ما وراء الأحداث

مسؤولية إعادة الإعمار في العراق

موقف روسيا من الدعوة الأميركية لرفع العقوبات عن العراق، دور الأمم المتحدة في إعادة إعمار العراق، أميركا والاستئثار بعقود إعادة إعمار العراق، إسقاط ديون العراق والموقف الدولي منه.

مقدم الحلقة:

سامي حداد

ضيوف الحلقة:

د. فيكتور غوغي تبدزي: سفير روسي سابق في سوريا والسودان
د. سنان الشبيبي: خبير اقتصادي في الإنكتاد
د. باتريك كلاوسن: نائب مدير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى

تاريخ الحلقة:

18/04/2003

– موقف روسيا من الدعوة الأميركية لرفع العقوبات عن العراق
– دور الأمم المتحدة في إعادة إعمار العراق

– أميركا والاستئثار بعقود إعادة إعمار العراق

– إسقاط ديون العراق والموقف الدولي منه


undefinedسامي حداد: مشاهدينا الكرام، أهلاً بكم في حلقة اليوم، وتأتيكم من لندن على الهواء مباشرة.

الحملة العسكرية الأخيرة على العراق، والعقوبات الاقتصادية، وعاصفة الصحراء، الحرب العراقية الإيرانية قضت على الأخضر واليابس، وخلفت العراق خرائب وأطلالاً.

فمن سيقوم ببناء الجسور والطرقات، الموانئ، المدارس، المستشفيات، الماء، الكهرباء، نظام الاتصالات وترميم وبناء الصناعة النفطية، بل البنية التحتية كلها، الأمم المتحدة، أم من شاركوا في صنع الكعكة لابتلاعها؟

الحملة العسكرية على العراق، وإعادة بنائه ستكلِّف دافع الضرائب الأميركي أكثر من 100 بليون دولار، وسيكون العراق بقرة حلوباً، بل كنزاً لبعض الشركات صاحبة الحظ.

الإدارة الأميركية منحت عقوداً لشركات أميركية مرتبطة سياسياً بأركان الإدارة، أول الرابحين شركة (هاليبرتن) التي كان يديرها (ديك تشيني) نائب الرئيس حتى عام 2000.

وكالة التنمية الدولية التابعة للخارجية الأميركية اختارت شركات معينة مثل (أوكتل)، مدراؤها وزراء خارجية ودفاع جمهوريون سابقون، حتى أن وزارة الدفاع تنظر إلى مدير شركة (فلوركورب) الذي تمت إحالته على المعاش مؤخراً لإدارة صناعة النفط العراقية.. (بونانزا) في العراق.

فأين كل ذلك من قوانين منظمة التجارة العالمية التي تشترط أن تكون عقود الشراء والمناقصات والإعمار مفتوحة للجميع؟

فهل أصبح ما يسمى بتحرير العراق تحرير العقود في العراق؟

إعادة الإعمار تتطلب 20 بليون دولار سنوياً لأعوام قادمة، فمن يدفع الفاتورة؟ والعراق مثقل بديون وتعويضات تقدر بمائتي بليون دولار؟

الرئيس (بوش) طالب بإلغاء ديون العراق، والحظر الاقتصادي المفروض عليه، فلماذا تعارض دول مثل روسيا وفرنسا رفع الحظر الذي كانت دائماً تطالب به بإزالة هذا النير عن كاهل العراق؟

هل ستصر روسيا وفرنسا والدول الخليجية على تحصيل ديونها، أم أن واشنطن ستسمح لها -شاكرة- بتبديل ديونها بالاستثمار في العراق؟

ومن سيشرف على عملية إعادة الإعمار؟

هل صحيح -وكما قال الرئيس الأميركي وحليفه (توني بلير)- بأن للأمم المتحدة دوراً رئيسياً في مرحلة ما بعد الحرب؟

هل سيكون دورها لتكنيس الشوارع والإشراف على عمليات الإغاثة وإسداء المشورة لحكومة يختار صقور البنتاجون.. يختارها البنتاجون وليس الشعب العراقي؟

مشاهدينا الكرام، نستضيف في حلقة اليوم من أستوديو (الجزيرة) في واشنطن الدكتور باتريك كلاوسن (نائب مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، مؤلف العديد من الكتب حول الشرق الأوسط، آخرها: "كيف تبني عراقاً جديداً بعد صدام؟"

ومعي هنا في الأستوديو في لندن، أرحب بالدكتور سنان الشبيبي (الخبير الاقتصادي في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الإنكتاد)، ونرحب من أستوديو (الجزيرة) في أستوديوهاتنا بموسكو الدكتور فيكتور غوغي تبدزي (السفير السابق في سوريا والسودان)، والذي عمل دبلوماسياً في العراق والكويت، مؤلف كتاب "تاريخ العلاقات الروسية الخليجية".

موقف روسيا من الدعوة الأميركية لرفع العقوبات عن العراق

أهلاً بالضيوف الكرام، ولو بدأنا من موسكو. دكتور فيكتور، الرئيس الأميركي بوش دعا إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن العراق حتى يتمكن هذا البلد من الوقوف على رجليه، روسيا عارضت هذه الدعوة، لا بل بأن رئيس مجلس الدوما قال بأن.. أنه يحمل واشنطن ما سماه بالعدوان على العراق، لماذا تعارض روسيا رفع العقوبات الاقتصادية الآن عن العراق، وهو بحاجة إلى مرحلة إعمار طويلة؟

د. فيكتور غوغي تبدزي: مساء الخير، أنا في تصوري أن روسيا مش ضد رفع العقوبات، ولكن فيه هناك بعض أساليب كيف ممكن تتم هذه العملية، وفي تصوري مجلس الأمن والأمم المتحدة هو الجهة التي لابد أن تأخذ القرار حول.. حول رفع العقوبات، لأن العقوبات كانت مفروضة على العراق بقرار من مجلس الأمن، القرار 687، فلذلك هو موضوع المباحثات، ومش فقط الولايات المتحدة هي التي تتخذ هذا القرار، موجود الجهة المسؤولة على اتخاذ مثل هذه القرارات.

