شعار قسم مدونات

فرسان الأحلام العرب لا يأتون من المريخ

blogs الحب

لا يأتون في علبِ كرتونٍ مستورَدة، بل مِن بينكن، وربما يتلقون تعليمًا في نفس الجامعات التي تتخرجن منها، وليس ضروريًا أن تكون لديهم معرفة بماركات الملابس والعطور كلها، لا تبدأ دائمًا أسماءهم على فيس بوك بوصف الدكتور أو المهندس أو رجل الأعمال. يندمون على ما فات كثيرًا، تنكسر خواطرهم مثل خواطركن، ويحدث أن تكون جروحُ القلب لديهم كثيرة، وقد تتسبب أدوات الحلاقة التي يستخدمونها أيضًا في جروحٍ بالخدّين، لا يملكون كُلهم لحىً خفيفة تُدهشكن أو شهادات علميةٍ عالية أو وظائفٍ مرموقة، وليس هناك التزامٌ بمعيارٍ واحدٍ للجمال بينهم، وربما لا يُحسنون التصرف في كل المواقفِ، وليس هناك طريقةٌ واحدة لتعثري على واحدٍ منهم إن لم يفزّ قلبُه من محله تجاهك أو قلبك.

 

وإذا قفز لعينيكِ عنوانُ مقالٍ كلماتُه " كيف تجدين فارس أحلامك؟ " أو " مواصفات يجب أن يكون عليها فارس أحلامك " فأرجو أن لا تُكملي القراءة إلا لتصقلي لغتك وقدرتك في التعبير ليس إلا. فليس هناك قائمة مواصفات مُتفق عليها أصلًا بين الفتيات!

 

ربما لا تعرفينه جيدًا قبل أن يُطلَّ لطلب يدك، وعدم معرفتك به ليس سببًا كافيًا للرفض، هو قادر أن يتحول في بالك إلى فارس أحلامك الحقيقي الُمنتظر إذا وجدتِ فيه الصفة التي يحتويكِ معها، لكن ليس قبل أن يُظهر أنه قادر على تحملك وفهمك حتى في أسوأ أحوالك، وإن لم يفعل فليس هناك عليكِ غاصب!

 

ولنتذكر أن " الحُب وحده لا يكفي أحيانًا لبناء علاقة زوجية ناجحة" إذا ما أُقترن بالتحمل والمشاركة والتفّهم منكِ ومنه، وسوء الفهم وارد، والحُب لا يولّد إلا الحُب بكل تأكيد، والمُبادرة في الحُب أجلُّ وأسمى من انتظار الطرف الآخر ليُظهره، والتنازل قليلًا لا يضر في سبيل أن تدوم المحبة والمودة، والعناد قد يجمّد هذا الحُب أو يُفسده أحيانًا.

 

والاختلاف في نظرتك أو نظرته هو إلى أمورٍ في الحياة لا يعني انعدام الفرصة بالعيش معه، ما دام هناك رغبة في احتواء هذا الاختلاف، والنقاش حول الأولويات والمسؤولية إضافةً إلى أن يعي الطرفان قدرة الكلمة وسحرها، فكلمة واحدة صادقة قادرة على بعث الحب وإلغاء كل حاجزٍ نفسي.

 

" فرسان الأحلام " قد يكونون أقرب مما تتصوّرن، وليس أبعد مما تعتقدن، وأبسط مما تعرفنه. والحُب أولًا وأخيرًا لا تُحرّكه إلا اللفتات والمواقف البسيطة التي تُريح القلب وتُطيّب الخاطر

ربُما تًسحره حكاية الجمال هذه في وجهك، فتنهالُ عليكِ الكلماتِ الحنونة منه، تعتادين مع الوقت عليها، يحدث أن تغيب حين تسوء الأحوال أو يعلو صوتُ الغيرةِ أكثر. هو فارسُ أحلامك حين يستوعبُ أن أسوأ حال يمكن أن تصل إليه الأنثى حين تُترك وحيدة يدور في بالها مليون تساؤل واحتمال أو حين تشعر أنها كانت لملء حيّزٍ في حياته اختارهُ هو.

 

وهذا كله ليس إلا دعوة لتقدير المعنى الحقيقي البسيط لتسمية " فرسان الأحلام ". قد يكونون أقرب مما تتصوّرن، وليس أبعد مما تعتقدن، وأبسط مما تعرفنه. والحُب أولًا وأخيرًا لا تُحرّكه إلا اللفتات والمواقف البسيطة التي تُريح القلب وتُطيّب الخاطر، تجعلك ممتنة لنفسك، راضية عن اختيارك الذي شكّل قدَرِك.

  

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.