شعار قسم مدونات

نصائح السيسي لقنوات المعارضة!

blogs السيسي

نصائح غالية قدمها السيسي في خطابه الأخير للمعارضين له حيث تحدث بوضوح عن تخوفاته وهواجسه، وهي نصائح تستحق أن تدرس بعناية لأن الرجل اختار من بين الاتهامات الكثيرة التي تلاحقه أن يرد على بعض منها، ما يوفر مادة جيدة لتقييم خطاب قنوات المعارضة وفهم ما الذي ينبغي أن تركز عليه وما الذي ينبغي عليها تجاهله لو أرادت التأثير الحقيقي في المشهد السياسي.

 

معروف أن النظام المصري يحتكر أدوات قياس الرأي العام وأنه حتى في سنوات الثورة لم يسمح لأحد غير أجهزة المخابرات أن يقيس نبض الشارع أو يفهم بدقة مكامن السخط الموجودة وحجم هذا السخط، لكن السيسي باعتباره رجل مخابرات قبل أن يستولي على السلطة لا يكف عن رفع واقع الناس، وعليه يمكننا أن نفهم أي تحركات المعارضة كانت أشد وجعا له وقد جاءت هذه التخوفات كما يلي من وجهة نظري:

  

التخوف من الجيل الذي لم يعاصر الثورة

أشار السيسي الى أن شبابا كانوا تحت العشر سنوات وقت قيام الثورة لم يفهموا ما يحدث وأعاد تذكيرهم بفاتورة التظاهرات وبأحداث محمد محمود، خطاب السيسي كان بعد أيام من تظاهر العشرات من هؤلاء الشباب في منطقة وسط البلد بعد حادث محطة مصر، خوف السيسي هنا مبرر جدا لأن تجاوب هذا الجيل مع مطالب التغيير معناه أن إعلام أحمد موسى لم يؤثر عليه بالشكل الكافي، ومعناه وجود بديل للجيل الأكبر منه الذي شارك في الثورة وأصابه الإحباط لما آلت إليه أحوالها فقرر التقوقع على نفسه وانتظار الفرج.

 

التخوف من اجتماع معارضيه عليه

حيث أسهب السيسي في الحديث عن محمد محمود وهي بالنسبة للمعارضة المصرية مفرقة الجماعات، يكفي أن تذكر محمد محمود في أي محفل للمعارضة حتى تبدأ عملية رمي الاتهامات بالخيانة والعمالة وبيع الثورة يمنة ويسرة، السيسي يدرك ذلك ويفهمه جيدا لذلك استحضر ما حدث ومعه غمز الإسلاميين حينما ذكرهم صراحة وقال أنه نصحهم بعدم التقدم للحكم مظهرا إياهم بمظهر الجشع للسلطة.

   

   

التخوف من سخط الناس بسبب العاصمة الإدارية الجديدة

حيث قال بوضوح أن العاصمة الإدارية الجديدة تبنى من خارج موازنة الدولة وهو أمر لا يمكن أن يكون صحيحا، وقال ان العاصمة التي ينوي حكم مصر منها تقابلها مدن جديدة يبنيها " للشعب " في دمياط وغيرها، وكرر ما قاله سابقا "بيقولوا لك شوف ده مش سائل فيك شوف ده مش معبرك"، وهذه النقطة تحديدا لم يوري فيها السيسي بل قالها بوضوح شديد: الحديث عن أن مشاريع السيسي تخدمه هو من يحكم معه على حساب الشعب الذي يزداد فقرا حديث مؤلم ومؤثر في الشعب.

 

التخوف من تنامي السخط الشعبي بسبب غلاء المعيشة

وتبين هذا لما قال السيسي لا أخشى عليكم الدنيا مجتمعة ولكن أخاف عليكم من الداخل ثم عاد بعد قليل وقال أنا لم أعدكم بالسمن والعسل، ومضى في حديثه قليلا قبل أن يعود فيقول انتوا بتكلموني في أكل العيش وأنا مع أهالي الشهداء! إذن السيسي يسمع صراخ الناس في الأسواق وعلى شبابيك مكاتب التموين وفي محطات الوقود، ويعرف جيدا أن هذا السخط يهدد بقاء حكمه، كما أنه يعرف جيدا أن المصريين يحفظون وعودهم له بأن تكون مصر "آآد الدنيا " ويعرف أنه صبرا عليه "سنتين " ثم ست شهور لكن كل هذا الصبر لم يأت بنتيجة.

 

التخوف من وجود بديل للسيسي

وهذا هو التخوف الوحيد الذي لم يتحدث عنه السيسي صراحة لكنه ظهر مع "حرق" لكامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية الذي ارتبط اسمه بمشروعات السيسي كلها وزاد ظهوره الإعلامي فكلفه السيسي بوزارة النقل محرقة الوزراء والسياسيين، الخلاصة من أراد أن يوجع السيسي فهذه هي النقاط التي ينبغي عليه أن يركز عليها.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.