سامي حداد: ولكن دكتور فيكتور، يعني روسيا وفرنسا أيضاً كنتما دائماً تطالبان برفع هذه العقوبات عن العراق، هل هو فعلاً يعني ناحية قانونية، أم أنكم تخشون أن تستأثر الولايات المتحدة الأميركية بالعراق سياسياً واقتصادياً، وتبقون أنتم على الهامش يعني لا دور لكم، على الأقل في المجال الاقتصادي؟

د. فيكتور غوغي تبدزي: أنا في.. في رأيي أن طبعاً الوضع تغير، كان الوضع قبل الحرب وضع.. وضع آخر، حالياً الوضع تتغير، فلذلك لابد كما نقول.. قلت تتم المباحثات، بعدين حتى الآن ما فيه السلطة الشرعية في.. في العراق، (…) لازم دولة وما تتكلم أما الجيش الأميركي، لابد أن تكون هناك السلطة الشرعية، وبعد ذلك في تصوري.. في رأيي مجلس الأمن لازم يشوف عملية رفع العقوبات، لأن كما قلت حالياً الوضع تغير، فطبعاً الأساليب حل هذا الوضع برضو تختلف.

سامي حداد: ولكن دكتور فيكتور، يعني قبل أن ننتقل إلى واشنطن، ألا تعتقد أن رفع العقوبات يعني من ناحية اقتصادية بالنسبة لروسيا -وليس من الناحية السياسية- هو يعني موضوع إيجابي، وكما قال (يفجيني ياكوبيتس) (المدير التنفيذي لاتحاد شركات النفط والغاز الروسية) قال: إن رفع العقوبات هو يعني ناحية منطقية، خاصة وأن العقوبات فُرضت على نظام ليس موجوداً الآن، ولذلك هذا يساعد في.. في تعزيز الاقتصاد الروسي، فلماذا هذه المعارضة يعني؟

د. فيكتور غوغي تبدزي: بس أنا ما أشعر المعارضة، كما قلت هذا الموضوع يحتاج بحث، أما روسيا فكانت دائماً ضد العقوبات، وكما.. كما قلت.. كما تفضلت أن دائماً كان روسيا وبعض الدول الأخرى تنادي إلى رفع العقوبات لتصحيح وتخفيف حياة العراقيين، ولذلك أنا في رأيي أن رفع العقوبات قائم، ولكن هذا الموضوع يحتاج البحث، يحتاج المباحثات.

سامي حداد: طيب ok إذن، يعني دعنا نأخذ الرأي الأميركي، وليس بالضرورة الرأي الرسمي من نائب مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وهو يعتبر من المعاهد التي تسدي مشورة للإدارة الأميركية، ولا يعرف بـ.. طبعاً بحبه للعرب، ولكنه يعني على الأقل يعتبر يعني مركزاً محايداً.

دكتور كلاوسن، كيف تفسر دعوة الرئيس بوش لرفع العقوبات عن العراق دون العودة إلى مجلس الأمن، كما قال الزميل في روسيا؟

د. باتريك كلاوسن: إن الموقف الروسي حول العقوبات هو موقف (منافق) لسنوات، فإن الروس قد قالوا أن شغلهم الشاغل كان يتعلق بمعاناة الشعب العراقي، والآن بعد أن تمكنت الولايات المتحدة الأميركية في أن.. في أن تحتل العراق، أو أن يكون لها تأثير قوي على العراق وكيفية إنفاق الأموال العراقية، يظهر.. يظهر فجأة الروس ليقولون لنا أنهم مشغولون بشيء آخر، وفجأة أيضاً تخرج روسيا بأسباب متعددة حول ضرورة الإبقاء على العقوبات الاقتصادية، وفي الواقع فإن الولايات المتحدة الأميركية قد اقترحت أيضاً نسيان أو إسقاط كل الديون العراقية بما في ذلك عدة بلايين من الدولارات تدين بها العراق للولايات المتحدة الأميركية، وهكذا فإن أميركا تُظهر مرة أخرى كيف أنها تختار المسلك الذي هو في صالح الشعب العراقي، وتدعو الدول الأخرى مثل الاتحاد الروسي الفيدرالي إلى.. إلى الانضمام إلى هذا الهدف الواحد.

سامي حداد: ولكن ألا تعتقد كما قال دبلوماسي روسي لصحيفة "الحياة" التي تصدر في لندن: بأن يعني الدعوة الأميركية لها هدفان، إن للدعوة الأميركية هدفين، الأول هو -كما قال- حرية مطلقة في توزيع العقود.. عقود إعمار العراق، وذلك عن طريق تعطيل دور الأمم المتحدة، التي كانت تُشرف لسنوات على تنفيذ برنامج "النفط مقابل الغذاء"، وثانياً: عودة المفتشين، لأن عودة المفتشين ستعني أن العراق لا يوجد لديه.. أو يوجد لديه أسلحة دمار شامل، والحرب كانت كلها حول هذا الموضوع، ولم نجد أسلحة دمار شامل، وإنما غيرتم النظام العراقي كما شئتم، فإذن لكم أهداف سياسية وأهداف اقتصادية.

د. باتريك كلاوسن: بالطبع فإن الولايات المتحدة الأميركية لديها أهداف سياسية في العراق ترغب في أن ترى الشعب العراقي يتحكم بأسرع وقت ممكن على الأموال العراقية، ولا ترغب الولايات المتحدة الأميركية في أن ترى البيروقراطيين التابعين للأمم المتحدة يتحكمون في أموال العراق، بل هي ترغب الولايات المتحدة الأميركية في أن ترى العراقيين يتحكمون في أموالهم، وهكذا فإن بلادنا ترغب في أسرع وقت ممكن في أن ترى عراقيين يديرون وزارة التجارة، وآخرون من الحكومة الجديدة العراقية يضطلعون بمسؤوليات حتى الآن كانت بين يدي البيروقراطيين من الأمم المتحدة.

دور الأمم المتحدة في إعادة إعمار العراق

سامي حداد: سأعود إلى دكتور كلاوسن إلى موضوع أنه العراقيين يديرون كل شيء، ومسؤولون، وأن يكونوا مسؤولين عن شؤونه.. شؤون يعني بلدهم من ناحية اقتصادية، وسنذكر للمشاهد ولحضرتك أيضاً مجموعة الشركات التي اختارتها الإدارة الأميركية شركات لها علاقة بوزراء خارجية ووزراء دفاع، كلهم جمهوريون، اختارتهم من.. من كل الشركات العالمية، سنتطرق إلى ذلك خلال البرنامج، ولكن أريد أن آخذ رأي الدكتور الشبيبي، الذي هو يعني (مستشار في الأمم المتحدة)، يقول دور الأمم المتحدة دور.. دور بيروقراطي، والأميركان يعني سيكون لديهم الفاعلية والسرعة في.. في.. في إنقاذ العراق مما هو فيه، يعني بعبارة أخرى العراق في حالة مخاض والقابلة القانونية يجب أن تكون الولايات المتحدة وليس الأمم المتحدة.

د. سنان الشبيبي: شكراً جزيلاً أستاذ سامي، في حقيقة الأمر الأمم المتحدة لاشك إنها هي مؤسسة كبيرة، وبها الحقيقة مؤسسات كثيرة، ولكنه الشيء الأساسي هنا حقيقة أنه يجب التركيز على.. على أنه ما هي أبعاد إعادة الإعمار؟ أبعاد إعادة الإعمار هي الحقيقة هي قضايا التعامل مع.. مع التدمير اللي حصل في البنية التحتية وفي قضايا تتعلق بإعادة بناء القدرة في قضايا تتعلق أيضاً في إدماج العمل في.. العسكري في.. في.. في القطاع المدني، وفي قضايا أخرى اللي الحقيقة كثيرة، الأمم المتحدة في حقيقة الأمر سيكون لها دور خاصة في.. في دور قطاعي في برامج.. في.. في برامج المساعدة الفنية، وحسب وكالاتها، في.. في هذه الحالة الحقيقة الأمم المتحدة من الممكن أنه تعزز من قدرة العراقيين فيما يتعلق ببناء قدراتهم في التفاوض مع.. مع شركات الاستثمار…

سامي حداد[مقاطعاً]: لكن عفواً.. عفواً دكتور، هذا كلام جميل جداً يعني، ولكن يعني عندما نستمع إلى ما قاله (ريتشارد بيرل) الذي كان قبل حوالي أسبوعين (رئيس لمجلس الاستشارة في وزارة الدفاع)، والآن أصبح عضواً بسبب مشاكل تعارض بين مصالحه المالية لشركته ومركزه في البنتاجون، قال قبل أيام هذا الأسبوع في صحيفة "الجارديان": لقد ماتت -ويلقبونه أمير الظلام- لقد ماتت الأمم المتحدة والحمد لله، طيب ألا يدل ذلك على إنه تهميش دور الأمم.. وأنت بتقول لي.. تقول إن الأمم المتحدة سيكون لها دور كنس الشوارع، أن تنظف ما خربه الأميركيون؟!

د. سنان الشبيبي: الحقيقة أستاذ سامي، الأمم المتحدة لا يجب أن ينظر إلها كمجلس أمن فقط، ولا يجب أن ينظر إلها كدور سياسي فقط، الأمم المتحدة فيها قطاعات كثيرة، وهذه القطاعات الحقيقة تنعكس في برامج للتعاون الفني سواء أن كانت في.. في.. في الصحة.. وفي القضايا الإنسانية، في الديون، في الاستثمار، في التجارة، الحقيقة عندي في رأيي إنه هذا الدور أهم من الدور السياسي، إحنا ما نريد العراق يحكم من أي جهة أجنبية، سواء كانت هذه الجهة أمم متحدة، ولايات متحدة، أو إنجلترا.

سامي حداد: أنت تتحدث كعراقي الآن.. تتحدث كعراقي أم كمستشار في الأمم المتحدة، أم أنك جمعت المجد من أطرافه؟

د. سنان الشبيبي: والله.. أنا يعني حسب ما تشوفها أنت، بس هي الحقيقة بتقول كعراقي.

سامي حداد: نحن.. نحن..

د. سنان الشبيبي: كعراقي الحقيقة.. كعراقي أقول إنه يعني الأمم المتحدة دورها يمكن السياسي -خليني نقول- هو بعد أن يقررون العراقيون.. العراقيين تأسيس حكومتهم الانتقالية أو الـ (Internal government) من خلال مؤتمر يحتاج إلها طبعاً شرعية، وبالنظر لأنه ما موجود عندنا الحقيقة الآن برلمان حتى ينطيها ها الشرعية، ممكن أنه دور سياسي أنه يوافق عليها أو.. أو.. أو مجلس الأمن يقر هذه الحكومة، إذن..

سامي حداد: إذن أنت، إذن..

د. سنان الشبيبي: هذا الـ Limit ..العفو، هذا الحقيقة دور سياسي محدود، بعدها.. بعدها يُترك الأمر للعراقيين، لأنه أنا أعرف أنه أكو هناك في.. في برامج الأمم المتحدة، أو في أدوار الأمم المتحدة أكو مثلاً دور في كمبوديا، اللي الأمم المتحدة عينت حتى وزراء وإدرايين في جميع الوزارات، الحقيقة هذا الحقيقة ما ملائم يكون العراق مو مثل كمبوديا، ولا مثل East Timor [تيمور الشرقية]، فالحقيقة الدور هو أنه يكون للأمم المتحدة أو لمجلس الأمن للموافقة.. دور محدود من الناحية السياسية، ولكن قد يكون دور كبير من الناحية القطاعية…

سامي حداد: ولكن دكتور، دكتور شبيبي يعني، قبل أيام، وفي أثينا، طالب (توني بلير)، أو طلب من (كوفي عنان)، أمين عام الأمم المتحدة، بأن يرسل مندوباً، إلى.. إلى.. إلى العراق، يشرف.. مندوب.. يعني.. مجرد بشكل بروتوكولي، ربما.. ورفض كوفي عنان لأنه قال: يجب أن يكون هناك قراراً من مجلس الأمن، أن يكون هنالك وجود للأمم المتحدة، لتشرف على كل العملية السياسية، والعملية الاقتصادية، وهل تعتقد إنه كما قال وزير.. وزير الخارجية الأميركي، بأن.. بأننا نحن دفعنا بالمال، بالماء.. بالدم، والمال، والأرواح، أن نأتي بمنظمة بيروقراطية، أن نأخذ، أو أن تشاركنا في هذا المجال.

د. سنان الشبيبي: أنا في حقيقة الأمر، فيه كثير من العموميات، قاعد تطلق، وما بيصير هناك تعريفات محددة لها الأشياء، أنا الحقيقة اللي أعتقده، أنه.. أنه الدور القطاعي، الدور القطاعي الفني، واللي هو في الحقيقة، هو المساعدة في إعادة الإعمار، يعني مثلاً أن تيجي تشوف تعمل برنامج مساعدة فنية لإدارة الديون الخارجية في العراق، تيجي تسوي مثلاً، برنامج فني لمساعدة العراق، في الدخول إلى منظمة التجارة العالمية، آخذين بنظر الاعتبار اعتبارات التنمية فيها، في.. في.. في العراق هذه القضايا محددة، أنا.. السياسيين الآن يتكلمون على قضايا عامة، واحد يقول: (….. role) واحد يقول Central role، بس ما فيها حقيقة تعريف.

سامي حداد: وهل تعتقد يا دكتور شبيبي، بأن يعني الأميركيين والبريطانيين سيسلمون ذقنهم إلى الأمم المتحدة، في وقت نرى فيه حتى الآن، مجموعة من الشركات الأميركية، وسنمر عليها حتى.. نشارك.. نشرك يعني زميلنا في واشنطن، إنه (…) واخدين العملية كلها، ليس الأمم المتحدة.

