الانتخابات في إندونيسيا.. 3 تحالفات تتشكل ومناظرات ساخنة

Voter on an Indonesia flag
الانتخابات الرئاسية والتشريعية الإندونيسية تجرى في فبراير/شباط المقبل بمشاركة 206 ملايين ناخب (غيتي)

جاكرتا- بدايات ساخنة للحملات والمناظرات الانتخابية في إندونيسيا قبل شهرين من إجراء الاقتراع الرئاسي والتشريعي أواسط شهر فبراير/شباط المقبل بمشاركة نحو 206 ملايين ناخب.

ولأن الانتخابات تجمع بين اختيار الرئيس ونائبه وآلاف من أعضاء المجالس التشريعية المركزية والمحلية في يوم واحد، فإن التحالفات تشكلت منذ البداية لتكون المواجهة الرئاسية التشريعية بين 3 تكتلات رئيسية، بعد مخاض ومفاوضات استمرت شهورا.

ونظمت مفوضية الانتخابات أولى المناظرات بين مرشحي الرئاسة، مساء أمس الثلاثاء، هي أولى 5 مناظرات رئاسية، وانطلق خلالها مرشح تحالف التغيير أنيس باسويدان بخطاب يسعى إلى الإصلاح القانوني، مشددا على جعل إندونيسيا دولة عدل لا دولة تتحكم فيها السلطة وتلوي عنق القانون.

Anies Baswedan (R), a candidate in the running to lead the Indonesian capital Jakarta, his wife Fery Farhati Ganis and his daughter Mutiara Annisa Baswedan, show their fingers during an election for Jakarta's governor in Jakarta, Indonesia, February 15, 2017 in this photo taken by Antara Foto. Antara Foto/M Agung Rajasa/ via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. FOR EDITORIAL USE ONLY. MANDATORY CREDIT. INDONESIA OUT.
مرشح تحالف التغيير أنيس باسويدان في الانتخابات الرئاسية الإندونيسية (رويترز)

محاولة استرجاع الثقة

وأكد المتحدث نفسه عدم إهمال قضايا العنف وتحقيق العدل في حوادث مختلفة وإنفاذ حكم القانون، وقال إن العنف في أقاليم بابوا لن ينتهي بمحاولات إيقافه دون تحقيق العدالة لسكانها.

كما أكد باسويدان أهمية الشفافية، مع عدم الإفلات من العقاب، وضرورة التواصل مع كل فئات المجتمع وحفظ حرية التعبير للجميع.

وشدد المتحدث في السياق ذاته على ضرورة إشراك المجتمع في مكافحة الفساد، وانتقد تراجع الحياة الديمقراطية بسبب تراجع الثقة بالمؤسسات القائمة.

ولاسترجاع ثقة الشارع، أكد باسويدان على ضمان حق المعارضة من أجل التوازن في النقد والمراقبة، ودعا لانتخابات عادلة ونزيهة وشفافة وانتقد التسلط على الناقدين.

ووعد المرشح الرئاسي بالتركيز على تحقيق روح العدالة من قبل المؤسسات القضائية وليس فقط تنفيذ القوانين، وأن الدولة ستسعى لحل المشاكل لا تركها، كما وعد بجعل ما يحتاجه الناس أولوية، بإشراك مجتمعي واسع في صياغته، يطرح للمواطنين بعد إقراره.

U.S. Defense Secretary Lloyd Austin meets Indonesian counterpart Prabowo Subianto, in Jakarta
خطاب برابوو يوبيانتو (72 عاما) حمل وعودا بترسيخ القانون ودافع عن أداء الرئيس الحالي (رويترز)

خطاب الاستمرارية

في المقابل، كان لافتا أن يحمل خطاب المرشح برابوو سوبيانتو (72عاما) دفاعا عن أداء الرئيس الحالي جوكو ويدودو بينما كان الرجلان يتنافسان ويتناظران في اثنتين من الانتخابات الماضية، خلال عقد مضى.

وامتدح سوبيانتو الرئيس جوكو ويدودو بقوله إنه زار بابوا 19 مرة خلال عقد مضى أي أكثر من زيارات أي رئيس سابق لتلك الأقاليم، ونفى عنه صفة الدكتاتورية أو السلوك التسلطي.

وأكد سوبيانتو -في مناظرته- محاور رئيسية هي ترسيخ دولة القانون والعدل، وتحسين خدمات الدولة للمواطن، ومع إقراره بوجود جوانب قصور فإنه ذكّر الناخبين بأن إندونيسيا أفضل من دول كثيرة تشهد حروبا.

ووعد سوبيانتو بفرض القانون وحماية المواطنين ممن وصفهم بالإرهابيين وتحقيق مزيد من التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإجراء حوار موسع في بابوا شرقي البلاد، مشيرا إلى أن ملف أقاليم بابوا قديم ومعقد للغاية ويستلزم التعامل مع قضايا حقوق الإنسان فيها، قائلا إن هناك قوى تحاول تقسيم إندونيسيا.

وفي حين يمثل ترشيح غانجار برانوو قرارا متوقعا من الرئيسة السابقة ميغاواتي سوكارنو بوتري وحزبها، فإنها تبدو غير راضية عن خروج أسرة الرئيس جوكو ويدودو من عباءة حزبها واختياره توجها مختلفا لصالح تقديم أبنائه حزبيا ورئاسيا.

