مدرج على قائمة التراث العالمي.. فعاليات ثقافية وفنية لإحياء شارع النجمة في بيت لحم

01 فادي العصا/ صور من عروضات مسرحية وفنية على درج موصل إلى شارع النجمة وسط مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة ضمن فعاليات لإحياء الشارع تحت فعاليات "ع الدرج". المصدر: مواقع التواصل
عروض مسرحية وفنية ستقام على درج مؤد إلى شارع النجمة وسط مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة (مواقع التواصل)

بيت لحم – بندوات ثقافية وعرض أفلام تحاكي واقع الفلسطينيين تحت الاحتلال، ونشاطات تثقيفية وترفيهية للكبار والصغار، أعاد ناشطون فلسطينيون الحياة إلى شارع النجمة التاريخي وسط مدينة بيت لحم (جنوب الضفة الغربية المحتلة)، المدرج على قائمة التراث العالمي.

وأطلق الناشطون على هذه الفعاليات اسم "عَ الدرج"، في إشارة إلى أن هذه العروض تقدّم على الدرج المؤدي إلى هذا الشارع التاريخي في بيت لحم، الذي أنشئ في أثناء الحكم الصليبي لفلسطين بعد عام 1100م.

شارع النجمة سمّي حديثا بهذا الاسم بعد أن كان يعرف بشارع "راس فطيس"، وكان المدخل الرئيسي لمدينة بيت لحم القديمة التي تؤدي إلى كنيسة المهد، المكان المقدس لدى مسيحيي العالم.

شارع الحجيج

يصف ذلك الشارع الكاتب خليل شوكة الباحث في منطقة بيت لحم، فيقول للجزيرة نت إن القادم إلى بيت لحم من مدينة القدس عندما يصل إلى مدخلها الشمالي الحالي، في محيط منطقة مسجد بلال بن رباح، كان يرى قديما، قبل العمران الحالي، بلدة قديمة على رأس تلة، ومحاطة بالأشجار والمزروعات والورود.

وإذا أراد الدخول إليها فعليه أن يصل إلى "قوس الزرارة"، وهو المدخل الفعلي والقديم لشارع النجمة التاريخي، ومنها يمر عبره إلى ساحة المهد، ومن ثم إلى الكنيسة، وكان الشارع عبارة عن المدخل البطريركي الرسمي، ومدخل الزائرين والقوافل والحجاج وحتى أهالي المدينة على مرّ مئات السنين.

04 فادي العصا/ مجموعة باور الشبابية بالتعاون مع جهات رسمية ونشطاء وبتكاليف مجانية أحضرت مخرجين ومثقفين ونشطاء لتقديم عروضهم وشروحاتهم التاريخية في شارع النجمة. المصدر: مواقع التواصل
مجموعة باور الشبابية أحضرت مخرجين ومثقفين وناشطين لتقديم عروضهم وشروحهم التاريخية في الشارع (مواقع التواصل)

بنى أهالي بيت لحم على أطراف الشارع محالّهم التي كانت تشتهر ببيع الصدف والمنتجات الحرفية الدينية من خشب الزيتون، وذلك في القرون الوسطى قبل أن تتوسع ليصبح الشارع متضمنا كل أشكال التجارة الأخرى في ما بعد، وفق شوكة.

ويقول شوكة -للجزيرة نت- إن أهمية الشارع أيضا كانت ببناء بيوت قديمة أقرب إلى القصور حوله، أبرزها بناء دير ومدرسة "الأب أنطونيو بيلوني" التي بنيت عام 1863، وحوّلت في ما بعد لتعرف باسم "دير السالزيان".

وكان أهالي بيت لحم يطلقون على هذا الراهب اسم "أبو اليتامى"؛ فقد كان يجمع أطفال المدينة اليتامى وآخرين كانت عائلاتهم فقيرة، ويعلّمهم ويربيهم، ليكون المبنى مدرسة وبيتا لهم تخرّج فيه معظم أهالي بيت لحم.

شارع مهجور

توسع الناس في القرن الـ19 خارج البلدة القديمة من بيت لحم، وبقي الشارع له أهمية كبيرة، وفق شوكة، إلى أن جاء الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وتوسعت التجارة إلى أطراف أخرى من المدينة حتى هُجر هذا الشارع نهائيا.

05 فادي العصا/ صورة لشارع النجمة التاريخي بعد ترميمه الأخير وسط مدينة بيت لحم/ المصدر: مواقع التواصل
شارع النجمة التاريخي بعد ترميمه الأخير وسط مدينة بيت لحم (مواقع التواصل)

عملت السلطة الفلسطينية بعد مجيئها على ترميم الشارع مرات عدة وإعادة الحياة له، من خلال خصومات ضريبية لأصحاب المحال وبخصومات أخرى من البلدية أيضا، إلا أنها نجحت مدة قصيرة فقط.

وبعد نجاح إدخال الشارع إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2012، وإخفاق الجهات الرسمية في إعادة الحياة إليه، عاد ناشطون مرة أخرى لإحيائه، بفعاليات ثقافية فيه، إلا أن جائحة كورونا عام 2020 أجهضت كل ذلك بسبب الإغلاقات التي رافقتها.

حياة ثقافية وفنية

يقول الناشط سليمان مكركر، المؤسس المشارك لمجموعة باور الشبابية التي تعمل في الفنون المرئية والمسموعة والإعلام، والتي أسهمت في فعاليات ثقافية وفنية لاحقا، إن نشاطهم كان يرمي إلى ترك أثر إيجابي باستخدام الفنون المختلفة لإعادة الحياة لشارع النجمة.

وكانت غاية تحركهم -وفق مكركر- إيجاد أداة سياحية للسائح المحلي عقب جائحة كورونا، بعد أن شُلّت الحياة السياحية بالكامل في بيت لحم التي تعتمد على السياحة اعتمادا كبيرا.

وكانت إعادة الحياة إلى شارع النجمة بمبادرات شخصية من مجموعة باور وبالتعاون مع جهات رسمية وثقافية أخرى ومن دون دعم وتمويل، وبدأ عملهم في شهر أغسطس/آب الماضي بافتتاح فعاليات "ع الدرج"، وإنشاء معرض للوحات وفعاليات للأطفال، وعروض موسيقية وعرض أفلام تحكي حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال، وجولات ميدانية للتعريف بهذا الشارع، كانت تقدّم في المحالّ المنتشرة حوله، أو على درج يؤدي إليه.

يقول مكركر للجزيرة نت إن هذه الفعاليات ما زالت مستمرة، وستكون سنويا وبشكل أوسع وأكبر لإحياء شارع النجمة، وتستهدف الطفل والشباب والعائلة لدعم السياحة المحلية، ولتكون هناك مادة ثقافية وفنية مستمرة تقدم أيضا للسائح الأجنبي الزائر لمهد السيد المسيح عليه السلام، بخاصة شارع النجمة التاريخي.

المصدر : الجزيرة