبل اليمن بأكمله القاعدة، مرحبا بكم في زنجبار عاصمة أبين واحدة من محافظات الجنوب التي ظلت تحت سيطرة القاعدة لفترة.

عايش عواس: أبين هي تعتبر النقطة الفاصلة ما بين عدن ولحج والضالع وما بين شبوة وحضرموت والمهرة، ومن يسيطر على هذه المنطقة يستطيع قسم أو فصل المحافظات الجنوبية إلى جزأين، هي منطقة ساحلية وهي لها وجود مباشر على بحر العرب وتقترب أيضا من محافظة عدن يعني لا تتجاوز المسافة ما بين عدن وأبين مثلا زنجبار في حدود 30 دقيقة وبالتالي يصبح الوصول أيضا إلى باب المندب عملية سهلة.

أسعد طه: صحيح، لكن السؤال الأهم كيف استطاعت القاعدة الوصول إلى هذه المنطقة، وكيف تمكنت من إخضاعها وسكانها البالغ عددهم نحو نصف مليون نسمة لسيطرتها؟

عبد الرزاق الجمل: حينما انطلقت الثورة انشغل نظام عبد الله صالح بما كان يدور في العاصمة اليمنية صنعاء، والجنود الذين كانوا هناك كانوا مرعوبين لأنهم كانوا يعيشون عمليات اغتيال وقتل بشكل دائم، لم يتمكن الجنود من الصمود أمام الحرب التي كان يشنها تنظيم القاعدة فحُسمت المعارك لصالح تنظيم القاعدة بسهولة، لم يسلّم أي معسكر لتنظيم القاعدة، تنظيم القاعدة فرض سيطرته على مدينة جعار التي صارت مركزا له في ما بعد ثم انتقل إلى مدينة زنجبار وهناك خاض معارك شرسة.

عايش عواس: لا شك أن الثورة يعني الثورة الشبابية التي حدثت في اليمن أدت إلى حدوث انقسام حاد في البلد، وقد امتد هذا الانقسام أو الشرخ ليطال أقوى مؤسستين في البلاد وهما المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية، هذا الانقسام خلق فراغ أمني في المناطق النائية، استغل تنظيم القاعدة هذا الفراغ وحاول أن تسده واعتبرته فرصة مواتية قد لا يمكن أن تعوض.

محسن خصروف/ محلل وباحث متخصص في الشؤون العسكرية: لم تكن حدود العداوة والاتفاق بين النظام السابق وبين القاعدة واضحة الملامح، كان هناك تبادل منافع أحيانا نرى تنظيم القاعدة وقيادته في السجن وأحيانا نراهم في الخارج، مرة نراهم في دار الرئاسة ومرة أخرى في وزارة الدفاع ومرة أخرى في المعتقلات، يعتقل قادتهم النظام متى شاء ويخرجهم من السجون متى شاء، هل تتصور أن 400 مقاتل بإمكانهم أن يسقطوا محافظة كاملة؟ بكل قوامها القتالي لم يبقَ إلا لواء واحد.

القاعدة وبناء دولة إسلامية

أسعد طه: غير أن هناك من يعتقد أن زنجبار سُلّمت بتآمر من صالح وقوى موالية له في الجيش والهدف التطلع إلى دعم الخارج بتخويفه من التغيير في اليمن، وفي المقابل فإن القاعدة أرادت بسيطرتها على هذه المنطقة تقديم نموذج عملي لدولة إسلامية كما تتمناها وكما تتصورها.

مواطن (1): الوضع أيام القاعدة كان في حرب كانت موجودة أصلا.

مواطن (2): حرب بين القاعدة والجيش، حرب مدمرة الجيش يضرب البيوت، يضرب العمارات يضرب المؤسسات يضرب الشوارع يضرب كل شيء قائم في الأرض القاعدة ما يضربوا البيوت، القاعدة يضربوا البشر.

مواطن (3): طبعا حكمهم هو كان حكم يطبقوا الشريعة، السارق تقطع يده، الزاني يجلدوه، شارب الخمر يجلدوه، هم ينفذون أحكام الشريعة فخاف الناس وهجر المدينة أكثر الناس ذهبوا إلى عدن ويافع وإلى القرى المجاورة.

عبد الرزاق الجمل: القاعدة لم تخرج لتسيطر وتبقى وإنما خرجت لتخلق نموذج إيجابي وتكسر حاجز العزلة التي فرضتها الحرب الدولية على الإرهاب عليها ونجحت بالفعل في أن تخلق النموذج الذي أرادت إلى أن انسحبت القاعدة من خلال الخدمات الاجتماعية التي قدمتها للمواطنين في مناطق سيطرتها، استطاعت أن تكسب ود المواطنين بشكل كبير.

أسعد طه: لم تتحمل القاعدة تكلفة حكم هذه المنطقة بعد أن تحولت إلى ساحة حرب بينها وبين الجيش، فضلا عن أن القبائل التي استقبلتها نكاية في السلطة بدأت تدرك أن غايتها النهائية تتناقض مع أهداف القاعدة التي تسعى إلى الدولة فيما القبائل تميل إلى الاستقلال والاعتماد على ذاتها.