وكان واضحا من خطاب غانجار في مناظرته الحذر واختيار الكلمات بدقة، فهو من الحزب الحاكم وفي نفس الوقت يواجه مرشحا مدعوما من رفيقه في الحزب رئيس البلاد جوكو ويدودو والأحزاب الأخرى التي كانت حليفة معه.

وحاول غانجار النيل من شعبية المرشح برابوو، مع الحديث عن ضرورة السعي للتحسين والتطوير، وكأنه خطاب معارض لجذب أصوات الناخبين ولكنه من داخل السلطة.

ووعد أيضا بتحسين الخدمات اللازمة وإشراك المواطنين في اتخاذ القرار، وبالاهتمام بالمرأة والطفل، ومحاكمة الفاسدين وإقرار قانون استرجاع أصول الدولة.

تحالفات وانقسامات

وكان لافتا أن يتشكل تحالف ليس معارضا خالصا، بل مزيجا بين حزب معارض وآخرين كانوا لوقت قريب مشاركين في الحكم الحالي، وأول هذه التحالفات "التغيير من أجل الوحدة" الذي شكله ابتداء الحزب القومي الديمقراطي، أحد الأحزاب المشاركة في التحالف الحاكم.

ومعه حزب العدالة والرفاه المعارض، ذو التوجهات الإسلامية، الذي ظل معارضا خلال عشرية الرئيس الحالي جوكو ويدودو، وبعد مناقشات طويلة انضم إليهما حزب نهضة الشعب كممثل لتيار نهضة العلماء كبرى الجمعيات الإسلامية التقليدية والقديمة في البلاد.

كما توجد 3 أحزاب محلية من إقليم آتشيه الوحيد المسموح لمواطنيه بتأسيس أحزاب محلية ضمن حدوده، وأخرى دينية جديدة هي: حزب الأمة الذي أسسه السياسي الإصلاحي ورئيس مجلس الشعب الاستشاري السابق أمين رئيس ومعه إسلاميون آخرون.

إلى جانب حزب المصباح الذي يتزعمه محمد سراج الدين الرئيس الأسبق لمجلس العلماء الإندونيسي وجمعية المحمدية ومعه مثقفون وناشطون آخرون، وحزب ماشومي.

وينقسم التحالف الحاكم إلى اثنين: مرشح عن حزب النضال بزعامة ميغاواتي في مواجهة أنيس باسويدان وتحالفه، وانقسم بفعل مخالفة الرئيس ويدودو لقرار حزبه النضال من أجل الديمقراطية بزعامة ميغاواتي سوكارنو بوتري، وهو الحزب الذي قاده إلى منصب والي مدينة صولو، ثم حاكم جاكرتا قبل وصوله إلى الرئاسة.

واختارت زعيمة الحزب ابنة أول رئيس لإندونيسيا والرئيسة السابقة ميغاواتي، حاكم إقليم جاوة الوسطى وأحد كوادر حزبها ذي التاريخ البرلماني غانجار برانوو (55 عاما) مرشحا للرئاسة، مدعومة بحزب التنمية المتحد ذي الخلفية الدينية التاريخية، وحزب الوحدة الإندونيسية لرجل الأعمال، وحزب ضمير الشعب الإندونيسي.

في حين كان للرئيس الإندونيسي ويدودو خيار آخر في الانتخابات الرئاسية، وأظهرت تحركاته تأييد ترشيح منافسه السابق، الجنرال المتقاعد برابوو سوبيانتو.

تحركات الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أظهرت تأييد ترشيح برابوو سوبيانتو (الفرنسية)

دعم وتوافق

ورشح  الرئيس جوكو ويدودو لمنصب نائب الرئيس نجله غيبران راكابومينغ راكا (36 عاما)، بعد تعديل قانوني مثير للجدل قضت به المحكمة الدستورية قبيل موعد انتهاء تسجيل المرشحين، فتح المجال لمن هم دون سن الـ40 من المسؤولين المنتخبين للترشح لأعلى منصبين في البلاد.

وكان يرأس المحكمة الدستورية عند صدور هذا الحكم القاضي أنور عثمان صهر جوكو ويدودو، الذي نحي من منصبه بقرار هيئة قضائية بعد موافقته على ذلك الحكم القضائي.

وهكذا تشكل تحالف منفصل عن تحالف الحزب الحاكم، يضم خليطا من أحزاب ذات خلفية علمانية وقومية ودينية، معظمها مشاركة في التحالف الحاكم، وفي مقدمتها حزب حركة إندونيسيا العظمى وزعيمه سوبيانتو، والحزب الديمقراطي الذي ارتبط اسمه بالرئيس الأسبق سوسيلو بامبانغ يوديونو الذي كان شبه معارض ثم قرر ترك تحالف التغيير بسبب عدم اختيار رئيسه ليكون مرشحا لمنصب نائب الرئيس.

بالإضافة إلى حزب الأمانة الوطني، وحزب موجة الشعب الإندونيسي وهو حزب إصلاحي جديد يتزعمه أنيس متى ومعه البرلماني فخري حمزة.

المصدر : الجزيرة