وفق الخبراء.. سلوكياتك تشكل الفارق بين السفر بالطائرة أو السفينة أو القطار

أوصى مركز السيطرة على الأمراض (CDC) المسافرين المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض بتجنب السفر على متن السفن السياحية بغض النظر عن حالة التطعيم.

لا ينصح مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بالسفر بالقطار مسافات طويلة تفاديا لعدم تحقق التباعد الاجتماعي (غيتي)

بعد تعطل دام أكثر من عام، شكلت فيه القيود المفروضة على السفر أحد أكبر تأثيرات جائحة كورونا على العالم. فقد نقلت شركة "رايان إير" (Ryanair) البريطانية 40 ألف مسافر على رحلاتها في أبريل/نيسان 2020 (ذروة تفشي فيروس كورونا) مقابل 13.5 مليونا كانت تُقلهم في نفس الشهر من العام 2019.

حتى أصبحت تجربة السفر أشبه بمغامرة محفوفة المخاطر، وأصبح التدقيق في اختيار وسيلة الانتقال، التي تضمن أعلى درجات السلامة، أهم من الانشغال بحزم الحقائب.

ورغم عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا، وارتفاع معدلات السفر من جديد، لم يقدم الخبراء إجابة حاسمة عن سؤال "أي وسائل السفر أكثر أمانا؟" لاعتقادهم أن الأمر يعتمد بالدرجة الأولى على "طبيعة الرحلة، سلوك المسافر، مدى تحمله للمخاطر" كما يقول د. دانيال جريفين، أخصائي الأمراض المعدية بجامعة كولومبيا.

سلوكيات المسافر

"عادة ما تقع مخاطر السفر بسبب السلوكيات الشخصية للمسافر، أكثر من وسائل النقل". بحسب د. جريفين، الذي يضيف قائلا "عندما يتناول المسافرون الطعام على متن الطائرات، يضطرون للمس الأقنعة، وكشف منطقة الأنف والفم، وبذلك يعرضون أنفسهم والآخرين للعدوى".

الخطر يأتي من السلوكيات إذن، كما يقول د. ويليام شافنر، اختصاصي الأمراض المعدية، "فأنت على متن الطائرة في بيئة مغلقة، وكلما زاد وجودك بالقرب من أشخاص لا يضعون الأقنعة، زادت الخطورة". فالأمر لا يخلو من سعال مصاب، أو عطسه، أو ملامسته للأسطح داخل الطائرة. وهو نفس ما قد يحدث في القطار أيضا.

ولتفادي ذلك، ينصح موقع "مايو كلينك" (Mayoclinic) بالالتزام بسلوكيات ارتداء القناع في الطائرات أو القطارات -حتى لمن أخذ اللقاح بالكامل- واتباع خطوات الوقاية من الإصابة أو نشر العدوى، والامتناع عن الأكل والشرب في المواصلات العامة.

أفضل سبل الوقاية من فيروس كورونا أثناء السفر
لا تمش حافي القدمين داخل الطائرة لأن الأرضيات قد تكون مليئة بالجراثيم أو شظايا الزجاج الحاد (الألمانية)

رحلة جوية آمنة

لضمان رحلة آمنة، تنصح ليندا فيرغسون، مضيفة الطيران لـ 24 عاما، بتجنب هذه الأشياء:

  • لا تمش حافي القدمين، لأن "الأرضيات قد تكون مليئة بالجراثيم، أو شظايا الزجاج الحاد".
  • تجنب القهوة والشاي والثلج، فوفقا لموقع  "ريدرز دايجست" (Reader’s Digest) وجدت دراسة لوكالة حماية البيئة، عام 2004، أنه من بين 327 من إمدادات مياه للطائرات، اجتاز 15% فقط المعايير الصحية. كما تؤكد فيرغسون أن "خزانات المياه على متن الطائرة قديمة، ولا تخلو من البكتيريا". ولعل هذا يكون سببا يجعلك تتجنب طلب أشياء "تم إعدادها من هذه الخزانات".
  • لا تأكل طعاما، سقط، على الطاولة، فالطاولات بحسب فيرغسون "تُستخدم لجميع الأغراض أثناء الرحلة، فهناك من يغيرون حفاضات أطفالهم فوقها، ومن يضعون عليها أقدامهم". كما أظهرت الدراسات أن صواني الطعام تحتوي على حوالي 2155 وحدة من البكتيريا لكل بوصة مربعة.
  • لا تلمس زر التدفق في الحمام، فعليه 265 وحدة من البكتيريا لكل بوصة مربعة. ولحماية نفسك: اغسل يديك جيدا، استخدم منشفة ورقية للضغط على زر التدفق وفتح الباب.
  • لا تستخدم البطانيات والوسائد، فهي أماكن مثالية للجراثيم حيث يتم إعادة تدويرها من رحلة إلى أخرى، ولا يتم غسلها بشكل صحيح حتى انتهاء اليوم. تقول فيرغسون "أرى الناس يلفون أقدامهم بالبطانيات، ويعطسون فيها". والأفضل أن تحضر معك بطانيات سفرك إذا شعرت أنك ستحتاج إليها.
  • حافظ على رطوبة جسمك، واحذر من الحلق الجاف "فشرب الكثير من الماء قد يكون سببا في وصولك إلى وجهتك معافا".
  • لا تتردد في طلب نقل أحدهم، فإذا كان هناك شخص بالقرب منك لا يلتزم بقيود الوقاية من عدوى الفيروس، فلا يضع قناعه كاملا، أو لا يرتدي قناعا على الإطلاق، فلا تتأخر في طلب المضيفة لنقله.
  • أفضل سبل الوقاية من فيروس كورونا أثناء السفر
    حافظ على رطوبة جسمك واحذر من الحلق الجاف خلال الرحلات الجوية (غيتي)

القطار بديلا

لا ينصح مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بالسفر بالقطار لمسافات طويلة، تفاديا لعدم تحقق التباعد الاجتماعي. لكن فرانك أوليتو، المحرر بموقع "إنسايدر" (Insider) قرر حجز غرفة صغيرة بالقطار المتجه من نيويورك إلى شيكاغو، ليكون منفصلا عن بقية الركاب، في رحلة استغرقت 19 ساعة، ليعقد لنا مقارنة بين السفر بالقطار وبالطائرة.

ومن المزايا التي ذكرها أنه لم يضطر للذهاب إلى المطار قبل 3 ساعات من الإقلاع، والانتظار في طوابير الأمن الطويلة. في الوقت الذي يمكنه ركوب القطار قبل دقائق من موعده.

كما أنه لم يكن لديه ما يدعو للقلق بشأن وزن أمتعته، أو الجلوس محاصرا في مقعد صغير، لا يسمح له بتمديد ساقه، أو تجنب جار مزعج.

في المقابل، يمكنه المشي بطول القطار لتمرين ساقيه، أو التوجه إلى عربة الطعام، أو الانتقال إلى عربة أخرى إذا كان أحدهم يزعجه. بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة التي ساعدته على الوصول إلى وجهته مسترخيا وهادئا. يقول أوليتو "قد يخشى بعض الناس ركوب الطائرة بسبب الجائحة، لكن السفر بالقطار بديل رائع".

السفر عبر البحر

توفر السفن السياحية على رحلاتها الضخمة مزايا عديدة: خدمة الغرف المجانية، الطعام دون قيود، الإنترنت الفائق السرعة، أفضل الإطلالات على البحر.

غير أن مركز السيطرة على الأمراض (CDC) أصدر توصية المسافرين المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض، بتجنب السفر على متن السفن السياحية، بغض النظر عن حالة التطعيم.

كما أوصى، الذين لم يتم تطعيمهم بالكامل، بتجنب السفر على متن السفن السياحية، وشدد على ركاب هذه السفن بارتداء قناع لإبقاء أنوفهم وأفواههم مغطاة، عند الوجود بالأماكن المشتركة.

المصدر : مواقع إلكترونية