عايش عواس: أدركت القاعدة أن قضية الانتقال من الكهوف وبطون الأودية ومحاولة السيطرة على المدن هو أمر مكلّف للغاية، يعني بمعنى إذا ما جئنا بعيدا عن ألغاز السياسة وكذا وجئنا إلى الواقع والأرقام لم يحصل أن القاعدة خسرت أعدادا كبيرة من مقاتليها كما خسرت أثناء سيطرتها.

عبد الرزاق الجمل: كان هناك 12 لواء عسكري مدرّع يطوقون محافظة أبين بالإضافة إلى الطيران الأميركي من الجو والبوارج الأميركية أيضا من البحر والطيران السعودي كان يشارك، هنا قرر تنظيم القاعدة أن يحافظ على المكاسب التي حققها طوال العام من سيطرته على محافظة أبين وينسحب لأنه لو لم ينسحب ستدمّر مدينة جعار بالكامل كما دمّرت مدينة زنجبار.

أسعد طه: إلى الجبال الوعرة انسحبت إذن القاعدة ولكن هل من قبيل المصادفة أن تختار مناطق في الجنوب لتفرض سيطرتها عليها أم أن الحظ العاثر شاء أن يزيد ملف الجنوب تعقيدا؟ حُسن المشهد يخفي سوء الأزمة، عدن عاصمة الجنوب عرفت في تاريخها القديم تعددية في الفكر والمعتقد، وفي تاريخها الحديث أزمات من كل نوع ومن كل صنف نفس السؤال المطروح شمالا يطرح جنوبا هل مر الربيع من هنا؟

أنيس منصور/ ناشط وصحفي متخصص في قضايا الحراك الجنوبي: ظل اليمن الجنوبي تحت الاحتلال البريطاني وظل اليمن في الشمال سنين تحت الاحتلال التركي وما قبل هذين الاحتلالين تاريخيا كانت اليمن دولة واحدة، كانت مقسمة إلى دويلات لكنها كانت تلتقي باسم المسمى اليمن الواحد في 1967 بعد أن خرج الاستعمار البريطاني جاءت الجبهة القومية، مجموعة فصائل تكونت في الجبهة القومية وشكّلت بعد ذلك الحزب الاشتراكي اليمني، الحزب الاشتراكي اليمني حكم اليمن في الجنوب ظلت عملية معارك داخلية بين قيادات في الجنوب، وأدى ذلك الصراع إلى قيام فصيلين فريق اسمه الزمرة وفريق اسمه الطعمة، الفصيل الأول الذي  يُسمى الزمرة هم جماعة علي ناصر محمد الذين خرج إلى المنطقة الشمالية أو المحافظات الشمالية آنذاك بعدد من المعسكرات وعدد من القيادات ومن بينهم عبد ربه منصور هادي هذا الذي هو اليوم رئيسا لليمن كامل كان من ضمن هؤلاء الفصيل، وجاء فريق الطعمة وسيطر على اليمن الجنوبي تحديدا واستخدم سياسة تصفيات أدت إلى مقتل يعني استمرت حرب تصفيات دموية لم تشهد لها تاريخ الجنوب أبدا بل ولا تاريخ اليمن يعني أكثر من 12 ألف قتلوا.

وحدة اندماجية بين شطري اليمن

أسعد طه: لا تنسى اليمن أبدا هذا العام، ففيه توحّد شطرا البلاد ليُعلن عن قيام جمهورية برئاسة علي عبد الله صالح، لكن الفرقاء لاحقا يدخلون في حرب تنتهي بفوز صالح وهروب القائد الجنوبيين علي سالم البيض خارج البلاد، الآن وفي زمن الثورة يشهد الجنوب حالة يصعب تقييمها أهي تعددية ديمقراطية أم أنها تشرذم للقوى السياسية؟

أنيس منصور: هناك الحراك الجنوبي بتسع فصائل متواجدة في الساحة، وهناك ثورة التغيير التي ظهرت مؤخرا وهذه الثورة جمعت عدد من التكتلات الليبراليين تكتلات الإخوان المسلمين أيضا بقوة ممثلة بالتجمع اليمني للإصلاح أيضا جمعت تيار المستقلين، جمعت كثير من التيارات متواجدة في تيار التغيير، وهناك الفئة الأغلبية وهي الفئة الصامتة في الجنوب ظهرت أصوات أخرى بعد أن ظهرت أصوات الانفصال ظهرت أصوات تريد أن تقسّم الجنوب إلى مربعات أخرى وهي أصوات أن تكون عدن للعدنيين أي أنه لا يأتي من أبناء البدو أو من أبناء المحافظات الجنوبية الأخرى إلى عدن، ظهرت أصوات أخرى تطالب باستقلال حضرموت كدولة مستقلة عن اليمن الجنوبي وعن اليمن الشمالي، يعني أصوات أخرى تريد معالجة القضايا الحقوقية والسياسية في إطار الدولة الاتحادية، هناك فصيل يريد انقسام الجنوب ويتحدث على أن ما يتعرض له هو بلغة احتلال واختلال وهناك فصيل يتحدث لا بد من إعادة صياغة الوحدة في إطار اتحادي فيدرالي.

عدن.. خصوصية المكان والإنسان

أسعد طه: توصف عدن بأنها ثغر اليمن الباسم وعروس البحر العربي والبوابة الجنوبية للبحر الأحمر، موقعها الاستراتيجي جعلها هدفا للدول الاستعمارية آخرهم كان الانجليز الذين ظلت خاضعة لحكمهم ما يقرب من 140 عاما، عدن كانت حتى سبعينيات القرن الماضي من أهم الموانئ العالمية وقد مثّل موقعها المفتوح على البحر عبر التاريخ نقطة التقاء بشري بين جنسيات متعددة.

