ما وراء الأحداث

مستقبل العلاقات العراقية الكويتية

الرؤية الكويتية والعراقية لمستقبل العلاقات بين البلدين، الصعوبات التي تواجهها عودة العلاقات الطبيعية بين العراق والكويت، أسباب تحميل الكويت مسؤولية ما حل بالعراق، المطلوب من الكويت لعودة العلاقات مع العراق.

مقدم الحلقة:

فيصل القاسم

ضيوف الحلقة:

د. ناصر الصانع: عضو مجلس الأمة الكويتي
د. ظافر العاني: أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد
عبد الله السناوي: رئيس تحرير صحيفة العربي القاهرية

تاريخ الحلقة:

22/04/2003

– الرؤية الكويتية والعراقية لمستقبل العلاقات بين البلدين
– الصعوبات التي تواجهها عودة العلاقات الطبيعية بين العراق والكويت

– أسباب تحميل الكويت مسؤولية ما حل بالعراق

– المطلوب من الكويت لعودة العلاقات مع العراق


undefinedد. فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدي الكرام.

هل تعود المياه إلى مجاريها بين العراق والكويت بعد زوال نظام الرئيس صدام حسين، أم أن الجرح بين البلدين أعمق من أن يندمل بهذه السرعة؟

لماذا مازال الكثير من العراقيين يُحمِّل الكويت ما حلَّ بالعراق؟ أليس من المفترض أن سبب الخلاف قد زال؟

أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة على السيد ناصر الصانع (عضو مجلس الأمة الكويتي)، وعبر الأقمار الصناعية من بغداد على الدكتور ظافر العاني (أستاذ القانون.. أستاذ العلاقات الدولية)، ومن القاهرة على السيد عبد الله السناوي (رئيس تحرير صحيفة "العربي" القاهرية).

دكتور الصانع، هنا في الأستوديو في البداية، كيف تنظر إلى مستقبل العلاقات العراقية الكويتية بعد أن زال يعني السبب الرئيسي للقطيعة بين البلدين، ألا وهو النظام العراقي؟

الرؤية الكويتية والعراقية لمستقبل العلاقات بين البلدين

د. ناصر الصانع: بسم الله الرحمن الرحيم. بلاشك يعني بعد زوال نظام صدام، وزوال حتى أصنام صدام، بلاشك هذا كان السبب الرئيسي اللي وتَّر العلاقة بينَّا وبين العراقيين، أعتقد إن المجال اللي أمامنا رحب جداً، ولكن هذا المجال يحتاج إلى إجراءات كثيرة لإعادة بناء الثقة والمحبة بين هذين الشعبين الشقيقين، لذلك كل المبادرات اللي صارت منذ سقوط نظام صدام حسين من الكويت هي لفتات ضرورية، وليست فيها -إن شاء الله- أي محاولة للإظهار بالنفس أو المزايدة لا سمح الله، كل ما حصل من الكويت توصيل المياه إلى النجف وكربلاء والمساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب العراقي، هذا واجب ونعتقد أنه هذا مدخل ضروري ومهم جداً لبداية بناء الثقة بين الشعبين، أعتقد أمامنا طريق طويل، لكن إحنا مستبشرين -إن شاء الله- خير، لأن العائق زال، وأنا أعتقد إن الشعبين فيهم مصاهرة كبيرة، فيهم علاقات كبيرة، إحنا أصدقاؤنا في الدراسة في الخارج كلهم من العراقيين واللي لا نزال نحتفظ بعلاقات جيدة، هم بلاشك لم يكونوا من أنصار هذا النظام البائد، ولكن نعتقد إن العلاقة بين الشعبين -إن شاء الله- راح تكون يعني -بإذن الله- علاقة مثالية لو أحسنَّا بناءها أيضاً بإجراءات محددة.

د. فيصل القاسم: يعني أنت.. يعني أنتم في الكويت -بعبارة أخرى- متفائلون يعني بهذا المستقبل، لكن بالوقت.. في الوقت نفسه نسمع يعني بعض العراقيين يقولون: أن.. أن يعني الكويت تتحمل جزءاً كبيراً مما حل بهم يعني في.. في.. في الآونة الأخيرة، ماذا تقولون لهم؟ كيف تطمئنونهم يعني؟

د. ناصر الصانع: الحقيقة هذا الصوت اللي يطلع من العراق، يعني شوف صوت يعني أعتقد لا يمثل أغلبية الشعب العراقي، وهناك صوت كويتي أيضاً يحمِّل العراق ما حلَّ بالكويت من دمار ومن قتل للأبرياء، ومن أسر لا يزال إخواننا الأسرى وأهلنا لا يزالون حتى ها اللحظة بعد زوال صدام لا نزال لا نعرف أين هذه السجون، أعراضنا، وممتلكاتنا، إحنا أيضاً فينا في نفوسنا شيء كبير كامن ضد العراقيين، لكن لن نسمح لهذه النفسية في الطرفين أن تسود، نعتقد أن اللي يجب أن يسود هو روح من العقل والمسؤولية والحكمة، وأعتقد إن إحنا شعوب بالنهاية مسلمة تعرف شنو هو مستقبلها، وشنو هو اللي فيه مصلحتها.

د. فيصل القاسم: كويس جداً، طيب نتحول الآن إلى الدكتور ظافر العاني في بغداد، دكتور ظافر، لا أدري إذا كنت قد استمعت لما قاله الدكتور ناصر الصانع هنا في الأستوديو، فهو متفائل هو والكثير يعني من.. من الكويتيين بمستقبل العلاقات بين العراق والكويت، وتحدث عن مبادرات حسن النية التي قدمتها الكويت في الآونة الأخيرة للعراقيين، كيف تنظر أنت إلى الوضع؟

د. ظافر العاني: يعني أنا.. أنا أتمنى لو أن هذا الكلام كان صادقاً وحقيقياً، أين كانت أصوات العقلاء وكان صوت الحكمة قبل حدوث العدوان على وطني؟ العقلاء اليوم يتحدثون بعد كل هذا الخراب الذي حلَّ ببلدي، بعد كل هذا التدمير، وهذا.. وهذا القتل وهذه الوحشية، أية مبادرات حسن نية يتحدث عنها الدكتور؟ يعني مثلاً زجاجات المياه التي تجلبها الكويت إلى بلاد الرافدين؟ ومن أي نهر هذا في الكويت تأتي هذه يعني هذه المياه إلى العراق، أو أنني عرفت بأن هنالك طفلاً عراقياً يُعالج في أحد المستشفيات الكويتية لأغراض دعائية محضة ليس إلا، مئات الآلاف في وطني قد قُتلوا بسبب الكويت، وآلاف المباني، والتخريب الذي عمَّ في.. في وطني، الكهرباء، الماء، المستوى الصحي، هنالك كارثة حقيقية في العراق واليوم يتحدث الدكتور.. يتحدث عن الحكمة، وعن مبادرة حسن النية، وعن مستقبل أفضل ما بين.. ما بين العراقيين والكويتيين، هو يقول سمعت بعضاً من حديثه، يقول: نحن لدينا غير إزاء العراقيين عن ما حدث عام.. عام 90، أنا.. أنا لا أنكر عليه هذا، لكن ألم يشفِ غلكم ما حدث بوطني عام 91؟ ألم يشفِ غلكم ما حدث لبلادي لمدة 13 عاماً من حصار مرير قاسٍ وقاتل؟ ألم يشفِ غلكم التعويضات الكثيرة التي أخذتها الكويت من.. من العراق في ظرف الحصار؟

