شعار قسم مدونات

عباس في ثوب الديكتاتورية.. ارحل أيها الطاغية

BLOGS محمود عباس

من الواضح اليوم أن القضية الفلسطينية تعيش في أصعب المراحل، في ظل المؤامرة الدولية لتصفية القضية وتجريد الشعب الفلسطيني من أرضه وحقوقه وإذابة فلسطين من على الخارطة. المشهد الفلسطيني مع بداية 2019 يزداد قتامة، لم ينتهي بعد النصف الأول من شهر كانون ثاني -يناير، ليحمل معه كل هذا الشرخ الفلسطيني وتعميق الانقسام والخاسر الأكبر هو الشعب الفلسطيني برمته وأهالي قطاع غزة على وجه الخصوص فهم في فوهة البندقية.

 

حالة من العدوانية الغير مسبوقة تمارسها سلطة محمود عباس ضد قطاع غزة المحاصر بحجة محاربة حركة حماس، لكن فعليا هي تحارب الشعب الفلسطيني وتجعل من قضية الانقسام شماعة لتلقن الفلسطينيين درسا على خيارهم الديمقراطي بانتخاب المقاومة سنة 2005. رسالة السلطة الغير شرعية لكل فلسطيني لا تختلف عن رسائل الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة العربية لشعوبها هي "عباس أو نحرق الأنفاس"، نحن أمام نظام فلسطيني ديكتاتوري متفرد بالقرار الفلسطيني قامع للثورات والحريات غير جدير بالقيادة ولا يؤتمن على شعب يضحي منذ أكثر من 70 سنة.

 

القضية اليوم ليست مجرد عودة سلطة عباس إلى قطاع غزة والسيطرة عليه سياسيا وأمنيا واقتصاديا، بل هي عقاب جماعي للفلسطينيين وإهانة لكرامة الفلسطيني الذي وقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي ولم يتنازل عن حقوقه، ومساومته بلقمة عيشه. محمود عباس فاقد الشرعية ومنتهي الولاية الدستورية إن فرضنا أن هناك دستورا يحكم هذه السلطة، لا نتخيله إلا نظاما قمعيا استبداديا جاثما على صدور الفلسطينيين أينما حلو، شعاره التنسيق الأمني مع الاحتلال، تنسيق يستمد منه ثباته في سدة الحكم.

 

محمود عباس رمز للإنفصال وكل ممارساته تنم عن عقلية انفصالية استقصائية تتلمذت في جامعات الاستبداد العربي، وهي حالة شذوذ وطني ودخيلة على المجتمع الفلسطيني المناضل

نظام يبني علاقاته الدولية والسياسية محليا وعربيا وإقليميا على حساب الشعب الفلسطيني اللاجئ المشرد في أصقاع الأرض، الذي تضربه النوائب في كل مكان ولا نجد هذه السلطة تهتم أو تحاول إنقاذ هذا الفلسطيني المكلوم، بل على العكس تكون عبئا على كاهل اللاجئ المقهور. أخر مشهد وليس الأخير في حرب سلطة عباس على قطاع غزة، كان قرار سحب الموظفين من معبر رفح، والذي سيعيد فتح صفحة المعاناة الفلسطينية لسكان قطاع غزة المحاصرين لأكثر من 12 سنة، ألاف المرضى والطلاب والجرحى في قطاع غزة تنتظرهم ساعات عصيبة من الألم والقهر، لا يملك محمود عباس ولا حاشيته أدنى شعور من الوطنية ليتحسسوا أفعالهم الانتقامية تجاه سكان قطاع غزة.

 

يحاربون الناس بقوت أبنائهم، يشاركون في حصارهم ويمنعون عنهم الدواء والغذاء والكهرباء والعلاج، يجعلون من أنفسهم وكلاء للاحتلال في قتل الشعب الفلسطيني، لا يختلفون عن تلك الأنظمة المستبدة التي نكلت بشعوبها لتبقى في كراسي الحكم. ولا شك أن ارتفاع وتيرة التصعيد السلطوي تجاه القطاع في هذه الآونة يعتبرا تمريرا لمشروع صفقة القرن الأمريكي وتصفية القضية الفلسطينية، مما ينفي بشكل قاطع ادعاءات السلطة بأنها تعمل على مواجهة المشروع الأمريكي.

 

محمود عباس رمز للإنفصال وكل ممارساته تنم عن عقلية انفصالية استقصائية تتلمذت في جامعات الاستبداد العربي، وهي حالة شذوذ وطني ودخيلة على المجتمع الفلسطيني المناضل. هذه الروح الانفصالية ليست فقط مع قطاع غزة، وإنما نتحدث عن انفصال في البيت الفتحاوي بين الضفة وقطاع غزة، والحديث الذي يجري عن عقوبات قد تتخذها سلطة رام الله بحق أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح في القطاع لرفضهم الانجرار وراء الفتنة والامتناع عن إقامة مهرجان انطلاقة فتح في قطاع غزة، والذي سعت من خلاله سلطة رام الله لإحداث شرخ أمني وحالة من الفلتان في قطاع غزة.

 

الموضوع ليس قصة شعلة فتح ولا الرصاصة الأولى، لكن السؤال هل الشعلة هي ذاتها التي كانت قبل 48 سنة، وهل الرصاصة لازالت موجهة إلى الاحتلال، مع الأسف لا هذه ولا تلك. اليوم يجد الشعب الفلسطيني نفسه أمام مفترق طرق ومرحلة حساسة، والقارب الفلسطيني في معترك تتخبطه المؤامرات الدولية والدسائس السلطوية، ولابد أن يكون هناك حراك فلسطيني موحد يضم مختلف فئات الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات والفصائل والنخب للخروج من الحالة الفلسطينية الراهنة واستكمال مشروع التحرر وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.

 

حراك فلسطيني يسقط النظام الديكتاتوري في فلسطين من محمود عباس وزمرته ويخرجهم من المشهد السياسي الفلسطيني، لتقوية الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وكل مشاريع ضرب القضية الفلسطينية. شخصيا مع تشكيل لجنة طبية لفحص القدرات العقلية لأبو مازن، وربما تكون أقصر الطرق لرفع الأهلية عنه في ظل أفعاله التي تنم عن ضمور في القدرات والأهلية التي لا تمكنه من البقاء في منصب الرئيس، هذا الرئيس الذي يجب أن يكون أمينا على الشعب وقضيته لا أن يكون جاسوسا مفرطا بكل شيء لأجل الاحتلال وديمومة الكرسي. شعارنا كفلسطينيين في هذه المرحلة لابد أن يكون هو اسقاط النظام الاستبدادي في فلسطين إلى الأبد، الشعب الفلسطيني يستحق قيادة وطنية تدافع عن حقوقه وتقدر تضحياته، نعم الشعب يريد إسقاط النظام.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.