علماء يستهدفون جينا بالإيدز.. هل اقترب العلاج؟

وينتشر هذا الفيروس في الجسم بطريقة تُصعّب مهمة العلاج المتوفر حاليا، مما يجعل من غير الممكن أن يشفى المريض منه نهائيا.

مع ذلك، يعتقد باحثون في جامعة إلينوي في شيكاغو أن استهداف جين موجود في الدماغ قادر على القضاء على الفيروس وإضعافه سواء عن طريق جهاز المناعة أو من خلال الأدوية.

وعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية، تمكن مضاد الفيروسات القهقرية (العلاج المستخدم حاليا لمرض الإيدز للسيطرة على المرض) من إنقاذ حياة الملايين من الناس حول العالم، لكن مرحلة كمون الفيروس تحول دون القضاء عليه لدى معظم المصابين. ويتمثل الهدف الرئيسي للعلماء في إيجاد علاج فعال لفيروس الإيدز.

خلايا الدم البيضاء
ويصيب فيروس الإيدز نوعا من خلايا الدم البيضاء الموجودة في جهاز المناعة والتي تسمى "خلية تي مساعدة". وتساهم هذه الخلايا الحيوية في الحفاظ على صحتنا من خلال مقاومة الالتهابات والأمراض.

في الواقع، لا يمكن لفيروس الإيدز أن ينمو أو يتكاثر، لكنه يختار بدلا من ذلك "خلية تي مساعدة" ويندمج معها. فيما بعد، يسيطر الفيروس على الحمض النووي للخلية وينسخ نفسه داخلها ويبدأ بإفراز المزيد منه داخل الدم مواصلا بذلك عملية التكاثر.

على هذا النحو، يضعف الإيدز خطوط الدفاع الطبيعية للجسم. ومع مرور الوقت، يُحدث أضرارا خطيرة على جهاز المناعة. وتعتمد سرعة تطور الفيروس على الصحة العامة للشخص، إلى جانب التأخير في تشخيص المرض ووقت البدء في الخضوع للعلاج بالمضاد للفيروسات القهقرية، فضلا عن مدى اتساق العلاج، وذلك وفقا للكاتبة أميلي بي في تقريرها الذي نشرته مجلة "سانتي بلوس" الفرنسية.

وأضافت الكاتبة أنه حتى بالنسبة للمرضى الذين خضعوا للعلاج والذين أصبح الفيروس في أجسامهم غير قابل للاكتشاف، يختبئ الإيدز في أجزاء من الجسم لا يمكن التنبؤ بها ويصعب على العلاج الوصول إليها. في هذه الحالة، يبقى الشخص حاملا للمرض الذي يصبح من المستحيل القضاء عليه.

 

جين
نتيجة لذلك، يحاول الباحثون استهداف جين في الدماغ لإزالة الفيروس وجعله قابلا للمقاومة من قبل جهاز المناعة وعن طريق الأدوية.

وتحدثت الكاتبة عن جين يدعى "تات" (Tat) الذي يتحكم في تكرار إفراز الفيروس. ويسيطر هذا الجين على آليات عمل الخليّة ويحفز إنتاج نسخ أخرى من فيروس الإيدز.

في الأثناء، يقاوم جهاز المناعة هذه العملية بشكل طبيعي فقط عندما يصبح جين "تات" نشطا، ويبدأ الفيروس في الإفراز أكثر. وإذا توقف هذا الجين عن النشاط، يصبح فيروس الإيدز في حالة خمول داخل الخلية.

تجدر الإشارة إلى أنه يمكن لجينات "تات" أن تبدأ أو تتوقف عن النشاط في أي لحظة، كما يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر بشكل عفوي.

مواجهة
ويؤكد باحثون في جامعة إلينوي بشيكاغو، بقيادة البروفيسور جي ليانغ، أن استهداف جينات "تات" يسمح لجهاز المناعة بمواجهة الفيروس، كما يخوّل الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية مهاجمة الفيروس الخفي من خلال إجباره على الخروج باستخدام طريقة تسمى "الصدمة والقتل".

وتعتبر نتائج هذا البحث الجديد واعدة، ومن الجيد أن نرى مثل هذه الآلية الجديدة التي تسمح بالقضاء على فيروس الإيدز، قيد الدراسة، لكن من المهم التأكيد على أن هذا الأمر يمثل نموذجا أوليا لم يرسل بعد إلى المختبر.

في المقابل، قدم فريق البروفيسور هرفي فلوري بمدينة بوردو الفرنسية براءة اختراع للقاح يعالج الأشخاص المصابين بفيروس الإيدز. ويضاف هذا الخبر السار إلى مجموعة الإنجازات المذكورة آنفا والتي يحتمل أنها ستفضي، خلال الأشهر القادمة، إلى اكتشاف علاج لمرض الإيدز.

المصدر : الصحافة الفرنسية