اليوم على الكويت مثلما دفع العراق استحقاقات عام 90، على الكويت أن تدفع ضريبة وثمن العدوان الذي اقترفته على وطني، مع.. مع.. مع كل تقديري وجل تقديري للأصوات الخيِّرة والحكيمة في الكويت، لكن أنا أود أن أقول شيئاً، وأنا في غاية الألم، أن ما حدث بين العراق والكويت ليس خلافاً سلطوياً فقط، وإنما حدث شرخ مجتمعي كبير، لا يمكن أن يقنع أباً فقد أبناءه بالصواريخ التي جاءت من الكويت أن يكون حسن النية إزاء.. إزاء.. إزاء الكويتيين.. إزاء الحكومة الكويتية على وجه أدق، ولا يمكن أن.. أن.. أن أقول للأطفال الذين حُرموا من الدراسة هذه الشهور الطويلة، وحُرموا من أبسط مستلزمات الصحة أن.. أن ينظروا بتفاؤل إلى.. إلى العلاقة مع.. مع الكويت، يعني هذه أمور أعتقد جاءت في غير محلها، كان من الممكن أن نصدق ذلك لو أن هذا الكلام حدث قبل العدوان على وطني، العراق هو الذي طرح المبادرات، الحكومة السابقة طرحت الكثير من المبادرات، وأنا سأقول للدكتور أن.. أن العدوان الذي حدث على بلدي حدث في ظل فترة كانت فيها سياسة الحكومة العراقية في منتهى الاعتدال والمرونة مع الكويت، ولم يكن هنالك سبب ما للعدوان على وطني، وللمشاركة في هذا العدوان سوى الانسياق المذل والتبعية المهينة وراء السياسة الأميركية على العراق.

د. فيصل القاسم: طيب دكتور ظافر، سمعت دكتور ناصر سمعت هذا الكلام، يعني لا يمكن بأي حال من الأحوال يعني أن.. أن توجه له نفس الاتهامات التي كنتم توجهوها مثلاً في السابق للعراقيين، يعني تقول له: أنت لا تستطيع أن تقول إلا ذلك، لأن صدام حسين ممكن يقص لك رأسك، يعني يقص لك رقبتك، صدام حسين ما بنعرف يمكن قصت رقبته هو، فالآن السؤال المطروح إنه هذا الرجل صوت وطني من بغداد الآن، بغداد التي ترزح تحت الأميركيين، ماذا تقول له؟

د. ناصر الصانع: أخ ظافر، مساك الله بالخير، مع الأسف يعني..

د. ظافر العاني: مساء الخيرات.

د. ناصر الصانع: أقول: صدام راح، وراح البعث وراه، وأنت لها الحين تردد ها الكلام، أنا جداً متألم أخ ظافر، لأني كنت أتوقع منك كلام يختلف، وأعتقد إن الأصوات اللي سمعناها من العراق تختلف عن نبرتك، يعني مثلاً أخي الكريم تقول الحكومة السابقة العراقية طرحت مبادرات، وكانت في منتهى الاعتدال والمرونة شنو ها الكلام أخي الكريم؟! أنت تعرف إن صدام وجَّه لنا خطاب قال أهددكم، تعرف إن صدام حشد حشود علينا، هذا ما أتكلم عن 90 ولا 91، أتكلم عن 96، 98، حتى في هذه السنة.. في سنة 2002 في عيد الفطر صدام وجه شعب.. خطاب للشعب الكويتي أذكر بثَّه (الجزيرة) أنا رديت عليه، هدَّدنا في بلدنا، شنو اعتدال؟ بعدين تقول لي أطفال الذين حُرموا من الدراسة في العراق، أنا أقول لك: أطفال عندنا بالكويت حُرموا من آبائهم، آبائهم محتجزين بالعراق، أهلهم قُتلوا في عدوان من صدام.

أخي الكريم.. أخي ظافر، أرجو إن الخطاب الآن إحنا نبني بلداننا مع بعض، لا ننكش هذه الجراح، نريد أن نرمِّم ونبني صورة أفضل، بس خطابك هذا ما يساعد أخي ظافر، الله يحفظك إن شاء الله، تقول الصواريخ اللي جاءت على العراق، إحنا بعد جتنا صواريخ، جانا 20 صاروخ، ما حد وقف معانا وتحملنا، مع أن لا قواتنا دخلت ولا شيء، شو عندكم عن الكويت؟ أيش فيها الكويت اللي أنت حاطها في هذا الـ Frame؟ ليش ما تكلمت عن الدول اللي طلعت منها القوات؟ ليش بس الكويت يعني أسهل كلمة تختارونها أخ ظافر؟ ليش ما تكلمت عن الأردن، أو السعودية، أو قطر اللي إحنا قاعدين فيها الآن، ليش؟ لا يا أخ ظافر، اسمح لي، أرجوك لما تتكلم عن صوت الحكمة والعقل أنت تتكلم عن التزام أدبي، لازم نحط النقاط على الحروف.

أخي الفاضل، أنت تتكلم عن الحصار اللي صار على العراق، أنت ليش ما تقول من هو سبب الحصار؟ من اللي جاب أصلاً القوات الأميركية إلى الأراضي العربية، مو كنا إحنا أول ناس نرفضها؟ من اللي جابهم؟ مش صدام، ليش ما تتكلم عنه؟ شنو تقول معاناة العراق خلال سنوات الحصار؟ كلنا عانينا، بس شوف من هو السبب، الآن أنا بأقول لك صدام حسين اللي تقول صوت العقل وصوت الحكمة، وسمتها الاعتدال والمرونة، وين صدام الحين؟ مو قادكم إلى حرب مثل هذه؟

ما كان فيه أصوات اعتدال مثل صوت الشيخ زايد -الله يحفظه- لما قال: ياريت صدام حسين يتنحى، وينأى ببلده عن هذه الحرب، هذا كان صوت الاعتدال، صدام لا هو تنحى، ولا هو خاض حرب كملها، صدام ذبح شعبه، وعرض جيشه، وعرض العراق ومقدراته لهذه الحرب، والآن وين صدام؟ فر وهرب، ما ندري وينه، هذا صدام اللي اليوم تتكلم عن أنت اعتدال ومرونة.

أخي الكريم، ورانا أجيال لازم نعلمها، ورانا أطفال لازم يتعلمون، أنا أعتقد إن المنطق يقتضي، أنا طبعاً ها الحين يعني اسمح لي أخ ظافر مو من باب المساجلة، إحنا من باب الشعور بالمسؤولية تجاه مستقبل المنطقة، إذا نستطيع نتكلم بعقل إحنا وياكم، وأنتو على وجه الدقة والخصوص العراقيين، وأنا والله سعدت كثيراً لما سمعت إن خطبة الجمعة تُبث من العراق بعد سقوط صدام على الهواء، من.. من متى كانت تبث بالعراق على.. على الهواء؟ صدام يمنع حتى خطب الجمعة أنها تبث، عندنا مسجد في جنوب العراق في أم قصر ما ارتفع الأذان فيه خلال 15 سنة إلا عندما سقط صدام، فيه مظاهر بدت تطلع بالعراق، إحنا ما نقول العراق لازم يستمر تحت الهيمنة لأميركا، لا أخي الكريم، إحنا معاك، بس إحنا.. إنتو العراقيين تتحملون المسؤولية، وترتبون نفسكم، راح تلقون إخوانكم في الكويت وفي المنطقة كلها مسؤولين عن ضمان استقرار العراق واستمراره، ورجوع العراق إلى عهده الزاهر بهذه الثروة، من المسؤول عن ضياع مقتنيات الآثار والمتحف والحضارة العراقية لآلاف السنين؟ من المسؤول عنها؟ مو الفوضى؟ وين صدام ما حماها؟ ما سوَّى لها إجراءات، ما سوَّى لها تأمين؟ من هو المسؤول عن هذه الفوضى والدمار؟ هذه حرب، أنت تعرف أنك داخل في حرب، إحنا كنا نتمنى أخي الكريم إننا نتكلم بصوت عاقل، ولو كان صدام حسين يُدرك الحكمة والعقل لبلده لنأى ببلده عن مثل هذه الحرب المدمرة، ولنفكر في المستقبل.

د. فيصل القاسم: كويس جداً، طيب.

[فاصل إعلاني]

د. فيصل القاسم: سيد عبد الله السناوي في القاهرة، لاشك أنك استمعت للضيفين الكريمين هنا في الأستوديو السيد الصانع، وعبر الأقمار الصناعية من بغداد السيد العاني، السيد الصانع لاشك سمعت يعني كان متفائلاً يدعو إلى يعني فتح صفحة جديدة إلى ما هنالك من.. من هذا الكلام، وكان يعني سمعته، أما السيد ظافر، فقاله إنه يعني الأمر ليس بهذه السهولة، وحمل الكويت والكويتيين ما وصل إليه الحال في.. في.. في بغداد من دمار وكوارث إلى ما هنالك، كيف تعلق على الرأيين؟

عبد الله السناوي: أنا أعتقد إن هذا الملف برمته يعني محزن، وأي قومي عربي، وأي عروبي، وأي يعني مواطن عربي عادي يعتقد أن الأمور ليست بالسهولة التي يتحدث عنها الدكتور ناصر الصانع، نتمنى أن تكون الأمور سهلة، لكن هناك حقائق يعني على الأرض صعبة وقاسية، وأنا أعتقد أن الكويت مع كل الاحترام لتياراتها الإسلامية والقومية وللشخصيات التي نعتز بها، الكويت لا تملك قرارها في حقيقة الأمر، وربما يمكن أن نقول أن الولايات المتحدة الأميركية حصلت على الكويت مجاناً بضرب العراق الدولة العربية الأهم دولة الجوار الأهم تحتلها الآن الولايات المتحدة الأميركية، وهذا سوف يرتب حقائق إقليمية جديدة، وسوف تُجبَر الكويت على تقديم تنازلات للولايات المتحدة الأميركية لصالح العراقيين، لم تكن تقبلها أيام صدام حسين، كان صدام حسين -على سبيل المثال- يطالب بمنفذ بحري على الخليج أوسع عند وربة وببيان، الكويت كانت تعترض، هناك الآن دراسات، وهناك الآن ضغوط، وأعتقد أن الكويت سوف تقبل، الكويت تتصور ربما بالوهم بعض النخب فيها تتصور بالوهم أنها الآن آمنة، أنا أعتقد الآن أن العراق محتلة، والكويت أيضاً كانت شبه محتلة، والآن محتلة، ويعني القواعد العسكرية الأميركية موجودة فيها، ولكننا مع كل شيء نحن يعني نثق في أن التيارات الإسلامية والقومية والمستنيرة في الكويت سوف تنهض للوقوف بجوار العراق، ليس يعني ببعض المبادرات الشكلية كما لو كانت تقدم منح إنسانية للعراق، لكن أقصد تحديداً في مواجهة التحديات العاصفة، التحديات التي رتبها احتلال العراق، رفض الاحتلال، ومقاومة الاحتلال، ومقاومة السياسات الأميركية في المنطقة، وأنا أعتقد أن هناك يعني أداء كويتي رسمي ولَّد حالة -أنا آسف أن أقول- حالة من يعني الكراهية في الشارع العربي، نتمنى كقوميين عرب أن نطوِّقها، لكن لابد أن نسجل أن السياسة الكويتية هي التي صنعت هذه الأجواء.. عندكم.

د. فيصل القاسم: كيف.. كيف سيد.. سيد.. سيد.. سيد السناوي.. سيد السناوي.

عبد الله السناوي: نعم.. نعم.

د. فيصل القاسم: سيد السناوي، كيف يعني هي حالة كراهية؟ ماذا تقصد حالة كراهية؟

عبد الله السناوي: يعني هناك مثلاً عندكم في منطقة الخليج رسائل على الجوال تقول: إذا لم تكن محبوباً اسأل نفسك هل أنا كويتي؟ أنا أعتقد إن الأشقاء في الكويت يشعرون بنفور في الرأي العام العربي، وهم لا يثقون أن الرأي العام العراقي باختلاف اتجاهاته وبعد صدام حسين لديهم قبول بسيط، المهمة ليست سهلة، ولابد من إعادة نظر جذرية، أنا أتحدث هنا عن الشعب الكويتي، أنا لا أتحدث عن الحكومة، لكن أتحدث عن التيارات القومية والإسلامية، ولابد أن تتخذ مواقف جدية في نصرة الشعب العراقي وفي رفض الاحتلال، أنا أذكِّركم فقط أن الإعلام الكويتي، وأنا أتمنى على الدكتور الناصر أن يعترف بذلك، الإعلام الكويتي كان في أثناء الحرب محرضاً ومتشفياً في الدم العراقي، وكان أداؤه سيئاً، يعني أنا عندما كنت أتابع مثلاً الفضائية الكويتية كانت كما لو كانت يعني بوقاً للحملة الأميركية الـ “BBC” والـ “CNN” ووسائل الإعلام الأميركية كانت أكثر اعتدالاً وتوازناً، أنا أعتقد مثل يعني هذه.. مثل هذا الهوس ضد نظام صدام حسين الذي بدا في حالات كثيرة، كما لو كان مترادفاً مع الشعب العراقي، وموقفاً من العراق ذاته، يولد تعقيدات أمام الكويت في المستقبل، أنا أعتقد -وبجزم- أن الكويت ليست آمنة، وسوف تتعرض لمخاطر حقيقية في المرحلة المقبلة، و المؤسف أنها عندما سوف تتعرض لمخاطر يصعب أن نجد مواطناً عربياً يقف معها.

الصعوبات التي تواجهها عودة العلاقات الطبيعية بين العراق والكويت

د. فيصل القاسم: طيب سأعطيك المجال، لكن الدور للسيد ظافر الآن، دكتور ظافر طبعاً لاشك استمعت للدكتور ناصر، يعني أنت في واقع الأمر يعني برأيه بالغت كثيراً في.. في تكبير الموضوع، ويجب فتح صفحة جديدة إلى ما هنالك من هذا الكلام، ونحن بخطاب.. نحن بحاجة إلى خطاب مختلف عن الخطاب الذي تفضلت به، كيف ترد؟

د. ظافر العاني: أستاذ فيصل، أي.. يعني أي مبالغة؟! اليوم وطني محتل بكاملة، وليست القضية قضية صدام حسين، هؤلاء المحتلين لن يغادروا العراق حتى بعد غياب نظام صدام حسين، أو تدري ما الذي فعلته الكويت ليس بالعراق فقط، وإنما بالأمة العربية بأجمعها؟ هذا الاحتلال للعراق لا يضر الأمن الوطني العراقي لوحده وإنما يضر الأمن القومي العربي بأكمله، ولذلك ليست من المصادفة أن (كولن باول) أول تهديد له إلى سوريا ينطلق من أرض الكويت أيضاً عند زيارته لها، يهدد سوريا و.. و.. ويدعو إلى.. إلى ضرورة امتثالها إلى المطالب الأميركية، العراق.. العراق دخل إلى الكويت عام.. عام 90، احتل الكويت، دفع الثمن.. دفع الثمن من خلال اعتداءٍ كبير عليه حدث عام 91، وطولب بالتعويضات ودفع كذلك، ما حدث على العراق اليوم وفق التوصيف القانوني الدقيق لا يمكن أن يكون إلا عدواناً، يعني هذا لا يمكن أن يختلف عليه اثنان، وبالتالي فالكويت شريك مع.. مع دول عربية أخرى للأسف بالإضافة إلى أميركا وبريطانيا وأستراليا في تحمل المسؤولية الدولية القانونية للعدوان الذي حدث على العراق.

