في ذكرى وقف إطلاق النار.. إعادة فتح طريق الجفرة أبو قرين أهم الطرق الرئيسية في ليبيا

افتتاح طريق الجفرة أبوقرين الذي يربط بين الشرق والغرب والجنوب في ليبيا
الطريق يعتبر شريان حياة ويسهل تحركات الليبيين (الجزيرة)

في ذكراه الثانية، تعالت الأصوات المرحبة بوقف إطلاق النار في ليبيا الموقّع بين قوات حكومة الوفاق وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، معتبرة أنه يبشّر بالتحوّل العسكري إلى السير وفقا للمنطق السياسي.

وفي هذا السياق، باشرت اللجنة العسكرية "5+5" يوم أمس الخميس افتتاح طريق الجفرة أبو قرين الذي يربط بين الشرق والغرب والجنوب، أسوة بالطريق الرابط بين سرت ومصراتة.

وقال المتحدث باسم غرفة عمليات سرت الجفرة العميد عبد الهادي دراه -في تصريح للجزيرة نت- إن افتتاح الطريق جاء بعد عدة مطالبات من المجلس البلدي بمصراتة ومجلس أعيان وحكماء منطقة الجفرة، نظرا لما يعانيه المواطنون من قطع مسافة طويلة قد ترهقهم خلال سفرهم، ولذا قررت غرفة عمليات سرت الجفرة فتح الطريق رسميًا أمام المواطنين الراغبين في سلوكه.

وعن تأمين المنطقة، يقول دراه إن من كان يؤمن هذه المنطقة هي قوات تابعة لغرفة عمليات سرت الجفرة، أما الآن ومع الاتجاه للصلح والسلم، فإن غرفة العمليات قد خاطبت وزارة الداخلية لتأمين الطريق من قبل الأجهزة التابعة للشرطة.

إلا أنه أضاف أن قواته جاهزة للتصدي لأي خروق أمنية.

افتتاح طريق الجفرة أبوقرين الذي يربط بين الشرق والغرب والجنوب في ليبيا
قوات عسكرية متمركزة بالقرب من الطريق (الجزيرة)

شريان حياة

من جانبه، يقول رئيس اللجنة التسييرية لبلدية زمزم مختار بلقاسم إن هذا الطريق هو شريان الحياة بين الجنوب والشمال، وقد يختصر مسافة قرابة 500 كيلومتر، كون العديد من الليبيين يقصدون مدينة مصراتة لقضاء حوائجهم.

ويشير إلى أن منطقة الشويرف الواقعة في منتصف الطريق بين أبو قرين والجفرة غير آمنة، ولكن الطريق اليوم سيعج بالمسافرين، مطالبا الجهات العسكرية بتخفيف قواتها في المنطقة تفاديا لأي اشتباكات، حتى تستقر المنطقة ولو بشكلٍ نسبي.

وأوضح بلقاسم أن طريق مصراتة الجفرة أغلق إبّان سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على سرت في 2015، قبل أن تقضي عملية البنيان المرصوص على تنظيم الدولة أواخر 2016، ومن حينها أغلق الطريق أمام المارة ليعود افتتاحه من جديد.

وقال أحد المارّة للجزيرة نت إنه سعيد بفتح الطريق، مشيرا إلى أنه خرج على حماره لكي يتحقق من صحة الخبر، عندما ذكره له أحد أبنائه به.

وأعرب في حديثه عن رغبته في أن يقوم المسؤولون بصيانة الطريق بعد فتحه، لكي يتسنى لجميع المارة السير دون مشاكل، مشيرا إلى أن المنطقة تمر منها الإبل وتعتبر خطيرة ليلًا.

افتتاح طريق الجفرة أبوقرين الذي يربط بين الشرق والغرب والجنوب في ليبيا
أحد المارة جاء ليتأكد من الخبر (الجزيرة)

بشائر خير

ويقول المحلل السياسي محمد الشامي -للجزيرة نت- إن فتح هذا الطريق خطوة إيجابية جدا، وإن تأكدت فعلا فهي تفتح الطريق بين الشمال والجنوب للحركات التجارية المتوقفة، وأيضا للعلاج والحالات المرضية، وتساهم في تعزيز الوحدة الوطنية والمصالحة بشكل كبير.

واعتبر أن الخطوة جاءت مفاجئة للإعلام، وهذا يدل على أن هناك عملا كبيرا تقدمه "5+5" بعيدا عما وصفه بالإعلام المضلل، مشيرا إلى أن هذه اللجنة العسكرية تتبع سياسة إيجابية لحلحلة أصعب الملفات، وهو "الانقسام العسكري".

ويؤكد الشامي أن وصول المراقبين الدوليين -وهذا ما أكدته اللجنة العسكرية منذ أسبوع- هو دليل آخر على وجود ضمانات دولية لطرفي النزاع، لخروج المرتزقة ومراقبة اتفاق وقف إطلاق النار.

افتتاح طريق الجفرة أبوقرين الذي يربط بين الشرق والغرب والجنوب في ليبيا
الطريق يختصر المسافات على العديد من الليبيين (الجزيرة)

نجاح الانتخابات

ويعتقد المتحدث ذاته أن الافتتاح جاء بعد وصول المراقبين الدوليين، وأن فتح الطريق يمهد لنجاح الانتخابات المزمع عقدها في نهاية العام الجاري، ويساهم بشكل كبير في مراقبتها في يوم الاقتراع.

ويشير إلى أن قرب عقد مؤتمر باريس الدولي في 12 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، هو أكبر دليل على أن هناك تأييدا من قبل الأمم المتحدة للجنة "5+5".

وأكدت وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش -في تصريح لمنصة حكومتنا (منصة حكومية)- أن الحكومة ستشارك في مؤتمر باريس بشأن ليبيا، بشرط أن تكون شريكا فيه وممثلة للأجندة الليبية، لا مجرد بلد مدعو فقط.

وتأخرت عملية إعادة فتح الطريق الساحلي لأشهر، بعدما أكدت قوات في غرب البلاد أن الطريق تتمركز عليه قوات روسية تابعة لشركة "فاغنر" الداعمة لقوات حفتر، واشترطت انسحابها قبل الموافقة على إعادة فتح الطريق.

لكن لا تزال السواتر قائمة على طول الطريق التي تعمل غرفة العمليات سرت الجفرة على إزالتها، حتى تعود الحياة من جديد بين المواطنين.

وتحاول ليبيا تجاوز عقد من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

المصدر : الجزيرة