شعار قسم مدونات

ابتهجوا.. فالعيد قادم

blogsعيد

أيام قليلة مَعدودة وتَهِلُ علينا فرحَة مُنتظرة وسعاداتِ عارِمه أيام ويأتي العيد وتأتي مَعه البهجَة والسعَادة والسُرور لِذلك أحبّائي ابتسموا في ذلِك اليوم وافرحوا واحتفِلوا لا تتركوا للأحزان ولا الهُموم مَجالا بأن تُعكر صَفو هذا اليوم وبهاءِه أحيوا سُنة النبي عليه السلام إتّبعوا أمرَ الله فى إحياء تِلك اللّيالي بالبهجَة والسُرور فقدّ قال تَعالى في كِتابه ذلك "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ"، عايدوا جيرانكم وافشوا التفاؤل بينكم انثُروا عَبير الحُب بين طِيات تِلك اللّيالي الهانئة.

  

تَمتعوا بأجواء تِلك الأيام بِبركات الله التي تَملؤ هذا الكونِ إشراقا وبهجَة تناسَوا الغضِب والضَغينة صافِحوا كُل من تَلقونه وقلوبكم مليئة بالموَدة والتسامُح أعفوا عن مَن أذنَب بحقِكم ولكُم عظيم الأجر عِند الله علّموا أولادَكم كيف يُحيوا هذه اللّيالي المُباركة بالحُب والأمل علّموهم كمّ أنّ الإسلام دينُ عظيم دين العيد والفرحة والسرور دين التسَامح والعَفو ليس فقط من أجل عيد بل هذا هو مِنهاجه الدائم الذي نتّبعه في كل أيام الله.

  

عايدوا أقاربكم واملئوا بيوتِهم بهجَة بقدومِ العيد أشعروهم بعظَمة تِلك الأيام عند الله وكمّ أنّ أعياد الله لا تُجلب معها سوى الهناءِ والمودةِ والرحمة لا تتحدثوا في تلك الأيام عن مشاكِل ولا تُفكروا في هُموم هذه الدُنيا بل اجعلوا تلك الأيامِ المعدودة أيام فَرحة وسعادة فقط تمتّعوا بكل دقيقة في كل ما يرضي الله لا تَتركوا تلك الأيام تأتي وتذهَب كأوقاتِكم المُعتادة بلّ اجعلوا من كُل لحظَة في تلك الليالي شيئا رائِعا ومُبهجا.

   

علّموا أطفالكَم في تلك الليالي المُباركة كمّ أن الحِج والعُمرة مِن شعائِر الله لمن استطَاع إليهم سَبيلا وكمّ مِن ثواب يأجَره المُسلم عِند زيارة بَيت الله الحَرام وكمّ أنّ الوقوفِ أمام الكعبة من أجمّل الشعائر

فهذه الأيام تأتي مرّة كُل عام وكيف بضَيف لا تَلتقيه إلا مرّة طوال هذه المُدّة ألا يجِب أنّ تُرحِب به تِرحابا واسعا بصدرِ رَحِب بالتفاؤل والأمل بل يجب أن تفعل ذلك بنيّة صادقة بإحياءِ هذه الليالي القريبة إلى قُلوب المُسلمين بالإيمان والسُرور الصادق النّابع عن قَلب مُسلم تَقي مُحبّ لدِينه يهتَم بشعائِر الله ليس على سبيل الفَرض والواجِب بل على سبيل الحُب والاقتضاء بالنبي والصّحابة والتابعينَ فَقد وصّانا النّبي عليه السلام بأن إحياءِ شَعائر الدين فيها جَزيل الأجرِ عند الله في الدُنيا والأخرة.

 

لذا أخبِر طِفلك لما سُمّي عيد الأضحى بذلِك الاسم أخبِره عن قِصص الصّحابة وعن رَوعتهم وتقواهُم في سبيل رضى الله أخبرهُم كمّ أنّهم رضَوا بأن يُضحوا بأعزِ ما يملكوا ليس مِن أجل مالِ ولا شُهرة بل فقط من أجل الله من أجل رضَاه وعفوِه وحُبّه علّموا أولادَكم كمّ أنّ الله رَحيم بِعبادِه لا يرضَى لهُم الحُزن وكيف أنه بعظمَته جَعل من يوم حُزن بذبحِ إسماعيل عليه السلام لِيَوم سَعادة وبَهجة بكُل أنحاء الكَون في مشارِق الأرض ومغارِبها.

 

يجتَمع المُسلمون من أجل السُرور والحُب يَتبادلون الضَحِكات والهدايا والحَلوى لذلِك عليكُم أن تُحيوا بهجَة تلك الأيام في صدور الأطفالِ والكِبار اجعلوا لتلك الأيام مَراسِم حَافلة بالبهجَة والجَمال أيامُ ليس بِها سِوى التفاؤل والسَعادة والأمَل اجعلوا أطفالكم يشعُروا بجَمال عَطايا الله للإنسان وكمّ أن الله لطِيف بِعبادة يُهديهم الفَرح ألوانَا يجعل مع العُسر يُسرا ومع الأحزانِ أعيادا نَهنأ بها لتُزيل عَن قلوبنا ألام تِلك الحياةِ ومشقاتِها.

 

علّموا أطفالكَم في تلك الليالي المُباركة كمّ أن الحِج والعُمرة مِن شعائِر الله لمن استطَاع إليهم سَبيلا وكمّ مِن ثواب يأجَره المُسلم عِند زيارة بَيت الله الحَرام وكمّ أنّ الوقوفِ أمام الكعبة من أجمّل الشعائر التي يتمنّاها كُل مُسلم في تلك الحياة ويَدعوا الله ليلَ نَهار أن يَرزقه زيارة بيتِه الذي جَعله الله طَهورا للمُسلمين وكيف أن المُسلم يَعود من رحلتِه تِلك كَيوم ولدَته أمُه خَالي من الذُنوب مَغفور له ما تقدّم من ذنّبِه وما تأخّر.

 

اجعلوا من تِلك الليالي فُرصة عَظيمة لتَستَريحوا من عَناء الحَياة وكَبدها انشُروا البَهجة بينَكم صَافحوا واعفُوا وابتسِموا وقُلوبكم مليئَة بالسَعادة والرِضَى وحُب الله اشكروه سُبحانه على عَظيم أمرِه وعَطفه فلقدّ صدَق تعَالى حيثُ قال لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فَلا شَيء في هذا الكونِ أعظَم من جِود الله وكرمِه وفضِله لأهلِ الأرضِ والسّماء.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.