ولذلك أنا أشاطر الأستاذ من.. من القاهرة في.. في أن هنالك متطلبات للعراق ينبغي أن توفي بها.. بها الكويت، أولاً: التعويضات، ثانياً: يعني أميركا تريد أن.. أن تلغي مذكرة التفاهم باعتبارها من العرف السابق، وأنا أدعو كذلك إلى إلغاء القرار الذي وضع بشكل متعسف الحدود العراقية الكويتية بشكل آذى المصالح الوطنية العراقية، وبالذات في قضية التهامه لجزء كبير من ميناء أم قصر، الدكتور يتحدث ببراءة.. اليوم يتحدث بهذه اللغة الشفافة والجميلة والمرنة، مللنا من هذا الكلام قبل.. قبل العدوان على العراق، والعراق طوال السنوات السابقة تحدث عن المصالحة والمصارحة، ولاحظ أن العدوان على العراق حدث بعد قمة بيروت وقمة شرم الشيخ التي وقعت عليها الكويت فيما يخص أن العدوان على العراق هو عدوان على الأمة العربية، وفي قمة بيروت حدثت مصالحة عراقية كويتية، العراق منذ قمة بيروت حتى سقوط النظام.. لم يتكلم ببنت شفة الإعلام العراقي والمسؤولين العراقيين بسوء حول الحكومة الكويتية، ثم يتحدث عن الخطاب الذي.. الذي قاله صدام حسين في خطاب ما أعرف عيد الفطر أو.. أو سواه، ويحث الكويتيين على مواجهة القوات الأميركية، لأنه هذه القوات هذا شيء طبيعي، لأنه هذه القوات لم تأتِ حاملة الزهور إلى وطني، هذه القوات جاءت إلى الكويت لتحمل.. وهي بحوزتها صواريخ متطورة ودبابات وطائرات لغزو العراق، ثم لاحظ أن.. أن تركيا وهي الدولة التي نقول أنها استعمرت الأمة العربية قروناً طوال، والعضو في الحلف الأطلسي عندما تمتنع عن استقبال 62 ألف جندي أميركي، تبادر الكويت وبلهفة لاستقبال هؤلاء وتقول: أنا مستعدة.. الكويت مستعدة لاستقبال الجنود الأميركيون الذين رفضت تركيا دخولهم عبر شمال العراق، يعني هذا إيغال في العدوان، لا يمكن اليوم أن نتحدث بهذه البراءة وبالمصالحة والمصارحة بشكل حيادي وموضوعي، و.. ويريد أن يلفلف كل هذا العدوان الذي حدث على الوطن، الجنود المحتلون اليوم في وطني مثلما هم مؤذون للأمن الوطني العراقي، هم كذلك مؤذون للأمن الكويتي أيضاً، وللأمن القومي العربي، ولذلك هنالك حسابات يجب أن تُصفى، ويجب أن تسوى بيننا قبل أن تعود المياه إلى مجاريها.

د. فيصل القاسم: طيب دكتور.. دكتور ناصر يعني سمعت هذا الكلام وأنا في واقع الأمر سمعت سيدة عراقية من جامعة الموصل بعد أيام من سقوط بغداد قالت بالحرف الواحد في واقع الأمر يعني إذ كانت تبكي وتقول: كيف دُمرت.. دُمر العراق وجامعاته وإلى ما هنالك من هذا الكلام، وقالت بالحرف الواحد: أنا ضد النظام البائد، ضد نظام صدام حسين، لكن لنا وقفة مع النظام الكويتي، وسنأخذ بثأرنا من هذا النظام، يعني يجب أن نفرق أنها ليست تابعة لـ.. هاي من جهة، من جهة أخرى أريدك أن تعلق إنه مشكلة الكويت الآن ليست فقط مع العراقيين، هي مع العرب أجمعين، حالة من الكراهية ضد الكويت وهذا الكلام للسيد السناوي، وقال لك يعني من أحد النكت اللي على.. على الجوال تقول: لماذا أنا يعني مكروه هل أنا كويتي؟ كيف ترد؟

د. ناصر الصانع: يعني أشكرك يعني إلى ما..

د. فيصل القاسم: طبعاً الكلام إله يعني بس أنا أوضح لك إياه يعني آه.

د. ناصر الصانع: إحنا نستشهد فيما ينشر على الجوال تواً أنا أقرأ لكم الجوال بالكويت، والنكت على الصحاف وعلى صدام وقت..

د. فيصل القاسم: لا بنعرفها ولا يهمك.

د. ناصر الصانع: جزاك الله، بس أنا حقيقة يعني أنا أقدر الإخوان كلامهم بس أحب أؤكد بعض الثوابت: أول شيء: لا أحد يتكلم عن موقف الحكومة الكويتية والتيارات الإسلامية والقومية بالكويت، الموقف الكويتي واحد، موقفنا واحد، ما نرضى أحد يدخل في مثل هذه، موقفنا واضح..

د. فيصل القاسم: حلو.. حلو كويس.

د. ناصر الصانع: القضية الثانية: لا أحد يزايد علينا في انتمائنا العربي، وأنا أقول حق أخوي اللي بمصر إذا بتتكلم عن العروبة وأرجوك ترى مو .. وليست مماحكة أو يعني تحدي، إذا بتقول العروبة وخدمة قضايا العروبة خلينا نطلع كشف الحساب أنت على الأقل في المكان اللي أنت قاعد فيه القاهرة الآن جنبك سفارة إسرائيلية فيها علم إسرائيل يرفرف، أنا بالكويت ما عندي وفد إسرائيلي داخل الكويت وهذا أتشرف فيه وأتمنى يصير كشف الحساب بين العرب في هذه القضايا، أنا ما وطأت أرضي أي قدم إسرائيلية ولا عندي مكتب تمثيل مثل ما عند الإخوان في قطر هنا، ولا.. وأتشرف فيه، وراح نستمر في..، إحنا.. إحنا في قضايا العروبة وقضايا فلسطين مصيرية ما عندنا.. ما عندنا مساومة، بس أذكر مثل واحد يعني إذا تسمحوا لي، الرئيس (كلينتون) زار الكويت وهي أول مرة يزور فيها رئيس أميركي أثناء ولايته دولة الكويت، وأنا كنت حاضر اللقاء مع صاحب السمو أمير الكويت، سأله صحفي.. سأل الأمير صحفي أمام كلينتون وتحت الكاميرات قال له: متى ستنضم الكويت إلى مسيرة السلام؟ ويريد أن يحرج سمو الأمير أمام الكاميرات وبحضور كلينتون، شنو قال الأمير؟ قال: لن يكون هناك سلام حتى ترجع كل الأراضي العربي المحتلة إلى الفلسطينيين، هذا الكلام أنا بس ليش أقوله حتى ما ننسى هذه واحدة.

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب كويس.. كويس جداً، كويس بس بس أنا أريدك أن ترد أيضاً كي.. كلام..

د. ناصر الصانع: أنا بأرد أنا..

