إفطار الشوارع وموائد الرحمن في رمضان.. صور من التكافل الاجتماعي في باكستان

إفطارات الشوارع في اسلام أباد 2
من موائد الرحمن الرمضانية التي يقيمها أحد المساجد ضمن إفطار الشوارع في إسلام آباد (الجزيرة)

إسلام آباد- تتنوع في باكستان صور التعاضد الاجتماعي خلال شهر الصيام بين المساعدات التي توزعها الحكومة على الفقراء والمحتاجين، وتلك التي يبادر إليها الأفراد أو الجمعيات الخيرية، وكذلك موائد الرحمن التي تنتشر في الشوارع والمساجد طوال الشهر الفضيل.

فما إن يقترب وقت الغروب حتى ترى كثيرا من الإفطارات الجماعية التي تشهد إقبالا كبيرا، خاصة من الفقراء والعمّال، في بلد يرزح تحت ضائقة اقتصادية ومعيشية خانقة.

أمل للفقراء وأصحاب الحاجة

وتعد هذه الإفطارات -سواء في الشوارع أو موائد الرحمن في المساجد- من العادات المتوارثة في المجتمع الباكستاني، وتعكس إحدى صور التكافل بين أفراده خلال الشهر الكريم.

وتجذب إفطارات الشوارع الطبقة الفقيرة من الباكستانيين ممن لا يستطيعون تأمين وجبات الإفطار يوميا خلال شهر الصوم، بالإضافة إلى العمال والموظفين الذين يأتون من القرى إلى المدن الرئيسية، مثل العاصمة إسلام آباد وكراتشي ولاهور وبيشاور، بحثا عن فرص عمل، أو بعض طلاب الجامعات.

إفطارات الشوارع في إسلام أباد
إفطارات الشوارع بإسلام آباد تجذب الطبقة الفقيرة والعمال الذين يأتون من القرى إلى المدن الرئيسية (الجزيرة)

وغالبا تُنظّم تلك الإفطارات الجماعية من قبل المنظمات المحلية غير الحكومية، أو من خلال متبرّعين يبتغون الأجر والثواب في هذه الأيام المباركة.

وتنتشر هذه الظاهرة بشكل كبير في إسلام آباد، حيث تشهد بعض المناطق أو الأحياء أكثر من مبادرة لتوزيع الوجبات على الفقراء والمارّة.

جيران على مائدة واحدة

ولا تختلف الحال في المساجد الباكستانية عن شوارعها، إذ تنتشر موائد الرحمن في أغلب دور العبادة، بمشاركة الأهالي في كل حي، كنوع من التكافل والتقارب بين الجيران.

يقول الشيخ عمر (أحد القائمين على تلك الإفطارات في إسلام آباد) للجزيرة نت "أحيانا يجلب الناس أطعمة مختلفة من منازلهم، ويجمعونها معا في مائدة واحدة طويلة، ويجلسون جنبا إلى جنب للإفطار في المسجد".

افطار طلاب المدرسة الدينية في اسلام أباد
من إفطار طلاب إحدى المدارس الدينية في إسلام آباد (الجزيرة)

طلاب المدارس الدينية

تنتشر في أرجاء باكستان المدارس الدينية التي تكون دائما في المساجد، وتضم طلابا تتراوح أعمارهم بين 6 و16 سنة، يتعلمون فيها القرآن الكريم والعلوم الشرعية واللغة العربية.

ويأتي معظم هؤلاء من القرى أو المناطق القريبة من المسجد، فيقيمون فيه طوال فترة الدراسة، ثم يعودون إلى أهلهم في الإجازات، فيكون من الضروري توفير الطعام لهم خلال فترة إقامتهم.

ويوضح الشيخ عمر (الذي يشرف أيضا على إحدى المدارس الدينية في إسلام آباد) أن "تمويل المدرسة يكون ذاتيا في معظم الأحيان، بحيث تقوم إدارة المدرسة بجمع الأموال من المجتمع المحلي وأولياء الأمور، بهدف تزويد الطلاب بوجبات طعام، فضلا عن الإقامة والتعليم مجانا".

وفي رمضان، تشتد حاجة هؤلاء إلى الطعام والشراب؛ لذا يُسارع المجاورون للمسجد إلى تأمين وجبات الإفطار والسحور لطلاب المدرسة رغبةً في نيل الأجر.

المصدر : الجزيرة