عبد القوي رشاد/ رئيس مجلس تنسيق قوى الثورة الجنوبية: إحنا نمثّل أول سلطة وطنية في الجنوب تمام، فنحن حكمنا لم نسل قطرة دم ولم نسفك قطرة دم ولم نرتهن إلى أي قوى خارجية، أُطيح بنا في 1969 بعد سنة ونصف من الاستقلال، تمام؟ وكما يسمى بالماركسية والحزب الاشتراكي اليمني فنحن نمثّل هذه القوى التي حققت النضال التي شرعت النضال وحققت الاستقلال وبنت النظام ووطنه، نحن من الناس المؤمنين في الوحدة مش اليمنية الوحدة الأكبر اللي هي الوطن العربي.

ناصر الطويل/ الأمين العام للحراك الجنوبي الشعبي السلمي: نحن اللي سعينا لوحدة اليمن مش هم، علي عبد الله صالح ونظامه إطلاقا لن يكونوا وحدويين لا أمس ولا اليوم ولا غدا، نحن إلي كنا وحدويين نحن إلي سعينا للوحدة، نحن اللي طرحنا دولة وعاصمة وعملة رغم أنه العملة اللي كان متفق عليها هي عملتنا، وطرحنا كل الامتيازات وطلعنا بمفاوزنا إلى صنعاء، نحن الوحدويون ما حدا يزايد علينا، لكن انقلبوا على الوحدة من اليوم الأول إحنا طلعنا صنعاء وبدأ مسلسل الاغتيالات 149 قيادي من قياداتنا إلي قتلوهم في الشوارع قتل مباشر، وهذا ما هو مسلسل اليوم برضه مسلسل الآن بدأ مسلسل جديد يشبه مسلسل ما قبل حرب 1994 اغتيالات وملاحقات ومتابعات يعني امشِ معي وإلا بقتلك.

الجنوبيون بين الوحدة والانفصال

 أسعد طه: تتباين أراء الجنوبيين بشدة إزاء رؤيتهم للمستقبل ما بين مؤيد للبقاء ضمن اليمن الواحد مع المساواة الكاملة وما بين مطالب للفدرالية أو معلن عن رغبته في الانفصال.

قاسم عسكر/ أمين عام للمجلس الأعلى لتحرير الجنوب: أنا أولا الأمين للعام للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب وهو الوريث الشرعي لأكبر مكونات التحرير والاستقلال منذ بداية يعني الثورة الجنوبية التحررية من 7/7 وأيضا هناك الحراك العام الموجود في الجنوب هو الممثل السياسي لقضية شعب الجنوب وهو الحامل الرئيسي لهذه القضية والناطق الرسمي باسمها والذي يمثلها في الميدان وهو يقود الآن العملية السياسية في الميدان بصورة عامة من المهرة شرقا حتى باب المندب غربا.

أسعد طه: لا وسط لهذا التيار انه يطالب بالانفصال التام ويرفض حتى الحوار.

قاسم عسكر: نحن نرفض رفضا قاطعا أي مشاركة في هذا الحوار بل ونحن سوف نسعى لإفشال هذا الحوار نحن أيضا نطالب بفك الارتباط لأننا عملنا وحدة بين دولتين يعني كانت معترف بها بالأمم المتحدة وكانت فاعلة وكانت تساهم بالأمن والاستقرار الدوليين يعني وكانت تؤمن مصالح الشعوب في هذه المنطقة عملت وحدة يعني مع دولة ما، هذه الوحدة فشلت وقام عليها حرب من الطرف الآخر انتهت هذه الوحدة لدينا برنامج سياسي واتخذنا قرارا أن نضالنا السلمي هو نضالا استراتيجيا لاستعادة دولة الجنوب المستقلة الكاملة على كافة أراضيها إلي ما قبل 22 مايو 1990 وإذن سنواصل المفاوضات من حيث ما انتهت ولدينا أيضا الكثير من الخيارات الأخرى.

أسعد طه: يقول خيارات أخرى، لكنه ينفي بشدة اللجوء إلى السلاح  برغم تأكيدات أطراف أخرى تداوله، في كل الأحوال وبحسب رأي البعض هناك معطيات كثيرة تفيد بأن الانفصال مستحيل.

أنيس منصور: الانفصال من سابع المستحيلات لعدد من المعطيات: المعطى الأول على أن الجنوب سيتحول إلى حالة من الفوضى والصراعات الموجودة ما دام اليوم الحراك الجنوبي في صراع ما بين الفصائل فيما بينهم البين إضافة إلى أن المجتمع الدولي اليوم أصبح لا يدعم مشروع الفدرالية، اليوم المجتمع الدولي يدعم مشروع الوحدة اليمنية من ضمنها المبادرة الخليجية مجلس الأمن الدولي دول الخليج إضافة إلى أن هذه الدول تشعر على أن مصالحها بتحقيق الوحدة اليمنية لأنه أي عنف وأي فوضى وأي أعمال تحدث في المحافظات الجنوبية وأي عمل مشروع يقود إلى الانفصال فإن ذلك سيكون له تداعيات سلبية على المنطقة برمتها بما فيها دول الخليج إضافة إلى ذلك على أن الانفصال من سابع المستحيلات لأن التركيبة الاجتماعية التي وجدت ما بين المحافظات الجنوبية وما بين المحافظات الشمالية خلال عشرين عاما من الصعب لها أن تتفرق.

