شعار قسم مدونات

منظار سيف الدين السحريّ

blogs - شطرنج

من على قمة أعلى الجبال في الولايات المتحدة، الأوزارك، تسلقتها لأتأمل السماء الزرقاء.. زرقاء! كم أحب هذا اللون، وكم أتمنى أن تبقى هكذا دون أن يغزوها الأحمر فتتحول في نهاية المطاف إلى سوداء كسواد هذه الحياة.. حتى أنتِ أيتها السماء لم تسلمي من الغزو. أكوام من الحطب المشتعل وسط ظلمة حالكة، التفت يمنة ويسرةً خوفًا من هجوم حيوان مفترس أو إنسان جائع. ما هذا؟، هنالك شيء يلمع بقوة، أمسكته، كان أشبه بأسطوانة، وكانت شديدة الاتساخ، أخذت أنظفها لعلني أنتفع منها.

فجأةً، انبثق نور من داخل الإسطوانة إلى الخارج، وتشكل مارد كبير الحجم، صُعقت وسقطت والأسطوانة على الأرض بعد أن فقدت الإحساس بأطرافي.

قال لي: هل ناديتني؟
أجبته بخوف: لا، من أنت؟
قال: أنا سيف الدين.
أجبته: من سيف الدين؟ أنا لم أسمع بك.
قال ضاحكًا: أنا شقيق علاء الدين، والذي بين يديك هو منظار سيف الدين السحريّ.
أجبته: ماذا؟ ماذا يعني ذلك أنا لم أفهم.
قال: بهذا المنظار يمكنك الرؤية من على بعد آلاف الكيلومترات، كما يمكنك أيضًا اختراق الجدران ورؤية ما بالداخل.
أجبت: حقًا!
قال: بالطبع، والآن يجب عليّ الذهاب.

ترمب يلعب الشطرنج مع بوتين، أنا أعشق هذه اللعبة. نسيت مبتغاي وجلست أراقب اللعبة سعيدًا. أهكذا تُلعب الشطرنج؟! سحقًا لهذا الغباء، كان بإمكان بوتين أن يقتل ملك ترمب وتنتهي اللعبة! يا لها من لعبة حمقاء

اختفى المارد وبقيت الأسطوانة.. أقصد المنظار السحري.. على الأرض، أمسكته بكلتا يديّ ووضعته على عيني وبدأت أنظر، لكنني لم أستطع رؤية شيء؛ لأن المكان شديد الظلمة. حسنًا، هناك تقع مدينة واشنطن، سأقرّب الصورة لعلي أرى شيئًا، يا إلهي! إنني أرى كل شيء بوضوح، هل أنا أحلم! لا أظن، سأجوب المدينة من هنا، يا لها من سعادة عارمة. ما أجمل هذه الفراشة بألوانها، هي لا تعلم بقربي منها، سأعود لكِ بعد جولة في المدينة.. لا تذهبي.

واصلت التجوال هنا وهناك، إلى أن وصلت إلى البيت الأبيض. هل أدخل؟ إنني خائف من أن يمسكوا بي! يا أحمق كيف سيمسكوا بك وأنت تبعد مئات الأميال عنه؟ صحيح لن يشعروا بي، سأدخل إذاً إلى الغرفة السريّة للرئيس، أريد أن أعرف ما يحدث فيها. اخترقت جدران البيت من الوسط إلى الأسفل، وتجاوزت ما يقارب سبعة جدران حتى وصلت إلى الغرفة.

ما هذا؟! ترمب يلعب الشطرنج مع بوتين، أنا أعشق هذه اللعبة. نسيت مبتغاي وجلست أراقب اللعبة سعيدًا. أهكذا تُلعب الشطرنج؟! سحقًا لهذا الغباء، كان بإمكان بوتين أن يقتل ملك ترمب وتنتهي اللعبة! يا لها من لعبة حمقاء. لحظة! الجيوش ليست بألوانها المعتادة.. لون جيش بوتين "أحمر أبيض أسود".. يا إلهي! إنها ألوان علم سوريا الخاص ببشار الأسد.. ما هذا؟! لون جيش ترمب "أخضر أبيض أسود".. إنها ألوان علم الثورة السورية! 

لم يتبق سوى الملكين، من سينتصر؟ إنهما يهربان من مربع لآخر، من هذا؟! لقد أتى ملك من الخارج وأطاح بالملكين! وانغمروا في الضحك، إنه نتنياهو! ولكن كيف يدخل إلى اللعبة؟! قواعد الشطرنج لا تسمح بتدخل ملك من الخارج. الغريب أنهم يضحكون وكأنهم انتصروا جميعًا! أنا لا أفهم شيئًا.. 

رسالة هاتفية وصلتني: الجيش الروسي يطلق عدة غارات جوية على مناطق تكتظ بالمدنيين في سوريا. رسالة هاتفية أخرى: ترمب يُطلق عدة صواريخ على مناطق عسكرية للنظام السوري. نظرت إلى داخل الغرفة مرة أخرى، ترمب وبوتين ونتنياهو قرعوا كؤوسهم فرحين وجرعوا الخمر مبتهجين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.