شعار قسم مدونات

تدوينة ومقال ودراسة

blogs - تأمل فعل الكتابة المصدر: بيكسابي
يهوى الكثير منا عالم الكتابة، ففيه تعبيراً عن النفس، ووسيلةً لإيصال ما يجول في الخاطر من رسائل وتصوراتٍ يرغب الكُتاب في إيصالها لجمهور القُراء والمُهتمين. يرى هؤلاء أن القلم أداة للتغيير والإصلاح، بل وسلاحاً شأنه شأن أي أداة ممكن أن تُحارب بها دفاعاً عن مُعتقداتك وافكارك ومُبتغاك. فترى التدوينات والمقالات والدراسات تملأ عالمنا الافتراضي، وصُحفنا اليومية، ومجلاتنا الأسبوعية والشهرية، بحيث تتنوع بتنوع الهدف من كتابتها، والفكرة المُراد البوح بها، رغم أن العديد منها يكون الهدف منه الشهرة. لكن وجودها يجب أن يُثري القارئ بالكثير من المجالات المعرفية والأدبية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

مُفتاح نجاح أي مادةٍ مكتوبةٍ قد يكمن في القالب الذي يوضعهُ فيه كاتبها. فكتابة المدونة يختلف عن كتابة المقالة والدراسة، والتوظيف الفكري للمادة المكتوبة يتبع هذا القالب، فرغم التشابهات بين المواد المكتوبة في تلك السياقات؛ إلا أن اختلاف قوالبها وتوظيفاتها أمراً يقع على عاتق الكُتاب، ودرجة قُدرتهم على التوظيف السليم لهذه القوالب، وعناصر التشويق التي تجذب القارئ أيضاً.


عليك الاطلاع على ما كتبه غيرك في مجالك البحثي هذا، لتبحث عن التشابهات والاختلافات بينك وبينهم. ثم ستمضي باحثاً وكاتباً في هذا المضمار، ترتفع دافعيتك وتنخفض تِبعاً لدرجة وصولك إلى هدفك البحثي

التدوينة

هُنا، وفي هذا القالب الكتابي، حاول ان تبتعد عن عالم السياسة قليلاً، لا تتجاهله أو تكبت فيه بقدر ابتعادك عنه لبُرهةً من الزمن. ابتعد عن الجمود، وخصص هذا النمط للظواهر الاجتماعية والتاريخية التي تعترض مسارك الحياتي، هنا اكتب عن الاحداث الذي تصادفك وتُأثر فيك، اكتب عن مًشكلاتنا الاجتماعية والتعليمية والتربوية بأي أسلوبٍ ترى فيه النجاعة لإيصال صوتك وفكرتك. باختصار، تخيل نفسك بأنك تُفضفض ما بداخلك بصوتٍ عال. عبر هُنا عن الوجع الذي يختلج مشاعرك. اقترب كثيراً نحو الجوانب الاجتماعية، تحدث عن تجاربك في الحياة، اجعل كلماتك سلسلة وسهلة وبسيطة، فحتماً ستجد من يُشاطرك هذا التعبير، وتلك الاوجاع والظواهر الاجتماعية.


المقال

عُد هُنا واقترب إلى عالم السياسة بأدواته و مُأثراته وتأثيراته الاقتصادية والفكرية والاجتماعية، فهذا القالب وكأنه وجد ليخص عالم السياسة. استخدم أدوات التحليل السياسي، دافع عن وجهة نظرك السياسية من خلال ذلك. ستحتاج أيضاً إلى عناصر الربط السليم بين مُختلف الجوانب السياسية، لتُخرج للقارئ مقالاً يبوح بما تحتويه من مفاهيم وقراءات خاصةً بعالم السياسة. في هذا القالب الكتابي، ستجد نفسك بحاجةٍ إلى فهم عالم الأرقام والاقتصاد أيضاً وغيرها من العلوم، لتعزز فكرتك بدلائل وأرقامٍ وإحصائياتٍ تُفهم عبرها القارئ مدى تأثير السياسة على كافة نواحي حياتنا. لا تنسى هُنا أيضاً أن النظام الاجتماعي القائم في أي دولةٍ في العالم هو من يولد نظامها الاقتصادي والسياسي وكافة أنظمتها الأخرى، فبتالي ستكون بحاجةٍ إلى فهم أن الكاتب السياسي، ودارس السياسة ومُدرسها؛ يجب ان يكونوا على دراية كافية بكافة مُخرجات النظم السياسية القائمة في بُلدانهم.


الدراسة 

ستجد نفسك هُنا بحاجةٍ إلى أدوات البحث العلمي وتقسيمات الدراسة الشكلية أيضاً. ستكون بحاجةٍ إلى فرضيةٍ تُحاول أثباتها أو نفيها. ستحتاج إلى منهجية بحث توصلك إلى هدفك البحثي، وتُعزز من أهمية دراستك. عليك الاطلاع على ما كتبه غيرك في مجالك البحثي هذا، لتبحث عن التشابهات والاختلافات بينك وبينهم. ثم ستمضي باحثاً وكاتباً في هذا المضمار، ترتفع دافعيتك وتنخفض تِبعاً لدرجة وصولك إلى هدفك البحثي. لا تتجاهل الأمانة البحثية والدقة العلمية فيما تنقله وتوظفه في هذا الجانب، ليكون ذلك معياراً يُسجل لك لا عليك.


كل ذلك لا ينفي التقاطع والتشابه بين التدوينة والمقال والدراسة، ولا يُمكن اعتباره توليفةً او وصفةً لأي نمطٍ أو شكلٍ كتابي، ولا يُقلل من شأن أي مُحاولة كتابية يتم توظيفها في أي شكلٍ من أشكال هذه القوالب، فجميعها بحاجةٍ إلى هدفٍ ونمطٍ يدفعك لكتابتها، وجميعها تصلح لأن تكوت قوالب كتابية وفكرية توصل الفكرة المطلوبة. لكن لكل منها مُجتمعه الخاص من القُراء، تستهويهم قوالب الكتابة المُختلفة والمُتنوعة رغم التشابهات بين تلك القوائم، ليكونوا هم من يحكم على قدرتك في التوظيف السليم لكلماتك المكتوبة والموضوعة في هذه القوالب.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.