خوفا من سقوط المباني فوق رؤوسهم.. الخيام ملاذ الناجين في غازي عنتاب التركية

غازي عنتاب- يأتي الحذر من مكمنه، هكذا تضاعفت كارثة الزلزال المدمر في جنوب تركيا، حيث أصبحت المنازل التي لم يهدمها الزلزال الأول، هدفا جديدا للهزات الارتدادية التي تقدر بأكثرمن 1200 هزة.

ففي ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، هجر الأهالي أحياء كاملة خشية الهزات الارتدادية التي أسقطت عددا من المنازل فوق رؤوس قاطنيها، الناجون اختاروا الخيم الإغاثية للإقامة فيها بدلا من المنازل، بعد أن تصدعت وتهدم بعضها على وقع الهزات الأخيرة.

إحدى هذه البنايات والمكونة من 5 طوابق -تقع مقابل حديقة مسال التابعة لبلدية شهيد كامل- سقطت يوم الأربعاء نتيجة إحدى الهزات الارتدادية، ويوضح عماد ناشر -أحد شهود العيان- للجزيرة نت أن هناك ضحايا كُثر من الأسر التي لجأت إلى البناء بعد أن سقطت منازلها، مؤكدًا أن عمليات الإنقاذ ما زالت مستمرة للوصول إلى ناجين.

مغادرة المدينة

الكثيرون من سكان عنتاب خرجوا باتجاه الولايات الآمنة، أما المقيمون من الجنسيات الأخرى فبعضهم اختار العودة إلى بلده خوفًا على أطفالهم، مثل العراقية سمر المحمدي أم لـ3 أطفال، التي اختارت العودة إلى العراق، قائلة للجزيرة نت "يوجد لدينا أطفال صغار والوضع الحالي خطير ومقلق، البنايات متصدعة، يكفي ما عشناه من لحظات صعبة في ظل البرد القارس، الأفضل لنا أن نعود للعراق في الوقت الحالي".

بلال منير -طبيب أسنان سوري- اختار الخروج من غازي عنتاب هو وعائلته المكونة من 5 أفراد بالإضافة إلى والديه، والذهاب إلى مدينة إسطنبول، موضحا للجزيرة نت أن غالبية المنازل في عنتاب أصبحت غير آمنة، ولن تصمد أمام الهزات الارتدادية المتكررة.

في هذا السياق، قررت إدارة الهجرة التركية السماح لجميع الأجانب في الولايات المتضررة من الزلزال، بالخروج دون الحصول على إذن سفر.

الخروج من الولايات المنكوبة لا يقتصر على الأجانب، فالمواطنون الأتراك تركوا أيضا منازلهم واتجهوا إلى الشوارع أو السيارات بالإضافة إلى مخيمات الإغاثة، لكن بعضهم خاطر بحياته متوجها للمنازل المتصدعة لأخذ بعض المتعلقات الضرورية.

يشار إلى أن إدارة الكوارث والطوارئ التركية أعلنت أن آلاف المباني تصدعت ولم تعد صالحة للسكن.