د. سنان الشبيبي: ما يخالف، صحيح. الأستاذ سامي.. يعني هذه القضايا الحقيقة، يجب أن تتم مع سلطة شرعية، إلها الشرعية، اللي هي، خلي نقول في البداية، الحكومة الانتقالية اللي راح تصير، وعلى الأقل الحكومة الانتقالية، لازم تبين الأشياء الحقيقة اللي تريدها ولازم تكون واضحة في مواقفها وأهدافها، في حقيقة الأمر أنه هذا اللي.. اللي أتصوره وهذا حسب رأيي الشخصي، أنه.. أنه دور الأمم المتحدة السياسي المحدود هو في الحقيقة إعطاء نوع من الشرعية إلى.. إلى هذه الإدارة، حتى هذه الإدارة اللي تقدر تتعاون مع المنظمات الدولية، وها الأشياء هذي، وتمشي بعملية إعادة الإعمار والتنمية، لأنه أعتقد، إحنا دا نتكلم بموضوع الحلقة هو إعادة الإعمار، وهذا الدور الحقيقة مهم جداً.

سامي حداد: وتعتقد الأمم المتحدة تستطيع أن تقوم بذلك الدور؟

د. سنان الشبيبي: في بناء القدرات، مو قضية أنه..

سامي حداد[مقاطعاً]: في بناء القدرات، وليس بـ.. أريد أن.. أريد أن آخذ رأي الدكتور غوغي تبدزي في موسكو. دكتور، هل توافق إنه أو هل تعتقد أن الدول المتواجدة عسكرياً على أرض العراق، ستسمح للأمم المتحدة، بأن يكون لها دور في إدارة العراق، ونحن نتحدث عن موضوع إعادة الإعمار؟

د. فيكتور غوغي تبدزي: أنا أوافق مع.. مع الدكتور شبيبي، أن طبعاً لدى الأمم المتحدة راح تكون دور كبير في إعادة تعمير العراق، عبر الوكالات الخاصة، وعبر المؤسسات الخاصة، مثل كما قلت: فيه (يونيدو)، فيه (يومتاد)، فيه (ناييندبي)، فيه عدد كبير من الـ.. وكالات خاصة، التي لابد أن تشارك في هذه العملية، أما الدور السياسي فكما قلت فيه هناك طبعاً، ما فيه حدا يفتكر إن الأمم المتحدة بيفرض شيء على العراق، أو الدول الأخرى، تفرض .. فيه الشعب العراقي، الذي لابد أن يختار حكومة وإدارة انتقالية، وهيكل الإدارة، هي طبعاً لابد أن تدير الأمور في بلدها، أما.. أما..

سامي حداد[مقاطعاً]: ولكن دكتور.. دكتور.. دكتور فيكتور.. عفواً Excuse me.. دكتور فيكتور، الآن كما سمعنا في الأخبار، وكما قال الذين أتوا بالطائرات الأميركية إلى العراق، من المعارضة في الخارج، وكأنهم يعني (جوزبتي دي كاريبال) الذي عاد لتوحيد إيطاليا، يعني هؤلاء يقولون: بأن العراق بحاجة إلى عامين، حتى تكون هنالك فعلاً حكومة -إذا ما صدقنا ذلك- تمثل جميع الشعب العراقي، عامين هل.. ومعنى ذلك أي إدارة لن تكون.. لن يكون لها غطاء شرعي من الأمم المتحدة، معنى ذلك إنه سيكون دور الأمم المتحدة مقلصاً هامشياً.

د. فيكتور غوغي تبدزي: لأ كما قلت فيه هناك شيئين:

الشيء الأول: إحنا كنا نتكلم عن العقوبات، أنا رأيي أن مجلس الأمن هي الجهة الوحيدة التي تستطيع ولازم أن تتخذ هذا القرار حول رفع العقوبات.

ثانياً: هو الدور ممكن لدى الولايات المتحدة في.. في.. في شؤون سياسية عراقية، لا.. هذا الدور ممكن يكون محدود، ممكن يكون أكتر، متعلق بالتطورات الداخلية في العراق، إحنا ولا حدا يستطيع اليوم أن يقوم بمثل هذه التحليلات، أن العراق تحتاج عامين، ليش مش ثلاثة أعوام أو.. أو عام ونص، هذا من المستحيل واحد يعمل مثل هذه التحليلات، ولكن في تصوري خلينا نبتدي خطوة خطوة، أولاً: في موضوع العقوبات، هناك دور مجلس الأمن أساسي، فيه موضوع تاني إعادة التعمير، أنا في تصوري أن فيه كثير من الدول لها في.. مصالح في العراق، فيه أميركا طبعاً فيه إنجلترا، فيه فرنسا، فيه روسيا، فيه دول العربية، فيه دول مجاورة مثل الكويت، السعودية، سوريا، لدى هذه الدول فيه مصالح كبيرة في العراق، أو فيه مصر مثلاً أو فلسطينيين، هناك عدد كبير من المصريين والفلسطينيين لا يزال يعيشون في العراق ويشتغلون هناك، فلذلك أنا في رأيي من الواضح أن لدى عدد من الدول، فيه هناك مصالح، وهذه الدول ممكن تلعب دور كبير في إعادة تعمير العراق وموضوع مساعدة.. مساعدة…

سامي حداد[مقاطعاً]: الغريب.. الغريب.. أنت تصر على موضوع الدور الكبير دكتور.. دكتور فيكتور دور كبير دول المجاورة، يعني.. يعني من سيسمح لها بأن تعمل؟ العقود الكبيرة ذهبت وستذهب إلى الشركات الأميركية، سيعطون الشركات الأخرى يعني إذا ما أرادوا أن يكونوا يعني كريمين سيعطون الفتات للشركات الأخرى.

د. فيكتور غوغي تبدزي: أولاً أود أن أقول: أن فيه الأميركا لا تستطيع أن تعمل كل شيء لوحدها، وهذا واضح من أمس، على (الجزيرة) مثلاً خذ.. خذ.. سأعطيك بعضاً.. بعضاً.

سامي حداد[مقاطعاً]: ما.. ما هي بدأت من.. بدأت من الآن.. يا دكتور.. بدأت من الآن.. بدأت من الآن لإعطاء العقود للشركات الأميركية.

