شعار قسم مدونات

تحيا "المقلوبة بالباذنجان" ويسقط الاحتلال الإسرائيلي

BLOGS مقلوبة

المرابطة المقدسية هنادي الحلواني في تغريدة فيسبوكية لها من جنبات المسجد الأقصى المبارك، تتحدث عن طبخة " المقلوبة" الفلسطينية، التي تحولت من مجرد طعام إلى ركيزة أساسية في حرب المقدسيين مع الاحتلال الإسرائيلي في كل جولة جديدة يحاول الاحتلال مواصلة التهويد في القدس المحتلة والمسجد الأقصى، وأخرها هبة باب الرحمة.

 

"المقلوبة" ليست مجرد أكلة تشتهر بها بلاد الشام، تتكون من الأرز مع الخضار المقلية والدجاج أو اللحم، اليوم باتت عنوانا مهما في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في القدس، تتربع في ساحات المسجد الأقصى وعلى أبوابه، تعطي المقدسيين دفعات جسدية ومعنوية لمقارعة التهويد والانتصار في نهاية المواجهة وإرغام الاحتلال الإسرائيلي على التراجع عن إجراءاته التهويدية.

 

الاحتلال لم يكن بعيدا عن البحث في رمزية "المقلوبة" وماذا تعنيه لأهالي القدس، ولا استبعد حربا يعلنها هذا الاحتلال يجرم به تناول "المقلوبة" ويعاقب عليها بالسجن

"المقلوبة" أو "الباذنجانية" كما تعرف منذ القدم، قدمها أهالي القدس للقائد صلاح الدين الأيوبي وجنوده بعد فتح القدس سنة 583 هجري، حيث لاقت استحسانهم، وغدت هذه الاكلة رمزا للانتصارات في القدس. صديق لي من القدس غرد أيضا مع انطلاق هبة باب الرحمة في المسجد الأقصى قائلا:" طالما أن الشباب قلبوا المقلوبة فأعلموا أن النصر قادم ومصلى باب الرحمة سيفتح". هنا أثني على خطوة لجنة القدس في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج من خلال المساهمة في دعم المرابطين في مصلى باب الرحمة، وإعداد "المقلوبة" لهم في مبادرة طيبة من أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات إلى أشقائهم في الوطن.

 

مشهد المرابطة المقدسية هنادي وهي ترفع "طنجرة المقلوبة" وتقلبها رأس على عقب، والدخان يتصاعد منها والرائحة الزكية تعبق في جنبات القدس، هي رسالة واضحة الأركان للاحتلال: لا مكان لك في القدس إرحل أيها الغاصب. اليوم لا أتحدث عن مجرد طعام من تراثنا الفلسطيني أو الإسلامي، نحن نتحدث عن رمز أضحى مزعجا للاحتلال الإسرائيلي بكل ما تعنيه الكلمة، عشرات التغريدات عبر منصات التواصل الاجتماعي تتناول قصة "المقلوبة" في مواجهات المقدسيين مع الاحتلال الإسرائيلي.

 

الاحتلال لم يكن بعيدا عن البحث في رمزية "المقلوبة" وماذا تعنيه لأهالي القدس، ولا استبعد حربا يعلنها هذا الاحتلال يجرم به تناول "المقلوبة" ويعاقب عليها بالسجن، تماما كما يفعل مع ما يسميه "التحريض على العنف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي".

 

في المدونة السابقة تناولت ملف أكلة "الشاورما" التي نسبها الاحتلال إلى نفسه زورا وبهتانا، في محاولة مستمرة لسرقة التراث الفلسطيني، واعتقد أنه لربما يفكر القراء الأعزاء أني تحولت إلى الكتابة في فن الطبخ بدلا من السياسة، مع أن الاثنتين فيهن "طبخ ونفخ". لكن من الجيد أن نكتب في كل تفصيل يشكل استفزازا للاحتلال الإسرائيلي، وألا نقلل من أهمية ذلك، وما أدركه تماما أن الاحتلال لن يحاول سرقة "المقلوبة" ويقول عنها أكلة إسرائيلية، بل على العكس تماما سيحاربها لأنها رمز لانتصارات المقدسيين ويافطة عريضة لهزائمه.

 

إلى عشاق التواصل الاجتماعي لنطلق حملة إلكترونية نزيد فيها من كره الاحتلال "للمقلوبة"، ولنغرد معا عبر #تحيا_المقلوبة، ونتغنى بوصفتها الشهية وحضورها المقاوم في انتفاضة القدس. إلى المؤسسات الخيرية لتتربع "المقلوبة" في مقدمة الأطباق في مشاريعكم الخيرية في مدينة القدس المحتلة خلال رمضان القادم والإفطارات في باحات المسجد الأقصى المبارك.

 

وأدعوكم أعزائي القراء في هذه التدوينة إلى أن نتفق جميعا في يوم واحد من الأسبوع، كل منا في مكانه وعلى نفقته الشخصية، إلى أن تكون فيه "المقلوبة" غدائنا في هذا اليوم، هكذا "جكرا" بالاحتلال الإسرائيلي، وليعدها كل منا على طريقته الخاصة. شخصيا أكثر ما أحب في المقلوبة "الباذنجان"، واليوم أحببتها أكثر لأنها مطاردة من الاحتلال الإسرائيلي.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.