قيمتها نحو ربع مليون دولار.. قطري يستحوذ على جوائز مهرجان الملك عبد العزيز للصقور بالسعودية

فاز الصقار القطري عبد العزيز سعود آل ثاني بالمركز الأول في شوطين من أشواط مسابقة المزاين بمهرجان الملك عبد العزيز للصقور بالمملكة العربية السعودية، فضلا عن مراكز متقدمة في المسابقة، محققا جوائز مالية تبلغ 900 ألف ريال سعودي، أي قرابة 240 ألف دولار أميركي.

وكان الصقر "لياح" قد حقق 300 ألف ريال، بعد أن تصدر شوط فئة "حر قرناس"، كذلك حقق الصقر "نهار" المركز الثالث ليفوز بجائزة 100 ألف ريال، كما حقق الصقار القطري صدارة شوط فئة "حر من حر فرخ"، عبر صقر "هلال"، وحصد جائزة 300 ألف ريال، ليتوّج بذلك حاملًا لقب كأس الملك عبد العزيز في فئتين.

يشار إلى أن مهرجان الملك عبد العزيز للصقور خصص جوائز مالية لمسابقة المزاين تبلغ 4.2 ملايين ريال (1.1 مليون دولار)، تتوزع على 7 أشواط.

وقال الصقار القطري الشيخ عبد العزيز سعود آل ثاني، في حوار مع الجزيرة نت، إنه سعيد بالفوز بهذه الجوائز باعتباره أول متسابق من خارج السعودية يحصل على كأس فئة "الحر الوحش" في مهرجان الملك عبد العزيز للصقور.

إليكم كامل الحوار:

• كيف كانت مشاركتك في مهرجان الملك عبد العزيز للصقور؟ وما الجوائز التي حصلت عليها؟

شاركت في مهرجان الملك عبد العزيز في "مزاين الصقور"، وحصلت على المركز الأول في فئة الحر الأبيض والأشقر، وحصلت على 3 كؤوس ذهبية و3 أخرى فضية وكأس برونزية، وأنا أول شخص من خارج المملكة العربية السعودية يحصل على كأس فئة "الحر الوحش" منذ النسخة الأولى للمهرجان، فضلا عن أن هذه هي أول مشاركة لي خارج دولة قطر.

وعند نهاية المسابقات وحصولي على هذا العدد من الجوائز شعرت بفرحة عارمة لا أستطيع وصفها، خاصة في ظل الاحتفاء الكبير الذي وجدته في قطر منذ حصولي على هذه الجوائز، وأهدي هذا الفوز إلى أهل قطر جميعا.

• كيف تسير مسابقات المزاين؟

مسابقة المزاين تبدأ باختيار الصقر، وهذا أمر يحتاج إلى دقة كبيرة، فلا بد من التدقيق في كل المواصفات حتى يكون الصقر المشارك هو المناسب لهذه الجائزة ويحقق الفوز، مع ضرورة المحافظة على الصقر والعناية الكاملة به وبأكله ونظافته حتى يمتلك الشكل المتكامل في المواصفات: في الوجه وتركيبة الرأس، وتركيبة الرأس مع الجسم والساق والجناحين.

ففي مسابقات المزاين لا بد أن يكون الصقر متناسقا ومرتبا ونظيفا، فهناك بعض الأشخاص الذي يستخدمون غسولا كيميائيا للريش (شامبو)، وهي ممارسات خاطئة ومضرّة بالصقر ولكن لا بد من المحافظة على جمال الطير والتعامل معه بشكل طبيعي، وبعد ذلك تبدأ اللجنة فرز الصقور لاختيار الفائز منها.

• ما إجراءات الفرز وطريقة معرفة الفائز؟

هذه الطريقة تختلف من مسابقة إلى أخرى، ومن دولة إلى أخرى، فهنا في قطر مثلا يكون الفوز من خلال لجنة مكونة من 7 أشخاص؛ كل شخص يعطي درجة معينة على جزء من الصقر، فلجمال الرأس مثلا 10 درجات، وللتناسق درجات أخرى، وفي النهاية الحاصل على الدرجات الأعلى هو من يفوز بالسباق، ولكن في السعودية يحدد الفائز باتفاق أعضاء اللجنة على الصقر الفائز بالمركز الأول والثاني عن طريق إجماع الآراء في اللجنة.

• متى تستطيع أن تقول إن هذا الصقر جاهز للمشاركة في السباقات؟

العمل الذي أقوم به مع الطير الواحد قد يمتد على مدار سنوات، فهناك أمور معقدة يقوم بها الصقار للعناية بالطير الذي يملكه، ولكن عند تحقيق الفوز ينسى هذا التعب، والحمد لله على ما وصلت إليه، والجوائز الكبيرة التي أحرزتها في السعودية تعدّ أكبر شاهد على هذا الجهد.

• ماذا عن مشاركاتك داخل قطر؟

منذ 4 أعوام وأنا أشارك في مسابقة المزاين في قطر، وفزت بالمركز الأول على مدار الأعوام الأربعة، وفي ثالث مشاركة حصلت أيضا مع المركز الأول على المركزين الثاني والثالث، وفي آخر مسابقة أحرزت المراكز من الأول إلى السادس.

في أول مهرجان شاركت بصقر واحد حصل على المركز الأول، والآن أمتلك أكثر من 30 صقرا جميعها جاهزة للمشاركة في المسابقات، وحققت العديد من الجوائز في كل المسابقات التي شاركت فيها.

• كيف تخصصت في هذه الرياضة؟

هذه قبل أن تكون رياضة هي هواية الآباء والأجداد في قطر وبقية دول الخليج، منذ خرجت إلى هذه الدنيا وأنا أعيش مع الصقور، فهذا الطير يسير في دمائنا لا نستطيع التخلي عنه، حتى لو لم أشارك في المسابقات فوجود الصقر شيء أساسي في حياة القطري والخليجي، فأنا اقتني الصقور قبل أن أشارك في مهرجانات المزاين.

• هل تمارس هذه الرياضة بشكل احترافي أم هي هواية جانبية؟

منذ مشاركتي في مسابقة المزاين في قطر وأنا متفرغ بالكامل للصقور، ففي البداية كانت هواية ولكنها تحوّلت الآن إلى احتراف، ووقتي كله الآن مع الصقور ومن أجلها، فلا يمكن أن يمر يوم من دون أن أرى الصقور حتى إذا كنت في خارج البلاد فأنا أطمئن عليها عبر الكاميرات كل يوم.

وأرى أن هذا المجال يحتاج إلى العديد من المسابقات في قطر وليس الاكتفاء بمهرجان واحد سنويا في شهر فبراير/شباط من كل عام، ونطمح إلى تنظيم مهرجان إضافي لا سيما لو يكون متزامنا مع احتفالات اليوم الوطني لإحياء رياضة الآباء والأجداد في هذه المناسبة الغالية.

• كيف تسافر الصقور؟ وهل هناك معوقات في هذا الشأن؟

هناك العديد من صعوبات السفر إلى خارج قطر، فوفقا لقرار وزارة البيئة يُخصص جوازا سفر لصقرين فقط للشخص، وهذا أمر صعب خاصة عند المشاركة في السباقات الكبيرة التي تستوجب مشاركات متعددة في عدد كبير من المنافسات، وهذا يدخلنا في دوامة البحث عن استيفاء الأوراق من أجل سفر هذا العدد من الصقور.

أدعو وزارة البيئة أن توفر جوازات سفر للصقور لأصحابها الذين يشاركون باسم دولة قطر في المهرجانات والسباقات الخارجية.

• حدثنا عن مكانة الصقر عند العربي

الصقر عند العرب عز وفخر، فهو رمز القوة، وقديما كان الصقر هو من يتكفل بالأسرة في توفير الغذاء، فهو من يقوم بالصيد وتوفير ما يلزم، فمن يملك طيرا لا يستغني عنه ولا يبيعه ومن كان يملكه كان يملك طعامه على نحو دائم.