تعرف على أهم المواقف العالمية من مراجعة الاتفاق النووي

ميدان - الاتفاق النووي الإيراني

أعربت دول وحكومات ومنظمات وشخصيات عالمية عن قلقها من احتمال إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عدم التزام إيران ببنود الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى، الذي توصلت إليه إدارة سلفه باراك أوباما في يوليو/تموز 2015، وهو ما قد يمهد لاحقا لانسحاب واشنطن من هذا الاتفاق أو فرض عقوبات جديدة على إيران.

وحذرت هذه الجهات من العواقب السيئة والتأثيرات الوخيمة لمثل هذا التوجه من قبل إدارة الرئيس ترمب على أمن واستقرار المنطقة والعالم، وأكدت في المجمل التزام إيران ببنود الاتفاق النووي.

أبرز ردود الفعل
روسيا: حذر الكرملين الاثنين من "عواقب سلبية" إذا قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي. وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام صحافيين "من الواضح أنه إذا انسحبت دولة واحدة من الاتفاق، خاصة دولة رئيسية مثل الولايات المتحدة، ستكون هناك عواقب سلبية".

بريطانيا: أكدت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي تمسك بلادها الكامل بالاتفاق النووي، وأبلغت إسرائيل في اتصال هاتفي مع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو التزامها بالاتفاق النووي مع إيران.

الصين: قالت بكين إنها تأمل أن يبقى الاتفاق النووي مع إيران ساريا، حيث يلعب دورا مهما في الحفاظ على السلام، ويعد مثالا جيدا على كيفية حل مشكلة بشكل سلمي عن طريق المحادثات.

فرنسا: قالت باريس إنها قلقة من أن يؤدي تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية إلى زيادة التوتر بالمنطقة.

ألمانيا: عبر وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل عن قلقه الشديد من احتمال إعلان واشنطن انسحابها من الاتفاق النووي، وانتقد سياسة ترمب وما تمثله من خطورة على العالم.

الاتحاد الأوروبي: أكدت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني أن احترام إيران التزاماتها في هذا الملف تم التحقق منه ثماني مرات، وأضافت أنه آن الأوان لفتح "قنوات جديدة في التعاون الدولي، وليس لتفكيكها".

الوكالة الدولية للطاقة الذرية: أعلن الأمين العام للوكالة يوكيا أمانو أن إيران تحترم بالكامل تعهداتها بموجب الاتفاق المبرم مع الدول الكبرى في 2015 بشأن برنامجها النووي.

– حملة آيكان: دعت الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (آيكان) الرئيس ترمب إلى الحفاظ على الاتفاق الدولي مع إيران حول برنامجها النووي من أجل "تجنب أي نزاع جديد".

– اعتبر الرئيس السابق للجنة مفتشي الأمم المتحدة في العراق هانز بليكس أنه في حال أعلن ترمب عدم ضمان الاتفاق النووي مع إيران، فإن ذلك سيشكل صفعة جديدة للأمم المتحدة بعد 14 عاما من غزو العراق، ويزيد كثيرا من احتمالات انهيار الاتفاق النووي التاريخي في الأشهر المقبلة، كما أن الكونغرس سيزيد من هذه المخاطر إذا أصدر تشريعا جديدا ضد إيران.

إيران: هددت طهران برد "ساحق" إذا صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله "نأمل ألا ترتكب الولايات المتحدة هذا الخطأ الإستراتيجي، إذا فعلت ذلك فإن رد فعل إيران سيكون حازما وحاسما وساحقا".

وأضاف أيضا أن فرض عقوبات جديدة سينهي فرص إجراء أي حوار في المستقبل مع الولايات المتحدة، وأنه سيتحتم على واشنطن أن تنقل قواعدها الإقليمية خارج مدى الصواريخ الإيرانية الذي يبلغ ألفي كيلومتر.

أميركا: بنى الرئيس الأميركي دونالد ترمب حملته الانتخابية العام الماضي على مرتكزات داخلية وأخرى خارجية، أهمها: "تمزيق الاتفاق النووي مع إيران"، الذي عُدّ من أبرز إنجازات سلفه باراك أوباما، كما يدعو السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون لإلغاء هذا الاتفاق، ويؤكد أن الإيرانيين أبرموه مع إدارة أوباما "لإضفاء الشرعية على دولتهم الإرهابية".

وفي المقابل، يرى وزير الدفاع جيمس ماتيس أن الاتفاق النووي الإيراني يصب في مصلحة الولايات المتحدة، وأنه في غياب مؤشرات على عدم التزام إيران بالاتفاق، ينبغي للرئيس أن يدرس الاستمرار فيه، وهو الموقف الذي ذهب إليه رئيس هيئة الأركان الجنرال جوزيف دنفورد.

وانتقد وزير الخارجية السابق جون كيري بشدة مواقف ترمب من الاتفاق، قائلا إنه (الاتفاق) ينبغي ألا يكون لعبة في يد ترمب أو غيره، وحذر من أن إلغاءه لن يجعل طهران معزولة عن العالم، بل سيجعل واشنطن نفسها هي "المعزولة"، وأن المحافظة عليه هي في الأساس محافظة على النفوذ الأميركي في أوروبا، وعلى العلاقة الوثيقة مع الحلفاء الأوروبيين.

من جهته، أشار نائب الرئيس السابق جون بايدن إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق سيؤدي إلى عزلها، مشيرا إلى أن الاتفاقية اشتركت فيها روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أيضا.

وكان دينس روس -المسؤول السابق في الأمن القومي الأميركي، وأحد صقور الإدارة الأميركية السابقة- دعا إدارة ترمب لتقديم حجج منطقية لإقناع الآخرين بقرارها، نظرا لكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية سبق أن قالت إن إيران أوفت بالتزاماتها، كما أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون قال الكلام نفسه، وفق تعبيره.

وحذر السناتور الجمهوري بوب كوركر من أن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المندفعة للدول الأخرى تضع الولايات المتحدة "على مسار حرب عالمية ثالثة"، وذلك ضمن سجال علني وعدائي بشكل غير معتاد بين الرجلين على مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر : وكالات