د. فيصل القاسم: كلام السيد ظافر قال لك: يعني لا يمكن أن تتحدث بهذه يعني الشفافية وبهذه البراءة وبهذا الشكل الموضوعي، هناك حسابات لازم أن.. يجب أن.. أن تُصفى بيننا وبينكم يعني مش بها السهولة إنه نجلس ونحكي بهذه البراءة، كيف ترد عليه يعني آه.. آه؟

د. ناصر الصانع: هذا.. هذا صحيح.. هذا صحيح، أنا أقول له.. أنا أقول له: لازم.. لازم تتكل بشفافية وإذا بتطلع حسابات ترى ما عندنا قصة داحس والغبراء، إحنا.. إحنا اليوم قاعدين نتكلم في حضارة، قاعدين نتكلم بمسؤولية، هذه المسؤولية تفرض علينا أنه مو ننكأ الجراح، تفرض علينا ننظر شنو مصلحة شعوبنا، تبغيني أنا أنكأ الجراح عبد الكريم قاسم وأطلع لك البلاوي وأقول لك شلون صدام غزا أرضي وبلدي وأهلي الآن أنا في العراق ما أدري في أي معتقل، ما أني مطلع هذه الملفات، وإن كان قضية الأسرى اليوم أكبر قضية حتى دول التحالف راح يطالبون فيها.

د. فيصل القاسم: بس بدي أسألك سؤال عن الأسرى كي لا يمر والوقت يداهمنا، أين هم هؤلاء الأسرى؟

د. ناصر الصانع: الأسرى..

د. فيصل القاسم: يعني أنا بدي أسألك سؤال سمعت من مسؤول كويتي قبل أيام أجروا معه لقاء، تحدث لأول مرة قال لهم الأسرى الـ 600 الموجودون في.. في العراق ليس كلهم كويتيين في واقع الأمر، الكويتيين هم نسبة قليلة جداً، هذه لهجة جديدة، وبعدين يعني هناك من يتهم الكويت إنه لماذا توقفتم عن الحديث عن الأسرى مع إنه كان يعني شغلكم الشاغل على مدى 12 سنة؟ الآن انتهى الموضوع بعد أن دخلت القوات خلاص سكتُّوا، أم لا، ماذا تقول لهم؟

د. ناصر الصانع: لا.. لا.. لا أخي الكريم ما.. لا الآن فيه إعلان كويتي داخل العراق جائزة مليون دولار أميركي لمن يُدلي بمعلومات صحيحة ودقيقة عن أي أسير، وهذه قضية بالنسبة لنا ترى أهم قضية..

د. فيصل القاسم: كويس.. كويس ممتاز.

د. ناصر الصانع: ولا.. ولا مستعدين نتنازل لا مع التحالف ولا مع إخواننا العراقيين ولا مع أحد، هذه قضيتنا الأولى، وأرجو فعلاً اللي.. اللي قلبه على.. على.. على المبادئ إنه يتكلم في ها القضية وأنه يبذل شيء.

د. فيصل القاسم: حلو كويس.

د. ناصر الصانع: أرد على أخوي.. الأخوان اللي.. اللي أثاروه، القضية اللي أثاروها يقولون الكويت سوف تُجبر على تقديم تنازلات، وأنه راح يصير منفذ بحري على الخليج، أنا أحب أطمئن أخي الفاضل الأستاذ عبد الله من القاهرة، وكذلك أخوي ظافر، الأميركان أعلنوا قبل يومين فقط إن عندهم مشروع لبناء ميناء أم قصر يتكلف 4 مليارات و200 مليون، بناء ميناء ومدينة سياحية وتجارية، هذا الخبر لم يؤذينا، هذا الخبر أفرحنا، فلا تفتحون الملفات اللي تطلع مشاكل، إحنا نتمنى أن يزدهر العراق، ونتمنى أن يكون في أم قصر ميناء، لأن إحنا أيضاً بالضفة الثانية عندنا ميناء ممكن تحرك وتصير إذا ربطنا مصالحنا الاقتصادية مع إخواننا العراقيين نعرف نبني مستقبل، لكن ما نفتح الملفات التي..

د. فيصل القاسم: كويس.. كويس.

د. ناصر الصانع: الشيء الثاني: أخي الكريم، يقول: الكويت ليست آمنة وقواعد أميركية، أنا بس أحب أقول لك أميركا تركت سياسة القواعد من أيام (أيزنهاور) طبعاً، أميركا الآن سياستها بناء.. توقيع اتفاقيات لوجستية وموقعة اتفاقية مع 51 دولة في العالم منها 15 دولة في العالم الإسلامي من بينها مصر للعلم، من بينها الأردن، من بينها المغرب، من بينها ماليزيا، فقضية القواعد حتى في العراق أنا ما أتوقع تصير قواعد، لكن أنا أقول لك: يعتمد على إخواننا العراقيين، إذا بيتكلمون بلهجة الأخ ظافر لا بالله طريقهم طويل، أتمنى أن الصوت اللي سمعناه من العراقيين من خطباء مساجدهم، من فصائلهم وتياراتهم السياسية صوت مُبشر، أنا حقيقة أُعجبت لما طلعت مظاهرة في العراق تقول.. ارفعوا فيه شعار جداً عجبني حقيقة..

د. فيصل القاسم: لا صدام ولا أميركا..

د. ناصر الصانع: لأ، يقول: بالروح بالدم نفديك يا إسلام، شالوا كلمة صدام وقالوا: بالروح بالدم نفديك يا عراق، وقالوا: لا للتعامل مع الكيان الصهيوني، هذه الشعارات طلعت ربطت بين السنة والشيعة، وفوتت على اللي كانوا يحبون يلعبون على الحبل الطائفي، وهذا.. هذا اللي إحنا نتمناه الحقيقة.

د. فيصل القاسم: طيب، كويس جداً كي نبقى في.. كي نبقى في.. في موضوع العلاقة، سيد عبد الله السناوي سمعت هذا الكلام، يعني كلام الكثير من النقاط المهمة التي جاءت.. يعني جاء على ذكرها الدكتور ناصر الصانع هنا في الأستوديو، بإنه يعني أنتم متشائمون وفنَّد الكثير من.. من الآراء التي طرحتموها، تفضل.

عبد الله السناوي: يعني في حقيقة الأمر أنا لفت انتباهي عبارة للدكتور الصانع أنا أراها أنها مجافية للحقيقة على وجه يعني كامل، هو تحدث عن مصر وعلم إسرائيل في مصر ويعني، أنا أرجو أن يعني أعلمه بطريقة واضحة، أنا أنتمي إلى المعارضة الناصرية، وأنا ضد اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها الرئيس السابق أنور السادات، وأرى أنها جريمة يعني أدت إلى انهيار حقيقي في النظام الإقليمي العربي، وهناك معارضة مصرية يعني قوية جداً لاتفاقية كامب ديفيد، وفي المظاهرات الأخيرة التي جرت في هذا الميدان خلفي ميدان التحرير وضمت يعني آلاف المصريين دعت إلى طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، هذه نقطة رقم واحد، ما يحدث في الكويت هو في حقيقة الأمر -وكما قلت من قبل- إذعان كامل رسمي للإملاءات الأميركية، والكويت أصبحت دولة محتلة، عندما نتحدث عن احتلال أميركي واضح للعراق، أنا أعتقد أيضاً أن هناك احتلال أميركي للكويت، والكويت لا تمتلك قرارها، الكويت في اجتماعات الجامعة العربية وفي القمة العربية وفي عدم الانحياز وفي القمة الإسلامية وفي مجلس الأمن بدت يعني أكثر تشدداً في خطابها السياسي التحريضي على الحرب من الولايات المتحدة الأميركية ذاتها ومن حليفتها بريطانيا، يعني ربما يعني يتصور يعني بعض الكويتيين أنهم قد انتصروا في الحرب وأنهم قد أسقطوا النظام السابق، القضية لم تكن ولن تكون أبداً هي قضية نظام صدام حسين، ليست القضية -وقلنا ذلك كثيراً- ليست القضية صدام حسين ولا نظام صدام حسين، قد سقط الآن النظام وذهب إلى التاريخ صدام حسين هو ونظامه، لكن الآن هناك حقيقة واضحة وهي الاحتلال الأميركي للعراق، نريد أن نعرف بطريقة واضحة ومحددة ما هو الموقف الآن من الاحتلال، هل توافق يا دكتور صانع على الاحتلال الأميركي للعراق؟ هل تعتقدوا تحريراً للشعب العراقي، أم تقول مثلما نقول أنه تحرير للعراق من العراقيين أنفسهم؟ أنت تتحدث عن المظاهرات التي خرجت في العراق، وأنا أراها مثلك أنها ظاهرة إيجابية، لكن ما قولك في إطلاق مدافع الدبابات على المتظاهرين وقتل العشرات منهم؟ ما قولك في اعتقال بعض الشيوخ والأئمة؟ ما قولك في اعتقال بعض المثقفين الكبار الذين بادروا بإنشاء جمعيات ثقافية للمقاومة؟ ما هو الموقف من المقاومة العراقية؟ هل سوف تعتبرون المقاومة العراقية المسلحة إرهاباً؟ ما هو موقفك من الترتيبات الإقليمية التي سوف تحدث في المنطقة والتي سوف تُكَرس دوراً إسرائيلياً مهيمناً؟ ما قولك في إعادة تركيب المنطقة من جديد لصالح هيمنة أميركية إسرائيلية عليها؟ القضية ليست العراق فقط، ورغم أهمية العراق..