د. فيكتور غوغي تبدزي: بدأت.. أنا أوافق معك بدأت، بس خذ مثال أفغانستان، شوف فيه هناك نجاحات كبيرة، لدى الأميركان، أو مثلاً يوغوسلافيا، فيه هناك مشاكل لا يزال موجودة، فلذلك الدولة الوحيدة، لا تستطيع أن تعمل أي شيء لوحدها، هذا … هذا…

سامي حداد[مقاطعاً]: ولكني يا.. يا دكتور عندي فاصل قصير آسف، (I’m sorry to interrupt you) فيه عندي فاصل قصير بتقول لي أفغانستان.. ما أفغانستان، أفغانستان لا يوجد فيها كنز كبير اسمه النفط، لا يوجد فيها إمكانيات أخرى مثل العراق، سأعود إليك، سأعود إليك، أو سأعود إلى واشنطن بعد هذا الفاصل، فمشاهدينا الكرام..

د. فيكتور غوغي تبدزي: صحيح.. صحيح.. أوافق معك 100%.

[فاصل إعلاني]

أميركا والاستئثار بعقود إعادة إعمار العراق

سامي حداد: أنتقل إلى واشنطن مع دكتور باتريك كلاوسن، دكتور باتريك كلاوسن، نقرأ في الأخبار، وبالصحافة العالمية، حتى الأميركية، بأن يعني معظم العقود حتى الآن ذهبت إلى الشركات الأميركية، يعني استئثار (بالبونانزا) الموجودة في العراق للشركات الأميركية، لماذا؟

د. باتريك كلاوسن: حتى الآن فإن معظم العقود، قد دفعت من قبل دافع الضرائب الأميركي، وليس هناك أي بنس من الصناديق العراقية، قد استخدم في هذه المشاريع، وعندما يدفع دافع الضرائب الأميركي هذه الأموال، فليس من المدهش أيضاً أن تذهب حكومة الولايات المتحدة الأميركية، في تفضيل الشركات الأميركية على الأُخر، ولكن في الواقع فإن الحكومة الأميركية تحضر الآن لإعطاء بعض العقود للشركات الأجنبية عند انتهاء المعارك، ولكن حتى الآن.. بينما هناك مازالت بعض المعارك وإطلاق النار في العراق، فإن الولايات المتحدة ترغب في أن تتأكد من أن الأميركيين فقط هم الذين يتعرضون للخطر في ساحات الوغى في العراق، وهذا سببٌ مهم، في أن تذهب العقود.. تلك العقود الأولى إلى الشركات الأميركية، ولكن بالطبع عندما يتم إنفاق الأموال العراقية، فإن العراقيين يقررون هذا الأمر بعد ذلك…

سامي حداد[مقاطعاً]: ولكن.. ولكن.. دكتور كلاوسن.. Sorry دكتور كلاوسن.. دكتور كلاوسن.. دكتور كلاوسن.. دكتور كلاوسن، دافع الضرائب الأميركي تقول هو الذي يدفع، ولذلك من حق الحكومة الأميركية أن تختار الشركة التي تشاء، ولكن يلاحظ أن الشركات التي أُعطيت العقود دون أي مناقصات No Tenders دون أي منافسة No Competition أُعطيت.. أُعطيت فقط لشركات أعطيك على سبيل المثال K.P.R وهي تابعة لشركة (هاليبرتين) التي كان يرأسها نائب الرئيس ديك تشيني حتى عام 2000، شركة بيتشل.. (بيكتل جروب) والـ K.P.R أعطيت العرض فيما يتعلق بإطفاء الحرائق، ولمدة عامين، كأنما الحرب ستستمر لمدة عامين، لأخذ حوالي مليار دولار، شركة بيكتل لإعادة بناء أم القصر، بالإضافة إلى البنية التحتية للمياه والطاقة، والغريب أن هذه الشركة، مثلاً رئيسها يعني.. يعتبر من أحد مستشاري الرئيس بوش الأب في شركة وشركة التجارة العالمية، أحد أعضاءها (جورج شولس) وزير الخارجية الأميركية الأسبق، وزير الدفاع الأسبق (كاسبن وايتبرج)، وكلهم جمهوريون، الغريب أن هذه الإدارة تختار الشركات التي فيها نفوذ أو هي شركات جمهورية، وليس شركات أخرى، وهذا ما اعترض عليه نائبان في مجلس النواب الأميركي من الحزب الديمقراطي، وبتقول لي بتعطوا الشركات لأي Any body.. You are giving contact only to republicans.

د. باتريك كلاوسن: نعم، إن الحزب الجمهوري هو أكثر قرباً لمجتمع الأعمال عن الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأميركية، وليس بسر أن الحزب الجمهوري، لديه مساندة قوية جداً من الشركات الأميركية العملاقة، عما عليه الحال بالنسبة لمساندة الحزب الديمقراطي، وكذا تشهد بصعوبة، شركات أميركية كبرى في الولايات المتحدة الأميركية يساند رؤساؤها الحزب الديمقراطي، وهكذا فستعطي عقود لشركات عملاقة، فستكون تلك الشركات التي يرتبط رؤساؤها بالحزب الجمهوري، وهذا ما حدث.

سامي حداد: ولكن دكتور كلاوسن يعني، أنتم اخترعتم الذراع ما يسمى بمنظمة التجارة العالمية، الذراع الأميركي للشركات العملاقة، هذه المنظمة قوانينها تقول بالحرف الواحد: يشترط في إعطاء أي عقود أي أعمال يجب أن تكون هذه العقود مفتوحة للشركات الأميركية كافة، والشركات المحلية في أي بلد مثل العراق، والشركات العالمية، إذن أنتم تخالفون بذلك مبدأ قانون منظمة التجارة الدولية العالمية.

د. باتريك كلاوسن: نحن في حرب في العراق، نحن في وقت حرب في العراق، ولا أظن أن أي بلد في حرب ستعطي عقوداً لأولئك الذين رفضوا الحرب، وبعدما تنتهي الحرب، يأتي اليوم الذي تفتح فيه تلك العقود للجميع، أي أن تفتح للمنافسة من الشركات الأجنبية الأُخرى.

سامي حداد: بما في ذلك الشركات البريطانية، وقد قالت قبل يومين وزيرة التنمية لما وراء البحار (كلير شورت)، الوزيرة البريطانية التي كانت تهدد بالاستقالة من الحكومة قبل بدء الحرب، واشتكت.. واشتكت من أن الشركات البريطانية، لا حظَّ لها الآن في إعادة إعمار العراق، ويعني حذرت من هذه السياسة التي اتبعها الإدارة الأميركية، شركاؤكم في الحرب.

