4 تعليقات قد تدمر علاقة أطفالك بالطعام

استخدام الطعام كرشوة يجعل الطفل يقلل الرغبة الأصلية في تناول الطعام (بيكسابي)

معظم الآباء -خاصة من جيل الألفية الذين تلقوا أفكار التسعينيات الغذائية ولا تزال تطاردهم عبارات مثل "أكمل صحنك إذا كنت تريد الحلوى"- ربما لا يدركون خطورة بعض التعليقات التي قد تكون ضارة نفسيا بأطفالهم.

ولأن علاقة الأطفال بالطعام تبدأ من المنزل يوصي الخبراء الآباء عند تربية أطفالهم في هذا العصر بأن يساعدوهم على اتخاذ خيارات غذائية صحية، ولكن من دون توريثهم نفس العُقَد التي ربما يكونون عانوا منها في صغرهم وبقيت معهم حتى مرحلة البلوغ.

ويكون ذلك من خلال "البدء بمعرفة كيفية تقديم الطعام للأطفال، وما لا يجب قوله لهم عند الحديث عن الأكل أو صورة الجسم في المنزل، وما يجب قوله بدلا من ذلك"، وفقا للدكتورة راكيل كاتانجيان أيالا مديرة أحد مراكز علاج اضطرابات الأكل الكندية لصحيفة "هاف بوست" الأميركية.

هذه أخطر 4 تعليقات حذر منها الخبراء:

هذا الطعام سيئ جدا بالنسبة لك

أشارت أبحاث أجريت عام 2014 إلى "ميل الآباء للضغط على الأطفال لدفعهم إلى تناول أو عدم تناول أطعمة معينة"، لهذا تنصح إيريكا ميلر الطبيبة النفسية المعتمدة في نيويورك بتجنب إصدار الأحكام على طعام الأطفال من خلال وصفه بأنه "جيد" أو "سيئ"، موضحة أن الأطفال الصغار يعيشون في عالم مثالي، ولا يستطيعون استيعاب أن هناك شيئا يجب أن يكون محظورا.

وبدلا من تصنيف الأطعمة بأنها "جيدة" أو "سيئة" توصي ميلر بمحاولة تجنب إصدار الأحكام، والتركيز على القيمة التي يقدمها كل عنصر من الطعام، كالنظر إلى الكربوهيدرات من زاوية أنها تمنح الجسم الطاقة وإلى الدهون على أنها لمساعدة الجسم على امتصاص فيتامينات معينة، وهكذا.

أشارت أبحاث أجريت عام 2014 إلى ميل الآباء للضغط على الأطفال لدفعهم إلى تناول أو عدم تناول أطعمة معينة (بيكسابي)

وهو ما تؤكده كاتانجيان أيالا بقولها "إن فهم القيمة الغذائية يساعد على البدء في تغيير أسلوب الحديث مع الأطفال"، فسواء كان الأمر يتعلق بالكربوهيدرات أو الدهون مقابل الفاكهة أو الخضار فإنها مجتمعة توفر لنا التغذية الكافية في نهاية اليوم.

ورغم توصل مراجعات نشرت عام 2020 إلى أن تقييد تناول الطعام قد يزيد إصابة الأطفال باضطراب الأكل وزيادة الوزن فإن اختصاصية التغذية المعتمدة جينيفر أندرسون تقول "إذا كان طفلك لديه ميل لتناول الحلويات مثلا فلا بأس من إخباره أنه سوف يتناولها في يوم آخر، لإعطاء الفرصة لإشارات الجوع لدفعه إلى تناول طعامه حتى يشبع".

لقد أصبح بطنك كبيرا من أكل الحلوى

وتقول الدكتورة كاتانجيان "قبل أن تتحدث بشكل سلبي عن صورة جسمك أو جسم طفلك -خاصة في ما يتعلق بالطعام- من المهم أن تأخذ في الاعتبار تأثير ذلك سلبا عليه، خصوصا عندما يصل إلى مرحلة البلوغ ويتغير جسمه".

ليس هذا فحسب، بل وتنصح قائلة "إذا أدلى بالغون آخرون في عالم طفلك بمثل هذه التعليقات بشأن صورة الجسم أو تقييد الطعام فلا بد أن تتدخل وتضع حدا لذلك".

بدورها، تضعنا جينيفر أندرسون أمام "أصل المشكلة"، وهو التحيز الداخلي الكامن تجاه الوزن "وكل ما ينتج عنه من دراما بشأن صورة الجسم".

