تداعيات الأزمة الأمنية والسياسية بالعراق.. الصدر يحذر من تأجيج الفتنة الطائفية وصالح يلغي مشاركته بقمة المناخ

15 شخصًا قتلوا الأسبوع الماضي في هجوم تبنّاه تنظيم الدولة على قرية ذات أغلبية شيعية في محافظة ديالى، تبعه هجوم انتقامي من أبناء القرية على قرية مجاورة ذات أغلبية سنّية قتل فيه 11 شخصًا.

الصدر دعا الأجهزة الأمنية إلى العمل الجادّ والسريع لحماية الحدود والانتشار السريع من أجل درء المخاطر (رويترز)

حذر زعيم الكتلة الصدرية في العراق مقتدى الصدر -اليوم الثلاثاء- من خطر تأجيج الفتنة الطائفية في محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد)، في حين ألغى الرئيس العراقي برهم صالح مشاركته بقمة المناخ، بالتزامن مع تواصل اعتصامات أنصار الأحزاب المعترضة على نتائج الانتخابات وسط بغداد.

وقال الصدر -في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي في "تويتر"- إن "محافظة ديالى هي أسيرة التهريب والمليشيات والتبعية والإرهاب"، وأضاف أن "الخطر محدق بمحافظة ديالى، ونار الفتنة الطائفية يؤججها البعض، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها". ودعا الصدر الأجهزة الأمنية إلى العمل الجادّ والسريع لحماية الحدود والانتشار السريع من أجل درء المخاطر.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قتل 15 شخصًا الأسبوع الماضي في هجوم تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية على قرية ذات أغلبية شيعية في محافظة ديالى، تبعه هجوم انتقامي من أبناء القرية على قرية مجاورة ذات أغلبية سنّية قتل فيه 11 شخصًا، ردًّا على الهجوم الأول، كما قضى عنصران من قوات البيشمركة الكردية في هجوم آخر ليل السبت للتنظيم في كركوك شمالًا.

استمرار الفرز

يأتي ذلك في حين تعاني البلاد أزمة سياسية مع استمرار إعادة فرز أصوات بعض المراكز الانتخابية بناء على طعون قامت بدراستها المفوضية العليا للانتخابات، ويتوقع إعلان النتائج النهائية في الأسابيع المقبلة.

وتتواصل لليوم الـ14 على التوالي اعتصامات أنصار الأحزاب المعترضة على نتائج الانتخابات التشريعية أمام مداخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد، للمطالبة بإعادة العدّ والفرز يدويا.

وقال مراسل الجزيرة إن الهدوء والترقب يسودان ساحة الاعتصام، بعد يوم من خروج مظاهرة بالقرب من بوابة المنطقة الخضراء القريبة من وزارتي الدفاع والتخطيط، للمطالبة بإعادة العدّ والفرز اليدوي الشامل، أو إلغاء نتائج الانتخابات وإعادتها.

ووفق النتائج الأولية، احتلّت الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر المرتبة الأولى بـ73 مقعدا من أصل 329، وحصلت كتلة "تقدم" بزعامة رئيس البرلمان المنحل محمد الحلبوسي على 38 مقعدا، تليها كتلة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بـ34 مقعدا، في حين يعدّ تحالف "الفتح" -وهو مظلة سياسية للفصائل المسلحة- أبرز الخاسرين في تلك الانتخابات بحصوله على 16 مقعدا، بعد أن حلّ ثانيا برصيد 48 مقعدا في انتخابات 2018.

كان من المفترض أن يلقي صالح خطابا اليوم الثلاثاء عن التداعيات التي تواجه العراق جراء التغير المناخي (رويترز)

إلغاء مشاركة

ونتيجة لهذه التطورات الأمنية والسياسية ألغى الرئيس العراقي برهم صالح -الذي تعدّ بلاده من الأكثر عرضة للتغير المناخي- رحلته إلى غلاسكو حيث يجتمع زعماء العالم في إطار مؤتمر المناخ (كوب 26).

وكان من المفترض أن يلقي صالح اليوم الثلاثاء خطابا عن التداعيات الاقتصادية والبيئية التي تواجه العراق جراء التغير المناخي، لكنه "ألغى رحلته"، وفق مصدر مقرب من الرئاسة العراقية.

وفي مقال نشرته "فاينانشال تايمز" (Financial Times) البريطانية، أكد الرئيس العراقي أن "مواجهة تغير المناخ يجب أن تكون أولوية وطنية ملحّة وهي أيضًا فرصة لتنويع اقتصاد العراق عبر دعم الطاقة المتجددة والنظيفة والمشاركة في أسواق الكربون".
والعراق هو البلد الخامس الأكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية، وفق الأمم المتحدة. فالبلد الصحراوي بمعظمه يعاني الجفاف وتراجع منسوب نهريه دجلة والفرات بفعل سدود تبنيها جارتاه إيران وتركيا.

المصدر : وكالات