د. باتريك كلاوسن: حسناً، أظن أن إعادة بناء العراق سيكون أمراً يحدث من قبل العراقيين أساساً، باستخدام الموارد العراقية، وسيكون على العراقيين أن يقرروا ما هي الشركات التي تحصل على تلك العقود، أما الآن فإن دافع الضرائب الأميركي هو الذي يدفع للعراق، للحصول على المدد الفوري، والأميركيون بدءوا في بناء بعض البنيات التي دمرت في الحرب، وهذا أمر مختلف أشد الاختلاف عما يتعلق بالتنمية المستدامة، طويلة الأجل للعراق، وهو الذي الأمر الذي يتحكم فيه العراقيون، ويقررون من يأخذ تلك العقود.

سامي حداد: دكتور كلاوسن، ابقَ معنا.. شو رأيك يا دكتور شبيبي بهذا الكلام، بقول لك دافع الضرائب الأميركي هو الذي يقوم بذلك، ونحن في حالة حرب حتى الآن، معنى ذلك أنه يعني أنت كأمم متحدة كيف تنظر إلى هذا الوضع؟

د. سنان الشبيبي: من.. في الحقيقة من حيث المبدأ أنه قضية اختيارات، اختيار الاستثمارات، يجب أن تكون من قبل العراقيين عموماً، اختيار.. واختيار الشركات في ظل حكومة معترف بها وشرعية، هذا في الحقيقة عندما تقام هذه الحكومة، وعندما تكتسب الشرعية القضية الأساسية..

سامي حداد: وهذا ربما.. ربما يعني يستغرق عامين من الزمن.

د. سنان الشبيبي: لأ، سوف لا يستغرق عامين.

سامي حداد: معنى ذلك إنه الـ.. الـ.. الـ.. ما يسمى بالتحالف، أو الأميركان بشكل خاص، سيلتهمون الأخضر واليابس، وكل الموجود..

د. سنان الشبيبي: قد.. قد.. قد لا يستغرق هذا عامين، لأنه الحقيقة الحكومة المؤقتة تختلف عن الحكومة اللي هتنتخب يعني أكو.. أكو فرق.. الآن في.. في..

سامي حداد: وهل الحكومة الانتقالية ستحظى بشرعية من الأمم المتحدة؟ من مجلس الأمن؟

د. سنان الشبيبي: هو هذا الذي دا نقوله، هذا اللي قلته سابقاً، لأنه مجلس الأمن يعطيها شرعية لأنه ما أكو الحقيقة في الوقت الحاضر برلمان، فهذه الحكومة الحقيقة تقدر تبدي (هواي) آراء في هذا الموضوع، وتأخذ بنظر الاعتبار، اعتبارات التنمية في البلد، يعني هذا الحقيقة مهم، يعني هذه مثلاً هذه الحكومة مو بس هذه النقطة يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار، يجب أن تصر في.. في قضايا تخفيض.. تخفيض الديون أو الإعفاء من الديون ومن تعويضات الحرب، لأنه هذه في حقيقة الأمر هي من أسس التمويل لإعادة الإعمار…

سامي حداد[مقاطعاً]: الواقع كنت أريد أن أترك موضوع التعويض أو موضوع الديون إلى نهاية الحلقة، ولكن نحن الآن -كما قال الدكتور كلاوسن في واشنطن- نحن في حالة حرب الآن، المشكلة إنه العراق الآن يعني -كما تقول عديد من الصحف- إنه يعني واقع العراق بين براثن الشركات الأميركية سواء كانت مساعدات أو شركات استثمار، وبين يعني.. وبين يعني بعض المعارضة التي عادت بمباركة البنتاجون، ولديها.. عليها يعني علامات استفهام من.. من الناحية المالية، على سبيل المثال يعني هذا شيء معروف إنه الدكتور أحمد الجلبي (رئيس المؤتمر الوطني العراقي) يعني مُتهم في الأردن، حوكم غيابياً لم يحضر، هذا شيء آخر يعني، حُكم عليه بمدة 22 عاماً مع أشغال شاقة، بسبب عملية اختلاس.. اتهام في موضوع بنك البنزاء الذي كان رئيسه التنفيذي، يوم أمس صحيفة "الجارديان" البريطانية تقول: إنه يعني هنالك أدلة حول فضائح مالية لعائلة أو إمبراطورية الجلبي، أخواه جواد وحازم أُدينا بتهمة حسابات مرتبطة بانهيار بنك (مبكو) في.. في جنيف، يعني بين هؤلاء اللي عليهم علامة استفهام، وأنا لا أتهم إنساناً ولكن هذا ما تقوله الصحافة، وبين الوجود الأميركي، يعني ضاعوا العراقيين أليس كذلك؟ ألا تعتقد الأمم المتحدة يجب أن تدخل حالاً وتوقف هذه التساؤلات؟

د. سنان الشبيبي: الأمم المتحدة -مثل ما ذكرت- إنه الحقيقة واجبها إنه -مثل ما قلت- إعطاء هذه الشرعية السياسية، وواجبها أيضاً أنه تساهم في بناء القدرة، وطبعاً في هذه الحالة أود أن أبين إنه أنا لا أرجو أنه يشكك في.. في.. في وطنية أي عراقي، وهذه قضايا الحقيقة تفصيلية، لكنه الشيء الأساسي إنه هناك مبادئ عراقية بحته، إنه.. أن تكون كل العقود هي في حقيقة الأمر أن.. أن تتعامل معاها الحكومة، سواء كانت انتقالية أو حكومة برلمانية لاحقاً، وأن تُعرض هذه العقود على البرلمان، ويكون بها نوع من الشفافية وهذه الأشياء، وعلى أن تنسجم هذه العقود مع استراتيجية التنمية وعمليات التنمية في البلد، هذه قضية أساسية، ففي حقيقة الأمر هذه قد تكون بعض القضايا.. هناك استثناء لهذه الأشياء في حالة حرب أو في أشياء من ها القبيل، لكن المبدأ العام.. المبدأ العام يجب أن يكون هناك رأي للعراقيين، وهذا شيء مهم، والرأي الآخر أنه.. أنه القضايا الأخرى العراقيين يجب أن يستخدمون كل نفطهم للتنمية وللرفاه.

