إكسبو الدوحة للمدن الذكية 2022.. مستقبل أكثر استدامة للمدن والمواطنين
الدوحة- خلص مؤتمر ومعرض "إكسبو الدوحة للمدن الذكية 2022″، إلى أن المدن الذكية أصبحت حاجة ملحة لمواكبة التغيرات السريعة في العالم، وباتت التكنولوجيا الحديثة الآن في صلب قطاع البناء والمشاريع الحضرية التي تسعى للاستفادة من الثورة الرقمية، لتوفر للإنسان العديد من المزايا التي تيسر أمور حياته وأعماله.
وأُسدل الستار أمس الأربعاء على مؤتمر ومعرض إكسبو الدوحة الذي نظمته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطرية بالشراكة مع" فيرا دي برشلونة"، تحت شعار "مستقبل مستدام أكثر مرونة"، في مدينة مشيرب قلب الدوحة، بمشاركة 70 خبيرا عالميا في مجال المدن الذكية من 60 دولة، إلى جانب 90 راعيا وعارضا.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsجلسة بمؤتمر وايز تدعم الفتيات حول العالم بتجارب نسائية واعدة
اختتام مؤتمر القمة العالمي للتعليم وايز
مؤتمر تكنولوجيا المال بالدوحة.. مستقبل التحول الرقمي بين المخاطرة والتطوير
وضمّ إكسبو الدوحة للمدن الذكية 2022، مجموعة من الخبراء البارزين من جميع أنحاء العالم، لتبادل الأفكار وإيجاد الحلول حول كيفية خلق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للمدن ومواطنيها.
ويتميز مكان انعقاد المؤتمر والمعرض، في مشيرب، بإعادة بنائه حديثا في الدوحة ضمن ما يُمكن وصفه بالتطور البارز والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتصميم الذكي في تغيير نوعية حياة الناس.
وشدد المتحدثون خلال المؤتمر على تحديات اليوم الأكثر إلحاحا كالتغير المناخي والاستدامة البيئية والتخطيط الحضري الذكي، كما تبادلوا الأفكار المبتكرة حول التنمية الحضرية، واستخدام التكنولوجيا في تحسين نوعية الحياة في المدن. وتضمن المعرض المصاحب مشاركة أكثر من 50 شركة، تمثل 20 بلدا.
التحول الرقمي
وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطري محمد بن علي المناعي، إن الوزارة تحرص على تسريع التحول الرقمي والتوجه للاقتصاد القائم على المعرفة والتحول إلى المدن الذكية، بهدف تحسين جودة الحياة لسكان دولة قطر في مختلف القطاعات.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لمشيرب العقارية ناصر مطر الكواري، أن المدن الذكية أصبحت حاجة ملحة لمواكبة التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، وباتت التكنولوجيا الحديثة الآن في صلب قطاع البناء والمشاريع الحضرية التي تسعى للاستفادة من الثورة الرقمية لتوفر للإنسان العديد من المزايا التي تيسر أمور حياته وأعماله.
وأوضح أنه تم بناء مشيرب قلب الدوحة لتكون بمثابة مدينة المستقبل للأجيال القادمة، حيث تعتمد تكنولوجيا ومقومات العصر الحديث، لكنها في الوقت نفسه تجسد في لغتها المعمارية وتخطيطها إرث وتاريخ قطر العريق، وتقديمها بوصفها مدينة ذكية بالكامل منذ مرحلة التأسيس والتخطيط، لتصبح أكبر حي مدني ذكي ومستدام بالكامل في العالم.
ثلاث نسخ
وقالت ريم المنصوري وكيلة الوزارة المساعدة لشؤون تنمية المجتمع الرقمي في وزارة المواصلات وتكنولوجيا المعلومات، إن "إكسبو الدوحة للمدن الذكية" يعد امتدادا للمؤتمر العالمي لإكسبو في برشلونة، وذلك على مدى 3 نسخ تولت قطر تنظيمها بداية من سنة 2019، التي قدمت فيها الدوحة نسخة ناجحة في كل المقاييس بشهادة المسؤولين عن المعرض العالمي، وهي الحال ذاتها مع النسخة الثانية التي انطلقت أمس بحضور العديد من الفاعلين في قطاع التكنولوجيا من داخل قطر وخارجها.
وأشارت إلى إطلاق مشروعين جديدين على منصة "تسمو"، وهما: التوأمة الرقمية الذي يعد من أهم المشاريع التي تخدم قطاع المواصلات، بحيث سيتم عبر تلك الخدمة بناء واقع افتراضي للبنية التحتية، وإنشاء عالم افتراضي يخدم تخطيط عمليات لوجستية لكأس العالم، بحيث تتم الاستفادة منها قبل تجربتها على أرض الواقع.
وفي تصريح للجزيرة نت، أكد أحمد الكربي المدير الأول لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمدن الذكية في مشيرب العقارية، الذي شارك في جلسة بعنوان "حلول ذكية للاستدامة الحضرية"، أن هذا المؤتمر شكل فرصة لتبادل الخبرات في مجال المدن الذكية وتقديم بنية تحتية تخدم السكان والزوار لتلبي الاحتياجات المستقبلية، وفي الوقت ذاته صديقة للبيئة لا تستنفد الطاقات من أجل الأجيال القادمة.
وأشار الكربي إلى أن المميز في هذه النسخة الثانية من المؤتمر أنها أقيمت في مدينة ذكية قائمة على أرض الواقع، تعد في مصاف المدن والدول الأكثر استدامة وذكاءً في العالم.
الاستثمار التكنولوجي
من جهته، ثمّن خليفة الهارون المدير التنفيذي لستور 974 والمستشار التنفيذي للأمين العام للاتحاد القطري لكرة القدم، دور المؤتمر في إظهار تركيز دولة قطر على الحلول التكنولوجية والمدن الذكية للمجتمع الدولي، وهو ما يحفز الجهات الحكومية والشركات العالمية على الاستثمار في تلك المجالات.
كما أكد في تصريح للجزيرة نت على أن الرقمنة أصبحت ذات علاقة وطيدة بالرياضة، لافتا إلى أنها باتت تدخل في مختلف المنتجات والمرافق الرياضية وكافة النواحي الحياتية في قطر.
وشاركت وزارة المواصلات القطرية في المعرض بجناح يسلط الضوء على إستراتيجية التحول للحافلات الكهربائية التي تساهم في دعم مسيرة قطر نحو مستقبل أخضر، وتحقيق التوازن الاقتصادي والبيئي لضمان استدامة مشاريع قطاع المواصلات، عبر توظيف الطاقة البديلة والنظيفة.
ولدعم هذه الإستراتيجية، تطور الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية برنامج البنية التحتية لحافلات النقل العام في الدولة، والذي يشمل تشغيل 8 محطات و4 مستودعات للحافلات مزودة بمعدات شحن الحافلات الكهربائية.
هذا بالإضافة إلى توريد وتركيب 600 معدة شحن، وتطوير 2700 موقف انتظار للحافلات موزعة في مناطق مختلفة داخل الدوحة وخارجها، إلى جانب تشغيل مواقف "اركن وتنقل" بالقرب من محطات المترو للتشجيع على استخدامه.
كما استعرض الجناح مشروع "نظام النقل والتردد السريع" الذي يجمع بين الأنظمة الكهربائية والميكانيكية، لربط مدينة لوسيل وملعب البيت كمرحلة أولى لدعم عمليات بطولة كأس العالم 2022، ليتسع مجاله مستقبلا ويشمل مناطق أخرى لا تغطيها خدمات المترو.