إدمان النباتات.. جزائريون يتجهون إلى العالم الأخضر لطرد الطاقة السلبية

النباتات أصبحت جزء من الديكور للمنازل
النباتات أصبحت جزءا أساسيا من ديكور المنازل في الجزائر (الجزيرة)

"لا تستهن بعقول النباتات"، جملة تلفت انتباه القارئ لدراسة أجريت مؤخرا على بذور عدد من الكائنات الحية الخضراء، حيث لاحظ العلماء أن لها سلوكيات تدل على امتلاكها "دماغا".

وإلى جانب "قدرتها العقلية" التي أثبتها فريق بحثي من جامعة "برمنغهام" البريطانية، تتمتع النباتات بجاذبيتها التي باتت تلفت انتباه عشاق الديكور، ومريدي علم الطاقة، خاصة في الفترة الأخيرة، بعدما فرضت الظروف الصحية التباعد والإغلاق.

وانتشر خلال السنة الأخيرة في الجزائر، موضة العناية بالنباتات الداخلية، حيث أصبحت البيوت تعج بأشكال مختلفة ومتنوعة من الكائنات الخضراء، التي لا يقتصر تأثيرها على الجانب البصري الخاطف فحسب، وإنما تعداه إلى الأثر الإيجابي على النفسية.

البيوت البلاستيكية التي يتم فيها زراعة مئات النباتات وتجريبها
البيوت البلاستيكية التي يتم فيها زراعة مئات النباتات وتجريبها انتشرت في الجزائر (الجزيرة)

حدائق منزلية

مع تفاقم الوضع الصحي العالمي، والإغلاق المفروض على مختلف الأماكن العمومية والحدائق التي تعتبر متنفسا مهما للعائلات في الجزائر، زاد الطلب على النباتات المنزلية من مختلف المشاتل والمحلات المختصة ببيع الأنواع النادرة والفاخرة منها.

ويرى البعض ممن اكتشفوا شغفهم في رعاية النباتات داخل بيوتهم، أن اختيارها لتزيين المنازل جاء نتاج الشعور بالانعزال عن العالم.

وتقول السيدة جميلة (57 عاما) للجزيرة نت "أعشق النباتات منذ زمن ولكني لم أدرك أهميتها إلا بعدما عشت مرحلة الحجر الصحي وما لها من تأثير على النفسية".

وتضيف "يتحسن مزاجي مع كل نبتة جديدة تدخل منزلي، أصبحت لا أشعر بالضيق داخل البيت، حيث أن الخضرة تمنحني الشعور بالحرية والألفة، بعيدا عن العزلة الإجبارية التي فرضها الوضع الصحي".

في حين يصف إسماعيل (42 سنة) نفسه بـ"المدمن" على النباتات الداخلية، ويقول للجزيرة نت "أصبحت أخصص جزءا من دخلي الشهري لاقتناء النباتات، هذا بعدما أبحث عن أجمل الأصناف وأكثرها قدرة على التأقلم والعيش من خلال المواقع الإلكترونية المتخصصة ومواقع التواصل الاجتماعي".

إغلاق كورونا ساهم باكتشاف شغف الناس برعاية النباتات داخل بيوتهم (بيكسلز)

طاقة إيجابية

ويرى عشاق النباتات المنزلية أنها استطاعت أن تعينهم ولو بنسبة بسيطة، على تخطي المخلفات النفسية للأزمة الصحية التي يمر بها العالم.

وتقول الطبيبة النفسية والمختصة في الطاقة، وسيلة قنفواح "بالعودة للقصة الدينية التي تحكي انهيار الجبل رهبة وخوفا حينما رأى وجه الله، في قصة سيدنا موسى عليه السلام، ندرك أن مختلف الكائنات والجماد تمتلك طاقة معينة تختلف حسب النوع، فالشعور يقابله طاقة، فما بالك بالكائنات الحية الخضراء؟".

وتضيف الدكتورة وسيلة قنفواح "النباتات لديها تأثير على المحيط الذي توجد فيه، حيث إنها تبعث ذبذبات معينة، وهذه الأخيرة هي ما يعطي الشعور الراحة والإيجابية داخل المنازل".

ويؤكد الفريق البحثي البريطاني بجامعة "برمنغهام" أن بعض النباتات تمتلك القدرة على تقييم الظروف البيئية الموجودة بها، حيث تتكيف بعد أن تتخذ جملة من القرارات بطريقة مشابهة لتلك التي يقرر بها العقل البشري".

عودة الشغف

من جهته، يقول المهندس سمير نبيه بن لكحل، إنه كان يحرص على اقتراح المساحات الخضراء لزبائنه في تصاميم منازلهم وأنه يجتهد في إقناعهم دون جدوى.

ويشير بن لكحل للجزيرة نت أنه "في الغالب كان يرفض ما نقترحه فيما يتعلق بتخصيص بضعة أمتار لغرس النباتات، ويفضل الزبائن شغل تلك المساحات بغرف إضافية أو مرآب سيارة، في حين تغير الموضوع مؤخرا وأصبح مطلب الزاوية الخضراء أساسي في التصاميم".

ويجمع العائدون لشغف رعاية النباتات أو المكتشفين الجدد له، على أن فتح نوافذ داخلية على الطبيعة لن يكون ظرفيا فقط بسبب المرحلة الراهنة وإنما اختاروه ليكون أسلوب حياة.

المصدر : الجزيرة