أسعد طه: يقال عن عدن إن بلقيس ملكة سبأ زارتها مع حاشيتها كما دخلها الملك البابلي عند غزوه للحجاز، وإنها كانت ميناء مهما عند الحميريين وإن الأحباش احتلوها ثم الفرس إلى أن وصل الإسلام سؤال ماذا جرى للجنوب عندما وصلت الثورة؟

حميد الأحمر/ أحد مشايخ قبيلة حاشد: لا شك أنها خففت على المتحاورين لأن أبناء وشباب المناطق الجنوبية أول من سقط منهم الشهداء لأن اليوم الثورة الشعبية السلمية وحدت اليمنيين شمالا وجنوبا لأن الثورة ثورة التغيير أوصلت إلى رئاسة البلاد شخصية يمنية مرموقة من أبناء المحافظات الجنوبية رئيس الوزراء من أبناء المحافظات الجنوبية وزير الدفاع من أبناء المحافظات الجنوبية رئيس مجلس القضاء الأعلى من أبناء المحافظات الجنوبية محافظ البنك المركزي من أبناء المحافظات الجنوبية، سيادة الدولة اليوم متكافئة، اليوم لم نعم نسمع من إخوانا في الجنوب أن الجنوب محتل لأن علي عبد الله صالح الذي احتل حياتنا لمدة 33 سنة لفظه الشعب اليمني.

ناصر الطويل: كنت من أول المباركين له كنت في ساحة المنصورة على رأس، مع الشباب ليلا ونهارا ولكن للأسف الثورة تم احتواءها تم السيطرة عليها، أنه القوى العسكرية إلي دخلت لحماية الثورة هي دخلت لمحاصرة الثورة وليس لحمايتها والثورة لو كانت مشت على وتيرتها وعلى تخطيطها الذاتي لكانت انتصرت لكن القوى التقليدية والقبلية والعشائرية دخلت ونخرت الثورة من داخلها.

[فاصل إعلاني]

أسعد طه: عبره دخل الغزاة، ومنه خرج الفاتحون، هو متعة التاريخ ومفتاح صنعاء القديمة، باب اليمن معلم تاريخي وآخر ما تبقى من أربعة أبواب اعتبرت في السابق كمداخل للمدينة، عمره أكثر من ألف عام، لا يأتي ضيف إلى هنا إلا ووجبت عليه زيارته، صنعاء القديمة تعد من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان، وهي مسجلة ضمن أهم 25 معلماً تاريخياً في العالم، مبانيها لها طرازها المعماري الفريد، بعضها يبدو كالأبراج البابلية بنقوشها وزخارفها وعقودها الزجاجية الملونة، حارات ودروب ضيقة، وأسواق لكل الحرف اليدوية التي عرفتها اليمن، مشهد لطالما تغنى به الشعراء قديماً وحديثاً، خارجاً عن المألوف صورة الرئيس وملصقات تحمل شعارات سياسية، يقال إن ورائها الحوثيين.

عادل الشرجبي/ أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء: نعرف أن هناك صراع إقليمي ما بين إيران والمملكة العربية السعودية، انعكس عندنا في اليمن على شكل صراع مذهبي منذ التحق القوى التقليدية بالثورة وجاءت المبادرة الخليجية حصل استقطاب، اعتبروا أن السعودية هي التي أصبحت اللاعب لرئيس في الساحة اليمنية وأنها هي التي تحرك القوى المختلفة.

الظاهرة الحوثية وخلفياتها

أسعد طه: من هم الحوثيين؟ الأجدى أن يحدثونا هم عن أنفسهم، لكنهم رفضوا الحديث، وفي ذلك ألف عذر لخصومهم الذين يتهمونهم بأنهم انعزاليون انفصاليون، ترجع البذور الأولى لنشأة جماعتهم إلى العام 1991 من القرن الماضي، كتنظيم زيدي يسعى لإحياء تراث آل البيت، والتعبير عن المذهب بحرية، ثم أخذت لاحقاً تظهر على الحركة التوجهات الإيرانية العقائدية والسياسية، وباتت اليمن تسمع ترديداً لشعارات الإمام الخميني، ودخل الحوثيون في مواجهات عسكرية مع النظام الحاكم.

زيد الشامي/ رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح: حصلت فيها مظالم، دمرت الكثير من مرافقها وطرقاتها ومنشآتها وبيوتها ومزارعها ومؤسساتها، وحصل فيها الكثير من الضحايا مثلما حصل ضحايا مقابل من قبل القوات المسلحة والأمن، هذه المظلومية اليوم نحن ندعو لكي يتم إنصاف كل المظلومين، لكن يجب ألا تتحول إلى ظلم جديد على من يقع تحت سيطرتها، نحن لذلك نأمل من الإخوة الحوثيين أن يتحولوا إلى قوة سياسية.