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب بس.. بس يا.. يا سيد سناوي..

عبد الله السناوي: وأنا أقول أنها الدولة العربية الثانية الأهم، لكن القضية هو المصير العربي الشامل، لعبة الدومينو سوف تمتد إلى الخليج والسعودية ومصر وليبيا.

أسباب تحميل الكويت مسؤولية ما حل بالعراق

د. فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب يا سيد سناوي.. يا سيد سناوي يا أستاذ عبد الله.. يا أستاذ عبد الله.. يا أستاذ عبد الله أنا سأسألك سؤالاً: طيب لماذا كل يعني جمعت كل مشاكل الأمة العربية، ووضعتها يعني على رأس الكويت كما لو كانت الكويت هي المسؤولة عن كل أمراض العرب؟ يعني أليس في ذلك الكثير من الظلم والإجحاف؟ يعني تتهم الكويت كما تتهم الكويت، بإمكانك كما قال لك الدكتور ناصر في البداية بإمكانك أن تتهم الكثير من الدول العربية التي كانت أيضاً متلهفة لمساعدة.. للمساعدة في.. في الغزو الأميركي للعراق، يعني لماذا التركيز على.. OK الكويت بحكم يعني جروحها السابقة ربما كانت أكثر يعني تسرعاً ربما في.. في إعطاء التسهيلات للأميركان، لكن البقية يعني فعلوا الشيء نفسه تقريباً … بس دقيقة.

عبد الله السناوي: أنا لا أحمل الكويت.. أنا لا أحمل الكويت المسؤولية الكاملة، عن كل ما حدث، الأمة العربية كلها مسؤولة، والنظام الإقليمي العربي المتهاوي، قد خان.. قد خان العراق، وبطريقة يعني أنا لا أتصور أبداً، أن الشعوب سوف تغفرها، ولا التاريخ سوف يغفرها، وسوف يترتب على النكبة الكبرى -نكبة العراق- في 2003 نتائج ليست أقل من النتائج التي ترتبت على نكبة فلسطين 1948، أنا أتصور أن النظام الإقليمي العربي سوف يذهب يعني غير مأسوف عليه من الشعوب العربية، ونحن نطالب بطريقة واضحة، برد اعتبار الشارع العربي، بمنطق بيدي لا بيد (تومي فرانكس)، النظم العربية المتهاوية لابد لها أن ترحل، لا نحمل الكويت وحدها المسؤولية، لكن هناك بالتأكيد أخطاء كويتية، لابد أن يتم تداركها، ولابد أن تتحرك القوى الحية في الكويت، وأنا أقول التيارات القومية والإسلامية…

د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: طيب.. بس.. بس.. يا.. يا سيد سناوي.. يا سيد سناوي.. طبعاً.. يا سيد سناوي..

عبد الله السناوي[مستأنفاً]: وهذا يعني.. أنا لا أستطيع.. عفواً.. عفواً.. أنا لا أستطيع أن أدمج الكويت كلها في بوتقة واحدة، هناك شخصيات تعلن بطريقة واضحة رفض الاحتلال، هناك مقالات لأحمد الخطيب، وفيه هناك جاسم القطامي، وهناك تيارات قومية، وتيارات إسلامية، لا نستطيع أن نقول بكلمة واحدة، نحن نعادي الكويت، نحن نريد الكويت، نحن لا نستطيع أن نستغني عن الكويت، لكن هناك أهلها شعبها، لابد أن يعني يكنس هذه السياسات التي أذلته وأذلت الأمة كلها.

د.فيصل القاسم: طيب، أشكرك.

[فاصل إعلاني]

المطلوب من الكويت لعودة العلاقات مع العراق

د.فيصل القاسم: دكتور ظافر في بغداد، على ضوء هذا الكلام الذي سمعناه، ما هو المطلوب الآن من.. من الكويت برأيك؟ كي تعود المياه إلى مجاريها بين الشعبين الشقيقين في العراق والكويت؟

د.ظافر العاني: أنا … أحب أن أقول يعني شيء وبضمير علمي مطمئن، أنَّ بين الشعبين الكويتي والعراقي وشائج عديدة، وشائج تاريخية واجتماعية، هنالك نسب ومصاهرة، لا أنكر أن الكثير من العوائل الكويتية كانت تمد يد العون والمساعدة، لأقاربها من العراقيين أثناء فترة الحصار، ولذلك يعني أنا أقول للدكتور الصانع، أن.. أن لا يمكن أنا أيضاً أن أضع كل الكويتيين في سلة واحدة، مثلما أردت أن تقول، في أنهم ليس هنالك تمييز في المواقف، ما بين الشعب الكويتي والحكومة الكويتية، مثقفيها وشيوخها وأمرائها، أنا.. أنا سمعت في الكويت أصوات نبيلة، سمعت للدكتور عبد الله النفيسي، والحركة السلفية وللقوميين، بل أن الحركة السلفية وصل بها الأمر إلى حد إعلان الجهاد على.. على العدوان على.. على وطني، يعني أنا أتحدث بمرارة كبيرة من موقف الحكومة الكويتية، لأنه -حقيقة- يعني كانت الكويت متلهفة أكثر من سواها، أكثر من غيرها، هذا لا يعني أنه فقط الكويت تتحمل هذه المسؤولية، حتى بالنسبة لأخي في مصر، الدكتور عبد الله، مصر كذلك تتحمل مسؤولية كبيرة وواضحة في العدوان على وطني، كانت السفن الحربية الأميركية تمر عبر قناة السويس، ليس.. ليس من سواها، وكانت الحكومة المصرية تستخف بكل المشاعر القومية العربية الصادقة لإخوتنا في.. في مصر ومع ذلك كانت تقدم التسهيلات الكبيرة في العدوان على العراق، مثلما هي قطر، مثلما هي الأردن، مثلما الكثير من الدول العربية، لكن بالنسبة للكويت كان تأثيرها أكبر في العدوان على العراق، من خلال احتضان مئات الآلاف من الجنود الأميركيين، بل أنها في مراتٍ عديدة قد طالبت بمجيء هذه القوات، تطوعاً من قبلها، وفي كل المؤتمرات، وفي المحافل الدولية، الإقليمية والدولية، يعني نتذكر سوية، الخطب.. الخطب التي كان يقولها موفد دولة الكويت في الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، ما الذي كان يحرض عليه في وقت كانت فيه دول أوروبية تدعو وتستميت في سبيل منع العدوان على العراق، كانت الكويت تقدم المبررات -حتى الواهية منها- لتمرير وتبرير العدوان على العراق، أنا.. أنا لست متشائماً من أن العلاقات المجتمعية العراقية الكويتية، من الممكن أن تلتئم جراحها مستقبلاً، لكن أخي دكتور صالح..

