مزودة بأحدث الصواريخ.. هذه المسيرات الإسرائيلية فتكت بالفلسطينيين في العدوان الأخير على غزة

السرب 210 للقوات الجوية الإسرائيلية الذي يشغل الطائرات المسيرة من طراز "إيتان" (الجزيرة)

القدس المحتلة – في الأيام التي سبقت العدوان العسكري على قطاع غزة والعملية العسكرية "الفجر الصادق"، كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي أن طائرات هجومية مسيرة كانت تحلق فوق القطاع، لمواجهة تهديد محتمل من فرق مضادة للدبابات تابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

كانت مهمة هذه الطائرات المسيرة جمع المعلومات الاستخبارية والمشاركة في العمليات الهجومية التي تم خلالها اغتيال قيادات عسكرية من حركة الجهاد الإسلامي، وقصف منصات إطلاق القذائف الصاروخية والخلايا العسكرية التي تطلق القذائف المضادة للدبابات.

وفي يوم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقبل بدء العملية العسكرية حلقت في سماء غزة عشرات الطائرات المسيرة الهجومية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، ومثلها مسيرات من الوحدة "5353" المعروفة باسم "ركوب السماء"، التي تتبع لسلاح المدفعية والتي يتمحور جل عملها على جمع المعلومات الاستخباراتية وتحويلها ببث حي ومباشر إلى الوحدات القتالية البرية وفرق المدفعية وغرفة العمليات لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي.

وأطلقت هذه المسيرات الهجومية والاستخباراتية الرصاصة الأولى في العملية العسكرية "الفجر الصادق"، كما شاركت إلى جانب 8 مقاتلات من سلاح الجو الإسرائيلي في اغتيال القيادي العسكري البارز بسرايا القدس تيسير الجعبري، باستهدافه داخل شقة سكنية في "برج فلسطين" بحي الرمال غرب غزة.

ووفقا للجيش الإسرائيلي، فإن تلك الطائرات المسيرة تمكن الجيش من التحكم والسيطرة على الجو، وكذلك تمنح مختلف الكتائب العسكرية القدرة على الاحتفاظ بخلية عسكرية فضائية لعدة ساعات.

كما تنشط تلك الطائرات بالتعاون مع قوى عسكرية أخرى في جمع المعلولات الاستخباراتية، لا سيما أنها تمتلك قدرة مراقبة عالية الجودة، وترصد وتوثق كل ما يحدث في الميدان.

غرفة مراقبة ومتابعة المسيرات خلال العدوان الأخير على غزة (الجزيرة)

مجموعة متنوعة

وشكل تحليق المسيرات بالفضاء وهيمنتها على السماء خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، من وجهة النظر الإسرائيلية، ضغوطات على فصائل المقاومة، حيث مكن الجيش الإسرائيلي اعتماد عنصر المفاجئة، بتنفيذ عمليات استباقية قبيل أي عملية هجومية يتطلع أي فصيل فلسطيني مسلح لإخراجها إلى حيز التنفيذ.

ويمتلك سلاح الجو الإسرائيلي مجموعة متنوعة من الطائرات المسيرة بأحجام مختلفة والتي تم الشروع باستخدامها ضد المقاومة الفلسطينية عقب الانتفاضة الثانية في أكتوبر/تشرين الأول 2000، وكانت العمليات العسكرية ضد غزة فرصة متجددة لشركات الصناعات الجوية العسكرية الإسرائيلية لتجربة هذه المسيرات واختبارها في زمن الحرب وتطوير وتحديث قدراتها.

وفي مطلع العام 2022، وافق الرقيب العسكري على استخدام الجيش الإسرائيلي طائرات مسيرة لتنفيذ هجمات في "أراضي العدو"، على حد تعبيره، كما اعترف بأن يستخدم مسيرات "هيرمس" من وحدة "زيك" لتنفيذ اغتيالات، وعمليات هجومية في قطاع غزة، وتنفيذ إجراء "طرق على السطح" الذي يحذر من تنفيذ الغارات والهجمات لمقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي.

 أبرز الطائرات المسيرة التي شاركت في العدوان على قطاع غزة:

طائرات مسيرة من طراز "هيرمس" تتزود بالوقود قبل انطلاقها (الجزيرة)

1. مسيرة "هيرمس 450" (Hermes 450)

وتعرف باسم "زيك"، وهي مسيرة تصنعها شركة "إلبيت" الإسرائيلية، وهي عبارة عن طائرة تكتيكية مزودة بصواريخ تعمل عن بعد وقادرة على التحليق والبقاء في الجو لمدة 20 ساعة متواصلة، ويمكن أن تحمل صواريخ متفجرة تزن 150 كيلوغراما، حيث يمكن استخدامها في مهام الهجوم والاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية.

وتعتبر "هيرمس" ثالث أكبر طائرة مسيرة في جيش الطائرات المسيرة، ويتم تشغيلها من قبل "سرب 161" من سلاح الجو، المعروف باسم "سرب الأفعى السوداء"، وأيضا من قبل وحدة "زيك" التابعة لسلاح المدفعية.

2. مسيرة "هيرمس 900" (900 Hermes)

وهي طائرة مسيرة من صناعة وتطوير شركة الطيران الإسرائيلية، وتعرف هذه المسيرة في سلاح الجو بـ "كوخاف" (نجم)، فهي تستطيع البقاء في الهواء والتحليق في الجو لمدة 40 ساعة متواصلة.

تم استخدام الطائرة "هيرمس 900" في الحرب على غزة بالعام 2014، من خلال العملية العسكرية التي أسمتها إسرائيل "الجرف الصامد" وردت حركة حماس بمعركة "العصف المأكول".

وبإمكان تلك الطائرة أن تحمل ما يصل إلى 4 صواريخ جو-أرض من طراز "إيه جي إم-114 هيلفاير" (AGM-114 Hellfire)، أو صواريخ جو-جو من طراز "إيه آي إم-92 ستينغر" (AIM-92 Stinger) المستخدمة لاعتراض الطائرات والمسيرات.

كما أنها قادرة على حمل قنابل موجهة بالليزر من نوع "جي بي يو-12 فايفواي" (GBU-12 Fiveway) أو قنابل "جدام" (JDAM) مماثلة تستخدم في الاستهداف للمواقع وشن هجمات وتنفيذ اشتباكات واغتيالات وعمليات نوعية.

 

الطائرة المسيرة "إيتان" كبرى المسيرات في سلاح الجو الإسرائيلي (الجزيرة)

3. المسيرة "إيتان"

وتعرف أيضا بأسماء أخرى مثل "هارون تي بي"، و"هارون 2" أو "ماحتس 2″، وهي من صناعة وتطوير شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وهي أكبر طائرة مسيرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.

وهي قادرة على البقاء في الهواء والتحليق في الجو لمدة 36 ساعة متواصلة، ويصل طولها 15 مترا بينما يقدر وزنها بنحو 5 أطنان، وبمقدورها أن تحمل 1000 كيلوغرام من الصواريخ المتفجرة.

4. المسيرة الصغيرة "نيتسوس"

بعد انتهاء العدوان العسكري الأخير على غزة، دشن سلاح الجو الإسرائيلي سربا جديدا للطائرات المسيرة في قاعدة "حاتصور"، باسم "السرب 144″، الذي يشغل طائرة مسيرة جديدة من نوع "نيتسوس"، وكذلك طائرة مسيرة صغيرة من طراز "أوربيتر" من صنع شركة "أيروناوتكس"، وهي شركة إسرائيلية مملوكة لشركة "رافائيل".

أدخلت هذه المسيرات حديثا إلى خدمة الجيش الإسرائيلي خلال العدوان على غزة لأداء مهام الاستخبارات، ومرافقة القوات، وتوجيه الهجوم والمساعدة في المناورة بالتعاون مع جميع أفرع وحدات الجيش في الميدان وغرفة العمليات.

ويمكن تحديث هذه الطائرات وتكييفها مع ساحة المعركة، وذلك بحسب التطورات الميدانية خلال المعارك، علما أن إحدى الخصائص الفريدة للسرب هي توثيق والتقاط التحركات بالميدان في مرحلة مبكرة.

المصدر : الجزيرة