أسعد طه: يرى الحوثيون أنهم يحملون السلاح دفاعاً عن أنفسهم وعقيدتهم وحقهم المشروع في الوجود والعيش كمذهب له خصوصيته، ويطالبون الدولة بالاعتذار عن الحروب الست التي خاضتها ضدهم، وصرف التعويضات المناسبة، والاعتراف بهم كإحدى القوى في الساحة لها الحق في الوجود المذهبي والفكري والسياسي.

محسن خصروف: الحوثيون استفادوا منها الكثير، كانوا في منطقة ضحيان، منطقة صغيرة، وفي منطقة مران تابعة لمديرية حيدان، وحينما حوربوا اتسعت قاعدتهم، تعاطف الناس معهم، فأصبحوا في مديرية كاملة، وصلوا إلى ساقين، ثم إلى ضحيان، ثم إلى صعدة، في صعدة كاملة، ثم امتدوا إلى عمران، ومنها إلى الجوف، ومنها إلى منطقة إلى محافظة حجة، هذا اللي استفادوا منه، هذه نتيجة الحرب.

أسعد طه: خصوم الحوثيين يرونهم مشروعاً طائفياً يهدد الوحدة الوطنية، ويتمدد بقوة السلاح بدعم من إيران، وبما يتعارض مع مشروع الثورة الطامح إلى إقامة دولةٍ مدنية حديثة على أساس المواطنة.

عبد الوهاب الحميقاني/ أمين عام حزب الرشاد اليمني: بالنسبة للحوثي، نظرتنا إليه أنه مواطن يمني، ويجب أن يعطى حقوق المواطنة، لكن ضد أن يكون دولة داخل دولة، ضد أن يكون جماعة مسلحة متمردة على الشرعية، خارجة عن النظام والقانون، نحن ضد حتى السلفيين، إذا تمردوا وحملوا السلاح وأرادوا أن يشكلوا، فنحن ضدهم، فالآن من الذي يعتدي على الآخرين، من الذي يجيش، من الذي يعني يفرض الإتاوات، من الذي يقيم السجون، من الذي يقتطع جزء من البلاد ومحافظات من البلاد فيقيم فيها حكم خاص له، إذا نظرت إليها من وجهة نظر شرعية، فهي في أهباء هي خارجة، يعني إسلامية، وإذا نظرت إليها من وجهة قانونية، فهي فئة متمردة خارجة عن الشرعية والنظام القانون.

حميد الأحمر: ماذا لو رفضت جماعة الحوثي وأصرت أن تظل تلك المناطق في يدها والسلاح في أيديها، هل معنى هذا أن الحوار الوطني القادم فاشل؟ لأ، في هذه الحالة يمكن التوصيف أن جماعة الحوثي فشلت في استيعاب المتغيرات، وهنا الواجب على المجتمع اليمني أن يستمر في محاورتها ولا يتوقف، ينتهي الحوار الأساسي في حين تعديل الدستور وفي بناء مستقبل اليمن وفي القضية المتعلقة بأن الحوثي يكون جزء من المجتمع اليمني.

المشاركة السياسية للأحزاب الإسلامية

أسعد طه: عندما تتجول في أنحاء البلاد، تدرك حجم الأزمة التي تعانيها اليمن، هل بوسع الثورة أن تصلح ما أفسدته السياسة، الإسلاميون يعدون بأنهم يحملون الدواء، فيما خصومهم يتهمونهم بأنهم الداء.

زيد الشامي: التجمع اليمني للإصلاح حركة وطنية ممتدة جذورها عبر عقود من الزمن، وهي امتداد لحركة التجديد والإصلاح التي ظهرت في هذا البلد، محاولة أن تصلح الشأن العام، سواء كان شأن المجتمع أو شأن الدولة وحركة الإصلاح التي جاءت أيضاً حركة الإخوان المسلمين وتماهت مع هذه الحركة وسارت في طريقها، استمرت في العمل السري، عندما كان العمل السياسي أو الحزبي محظوراً، حتى جاءت الوحدة اليمنية في عام 1990 وتم الإعلان عن التعدد السياسي، فأعلنت هذه الحركة عن نفسها باسم التجمع اليمني للإصلاح واختارت هذه التسمية حتى تبين أنها من النسيج الاجتماعي، من القوى السياسية الفاعلة أنها لا تحتكر الحقيقة ولا تدعي التمثيل الحصري للإسلام في هذا البلد.

بشرى المقطري/ ناشطة وكاتبة: الإسلاميين في اليمن أسوأ منظومة إسلامية في الوطن العربي، لأنها تستند على القوى القبلية والعسكرية، تستند كذلك على فتاوى وتكفير وغيرها، بالإضافة إلى أن الإسلاميين في اليمن جربناهم يعني حكموا في 1994 وكانوا جزء منظومة علي عبد الله صالح يعني حكموا بشكل أو بآخر، بينما الإسلاميون في مصر كانوا في السجون، الإسلاميون في تونس كانوا جماعات محظورة.

زيد الشامي: ندعي بأننا عملنا على إرساء قواعد ربما لم يتعود الناس عليها، يعني الناس يتعودون عندما يحتجون يحملون أسلحتهم ويخرجون لكي يأخذوا حقهم بالقوة، لكننا كنا ندعو إلى مسيرات وهذه المسيرات كانت سلمية، نعتبر بأنها تجربة مفيدة، لكنها لا شك أن فيها بعض الأخطاء، طبعاً عندما تشارك كطرف ضعيف مع طرف قوي يحمل القوة والسلطة يعني أخذنا تقريباً يعني العظم.

