ما وراء الخبر

هل تتغير معادلة الصراع اليمني بعد فشل الهدنة؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” خيارات التحالف العربي في التعامل مع الأزمة اليمنية بعد انهيار الهدنة واستئناف القتال هناك، وفرص التغيير بمعادلات الصراع ومقاربات تسويته في ضوء التطورات الميدانية الجارية.

قال الباحث السياسي اليمني محمد جميح إن هناك يأسا لدى الحكومة الشرعية والتحالف العربي من أن الحوثيين سينجزون حلا سياسيا، مبينا أن التغييرات التي أجراها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الجيش تشير إلى التحول الذي -"للأسف الشديد"- جاء متأخرا.

يأتي هذا ضمن تطورات متسارعة بعد انتهاء الهدنة الأخيرة واندلاع المعارك في جبهات عدة خاصة في تعز وحجة، وعشية اجتماع وزاري خليجي في البحرين لمناقشة الأوضاع في اليمن.

ومضى جميح يقول لحلقة الأربعاء (20167/11/23) من برنامج "ما وراء الخبر"، إن الحكومة الشرعية تأخرت في اتخاذ قرارها لاعتقادها بأن الحل السياسي يجب أن يأخذ مداه، لكن الحوثيين ذهبوا بعيدا في مكابرتهم على حساب اليمنيين.

ثغرات في المقاومة
أما حول الاجتماع الخليجي فقال الكاتب الصحفي السعودي سليمان العقيلي إنه لا يتوقع جديدا لأن الوضع اليمني معقد والحرب فيه طويلة، وإن ما يزيد الوضع تعقيدا هو الضغط الأميركي.

وبيّن أن خيارات التحالف العربي ستتغير مع تسلم دونالد ترمب زمام الأمور ومعه فريق يعادي إيران التي تقاتل مع حليفها الحوثي الحكومة الشرعية.

في  الحرب وتحولاتها على الأرض أثار العقيلي  نقطة أخرى تتعلق بثغرات في المقاومة الشعبية وولائها القبلي، قائلا إنه غير مطمئن لالتزام جميع المنخرطين فيها بالأهداف العسكرية والسياسية، إذ إن أسلحة سلمها التحالف للمقاومة وجدت -كما تردد- مع الحوثيين، حسب قوله.

أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة إبراهيم فريحات يحيل استعصاء الحل في اليمن إلى عدم وجود كفة راجحة وتقارب موازين القوى، الأمر الذي يؤدي إلى الجمود، لافتا إلى أن التحالف العربي منذ عشرين شهرا لم يحدث اختراقا عسكريا سوى في عدن، لكن ذلك لم يحدث في أماكن أخرى مثل تعز ومأرب.

الجو للتحالف والأرض للحوثي
إذن -وفقا لفريحات- فإن الجو يسيطر عليه التحالف العربي والأرض يسيطر عليها الحوثي وصالح مقابل فشل في تشكيل جيش وطني، وهذا ما صعب الحل "وبقينا ندور في حلقة مفرغة".

لكن محمد جميح لم يوافق على أن الحوثيين يسيطرون على الأرض، مبينا أن غالبية اليمن خارج سيطرة الانقلابيين، وأضاف أن ما حققه التحالف خلال الأشهر العشرين الماضية يتقدم على ما حققته تحالفات أخرى في أفغانستان ضد طالبان وفي العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة.