مراسلو الجزيرة

المسلمون بكندا واستخراج المتحجرات البحرية بلبنان

تناول برنامج “مراسلو الجزيرة” مواضيع المسلمين في كندا، وحرفة استخراج المتحجرات البحرية النادرة في لبنان، ومدينة بامرني التاريخية في كردستان العراق.

رغم الحقوق الواسعة التي تقرها القوانين الكندية للأقليات العرقية والدينية، فإن هذه الأقليات وخاصة المسلمة لا تزال تواجه تحديات وصعوبات في الاستفادة من هذه الحقوق وترجمتها على أرض الواقع، علما أن معظم المهاجرين العرب والمسلمين يعيشون في مقاطعتي أونتاريو وكيبك بشكل خاص، ومن أجل المواءمة بين المجتمع الجديد والمحافظة على الهوية الدينية والثقافية ينشط هؤلاء في مجالات شتى.

حلقة (13/9/2016) من برنامج "مراسلو الجزيرة" وقفت على أحوال المسلمين في كندا، ففي مدينة مونتريال تسجل أحياء المدينة سنويا نموا متزايدا في أعداد المهاجرين من العرب والمسلمين على اختلاف جنسياتهم حيث يأتون هربا من حروب ومشكلات اقتصادية، لكنهم يجدون أنفسهم أمام تحديات كبيرة في التأقلم مع مجتمع مختلف في هويته وثقافته، وغاليا ما يكون رد الفعل إما العزلة وإما الانخراط في نشاطات للحفاظ على الهوية وفي الوقت ذاته الاندماج مع المجتمع الجديد وهو الخيار الذي تلجأ إليه الغالبية منهم.

ولا تكمن المشكلة في الجيل العتيق بل في الأجيال الجديدة من أبناء العرب والمسلمين الذين باتوا يعيشون حالة انفصال عن مجتمعهم الصغير بسبب الحاجز اللغوي والمجتمع الكندي الذي يصنفهم ضمن الأقليات حسب أصولهم العرقية.

ويعيش أكثر من مليون مسلم من العرب وغير العرب في مقاطعات كندا العشر، لكن غالبيتهم توجد في مقاطعتي أونتاريو وكيبك، وتعترف القوانين الكندية بهم كأقلية عرقية وثقافية وتقر لهم بطيف واسع من الحريات والحقوق بما فيها الحفاظ على الهوية والثقافة والحرية الدينية بما لا يخالف القوانين الكندية، وذلك كوسيلة لخلق هوية وطنية كندية واحدة وجامعة تقوم على التعددية.

وفي المقابل هناك أصوات معارضة لا تزال تطالب باندماج وانصهار كلي للأقليات في المجتمع الكندي، وتكمن المشكلة غالبا في السياسة وليست في القوانين، فهناك أحزاب يمينية مناهضة للمهاجرين وخاصة المسلمين، كما أن الممارسات تختلف من مقاطعة إلى أخرى.

ففي مقاطعة كيبك التي تتحدث الفرنسية على خلاف بقية المقاطعات الكندية الناطقة بالإنجليزية، هناك توجه قوي مناهض لفكرة التعددية باعتبارها عائقا أمام الاندماج. ويأتي ذلك في وقت انتخبت فيه مدينة كالاغاري -كبرى مدن مقاطعة ألبرتا- مسلما ليكون عمدة للمدينة، كما انتخبت كندا مؤخرا رئيسا للوزراء عرف بمواقفه القوية المدافعة عن المهاجرين والأقليات.

ويوجد في كيبك أكثر من 120 مسجدا ومركزا إسلاميا، وكثيرا ما تكشف العلاقة مع المسجد أو الموقف منه المزاج السائد في منطقة أو في حي معين، ففي حين صوت سكان أحد أحياء مونتريال مؤخرا ضد إقامة مسجد في حيهم، تتمتع كثير من المساجد في الأحياء الأخرى بعلاقات حسنة وقوية مع الجيران.

متحجرات لبنان
وفي لبنان يمتلك هذا البلد مخزونا ضخما من المتحجرات يعود تاريخها إلى آلاف السنين، ويقول الباحثون العلميون إنها الأفضل في الشرق الأوسط من حيث تنوعها وجودتها وجودة حفظها.

ويحكي مخزون بلدة حاقل الضخم من الأسماك المتحجرة تاريخا يعود إلى مئة مليون سنة. وتعمل عائلتا أبي سعد ونهرا في عمليات التنقيب عن المتحجرات في عقارات تملكهما منذ أكثر من خمسين عاما بطرق يدوية وشاقة حيث ينقبون بصعوبة خوفا من تحطم ما تحمله الصخور من كنوز.

وقد تم التعرف علميا على 450 نوعا من الأسماك المتحجرة، في حين لا يزال عدد مماثل منها قيد الدراسة منها ما انقرض ومنها ما تطور ليتخذ شكلا مختلفا اليوم ويبقى حيا في البحر المتوسط.

بامرني التاريخية
وفي شمال مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق توجد مدينة بامرني التاريخية التي تتميز بجمال طبيعتها ونمط بناء مساكنها والطريقة النقشبندية التي انتشرت فيها قبل مئات السنين.

وعلى مدار المدينة تمتد أشجار البلوط والحبة الخضراء وتحاصر بيوتها في محاولة لفرض هوية خضراء على هذه البقعة. وافتتحت المدارس في المدينة عام 1922 وهي تشتهر لذلك بكثرة عدد المتعلمين والمثقفين.

وداخل أزقة المدينة يبدو التناغم العمراني التاريخي في مساكنها، حيث يتنوع بين التراثي القديم والتقليدي، فأهلها لا يزالون متمسكين بطرق أجدادهم في بناء مساكنهم التي تعتمد أساسا على الحجر والطين وأغصان أشجار الصفصاف والبلوط.

ويوجد في المدينة 13 ينبوعا للمياه تصب كلها في أزقة المدينة ولكل منها اسم، وتشكل أساس الحياة والزراعة لساكنيها ويعود تاريخ المدينة إلى 400 عام قبل الميلاد.