أسعد طه: بالتوازي مع الإخوان المسلمين فإن التيار السلفي بروافده المتعددة في تنامٍ أيضاً، وهو في اليمن له خصوصيته.

عبد الوهاب الحميقاني: الحركة السلفية في اليمن لها خصوصيات ربما فرضتها ظروف خصوص اليمن والنشأة التي نشأتها أنها نشأة لها أصول سلفية يمنية، فليست دخيلة على اليمن، ولذلك علماء اليمن الداعين إلى منهج السلف متقدمين ربما ناهزوا محمد بن عبد الوهاب وسبقوه، يعني مثل الأمير الصنعاني عليه رحمة الله وبعده جاء الشوكاني ومن قبله ابن الوزير وغيره من العلماء، هم كانوا دعاة الدعوة سلفية، الأمر الثاني أن الدعوة السلفية متنوعة حقيقةً وناضجة، يعني باعتبار البعد الزمني القديم الذي لها، أدى إلى نوع من النضج.

أسعد طه: حزب الرشاد، هو الممثل الحركي للسلفيين في البلاد وعلى رغم حداثة عهده بالمشهد السياسي اليمني فإنه يحاول أن يكون له موضع قدم.

عبد الوهاب الحميقاني: هو من الأحزاب اليمنية الناشئة بعد الثورة، أو التي انبثقت من رحم الثورة إن صح التعبير، وهو الحزب الأول والوحيد السلفي في اليمن، وحقيقةً للحزب رؤيته وتجسدت في تحقيق أو تحكيم شرع الله وإصلاح المجتمع ونهضة الأمة، ونحن نرى أن أقوى وأفضل وأنزه وأرقى نظام ممكن أن يسعد فيه الناس هو شريعة الله عز وجل التي أنزلها لخلقه.

أسعد طه: الأزمة تطول أيضاً العلاقات بين روافد التيار الإسلامي بين الإخوان والسلفيين، فالمفارقات بين الكتلتين ليست هينة.

عبد الوهاب الحميقاني: هناك نقاط التقاء ونقاط افتراق، الإخوان المسلمين وإن اتفقوا مع السلفيين في جملة المشروع الإسلامي لكن المسار الذي يسلكونه في الوصول إلى ذلك في نوع من التحالفات نوع من التبني نوع من القضايا، يراه السلفيون أنها نوع من تمييع الثوابت، فنحن نحتاج أن ننسق مع الآخرين مع البقاء على خصوصياتنا وثوابتنا، ولا يعني أننا نلزم الآخرين ونقهرهم عليها، ولكن يجب أن نكون واضحين مع الآخرين، نحن ضد النفاق السياسي.

أسعد طه: غموض شديد وخلافات حادة تعصف بالتيارات السياسية، انقسامات إلى حد التشرذم، التشكيك في الآخر، وتوزيع الاتهامات بالمجان هي الأمور السائدة، فضلاً عن التحديات الأمنية والنوايا الانفصالية، ها هو المشهد الآن، الراعون للمبادرة يعدون بحوار بين القوى المختلفة، يسعى للخروج من الأزمة.

جمال بن عمر/ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة: هذا المؤتمر سوف لا يكون مهرجان سياسي، مهرجان الخطابات والخروج بتوصيات عامة، هذا مؤتمر يشارك فيه الجميع والآن هناك لجنة تحضيرية تحاول الاتفاق على ضوابط المؤتمر وجدول أعمال المؤتمر، كيفية إدارة وتسيير المؤتمر، ومن بين المسائل التي هي بصدد نقاشها هي تنفيذ قرارات لمؤتمر، هذه القرارات ستكون ملزمة للجميع.

عبد الكريم الخيواني/ صحفي: كان مطروحاً الحوار حتى قبل العمل الثوري، وكان مطروح والأحزاب تطالب بحوار، اليمن هناك لدينا عقدة في الحوار، إما إننا نأتي إلى حوار بعد حرب، وإنما نحن نتحاور لكي ندخل حرب، وأنا أعتقد أن الحوار هذا الذي سيتم سيكون مدخلاً لحرب أخرى، كما حدث في 1994.

أسعد طه: تمضي النخبة السياسية إلى الحوار أو لا تمضي، قد ينجح الحوار وقد يفشل، غير أن هناك من هو لا يكترث لا بهذه ولا بتلك، هناك من يصر على أن الثورة ما زالت مستمرة وكذلك خيامها.

محمد المقبلي/ ناشط في حركة 15 يناير: عندما يكون هنالك عدالة انتقالية وعندما أيضا يتم توحيد الجيش، ترفع الخيم، ويدخل الشباب كقوى سياسية إلى المعطى السياسي.

خالد الآنسي/ أحد قيادات شباب الثورة: يعني الآن نحنا نعيش وضع أشبه ما يكون فيه مسخ، لا في سلطة ولا في معارضة، بالتالي الناس مش عارفين، الآن في كثير من الشباب مش عارفين يعني هذا النظام السياسي بمثلنا ولا ما بيمثلناش لأنه نصه من النظام الذي ثاروا عليه، ونصه من القوى التي وقفت مع الثورة.

عفراء الحبوري/ ناشطة في ساحة التغيير: الآن في قوات على أرض الواقع، تتصارع فيما بينها، إحنا الآن ضامن، لما نحس لن في جهة فعلاً موثوق فيها ندخل معها ونستكمل التغيير أو أن نستطع أن نصنع قواتنا بأنفسنا وندخل، لكن الخيم الآن هي الضامن.

معوقات نجاح الثورة اليمنية

أسعد طه: أينما تدير وجهك فسوف تجد ما يؤلمك ويحزنك ويصيبك باليأس، إلا عندما تتجه صوب هؤلاء، الذين لا يجدون غضاضةً في الاعتراف بأخطاء الثورة.

خالد الآنسي: الخطأ الأول يتمثل في شخصنة الثورة، يعني عندما رفع في الساحة الشعب يريد إسقاط الرئيس بدل إسقاط النظام، وسكت الثوار على هذا الأمر ولم يشطبوا هذه اللوحة والتي كانت هدف سياسي وجعلت الثورة كصراع عائلي وصراع سياسي، كان هو هذا الخطأ الأول في الثورة، والخطأ الثاني هو استيلاء الأحزاب السياسية على القرار الثوري وسكوت شباب الثورة على انتزاع القرار الثوري، لكن للأسف أديرت الثورة بعقلية سياسية وبالتالي خضعت للتنازلات التي يعطيها الساسة عندما يديروا أي شيء بالعمل السياسي، والخطأ الثالث هو صندقة الثورة، وضعت الثورة  في صندوق الانتخابات، يعني عندما خرجوا الساحات لتقول صوتك ثورة، لتسوية سياسية هم رفضوها وهي تسوية سياسية تقبل بالشراكة مع القتلة وتقبل بالحصانات للنظام مارس كل هذه الجرائم.

محمد المقبلي: أولاً أن ركونها إلى النخبة السياسية التقليدية، النخبة السياسية التقليدية لم تكن مرحلة لاستيعاب الحلم الجديد والوعي الجديد الذي تشكل وهي تعتبره جديد وبالتالي تعاملت معه باستخفاف، النقطة الثانية هو انه وجود العقل الإيديولوجي كنواة صلبة للثورة، جعل الثورة غير مؤهلة من الناحية السياسية، البند الثالث الأساسي هو أنه خطأ مشترك ما بين المجتمع وما بين الثورة، أولاً نحن أتينا في بلدان لا يوجد فيها تراث مؤسسي ولا يوجد فيها تراث مدني، ولا يوجد فيها أيضاً تراث فيما يتعلق بالاستشارات السياسية.

وليد العماري/ ناشط في ساحة التغيير: كنا مخدوعون بالنخبة الثقافية، يعني كنا نتوقع أن المثقف أستاذ الجامعة، يمثل قمة الهرم الثقافي في البلد لكن للأسف وجدنا أنه لم نجد ما كنا نحلم فيه في هذه النقطة، وفي نقطة ربما تجاهلناها كثيراً ولا زال الكثير منا يتجاهلها إلى الآن، وهي حصر الثورة في المدينة، بينما الشعب اليمني نسبة كبيرة جداً عايشين في الأرياف وعايشين في القرى.

بلقيس أللهبي/ ناشطة في ساحة التغيير: عندنا إشكالية بقبول الآخر وتفهمه، أصبح لفظ بلطجية يقال حتى لو تصدر واحد في برنامج تلفزيوني، وكان يناقش نقاش فكري وقال أنه مع النظام السابق، كان عندنا عدم تفهم للآخر وهذا ما دفع الفئة الصامتة أنها تخاف منا، تخاف من طريقة طرحنا عندما كان يطرح انه سنحاسب فلان وسنرفع المشانق وسنعمل ونعمل،  والثورة ستأتي لتحاسب المذيع الفلاني للذين كانوا يظهروا على قنوات التلفزيون.

وسيم القرشي/ عضو اللجنة التنظيمية للثورة: يعني الشباب الذين خرجوا وهم يظنون أنهم قادرون على إسقاط نظام ظل 33 سنة، ولديه جيش ومال، لا يستطيعون أن يؤثروا على هذه القوة السياسية التي انضمت إليهم، يعني هذا أمر فيه من منافاة للمنطق يعني إذا كنت تعتقد بأن لديك القدرة على أن  تسقط نظام بهذا الحجم من نظام دولة فيجب أن تكون لديك الثقة في نفسك، أيضاً أن تؤثر على القوى السياسية، من داخلها أيضاً.

أسعد طه: حين تبدأ في حزم أمتعتك استعداداً للرحيل، ستجد السؤال الذي أتيت من أجل الإجابة عنه ماثلاً أمامك، في اليمن هل انتصرت الثورة؟

ياسر العوضي/ نائب رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام: رحل الرئيس السابق صحيح، أما النظام السابق فهو مازال موجود كله من الطرفين يعني من هم عملاؤه من هو رئيس الجمهورية ومن هو رئيس الوزراء ومن هم الوزراء، ومن هو علي محسن الأحمر ومن هم هؤلاء اللي يتربعون الآن على كراسي السلطة من الأطراف كلها، هم كلهم كانوا مشاركين في الحكومات السابقة وجزء من النظام ، فأكيد النظام ما زال موجودا يعني، وسيستمر يعني، لأنه للأسف الشباب أكل يوم أكل الثور الأبيض يقال عندنا مثل كده.

بلقيس أللهبي: إحنا أسقطنا تحالف القبيلة والعسكر والدين السياسي، أسقطناه بشكل أو بآخر، بشكل أنه لم يستطيع أن يتكتل ضد المدنيين مرة أخرى، استطعنا أن نقول لا توريث لا تمديد، استطعنا أن نقول للحاكم القادم نحن هنا ونراقبك.

علي الصراري/عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني: اليمنيون استعادوا الثقة بأنفسهم، النساء اليمنيات اللاتي كن يخفن الوقوف أمام الكاميرا الآن يخرجن للمسيرات ويتحدثن في قنوات التلفزة ويستطيع أي واحد منا أن يلمس إلى أي مدى صرن يثقن بأنفسهن، وإلى أي مدى صرن شريكات في تقرير مصائر هذا البلد.

سلطان العتواني: بالتأكيد، سقوط علي عبد الله صالح هو انتصار للثورة، سقوط مشروع التوريث هو انتصار للثورة، تشكيل حكومة الوفاق الوطني هو انتصار للثورة، اختيار عبد ربه منصور هادي رئيساً توافقياً ولفترة عامين أيضاً انتصار للثورة، قضية الحوار الوطني هو انتصار للثورة.

عبد الوهاب الحميقاني: جزئياً انتصرت وكلياً لأ، يعني انتصرت في جزء من أهدافها، رحيل رأس النظام، رحيل يعني تجسيد بعض إرادة الشعب، لكن لم يسقط النظام ولم تجسد إرادة الشعب كلياً، ما زالت الإرادة الخارجية هي التي تتحكم في هذا البلد والتي من أسبابها ثرنا على هذا النظام أو على ذلك النظام السابق.

عبد الغني الإرياني/ رئيس تيار الوعي المدني وسيادة القانون: الثورة نجحت في 11 فبراير 2011، عندما خرج شباب تعز إلى ساحة الحرية، عندما تحول المواطن المظلوم الذي كان النظام ينظر إليه ينظر إليهم كقطيع من الرعية، إلى مواطنين حقيقيين يطالبون بحقوقهم ومستعدين يدافعوا عنها، ويواجهون الرصاص الحي.

صالح المزلم/ منشد: بصدرك عارً يصد الرصاص، ستهزم نيرانهم لا مناص، بصدري عار يصد الرصاص، ستهزم نيرانهم لا مناص، تقدم فهذا طريق الخلاص، تقدم فهذا طريق الخلاص، ولا تخشى حقداً دفيناً ومكر، ولا تخشى حقداً دفيناً ومكر.

سمية القواس/ ناشطة في ساحة التغيير: تتردد في أسماعنا انه انتصرت الثورة ، فقدمنا شيء في الأخير، لكنفي لحظات أيضاً بتكون بنفس اللحظات النشوة والسعادة أنه انتصرت الثورة أو حققت شيء على الأقل، بجيلك شعور قد يكون هل هو اكتئاب ما بعد الثورة.

بلقيس أللهبي: ما زال لكل منا ثورته، ما زالت الثورات تدار داخل بيوتنا، تدار داخل أفكارنا، تدار عبر نقاش مستمر، عبر وسائل الاتصال المجتمعية، نقاش قد يصل إلى القطيعة الخصام السباب الاتهامات، ولكن النقاش ما زال يدار.

محمد الأفندي/ رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية: أعتقد أن الثورة يعني رسخت قيمي، القيم من جديد و قوت إرادة الناس وجعلت الناس لا مجال للتراجع، أجهضت مشروع تأبيد السلطة وتوريثها، الإرادة الثورية الموجودة الآن في نفوس الناس وروح العزة وروح الكرامة الموجودة الآن هذه ستشكل حصون يعني ثابتة أمام أي محاولة ترده سواء من قبل الثورات المضادة، أو من قبل النظام السابق الذي يحاول  أن يعيد عجلة التاريخ للوراء، أنا اعتقد أن الثورة جعلت من التغيير انه أصبح إرادة شعبية قوية، لا مجال للتراجع، وأنا اعتقد أن هذا انتصار.

نجلاء العمري/ صحفية وناشطة: طبعاً الثورة انتصرت، أنا اعتقد هذه الثورة هي أجمل شيء حدث لنا كيمنيين منذ قرون طويلة، يعني هناك حالة من الكساد كنا نعيشها، أتت هذه الثورة كمولود جميل، وظل يكبر معنا ولازال يكبر، لا يوجد شيء اسمه الثورة انهزمت، الثورة انتصرت، الثورة انطلقت، والشرارة التي تنطلق لا ترجع للوراء ولا تنطفئ لأن هناك من يحميها وهناك من ينفخ فيها الروح.

أسعد طه: ضباب وضجيج يلفان اليمن، أصبح أصحاب المصالح إلى غايتهم، والمخلصون إلى نضالهم، ثمة ما يوجع، بعض الخلاف والشقاق، بعض الإحباط بين الرفاق، فيما البلاد أم الشهداء ترنو إلى ما رحل من أجله الشهداء، اليمن السعيد، فهل مر الربيع من هنا؟ نعم مر، بل هو هنا، ما دام هنا ما زال الثوار، المتعبون المحبطون المتشائمون يفسحون الطريق، المناضلون المخلصون الصابرون يواصلون، والهدف الخبز والحرية وقبلهما الكرامة، السلام عليكم.