إسقاط ديون العراق والموقف الدولي منه

سامي حداد[مقاطعاً]: ولكن.. ولكن يعني الواقع النفط للتنمية ممتاز، ولكن العراق مُثقل بديون.. بتعويضات، بسبب الحروب التي خاضها منذ عام 2000 وحتى الآن، يعني تُقدر هذه بحوالي مائتي مليار.. بليون دولار، أريد أن أسأل.. آخذ رأي الدكتور فيكتور في موسكو، دكتور فيكتور، يعني طالبت الإدارة الأميركية، أو بعض أعضاءها بإزالة الديون العراقية من قِبَل الدول مثل روسيا وفرنسا وإلى آخره، وكانت رد رئيس مجلس الدوما (جينادي سليسنيف) يقول وأن.. كأنما العراق أصبح يعني الولاية الحادية والخمسين في الولايات المتحدة، وما على الروس إلا الطاعة.. يعني شو رأيك أنت كدبلوماسي سابق؟ هل تعتقد أن روسيا تسامح العراق بالنسبة للديون التي تقدر بـ 8 مليارات من الدولارات؟

د. فيكتور غوغي تبدزي: أنا أولاً أود أن أشير مرة ثانية، وأن أوافق مع الدكتور الشبيبي أن الشعب العراقي هو الذي راح يقرر مصيره، والحكومة الشرعية هي التي لابد أن تتخذ القرارات المناسبة حول العقود، حول عملية إعادة التعمير، وفي.. في رأيي: بعد تشكيل الحكومة الشرعية الحكومة الروسية.. حكومة فرنسية.. حكومة أخرى، ممكن أن تبحث جميع هذه المواضيع المتعلقة بعلاقات بين العراق مثلاً وروسيا، مع الحكومة العراقية، أنا لا أستطيع أن أقول مثلاً أن روسيا لازم تبحث موضوع الديون العراقية مع الإدارة الأميركية، طبعاً فيه هناك تعاون دولي وفيه عندنا اتصالات مستمرة مع الأميركان، وإحنا نقدر علاقاتنا مع الأميركا، ولكن فيه أشياء، فيه مصالح، فيه أشياء التي تخص فقط مثلاً في هذا الحالة موضوع الديون تخص فقط العراق وروسيا، هذه الديون عراقية لروسيا، مش العراقية إلى الأميركا أو روسية إلى الأميركا، ومن.. اللي من غير منطقي..

سامي حداد[مقاطعاً]: دكتور.. دكتور فيكتور، أنتم تطالبون دائماً.. كنتم تطالبون برفع العقوبات، لمساعدة العراق على النهوض على قدميه.

د. فيكتور غوغي تبدزي: صحيح.

سامي حداد: الآن يعني هنالك مطالبة لرفع الديون أو شطب الديون المترتبة على العراق، يعني.. يعني هنالك في.. في الاقتصاد -ولست خبيراً في الاقتصاد- هناك من يقول إنه يعني ممكن استبدال الديون باستثمارات داخل العراق، هل ممكن هذا يكون حلاً وسطاً، خاصةً العراق لن يستطيع خلال الخمسين سنة القادمة أن يسدد ولو فلس واحد، لأنه النفط يعني حوالي 22 مليار دولار دخله إذا عاد إلى.. إلى.. إلى.. أن ينتج 3.5 مليون برميل في اليوم، بحاجة إلى.. إلى البنية التحتية الدواء، الطعام، وإلى آخره، لا يستطيع تسديد الديون؟

د. فيكتور غوغي تبدزي: أنا لا أستثني هذه الحالة، ولا أستثني هذه الإمكانية، ولكن -كما قلت- وهذا شيء يعني مبدئي أن كل هذه الأمور لابد أن تكون إما موضوع مباحثات في.. بين عدد من دول مش يعني دولة أو اثنين، مثل مؤتمر مثلاً حول العراق، هذا كفكرة، مثل ما كان مثلاً مؤتمر بمساندة.. مساندة لبنان، نفس الشيء مع العراق، ولكن -كما قلت- كل هذه الموضوع.. مواضيع.. موضوع البحث، المباحثات لأن فيه دبلوماسية -كما هو معروف- المباحثات هي الأسلوب الأحسن.

سامي حداد: أنتقل إلى.. إلى واشنطن دكتور كلاوسن، هل تعتقد إنه دعوة الرئيس أو بعض أركان الإدارة الأميركية مطالبة الدول المدينة للعراق بشطب الديون أو ربما تأجيلها، حسب نادي باريس، غير معروف حتى الآن هذا الموضوع، هل تعتقد إنه.. إنه هذه الدول ستستجيب للطلب الأميركي؟

د. باتريك كلاوسن: أظن أن الدول الأخرى التي لها مال لدى العراق مع استشارة الولايات المتحدة الأميركية، حيث يتفقون على صيغة ما حول مدى المبلغ الذي تدين به العراق، وإني أشك أن الدول العربية في الخليج الفارسي مثل الكويت، ستقبل بذلك أو أن توافق ما هو أقل من حقها، وبهذه الحالة فإن الشعب العراقي سيتمكن من إنفاق معظم الأموال أو كثير من الأموال على إعادة البناء في العراق، ومال أقل يذهب إلى دفع أخطاء سنوات صدام حسين.

سامي حداد: لم أفهم تماماً دكتور كلاوسن ربما الترجمة لم تصلني واضحة، هل قلت بأن -على سبيل المثال- دول خليجية والكويت لن تتنازل عن المطالبة بديونها أو التعويضات؟ ممكن أن تعيد ذلك؟ لأني لم.. لم أسمع الترجمة تماماً.

د. باتريك كلاوسن: أظن أن الكويت سترغب في أن ترى مواطنيها يحصلون على تلك التعويضات، ولكن الكويت قد توافق على تخفيض عدد كبير من المطالبات المالية التي لديها على العراق، والتي طالبت بها أيضاً الشركة الوطنية للنفط في الكويت، إذن قد تقبل مالاً أقل عما هو مطلوب من العراق من قبل الحكومة والشركة الوطنية للنفط.

سامي حداد: أنتم تطالبون دكتور كلاوسن -على سبيل المثال وليس الحصر- عشرة ملايين دولار لكل ضحية من ضحايا حادثة لوكيربي، أريد أن أسألك عن موضوع التعويضات، الآن في هذه الحرب دُمرت منازل، معاهد، قُتل مئات.. آلاف الناس، شُوه البعض مدى الحياة، من يعوض هؤلاء؟

د. باتريك كلاوسن: حسناً. إن موت الضحايا الأبرياء في العراق أمر تراجيدي أو مأساوي، وهذا هو.. هذه هي طبيعة الحرب، وهذه هي القوانين الدولية للحرب، والتي تقول: أنهم لن تكون هناك تعويضات إلى أولئك.. إلى تلك الوفيات، حكومة الولايات المتحدة قد عرضت إعادة بناء ما دُمر أثناء الحرب، ولهذا فإن دافع الضرائب الأميركي هو الذي ينفق كثيراً من ماله على تلك العقود التي سألتني عنها، لمد أو تدفق المدد الفوري، وإعادة بناء ما دُمر من قبل الولايات المتحدة أثناء الحرب في العراق.

