28 عاما على إعلان قيام دولة فلسطين
يحتفل الفلسطينيون يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام بذكرى إعلان الاستقلال وقيام دولة فلسطين من طرف الزعيم الراحل ياسر عرفات، وقد شهدت الساحة الفلسطينية منذ ذلك التاريخ سلسلة من الأحداث والتطورات، أبرزها استمرار الاحتلال الإسرائيلي ممثلا في الاستيطان وعمليات التهويد.
إعلان الاستقلال
أعلن عرفات يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988 في قصر الصنوبر بالعاصمة الجزائرية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وذلك في خطاب أمام المجلس الوطني الفلسطيني جاء فيه أن المجلس "يعلن باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
ونصت الوثيقة -التي حررها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش– على "مواصلة النضال من أجل جلاء الاحتلال، وترسيخ السيادة والاستقلال".
وبعد مرور سنوات على الوثيقة شكلت السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 حيث تولت شؤون قطاع غزة، وبعض المناطق في الضفة الغربية.
وتخللت تلك التطورات سلسلة من اللقاءات ومفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية وأوروبية، من مؤتمر مدريد الذي عقد يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول 1991 ورعته موسكو وواشنطن، وصولا إلى المبادرة التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم 2 سبتمبر/أيلول 2010 وشملت محادثات مباشرة في البيت الأبيض بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنها انهارت بسبب المستوطنات.
وقد توقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية نهاية أبريل/نيسان 2014 دون تحقيق أي نتائج تذكر بعد شهور من المباحثات بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 أساسا للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها.
الاعتراف
حظيت الدولة الفلسطينية باعتراف العديد من الدول، فبعد أن ألقى عرفات خطاب الاستقلال في الجزائر وأمام الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة يوم 13 ديسمبر/كانون الأول 1988 اعترفت أكثر من ثمانين دولة باستقلال فلسطين، وارتفع العدد لاحقا إلى 137 دولة، بحسب وزارة الخارجية الفلسطينية.
وأصبحت فلسطين دولة بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، إذ صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في المنظمة الدولية بعد أن صوتت 138 دولة لصالح مشروع القرار في حين عارضته تسع دول، وامتنعت عن التصويت 41 دولة.
ووافقت على الطلب الفلسطيني ثلاث من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي فرنسا وروسيا والصين، في حين عارضته الولايات المتحدة وامتنعت بريطانيا عن التصويت، أما الدول الثماني الأخرى التي رفضت القرار فهي كندا وجمهورية التشيك وإسرائيل وجزر مارشال وميكرونيزيا وناورو وبالاو وبنما.
كما أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 سبتمبر/أيلول 2015 بتصويت أغلبية أعضائها رفع علم فلسطين في المقر الرئيسي للمنظمة في نيويورك، لتكون المرة الأولى التي تقر فيها الجمعية رفع علم دولة مراقبة لا تتمتع بعضوية كاملة في المنظمة.
وصوت لصالح مشروع القرار 119 دولة، فيما اعترضت ثماني دول، بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، وتحفظت 45 دولة، بينها بريطانيا.
وحصلت فلسطين أيضا على عضوية مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، وانضمت إلى معاهدات ومنظمات دولية بما فيها المحكمة الجنائية الدولية عام 2014.
الأقصى
وحقق الفلسطينيون انتصارا أمميا أيضا بعد أن صادقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 2016 أثناء اجتماع في العاصمة الفرنسية باريس على قرار ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق، وصوتت 24 دولة لصالح القرار وامتنعت 26 عن التصويت، بينما عارضت القرار ست دول وتغيبت دولتان، وتم تقديمه من قبل سبع دول عربية، هي الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وعمان وقطر والسودان.
ويرى مدير مركز مسارات لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية في رام الله (غير حكومي) هاني المصري أن الإعلان عن وثيقة الاستقلال أكسب القضية الفلسطينية بعدا سياسيا ودوليا مهما.
وأكد لوكالة الأناضول أن هذا الإعلان أسس لمرحلة الاعتراف الدولي بالحق الفلسطيني، وكان بمثابة الوثيقة السياسية التي تطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
غير أن إعلان استقلال فلسطين عام 1988 لم يمنع إسرائيل من الاستمرار في احتلالها للأراضي الفلسطينية، حيث كشف تقرير صادر عن الإحصاء المركزي الفلسطيني (حكومي) في مايو/أيار 2016 عن أن إسرائيل تستولي على 85% من أراضي فلسطين التاريخية والبالغة نحو 27 ألف كيلومتر مربع، ولم يتبق للفلسطينيين سوى نحو 15% فقط من مساحة تلك الأراضي.