د.فيصل القاسم: ناصر، نعم.

د.ظافر العاني: هنالك استحقاقات يجب أن تدفعها الكويت، مثلما دفعها العراق، وتحمل أذاها في فترة الحصار على العراق، كنا ندفع التعويضات التي تؤخذ من قوت الشعب العراقي، في فترة حصار مرير، ولذلك الكويت شريكة في العدوان على وطني، تتحمل، عليها أن تتحمل مسؤوليتها، ليس من خلال.. من خلال هذه الحملة الدعائية، في مجيء طفل إلى أحد المستشفيات الكويتية، أو في قناني المياه الزجاجية، التي تبعث بها الكويت إلى العراق، لكي ترينا الكويت حسن نيتها ومبادرتها في رأب الصدع مثلما تقول، وفي لَئْم الجروح ما بيننا، العراقيون قلوبهم سمحة، ولكن ذاكرتهم قوية، لذلك أنا أعتقد أن على الحكومة الكويتية، أن تبادر وبشكل سريع، إلى اتخاذ مواقف جدية بناءة وحقيقية، لتقديم عون للعراق، وليس.. وليس فضلاً ومِنَّة، وإنما هو جزء مما.. مما اقترفته الكويت من إثم وعدوان على وطني.

د.فيصل القاسم: طيب، دكتور ناصر سمعت هذا الكلام، وأنت يعني في البداية في واقع الأمر، يعني وصفت خطاب الدكتور العاني في بغداد، بأنه خطاب يعني ماضوي -إذا صح التعبير- ويعود إلى الحقبة السابقة، وإلى ما هنالك من هذا الكلام، وأنا أقول لك في واقع الأمر من خلال قِراءاتي وإلى ما هنالك، يعني إن هذا الخطاب، يعتبر خطاباً لينا وخطاباً يعني معقولاً جداً بالمقارنة مع ما سمعت، يعني سمعت إخوة عراقيين يقولون: دم الواحد منا بأربعة، وما راح ننسى لكم إياها لأبد الأبدين، فيعني هذا.. هذا شيء يجب أن يقلقكم أيضاً.

د.ناصر الصانع: أخي الكريم، أنا لازلت أؤكد، بأن يعني الخطاب هذا ترى ما ينفع، يا أخوي الفاضل، الخطاب اللي تقوله: هذا نكئ الجراح، تبغى أقول لك الجراح، والله ما نخلص، والله ما نخلص، نصيحة لك أخي الكريم، أنا سمعت أصوات معتدلة في المعارضة العراقية، أصوات تفكر في المستقبل، ما تفكر بالماضي، أنت تجي تقول.. تقول..

د.فيصل القاسم: قصدك القادمة من خارج العراق، نحن نريد العراقيين الذين يعيشون في داخل العراق العراقيين داخل العراق، الذين عانوا، مش اللي جايين من لندن ومن الخمس نجوم يعني.

د.ناصر الصانع: لا.. لا.. العراقيين من داخل.. داخل العراق.. داخل العراق.. نعم.. لا.. علاقات أنا أتصل الآن بالثريا مع إخوان داخل العراق من العراقيين، عندنا أصدقاء، عندنا ناس أقارب للكويتيين، علاقاتنا مو سهلة، بس اللي أنا بأقول.. يقول الأخ ظافر، يقول الكويت شريكة في العدوان على وطني، تدرى أنا أيش أرد عليك أقول؟ أقول لك العراق ليست شريكة في العدوان على وطني، العراق هي العدوان على وطني، ما نخلص.. ما نخلص إذا نفتح الصفحات، تقول لي شنو الحملة الدعائية في مجيء طفل للعلاج، الحين نجيب أطفالكم للعلاج دعاية، نجيب لكم ماء دعاية، إيش تبغونا نسوي؟ بس بأفهم، أخي الكريم، إذا مَدِّينا إيد وإحنا ما نبغي فيها منة، وهذا واجب علينا، وغصباً على كل مسلم..

د.فيصل القاسم: هذه جزء من الاستحقاقات قال لك يعني أو التعويضات أو جزء بسيط..

د.ناصر الصانع: لا مو استحقاقات لا يبغي.. مو استحقاقات هذي، هذا واجب على كل مسلم، يشوف أخوه في حاجة يقف معاه، حملات اللجان الخيرية الكويتية، كلها مستنفرة حق إخواننا في العراق، سمعت عنها دعاية، ماكو دعاية، نشتغل دون منة، نبغي أجر الله عز وجل، ها الحين تبغى تلومنا لأننا جبنا -والله- طفل، ولأننا حطيناه بالكاميرا وطلَّعناه بالتليفزيون، خلاص ما بنطلعه بالتليفزيون، مو مشكلة، بس أخي الكريم الآثار النفسية، ترى تجي في هذه الطريقة، لن تساعدون على بناء الثقة بين الشعبين.

أخي الكريم تقول: الكويت طالبت بمجيء القوات الأميركية، أنا أتحداك إذا تجيب لي دليل واحد، إنه الكويت طالبت مجيء القوات الأميركية، الكويت قبل الحرب وقفت ضد الحرب، وأعلنتها سواء على المستوى الشعبي أو المستوى الرسمي، أو كل التيارات السياسية بالكويت ممثلة بمجلس الأمة، كان خطابها نفس خطاب الحكومة، نحن ضد الحرب، لكن لما وقعت الحرب ما نقدر نمنعها، إحنا نقدر نمنع الحرب؟! هل مجلس الأمن كله ما قدر يوقف الحرب، تسع أعضاء يشكلون أغلبية أعضاء مجلس الأمن أقوى سلطة للنظام في العالم، ما قدرت توقفها، تبغينا إحنا نوقفها؟ أنا أقول حق أخي الفاضل من مصر أستاذ عبد الله، مثل ما قال لك الأخ ظافر، يعني الآن تبغي تحط اللوم عليَّ، أنتم كان عندكم قناة السويس، بس تسكون الباب، بس تسكون الباب، تقف كل الإمدادات والأساطيل، أنتم فتحتوا لها الباب، وخدتوا عليها رسوم، أخي الكريم، خليني نكون واعيين، بس أنت قلت كلمة أخي.. أخي عبد الله، والله أعتقد أنها كلمة عقل، أنت قلت الأمة العربية كلها مسؤولة، نعم، هذا كلام العقل، إذا بنبني أمة عربية، ما تفرض علينا لا أميركا ولا إسرائيل، ولا اللي تسمعه اليوم أنه.. أن إسرائيل تشترط تعيين وزير داخلية في الحكومة الجديدة لفلسطين، هذه مو مهانة؟ هاي مو مذلة؟ هذا بسبب ضعفنا، أنا أعتقد أخي الكريم، أنا أكلم الدكتور ظافر والأخ الأستاذ عبد الله من القاهرة، أخي الكريم، نعم إحنا مسؤولين، لو بنينا شعوب تُمَثَل حقيقة، وتقول ولها إرادة، ما تحط قوانين الطوارئ تمشي بلدها والشعب مغيب، لو احترمنا حقوق الإنسان مو مثل هذا الطاغية صدام، اللي كتم على أنفاس الناس، دكتور ظافر، أرجوك أرجع حق إخوانك بالعراق، شوف شو بيقولون، بس بأسألك سؤال واحد، هل أنت سعيد بزوال النظام أم لا؟ بالله عليك من داخل قلبك، إذا أنت مو سعيد هاي ترى كارثة، لكن أنا أقول لك الرد عليك، ما أرد عليك، لا تخلي الكويت ترد عليك، الرد عليك أخي الكريم، بالمظاهرات العراقية التي ملأت الشوارع، اليوم المسيرة المليونية في المشاعر المقدسة، في النجف وكربلاء، هذا متى كان لها.. لهم حق يروح يزاولون شعائرهم تحت.. تحت صدام.

د.فيصل القاسم: بس.. بس.. بس يا دكتور ناصر.. هذا.. هذا ليس الموضوع.. هذا شيء إيجابي، ولا أعتقد أي إنسان عربي يختلف معك، كل العرب يتوقون إلى يظهروا في مظاهرات دون أن يكون لكل مواطن 89 ألف رجل أمن يلف حواليه يعني، كل العرب مثلاً بيتفقوا معك، لكن سؤال الـ.. يعني السؤال عن مستقبل العلاقات عما يعيد المياه إلى مجاريها بين البلدين، هذا هو السؤال بس خلينا نوزع الوقت بشكل متساوي. أعطي الكلمة شوي بس وأعود إليك ربما للسيد عبد الله السناوي، سيد عبد الله السناوي سمعت هذا الكلام، وسمعتك تقول في البداية مرت مرور الكرام يعني.. يعني احتل مثلاً بلد عربي واحصل على الكويت مجاناً ماذا كنت تقصد؟ أو لم أفهمها هل هذا أيضاً من.. من نكت الجوال؟

عبد الله السناوي: لا ليست من نكت الجوال، بل من حقائق التطورات الإقليمية الجديدة في المنطقة، بعد 4 أيام من احتلال العراق، بدأت الولايات المتحدة الأميركية، وبدأ الأوركسترا الأميركي في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع، والبيت الأبيض، بدأ أوركسترا التحرش بسوريا، وأنا أعتقد أن الهدف الرئيسي من التحرش بسوريا في هذا التوقيت، هو حرمان المقاومة العراقية المحتملة -أنا أتحدث هنا عن المقاومة العراقية العسكرية- من أي غطاء إقليمي، ورسالة واضحة إلى سوريا، وإلى كل الدول العربية، بأن هناك أوضاع جديدة، ولابد أن توضع في الاعتبار، يريدون أن يقولوا بوضوح لنا: أن الدولة العربية الأهم بعد مصر وهي العراق، أصبحت محتلة، وبالتالي سوف تكون هناك استحقاقات في المنطقة، يريدون إخراس سوريا أو أية دولة عربية، قد تمانع من تصفية القضية الفلسطينية، كما تحدث أخي الكويتي منذ قليل، هناك مهانة بطبيعة الحال، في محاولة فرض وزير داخلية على عرفات، وزير داخلية موالي لإسرائيل، بل تشكيل حكومة موالية لإسرائيل، لكي تتمكن من تنفيذ المخطط الشاروني كاملاً.

إذن نحن مقبلين على مرحلة أكثر سواداً في تاريخ المنطقة، وإذا لم نعِ كعرب أهمية أن إعادة نظر في أمور كثيرة، فسوف نُجرف إلى نكبات أشد وطأة، وسوف تسقط دولاً عربية بعد العراق، أنا أعتبر بخصوص الكويت تحديداً، بخصوص الكويت تحديداً، أنا أعتبر أن هناك قضية محورية للكويت ولغير الكويت، هو الموقف من الحكومة العميلة، والتي سوف تنصبها الولايات المتحدة في العراق، أنا أعتقد أن أي دولة عربية تعترف بحكومة المارينز هي تقدم خيانة بالمعنى الحرفي، بالمعنى الحرفي للأمة العربية كلها، أنا أعتقد هذه نقطة ضرورية، إزالة الاحتلال وإدانة كل ما ترتب عليه…

د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: كويس.. طيب.. طيب سيد.. سيد عبد الله.. سيد عبد الله.. الوقت يداهمنا.. سيد عبد الله.. الفكرة وصلت كيف ترد على هذا الكلام؟ أنا أريد أن ترد على الكلام هذا، وسؤال أخر كي أيضاً تصفيها، يعني سمعنا كلام أنه الإعلام الكويتي كيف كان يروج ويهلل ويطبل لهذا الغزو وإلى ما هنالك، ولم يتوقف عند ذلك، بل بدأ الآن يحرض على دول عربية أخرى، بطريقة يعني تجعله على يمين الإعلام الصهيوني يعني في بعض الصحف الكويتية، كيف ترد؟ يعني يحرضون على سوريا ويحرضون على دول أخرى، بطريقة يعني الصهيونية تبدو معهم بريئة جداً.

د.ناصر الصانع: لا هذا الكلام طبعاً مبالغ فيه أخ فيصل وأنا ما.. ما أقبله منك أخ فيصل.. نعم.

د.فيصل القاسم: يعني هذا الكلام.. طب أنا أسألك هذا السؤال..

د.ناصر الصانع: جزاك الله.. جزاك الله خير، أشكرك، نعم. نعم.

د.فيصل القاسم: وأنت.. وأنت رد عليه يعني، وأنا.. أنا.. هذا ليس من عندي أنا أنقل لك كلام السيد عبد الله السناوي عندما قال: إنه الإعلام الكويتي كان يهلل، فكيف تدحض هذا الكلام؟ كيف تفنده؟

د.ناصر الصانع: أخي الكريم، أنا (أحيي) كلام أستاذ عبد الله وقد يكون في بعض اللحظات في.. في بعض المشاهد في الإعلام الكويتي البعض فرح، وإحنا استنكرنا عليهم، وكلمنا الأخ وزير الإعلام، وقال هذا غلط، وقالوا لهم ووضحوا لهم أن هذا.. هذه ليست معركتنا، إحنا لا يمكن أن نفرح لسقوط طفل جريح في العراق، لا يمكن.. لا يمكن هذه هاي مبادئنا، هذا ديننا، فأرجو.. كلامك صحيح لكن أرجو أن تعتبر أي واحد انتعش، أو اعتبر أنه فيه أي شيء من روح التشفي، هذا لا يمثل الكويت ولا يمثل حكومة الكويت، زين.

د.فيصل القاسم: وماذا عن الحملات ضد الدول العربية الأخرى أريد أن تفندها؟

د.ناصر الصانع: ما عندنا حملات على الدول العربية الأخرى، ما عندنا، إحنا حضرنا اجتماع دول الجوار، وموقفنا مع كل الدول.. مع إخواننا العرب كان موقف واضح، ورفضنا أي تهديدات لسوريا، لكن أنا قاعد أقول أؤكد على نقطة محددة، إحنا خلونا نفكر شنو مصلحة منطقتنا، ما لم تمكَّن الشعوب العربية من أن يكون لها دور في القرار، ترى راح يجي من يرتب لنا..

د.فيصل القاسم[مقاطعاً]: كويس أشكرك جزيل الشكر.. أشكرك.. للأسف الشديد لم يبقَ لدي وقت أشكرك سيد ناصر.

مشاهدي الكرام، لم يبقَ لنا إلا أن نشكر ضيوفنا عبر الأقمار الصناعية من بغداد الدكتور ظافر العاني (أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد) ومن القاهرة السيد عبد الله السناوي (رئيس تحرير صحيفة "العربي" القاهرية)، وهنا في الأستديو الدكتور ناصر الصانع (عضو مجلس الأمة الكويتي).

ونُذكِّر مشاهدينا الكرام بأن حلقة يوم الخميس ستتناول مأساة المتطوعين العرب، ولمن يود أن يدلي بشهادته فيرجى الاتصال عبر الفاكس على الرقم التالي: 4887930.

إلى اللقاء.