عمره أكثر من 100 عام.. معرض الزهور في مصر يتمرد على كورونا

يقام بمشاركة 238 عارضا ويضم 12 ألف صنف من الزهور والنباتات ومن المقرر أن يستمر مدة 45 يوما

جانب من حديقة الأورمان وتبلغ مساحتها حاليا 28 فدانا، وأنشئت عام 1875 في عهد الخديوي إسماعيل (الجزيرة)

كأنك تخرج من جو المدينة الخانق إلى عبق الطبيعة الساحر؛ كذلك تشعر وأنت تتجول في حديقة الأورمان بمصر، التي تشهد حدثًا سنويًا، كانت قد انطوت صفحته العام الماضي بسبب فيروس كورونا ليعود المعرض مجددًا ويجذب عاشقي الزهور والنباتات.

إنه معرض الزهور والنباتات الذي تحييه وزارة الزراعة سنويا في حديقة الأورمان بمحافظة الجيزة، إحدى أعرق الحدائق في مصر والعالم العربي، ويعد من أقدم معارض الزهور في الشرق الأوسط.

النسخة 88 للمعرض

وحسب السيد قصير، وزير الزراعة المصري، وعلى هامش افتتاحه المعرض في 16 مارس/آذار الجاري، فإن المعرض بنسخته الـ88 يقام بمشاركة 238 عارضًا، ويضم 12 ألف صنف من الزهور والنباتات، ومن المقرر أن يستمر مدة 45 يومًا، مؤكدًا أنه أقيم لأول مرة عام 1914، وأصبح يقام تحت إشراف وزارة الزراعة منذ عام 1934.

نباتات للزينة والظل وأخرى للبلكونة "الشمس"، وزهور متنوعة ونادرة بجانب أنواع مختلفة من النباتات الصحراوية كالصبارات المختلفة، تلاحظها وأنت تتجول داخل المعرض الذي استخدمت وزارة الزراعة 18 فدانا من حديقة الأورمان لإقامته؛ ليضم مختلف أصناف النباتات والزهور التي تعدّ خير زاد للوافدين من هواة النباتات والزراعة في مصر.

أعداد كبيرة من الزوار بصورة ملفتة تجذب الانتباه مع التزام متفاوت في تطبيق الإجراءات الاحترازية، ففي أثناء تدفق العشرات من الزوار إلى الحديقة لا تغفل عيناك عن شخص ما لا يرتدي الكمامة، إلا أن الملاحظ أن الجميع هنا جاء لاستنشاق رحيق الأزهار والنباتات التي تنتشر في الحديقة العريقة.

حديقة الأورمان

يذكر أن حديقة الأورمان تبلغ مساحتها حاليا 28 فدانا، وأنشئت عام 1875 في عهد الخديوي إسماعيل بهدف إمداد القصور الخديوية بسراي الجيزة بالفاكهة والموالح والخضار، التي استجلبت من جزيرة صقلية، إذ كانت الحديقة جزءا من حديقة قصر الخديوي.

وتضم الحديقة الكثير من النباتات والزهور النادرة التي جمعت من مختلف دول العالم، وصمم الحديقة مهندسون فرنسيون، وكانت على مساحة 95 فدانا قبل أن يتم اقتطاع جزء كبير منها بمرور الوقت.

"من 5 جنيهات إلى ما يناهز ألفي جنيه"، هكذا قال بائع الزهور مصطفى -للجزيرة نت- فالمعرض، كما يقول، يتيح مختلف الأسعار التي تجعل الجميع قادرين على شراء الورود والنباتات المختلفة، فهو معرض شعبي بامتياز، منوّهًا بأن العام الحالي أفضل من العام الماضي الذي أغلق فيه المعرض بعد دخول فيروس كورونا مصر في مارس/آذار من العام الماضي.

تغيير الحالة النفسية

"الزبون هنا عاوز وردة"، يقول أحمد، بائع آخر -للجزيرة نت- موضحًا أن الوردة وحدها كفيلة بإدخال السرور على أي شخص لرحيقها وألوانها الخلابة، مؤكدا على تفاوت الإقبال بين من يرغب في شراء ورد زينة أو نبات بلكونة مما يحتاج إلى الشمس أو شجيرات مثمرة لوضعها في حديقته، معتبرا أن مجرد القدوم إلى الحديقة كفيل بتغيير الحالة النفسية للزوار.

وحاولت الجزيرة نت استطلاع آراء الجمهور عن المعرض فقال مجدي، أحد الزوار، إنه من محبّي الزهور ويأتي سنويا خصيصا لقضاء وقت جميل في الحديقة وشراء ما يحتاج إليه من زهور ونباتات، إذ إن لديه شغفا بها كالياسمين والجارونيا، معتبرا أن التنظيم في المعرض بحاجة إلى مزيد من العمل من قبل الجهات المنظمة.

وأضاف حسين -زائر آخر- أنه لم يتوقع يوما أن يكون هناك معرض للزهور بهذا الكم والتنوع من الزهور، مشيرا إلى أنه كانت لديه نية لحضور المعرض منذ سنوات، إلا أنه لم يزره إلا العام الجاري ليكتشف جمال المكان، آملا أن يكون هناك معرض للزهور بمصر كل شهر وليس كل عام، حسب قوله.

المصدر : الجزيرة