مؤتمر "وايز" يختتم أعماله بالدعوة إلى ضمان التعليم المجاني عبر الإنترنت

مؤتمر "وايز" ناقش قضية التعليم عبر الإنترنت (الجزيرة)

تبنت جلسة "التعلم المجاني عبر الإنترنت استجابة للطوارئ أثناء تفشي فيروس كورونا" الدعوة إلى ضرورة الوصول للأطفال في مناطق الصراع أو وقت تفشي الأمراض، وكانت الجلسة عقدت ضمن فعاليات مؤتمر القمة العالمية للابتكار في التعليم "وايز" الذي اختتم أعماله اليوم الخميس بالدوحة.

ناقشت الجلسة الجهود المبذولة من أجل استمرار العملية التعليمية بمختلف دول العالم، خاصة بعد جائحة كورونا وانقطاع ملايين الطلاب والأطفال حول العالم عن الذهاب إلى مدارسهم.

واستعرضت الجلسة أيضا ضرورة عقد الشراكات بين الحكومات والمنظمات الدولية المختلفة، من أجل العمل على الوصول إلى كل الأطفال، خاصة في مناطق النزاع والصراعات واستمرار تعلمهم.

ودعا المشاركون في الجلسة أيضا إلى إطلاق المبادرات -سواء الحكومية أو الخاصة- الرامية إلى استمرار العملية التعليمية بمختلف البلدان وبشكل خاص في الدول النامية والفقيرة.

تمكين دائم

وطالبت مديرة برنامج تطوير الابتكار في مؤسسة التعليم فوق الجميع، جانفي كانوريا، بضرورة تمكين الأطفال من تلقي دروسهم وتعليمهم في أي سياق، بغض النظر عن الظروف المحيطة بهم، مشيرة إلى عشرات البرامج التي تم طرحها من أجل تعليم الأطفال وبشكل مجاني.

ورأت أن أزمة جائحة كورونا أظهرت للجميع أن أنظمة التعليم على مستوى العالم لا تزال تواجه العديد من التحديات، من حيث المساواة في الحصول على التعليم، وخاصة من قبل الأفراد الذين يعيشون ضمن الفئات المهمشة في المجتمعات، مؤكدة ضرورة بذل الجهود للتغلب على هذه التحديات.

كما لفتت إلى أن مؤسسة التعليم فوق الجميع أطلقت العديد من البرامج لنشر التعليم، خاصة بين الفئات المهمشة وفي مناطق الصراعات، مشيرة إلى أن المؤسسة -مؤخرا وعقب الأزمة في أفغانستان- بادرت بتقديم برنامج لتعليم اللغة الإنجليزية للاجئين الأفغان، من أجل مساعدتهم على التكيف مع الدول المضيفة لهم.

ديبورا كيماثي تؤكد ضرورة الوصول لكل الأطفال وتعليمهم (الجزيرة)

تجارب سابقة

من جهتها، قالت ديبورا كيماثي المديرة التنفيذية لمنظمة "ديجنيتاس" إن المؤسسة التي تترأسها مهمتها تعليم الأطفال في جميع الظروف والسياقات.

وأوضحت كيماثي -خلال الجلسة- أنه عندما عصفت الجائحة الصحية بدولة كينيا، حاولت المؤسسة من خلال موظفيها الوصول للمهشمين في كثير من المناطق ودعم الأطفال والمعلمين وتأهيلهم من أجل الاستعداد للوضع الجديد.

وأكدت أن هناك دلائل تشير إلى إمكانية أن يكون لهذه الجائحة تأثير دائم على مسار التعليم وتحويله إلى رقمي بشكل إيجابي، مضيفة أن الجيل الحالي أثبت أن لديه القدرة على التعامل مع التكنولوجيا بكل سهولة وسلاسة وبشكل تعاوني أكثر من الأجيال التي سبقتهم؛ وبالتالي فإن حصولهم على التعليم عبر الإنترنت أصبح سهلا، ولن يكون التعليم مرتبطا بالذهاب إلى المدرسة فقط.

وتطرقت كيماثي إلى الدور الذي قامت به مؤسسة ديجنيتاس منذ أواخر عام 2017، لافتة إلى أن من أبرز الإنجازات التي حققتها نجاحها في الحشد لحوار عالمي حول دور قادة المدارس بوصفهم عوامل للتغيير، لا سيما في المجتمعات المحرومة.

وفازت منظمة ديجنيتاس بجائزة "وايز" عام 2020، كما تم إدراجها في قائمة مجموعة الـ100 العالمية لأفضل 100 ابتكار في التعليم لعامي 2020 و2021.

وعام 2021، قام البنك الدولي ومجموعة الـ100 العالمية والشراكة العالمية من أجل التعليم بإدراج ديجنيتاس بوصفها واحدة من أفضل 10 ابتكارات تعليمية في العالم من حيث استخدام التكنولوجيا لتطوير المعلمين مهنيًا.

مؤتمر وايز - الدوحة
المؤتمر شهد 200 جلسة مختلفة ناقشت كافة قضايا التعليم (الصحافة القطرية)

فعاليات هادفة

وقد شهد اليوم الثالث والأخير من فعاليات قمة "وايز 2021" مشاركة نخبة من القادة وصنّاع السياسات والمبتكرين والممارسين في مجال التعليم، إذ تم تسليط الضوء على الأبحاث المبتكرة والجديدة حول تكنولوجيا التعليم والرؤى الجديدة للشباب في التعامل مع قضايا التعليم وتحدياته.

كما تَوّجت مؤسسة "التعليم فوق الجميع" مشاركتها في قمة "وايز 2021" بندوة سلطت الضوء على مبادرة "لا أطفال بلا مدارس" التي تهدف إلى ضمان حصول كل طفل على حقه الأساسي في التعليم الابتدائي بجودة عالية.

واختتم المؤتمر اليوم الخميس فعالياته التي استمرت 3 أيام، وناقشت كافة القضايا التي تخص مجال الابتكار في التعليم، فضلا عن إلقاء الضوء على المبادرات والمنصات التي كان لها دور في تخطي أزمة التعليم الحالية في ظل جائحة كورونا، بقيادة نخبة مرموقة تضم أكثر من 300 مشارك من قادة الفكر في مجال التعليم والخبراء العالميين والأصوات الشابة المؤثرة.

المصدر : الجزيرة