شعار قسم مدونات

الطاقة المتجددة.. ضمانة ستحمي كوكبنا بأسره!

blogs الطاقة الشمسية

لربما وعند سماعنا في هذا القرن، عما يسمى بالطاقة المتجددة، تجتاحنا تلك الأفكار الغريبة إن كانت تلك الطاقة الناتجة بالفعل مماثلة لطاقة الوقود الأحفوري التي نعرفها، أم هي بدعة أخرى من تلك البدع التي نسمعها كي نخاف قليلاً على البيئة التي تحتوينا؟ وإن كانت بالفعل مماثلة، لماذا لم يتم التحرك من قبل الحكومات والجهات المعنية بالشكل الصحيح والسريع للعمل عليها في مشاريع حقيقة، لتمحو ما قد يخلفه الوقود الأحفوري في هذا الكوكب. أين يكمن ذاك السر الذي يبعد تلك المشاريع الأوفر والأنسب للمحافظة على بيئة مستدامة؟ برغم تحول الدول البارعة اقتصادياً الى ذات الطاقة المتجددة كالصين مثلا.

كل تلك الأسئلة تجعلنا في حيرة من الأمر، إلا أننا إن بحثناً قليلاً في نتائج هذا الاستثمار الصحيح للطاقة المتجددة ومقدار الإيرادات المادية والصحية والاجتماعية والاقتصادية، لتأكدنا بالفعل أنها بالفعل حقيقة وليست بدعة، لكنها تشكل ضرراً كبيراً للدول التي يعتمد اقتصادها ومواردها على الوقود الأحفوري ولا تستطيع الاستغناء عنه حتى ولو بنسب بسيطة. وذلك لاعتقادها بأنه قد يؤثر على مدخولها السنوي وايراداتها، لكن حتى ولو تأثر قد يؤثر على المدى القريب ايجاباً، وسلباً على المدى البعيد. لأن الوقود الأحفوري في طبيعة الحال، ليس من المصادر المتجددة، وسيأتي اليوم الذي ينتهي فيه بلمح البصر، أما مصادر الطاقة المتجددة كالرياح والشمس وطاقة المياه، جميعها تصب في خانة الطاقة النظيفة والمستدامة التي ستحمي الكوكب بأسره. بالإضافة إلى أنها تقع ضمن خانة الاكتفاء اللامحدود، ولعل أكبر وأفضل استثمار دائم مستدام لا يأتي إلا بها.

الطاقة النظيفة التي إلى الان أثبتت جدارتها بالفعل في التوفير المادي وخلق فرص للبشرية في العمل. والأهم من كل ذلك المحافظة بشكل كبير على الكوكب.

على سبيل المثال الحية والتي تعمل على انقاذ هذا الكوكب اليوم مشروع – وي باور – الذي يسعى لتغيير سوق تمويل الطاقة النظيفة، عن طريق خلق فرص وصول عالمية لرؤوس الأموال لمطوري مشروعات الطاقات النظيفة وفتحها للمشترين والمستثمرين في جميع أنحاء العالم وتوفير السيولة عن طريق العملات الجديدة. انضمت إليها 3 مشروعات لتطوير الطاقة النظيفة وهم مشروع (كونكيستا) للطاقة الشمسية ومشروع (سيفيتاس) في إسبانيا و(نوفا كوريكس) من إيطاليا. وذلك بإصدار عملات جديدة للطاقة خاصة بهم، وهو استثمار مبتكر وغريب من نوعه خصوصا في مجال الطاقة المتجددة، وهو أساسي لزيادة رأس المال. وبالتالي زيادة تمويل مشاريع الطاقة المتجددة، ولو اتجهنا إلى المشرق العربي تحديداَ في المملكة الأردنية الهاشمية نرى أيضاً استجابة لتطبيق مشاريع الطاقة المتجددة، مثل المشاريع الصغيرة لتوليد الكهرباء باستخدام المياه الجارية وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية والتي تنتج ما يقارب 1000 كيلو واط من الكهرباء. بالإضافة لمشروع توليد الكهرباء في الرياح تحديداً في منطقة – الطفيلة – والتي تنتج ما يقارب 100 ميجا واط وهو الأكبر والأول من نوعه في الشرق الأوسط لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة من طاقة الرياح حيث يستخدم المشروع توربينات الرياح لإنتاج الطاقة.

وعلى صعيد آخر، في الإمارات العربية المتحدة، والتي تعتبر مثالاَ مميزاَ في انتاج الطاقة المتجددة، حيث أعلنت عن خطط لاستثمار 163 مليار دولار في مشاريع تهدف إلى توليد ما يقرب من نصف احتياجات البلاد من الطاقة من مصادر الطاقة المتجدد بحلول عام 2050. إضافةً الى مدينة مصدر، وما زالت المشاريع النظيفة فيها قيد التنفيذ والطرح، بالرغم من أنها تعد من أكبر الدول المصدرة للنفط. إلى جانب دولة الامارات العربية المتحدة، نرى الكويت اليوم أيضاً من الدول التي بدأت في الاتجاه نحو الطاقة المتجددة. لن نغفل أيضاً عن السعودية ومصر والمغرب وغيرها الكثير، كل ذلك يعكس حقيقة أمر الطاقة النظيفة التي إلى الان أثبتت جدارتها بالفعل في التوفير المادي وخلق فرص للبشرية في العمل. والأهم من كل ذلك المحافظة بشكل كبير على الكوكب بكل ما يحمل من ثروات بشرية وحيوانية ونباتية. وكذلك ستنخفض النسب الكارثية من الأمراض والحيوانات التي بدأت بالانقراض، والأعاصير المدمرة التي جاءت بها طاقة الوقود الأحفور. حسنا ً لعلنا فعليا ً سندرك الحقيقة الثابتة والفرق الواضح بين الطاقة المتجددة يوماً، حينما يتحول هذا الكوكب للطاقة النظيفة في القريب العاجل، وكما أسلفنا سابقاَ أن المشاريع موجودة، والتغيير القادم يسري تدريجياً، والتوعية البشرية هي الأساس. وما دام العمل بدء فسيستمر، وستجنى النتائج في القريب العاجل، وسيبقى السؤال لمن لم يبدأ بتلك الدول التي ما يزال اعتمادها على الوقود الأحفوري، ماذا سيحصل بعد أن ينتهي ذاك الملوث في يوم من الأيام؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.