و الخصوصية تشمل أهل البيت كما هو مبين أعلاه، ولكن لا تتوارث إلى أجيالهم كما هو الحاضر الآن، فكم من فقهاء وأعلام وقيادات مسلمة رفدت طريق المسلمين بالخير الكثير ولم يكن لها صلة أو نسب شريف كما يحلو للبعض أن يسميه. بل إن غالب علماء المسلمين الذين أضافوا وتركوا أثرا في علوم الشريعة من لدن البخاري، مسلم، ابن ماجة، أبوحنيفة وغيرهم لا ينتمون للعرق العربي ناهيك عن بيت النبوة.
أمام المسلمين طريق طويلة من أجل إصلاح واقعهم السياسي والاجتماعي والديني. وعدم تجاوز معوقات الفهم القويم للدين قد يحول التدين بمفهوم الطبقات لمعوق حضاري بخلاف مقصد الرسالة المحمدية. |
وأصل المقال موجه للمسلمين الذين صنعوا طبقات جديدة يطلبون الناس أن تتبعها وتخص ذرية الزهراء رضي الله عنها بذلك؛ بل وتحتج في أحقيتهم في الخمس والحكم والطاعة وتقبيل الأيادي بقصد البركة ويطلق عليهم الأشراف، كأن نسبا لا نبوة فيه غير شريف.
ولا أزال أعتقد حتى اللحظة أن لا طبقية في الإسلام وأن الناس سواسية، في ظل زمان يحتج فيه بعض الملوك في المنطقة العربية على أحقيتهم في الحكم وتملك رقاب الناس لنسب بالبيت النبوي، وفي ظل تاريخ قديم للمسلمين ممتلئ بمثل هذه الممارسات من لدن العباسيين والفاطميين إلى حاضرنا كما هو حادث في الأردن والمغرب، مع ما رافق تلك الممارسات من ظلم وسفك للدماء ونهب للأموال لها.
في حاضرنا تكررت مثل هذه الممارسات على طول البلدان العربية إما ملكا عضودا أو قداسة دينية توجب التبرك؛ بل أكثر من ذلك توجب الولاء السياسي كما يحدث في بلدي السودان الذي لم يسلم السلام الاجتماعي فيه حتى اليوم من أثار الطبقية العرقية حتى جمع معها أخرى دينية.
أمام المسلمين طريق طويلة من أجل إصلاح واقعهم السياسي والاجتماعي والديني. وعدم تجاوز معوقات الفهم القويم للدين قد يحول التدين بمفهوم الطبقات لمعوق حضاري بخلاف مقصد الرسالة المحمدية التي جاءت لينزع الناس الأغلال التي كانت عليهم وينطلقوا في فضاء الحرية والعدالة، في عالم لا ينتظر أحدا ولا يحابي أحدا بقدر الحق الذي عنده بل بقدرة قوة الفكرة التي يحملها مع القوة المادية التي يمتلكها.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.