الصدر يرفض العودة للمحاصصة بعد إخفاق البرلمان في انتخاب رئيس للعراق

نوري المالكي اعتبر فشل البرلمان في اختيار رئيس للبلاد أمس السبت انتصارا "للثلث الضامن".

Iraqi speaker of Parliament Mohammed al-Halbousi attends the parliament headquarters in Baghdad
جلسة البرلمان العراقي فشلت في انتخاب رئيس جديد للبلاد لعدم اكتمال النصاب القانوني الذي يتطلب حضور 220 نائبا (رويترز)

أبدى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر -الذي تصدّرت قائمته الانتخابات البرلمانية الأخيرة- رفضه العودة إلى المحاصصة التي وصفها بـ"خلطة العطار" بشأن تشكيل الحكومة المقبلة، مشددا على مساعيه في تشكيل حكومة أغلبية وطنية.

جاء ذلك في تغريدة على صفحته في تويتر، عقب إخفاق البرلمان -أمس السبت- في عقد جلسة لانتخاب رئيس للبلاد، جراء عدم اكتمال النصاب القانوني الذي يتطلب حضور 220 برلمانيا من أصل 329، رغم مرور 5 أشهر على الانتخابات.

وقاطع جلسة البرلمان خصوم الصدر في الإطار التنسيقي الذي يضمّ قوى وفصائل شيعية، إضافة إلى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.

بينما أعلن كل من تحالف "إنقاذ وطن" (175 مقعدا)، وحركة "امتداد" (9 مقاعد)، وحراك "الجيل الجديد" (9 مقاعد)، إضافة إلى مستقلين؛ حضورهم الجلسة.

وقال الصدر في تغريدته "شكرا لكل من حضر الجلسة حبا بالعراق، شكرا تحالف إنقاذ الوطن، شكرا امتداد، شكرا الجيل الجديد، شكرا للإخوة المستقلين، هؤلاء ما أرعبهم تهديد ولا أغراهم ترغيب".

وأضاف: "يتجدد موعدكم في الأربعاء القادم (الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس) مع من يلتحق مجددا، لنزيح الفساد والتبعية والتوافقية"، مجددا تأكيده على مساعيه لتشكيل حكومة أغلبية وطنية.

وتابع الصدر: "لن نعود لخلطة العطار، فاليوم ثبتنا وأثبتنا أنْ لا مكان للمحاصصة، فكانت أجمل فسيفساء عراقية، لا شرقية ولا غربية".

الثلث الضامن

من جانبه، قال القيادي في الإطار التنسيقي زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي -في مؤتمر صحفي من بغداد- إن "ما حصل السبت في البرلمان انتصار للثلث الضامن".

وأضاف المالكي -وكان يقف إلى جانبه قادة الإطار، ومن بينهم رئيس تحالف الفتح هادي العامري، وزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي- أننا "لا نريد إقصاء أي جهة ولا نقبل بدفع أي مكون نحو المعارضة، نريد تشكيل حكومة تقوم بواجباتها، وهذا لا يحصل في ظل أجواء المناكفات".

وتسعى قوى الإطار -من خلال تعطيل جلسة انتخاب الرئيس- إلى دفع الصدر للقبول بمشاركتها في الحكومة المقبلة، بناء على توافق جميع الفائزين وفق العرف المتبع منذ سنوات، والمعروف باسم "المحاصصة".

مثير للقلق

أما الرئيس العراقي برهم صالح فقد دعا القوى السياسية إلى عقد حوار فاعل للخروج من أزمة انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة الجديدة، معتبرا استمرار "حالة الانسداد السياسي" أمرا غير مقبول.

جاء ذلك في بيان له عقب إخفاق البرلمان في عقد جلسة لانتخاب رئيس للبلاد. وقال صالح إن "انعدام التفاهمات الوطنية وعدم انعقاد جلسة مجلس النواب لاستكمال الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها المُحددة، هو أمر مؤسف ومثير للقلق بعد مرور أكثر من 5 أشهر على إجراء الانتخابات المُبكرة".

واعتبر أن "استمرار حالة الانسداد السياسي وسط التحديات الجسام التي تواجه البلد، بات أمرا غير مقبول".

وأضاف صالح أن القوى السياسية أمام اختبار وطني حاسم، والظروف العصيبة التي مرّت بالبلد والظرف الدقيق الراهن، تفرض على الجميع مسؤولية تاريخية وعملا استثنائيًا في الخروج من الأزمة الراهنة بروح الوطنية والتكاتف.

ويتنافس نحو 40 مرشحا على منصب رئيس الجمهورية، أبرزهم مرشح حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الرئيس الحالي برهم صالح، ومرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبر أحمد، حيث يحظى صالح بتأييد الإطار التنسيقي، بينما يلقى أحمد دعما من تحالف "إنقاذ وطن" (175 مقعدا)، والمكون من الكتلة الصدرية وتحالف السيادة السني والديمقراطي الكردستاني.

وجرت العادة أن يتولى السنة رئاسة البرلمان، والأكراد رئاسة الجمهورية، والشيعة رئاسة الحكومة، بموجب عرف دستوري متبع منذ انتخابات عام 2005.

وانتخاب رئيس جديد للبلاد خطوة لا بد منها للمضي قدما في تشكيل الحكومة المقبلة، حيث تستمر الخلافات بشأن المرشحين لمنصب الرئيس ورئيس الحكومة.

المصدر : وكالات