سامي حداد: بعيداً عن موضوع الإعمار دكتور، آخر سؤال لك رجاءً قبل أن.. أن تغادرنا، يعني بعيداً عن موضوع الإعمار والضحايا البشرية، يعني هنالك دمار ثقافي، وزارة النفط العراقية كانت محروسة منذ دخول القوات الأميركية إلى بغداد، المتحف العراقي.. متحف الموصل أيضاً والمكتبات سُرقت، نُهبت ولم.. لا أريد أن أقول -كما يشاع- بأن.. بأن الحادثة كانت مدبرة، وإنما غضضتم الطرف (Ignored) يعني ما كان يجري، هل هو من قبيل إنه هذه المخطوطات النادرة والحضارة من بابل وسومر والعصر العربي الإسلامي فيه، تريدون إلغاء تاريخ العراق من نقطة الصفر، حتى يبدأ تاريخاً جديداً عمره مائة عامة مثل.. مثل التاريخ الأميركي وشطب سبعة آلاف عام من الحضارة؟

د. باتريك كلاوسن: القوات الأميركية ركزت على إنقاذ الحياة، ومنع القتل في بغداد، وأظن أننا سعداء بأن نرى أن هناك عدد قليل من الضحايا الذين سقطوا موتى في هذا.. في هذا.. في هذا الوقت، بعد سقوط نظام صدام حسين، ولكن -لسوء الحظ- قد كان هناك من التراث الثقافي في مرحلة ما قبل العروبة في العراق، وما قبل الإسلام قد ضاع، وهذه تراجيديا أو مأساة، والولايات المتحدة الأميركية ترغب بشدة في العمل مع الحكومة العراقية الجديدة، للبحث عمَّن سرق هذه.. هذا التراث، ومعاقبتهم وإرجاع تلك.. هذا التراث، ولكن ينبغي أن نتذكر دائماً ما حققناه، وهو سقوط عدد قليل في هذه الحرب بعد سقوط نظام صدام حسين، كل.. قُتل قليل عما قُتل في باريس في 1944 بعد تحرير باريس، إذن هذا إنجاز عظيم، تقليل عدد الضحايا من الموتى.

سامي حداد: والقضاء على حضارة وثقافة، دكتور في نهاية البرنامج، هل نحن الآن أمام مرحلة.. يعني.. صراع بين.. في داخل مجلس الأمن فيما يتعلق بموضوع الأمم المتحدة، لإعادة إعمار العراق، العودة إلى مجلس الأمن فيما يتعلق برفع العقوبات وربما الحديث عن شطب الديون، هل ستبدأ المعركة من جديد كما كانت قبل بداية الحرب؟

د. سنان الشبيبي: أستاذ سامي أريد بس الحقيقة أؤكد على شيء واحد قبلها ما.. معالجة أو الإعفاء من الديون والتعويضات هو مطلب عراقي قبل أن يكون مطلب أميركي، أرجو أن يكون هذا واضح، مطلب عراقي اتفقت.. يتفق عليه العراقيين كلهم، وجميع الأطراف بلا استثناء، هذا.. لكنه طبعاً هذا يتطلب أنه.. أنه التفاوض ويتطلب إنه واحد يعرف هو بالضبط شو يريد.

الموقف الأساسي حقيقة هو: أن عوائد النفط لا يجب أن تستخدم في دفع الديون والتعويضات، وأنما يجب أن تُستخدم في.. في.. في التنمية، لأنه النظام الحقيقة مع الأسف استخدم عوائد النفط في التسلح، والأمم المتحدة استخدمت النفط في الغذاء، العراقيين الآن يريدون يستخدمون النفط لغرض التنمية، فأرجو.. أرجو الحقيقة أنه قبل ما يطالب الرئيس بوش أو قبل ما يطالب أي شخص آخر بها القضايا هي في حقيقة الأمر نبعت أساساً من.. من العراقيين أنفسهم.

سامي حداد[مقاطعاً]: وماذا عن موضوع الآن عودة الصراع داخل مجلس الأمن فيما يتعلق بإعادة الإعمار وإعطاء دور الأمم المتحدة؟ إلغاء العقوبات المطلوب الآن، اللي تطلبه أميركا؟

د. سنان الشبيبي: إلغاء العقوبات.. إلغاء العقوبات الحقيقة ليست فقط قضية قانونية، أنا أتكلم عليها من قضية اقتصادية، إلغاء العقوبات إلها أثر داخلي مباشر على الاقتصاد العراقي، إلها أثر على التضخم، إلها أثر على قيمة الدينار، وهذه الأشياء، ففي حقيقة الأمر هي مهمة جداً في إعادة الإعمار في.. مو بس لأنها هي موارد، وإنما في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، وتخفيض التضخم، فهي ليست قضية قانونية، طبعاً الجماعة الحقيقة يتفاهمون على أساس إنه راح يجي قرار.. هل هناك قرار أو ما أكو قرار، لكنه القضية الأساسية أنه مجرد إعطاء إشارة إن العقوبات ستُرفع، هذه راح تنطي دفعة للاقتصاد العراقي، يعني بغض النظر عن القضية القانونية، طبعاً أكو آليات..

سامي حداد[مقاطعاً]: رغم.. رغم.. رغم.. رغم عدم استتباب الأمن والاستقرار حتى الآن، وما أدراك بربح معركة السلام التي ستكون أشق من المعركة الرابحة.

د. سنان الشبيبي[مقاطعاً]: لا اليوم.. اليوم سمعنا..

سامي حداد[مقاطعاً]: كما قال (ديوك ووليتون) بعد معركة (ووترلو) القائد البريطاني، بأنه يعني معركة السلام هي أصعب وأكثر عسراً من.. من.. من..

د. سنان الشبيبي[مقاطعاً]: صح.. مضبوط..

سامي حداد: من المعركة الرابحة يعني.

د. سنان الشبيبي: بس أستاذ سامي أكو ناحية واحدة اليوم سمعنا إنه.. الحقيقة الدينار العراقي ارتفعت قيمته.

سامي حداد[مقاطعاً]: تداركنا الوقت أنا متأسف دكتور.

مشاهدينا الكرام، أشكر ضيوف حلقة اليوم من واشنطن الدكتور.. دكتور باتريك كلاوسن (نائب مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، وفي الأستوديو هنا أشكر الدكتور سنان الشبيبي (الخبير الاقتصادي في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية- الإنكتاد)، وأشكر من موسكو الدكتور فيكتور غوغي تبدزي (السفير الروسي السابق في سوريا والسودان).

مشاهدينا الكرام، تحية لكم من فريق البرنامج هنا في لندن وفي الدوحة وهذا سامي حداد يستودعكم الله على أمل أن نلتقي بعد أسبوعين، إلى اللقاء.