دراسة تتوصل إلى شفاء امرأة أرجنتينية من الإيدز دون عقاقير

كتب باحثون أن هذا الاكتشاف يثير احتمال أن يوفر الجهاز المناعي -في حالات نادرة- علاجا يقضي على الفيروس

توصلت دراسة إلى أن امرأة كانت مصابة بفيروس إتش آي في (HIV) المسبب لمتلازمة نقص المناعة المكتسب"الإيدز" (AIDS) قد شفيت دون أي علاج، وهي ثاني حالة من نوعها موثقة في العالم، وذلك وفقا لتقرير في واشنطن بوست.

وذكرت الدراسة -التي نشرت في مجلة حوليات الطب الباطني Annals of Internal Medicine journal- أن المرأة أرجنتينية (30 عاما) أصبحت ثاني شخص موثق ربما يكون جسدها قد قضى على فيروس الإيدز دون أي علاجات.

وكشفت عمليات المسح التي أجريت على أكثر من مليار من خلايا المرأة عن عدم وجود فيروس قابل للحياة، على الرغم من أنها في معظم الوقت لم تخضع لعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية (antiretroviral therapy) بهدف منع الفيروس من التكاثر.

وكتب باحثون أن هذا الاكتشاف يثير احتمال أن يوفر الجهاز المناعي -في حالات نادرة- علاجا يقضي على الفيروس.

الإيدز في سطور إنفوغراف إيدز متلازمة نقص المناعة المكتسب إتش آي في Aids HIV

الإيدز

وقال ستيفن ديكس الباحث في فيروس نقص المناعة البشرية بجامعة كاليفورنيا الأميركية، والذي لم يشارك في الدراسة "ما حدث فريد من نوعه، ليس الأمر أنها تتحكم في الفيروس، بل لا يوجد فيروس هناك، وهو أمر مختلف تماما".

ويقول التقرير إن هناك حوالي 37.7 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون حاليا مع فيروس نقص المناعة البشرية، مما قد يؤدي إلى "الإيدز" إذا ترك دون علاج.

وأشار التقرير إلى أنه في حين أن فيروس نقص المناعة البشرية ليس له علاج معروف فقد تم القضاء عليه في 3 أشخاص تلقوا عمليات زرع خلايا جذعية لعلاج السرطان.

ويبحث العلماء عن علاج لفيروس نقص المناعة البشرية من خلال 4 أفرع رئيسية للبحث: تنشيط استجابة الجسم المناعية للفيروس، والعلاج الجيني، ومحاولات "الصدمة والقتل" لإخراج الفيروس من الخلايا حتى يتمكن الجهاز المناعي من محاولة القضاء عليه، وجهود "الحجب والقفل" لإبقاء الفيروس مستقرا في الخلايا حتى لا يتمكن من التكاثر.

لورين ويلنبرغ

وتنضم المرأة الأرجنتينية في الدراسة الجديدة إلى لورين ويلنبرغ، المرأة الأخرى التي من المعروف أن جهازها المناعي قد قضى على فيروس نقص المناعة البشرية.

ويلنبرغ (من شمال كاليفورنيا) ربما كانت أول شخص تم علاجه دون زراعة نخاع عظمي أو دواء.

وقال ديكس -الذي عمل في دراسة لويلنبرغ العام الماضي- إن المرأتين ربما شفيتا لأن لديهما خلايا تي (T Cells) قوية بشكل غير عادي، وهي أحد مكونات جهاز المناعة في الجسم.

وقال إن فهم هذه الآلية يمكن أن يكون مفتاحا لتطوير لقاحات علاجية قد تقضي على فيروس نقص المناعة البشرية دون عواقب سلبية على المدى الطويل.

ومن المحتمل أيضا أن تكون المرأة الأرجنتينية قد طورت استجابة مناعية خاصة بفيروس نقص المناعة البشرية قبل أن تصاب بالعدوى، لأن شريكها مات بسبب الإيدز.

وافترض جويل بلانكسون (باحث في فيروس نقص المناعة البشرية بمستشفى جونز هوبكنز ميديسن الأميركي) في افتتاحية نشرت في حوليات الطب الباطني أنه يمكن للباحثين استخدام خلايا المرأة ودراسة آثار إصابة القوارض بفيروس نقص المناعة البشرية.

الإيدز.. جهاز المناعة مستهدف الإيدز في سطور إنفوغراف إيدز متلازمة نقص المناعة المكتسب إتش آي في Aids HIV إيدز

 لا فيروس في جسمها

تم تشخيص إصابة المرأة الأرجنتينية بفيروس نقص المناعة البشرية في مارس/آذار 2013، وذكر الباحثون على مدى 8 سنوات من المتابعة أنه لم تجد 10 اختبارات أي مستويات يمكن اكتشافها من الفيروس في دمها أو أنسجتها.

لم تكن هذه المرأة تتلقى العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية حتى تناولت نظام حبوب منع الحمل خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل في أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020، ثم توقفت عن العلاج بعد ولادة طفل خال من فيروس نقص المناعة البشرية.

وقال الباحثون إنهم ما زالوا غير قادرين على اكتشاف الفيروس في جسدها، وذكروا أنهم عثروا على أجزاء من فيروس نقص المناعة البشرية، مما يشير إلى أنها أصيبت في السابق وأن الفيروس قد تكاثر.

المصدر : واشنطن بوست