وسائد الرفع الهوائية وكبسولة إنقاذ.. ابتكار هندسي لدعم عمليات الإغاثة والإنقاذ في تركيا وسوريا

الإبتكار الهندسي لدعم عمليات الإغاثة والإنقاذ في تركيا وشمال سوريا
التكنولوجيا استخدمت لدعم عمليات الإغاثة والإنقاذ في تركيا وشمال سوريا (الجزيرة نت)

غازي عنتاب – تعد وسائد الرفع الهوائية واحدة من العناصر التكنولوجية الجديدة التي تم استخدامها لإخراج ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وشمال سوريا فجر الاثنين الماضي وأسفر عن آلاف الضحايا في البلدين.

ويقوم عمل وسادة الرفع الهوائية على وضعها تحت الأنقاض ومن ثم تزويدها بالهواء مما يساعد على رفع الأنقاض بارتفاع 50 سنتيمترا تمهيدا لتدخل المعدات الثقيلة لإخراج العالقين تحت ركام الزلزال، كما توفر رؤية للمنقذين للبحث عن ضحايا الزلازل تحت الأنقاض.

فرع منظمة "فيلد ريدي" (Field Ready) (جاهز للعمل في الميدان) في تركيا -وهي منظمة عالمية تعمل في 10 دول حول العالم وخاصة في مناطق الأزمات- استطاعت أن تطوع التكنولوجيا لخدمة ضحايا الزلزال في تركيا وشمال سوريا من خلال استخدام الوسادة الهوائية لإنقاذ الضحايا أو استخدام كبسولة الإنقاذ لتأمين حياة العائدين إلى منازلهم.

الإبتكار الهندسي لدعم عمليات الإغاثة والإنقاذ في تركيا وشمال سوريا
متطوعون يبحثون عن طرق مبتكرة لدعم ضحايا الزلزال في غازي عنتاب (الجزيرة نت)

حلول مبتكرة

ويقول مدير المنظمة في تركيا عماد ناشر النعم في حديث للجزيرة نت إن المنظمة تعمل بشكل أساسي في مجال الابتكار الهندسي لخدمة عمليات الإغاثة والإنقاذ بصفة عامة، والآن في ظل الوضع الحالي تقوم ببحث التحديات التي تواجه فرق الإنقاذ وتحاول إيجاد الحلول المبتكرة لذلك.

وأضاف النعم أن المنظمة كان لها عدة تجارب ناجحة في السابق ومنها استخدام "وسائد الرفع الهوائية" من قبل فريقه في شمال سوريا، حيث يتم وضعها تحت الأنقاض وتزويدها بالهواء مما يساعد على رفع الأنقاض بارتفاع 50 سنتيمترا تمهيدا لتدخل المعدات الثقيلة لإخراج العالقين، مشيرا إلى أن هذه الوسائد ساهمت في إنقاذ أكثر من 100 شخص خلال قصف قوات النظام السوري لشمال سوريا عام 2016.

وأوضح النعم أن خبراء في المنظمة يعملون حاليا على تصميم كبسولة إنقاذ تقوم فكرتها على إنشاء غرفة صغيرة يتم وضعها داخل المنازل التي سيعود إليها الأهالي لاحقا، بحيث تكون ملجأ لهم في حالات الزلازل.

عماد ناشر مدير المنظمة في تركيا
مدير منظمة "فيلد ريدي" بتركيا عماد ناشر يتحدث مع إحدى المتطوعات في غازي عنتاب (الجزيرة نت)

وقال مدير منظمة فيلد ريدي "نحن في تركيا نحاول التنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ والهلال الأحمر التركي" لبحث إمكانية المساعدة التي يحتاجونها بشكل هندسي، وتتركز جهودنا حاليا على جمع التبرعات وتوفير الاحتياجات اللازمة للمتضررين"، مشددا على أن جهود الدعم وإغاثة المنكوبين لا تقتصر على الجهود الحكومية فقط بل يبرز دور منظمات المجتمع المدني والهيئات التطوعية العاملة على الأرض.

وعن الصعوبات التي تواجه المنظمة على الأرض، قال النعم إن هناك العديد من الصعوبات منها عدم توفر الخدمات اللازمة لإنتاج المزيد من الوسادات الهوائية لاستخدامها في جهود الإنقاذ سواء في سوريا أو في تركيا، خاصة في ظل الإغلاق شبه التام للمحلات في غازي عنتاب والمدن المتضررة، وأشار إلى السعي لتوفير هذه الاحتياجات من أنقرة وذلك بالتنسيق مع "إدارة الكوارث والطوارئ" التركية، مضيفا أنهم يواجهون مشكلة في الدعم والتمويل اللذين تأثرا كثيرا بالحرب الروسية الأوكرانية.

الإبتكار الهندسي لدعم عمليات الإغاثة والإنقاذ في تركيا وشمال سوريا
صعوبات جمة تحاصر المتطوعين في عمليات البحث عن ضحايا الزلزال (الجزيرة نت)

احتياجات أساسية

ومن جانبها قالت آية مصطفى -وهي عضو في المنظمة- إن الفريق يقوم حاليا بإنشاء قائمة بالاحتياجات الأساسية للمتضررين في مدينة غازي عنتاب، وذلك بعد لقاء عدد من المسؤولين في الدوائر الحكومية والبلديات.

وأشارت إلى صعوبة الأوضاع في ظل الأعداد الكبيرة من الأهالي الذين يبيتون في الخيام التي لا توفر فيها وسائل التدفئة مع طقس شديد البرودة، إلى جانب العمل على توفير دورات مياه متنقلة، وتوفير الأغطية والملابس.

يذكر أن وزير البيئة والإسكان التركي مراد كوروم قال في تصريحات صحفية إنه تم تجهيز أكثر من 15 ألف خيمة في غازي عنتاب وحدها، ويتم العمل على رفع العدد إلى 25 ألف خيمة.

وأشار الوزير إلى أنه حتى الآن تم إيواء 130 ألف شخص بشكل مؤقت، مؤكدا أن وزارته تعمل على تثبيت المباني القابلة للسكن تمهيدا لعودة سكانها إليها بشكل آمن.

المصدر : الجزيرة