وقد كشف تحليل أجراه باحثون في جامعة ييل عام 2018 أن "الآباء المصابين باضطراب الأكل النفسي يُظهرون مخاوف أكبر بشأن وزن أطفالهم ومراقبة أكثر لطريقة تغذيتهم"، لهذا تقول أندرسون "كلما زاد ميل الطفل إلى التفكير في الوزن والاعتقاد بأن النحافة أفضل أصبح تناول الطعام بالنسبة له أشبه بحالة دراماتيكية".

على الآباء تجنب تصنيف الأطعمة بأنها "جيدة" أو "سيئة" بما في ذلك الحلويات (بيكسابي)

ولمعالجة هذا الأمر توصي أندرسون بالتحدث إلى أفراد الأسرة، وتوضيح أن التعليق على صورة جسم الطفل غير مرحب به، ومواجهة أي تعليقات سلبية بالقول مثلا إن "جميع الأجسام لها أشكال وأحجام مختلفة، وأنت شخص جيد بغض النظر عن حجم جسمك".

سأعطيك الكعك إذا أكلت البروكلي

تحذر أندرسون من استخدام الطعام كرشوة لأي شيء، وتفند مساومة البروكلي والكعك، قائلة "كأننا نقول للطفل إن البروكلي سيئ جدا لدرجة أننا سنعطيك مكافأة لتتناوله".

إنها نفس فكرة "لو أنهيت طبقك فستأخذ الحلوى"، وغيرها من الأفكار التي نشأت من رغبة الآباء في أن يلتهم الطفل ما يقدم له من قطع الدجاج إلى الخضار، دون إدراك أن الضغط عليه للقيام بذلك مع وعده بمكافأة حلوة ليس هو الحل، لأنه يجعل الطفل يقلل الرغبة الأصلية في تناول الطعام ويزيد رغبته في تناول الحلوى.

ليس من الواقعي أن ننتظر من الطفل أن يلتزم بتناول 3 وجبات في اليوم مثل الكبار (بيكسابي)

وبدلا من ذلك تنصح أندرسون "بتشجيع الأطفال على الاستماع إلى إشارات الشبع لديهم قبل التفكير في تقديم الحلوى مع وجبتهم"، وتوضح أن هذه الطريقة "تساعد على استبعاد الشعور بالحرمان من الحلوى وتجعلها أقل إغراء ومكافأة".

لا يمكنك تناول أي شيء الآن فقد اقترب موعد العشاء

توضح إيريكا ميلر أنه "ليس من الواقعي أن ننتظر من الطفل أن يلتزم بتناول 3 وجبات في اليوم مثل الكبار"، حيث يحرق الأطفال -خاصة من هم أقل من 5 سنوات- سعرات حرارية بشكل أسرع من البالغين ويحتاجون إلى التزود بالطاقة.

ولأنه قد يكون من الصعب عليهم تناول وجبة قريبة جدا من موعد نومهم تقترح ميلر إعطاءهم وجبة خفيفة في فترة ما بعد الظهر أو تقديم موعد العشاء ليتناسب معهم.

نصائح للآباء

كاثرين بي بيبر أستاذة مساعدة في طب الأطفال بجامعة ميسوري ومديرة أحد مراكز اضطرابات الأكل تقدم للآباء بعض النصائح لمساعدة الأطفال على اتباع أنماط حياة صحية، مثل:

  • إبقاء التواصل مفتوحا، وذلك من خلال تشجيع مناقشة الصحة الجيدة وعادات الأكل وصورة الجسم بطريقة إيجابية وغير متسلطة.
  • تجنب ثقافة النظام الغذائي الصارم، والتوقف عن إجبار الأطفال على تناول كل ما في أطباقهم أو الحد من طعامهم، والتركيز على التأكد من أن الطفل قد شبع أم لا يزال جائعا.
  • تجنب تصنيف الأطعمة بأنها "جيدة" أو "سيئة" بما في ذلك الحلويات، ويمكن بدلا من ذلك تضمين جميع الأطعمة في نظام غذائي صحي ومتوازن تتناوله العائلة معا.
  • تشجيع احترام الذات الإيجابي وصورة الجسم الصحية، وذلك بتجنب انتقاد جسم الطفل، والبحث عن صفات أخرى فيه للحديث عنها، مثل ذكائه أو تفوقه أو لطفه، أو أي سمة أخرى غير مظهره للمساعدة في تعزيز احترامه لذاته.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية