البلاغة هي استظهار مواطن الجمال في الكلام، وإلقاء الضوء عليها واستكناه أسبابها وأساليبها وما ترمي إليه من دلائل معنوية، وبدأت أحاديث البلاغة العربية منذ زمن بعيد، وكانت متفرقة في كتب اللغة والأدب.
إيناس محروس بوبس
دكتوراه في اللّغة العربيّة وآدابها
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
يمثل علم النحو عصب اللغة المركزي، ويبحث في صحة أساليب الكلم وتكوين الجمل وترتيب الكلمات ومواضعها فيها وإعرابها، فتأخذ كل كلمة محلها الإعرابيّ الذي لا يتم المعنى المراد إلا به.
غربة اللغة العربية عن مجتمعاتنا العربية غدت من الظواهر التي لا تخطئها عين متابع، ويتمعّر لها وجه كلّ مخلص لأمته ووطنه ودينه، وتتجلّى هذه الغربة في صور شتّى؛ منها عدم استعمالنا للغة العربية الفصيحة.
العربية قادرة على توليد مصطلحات أو إحياء أخرى، والتجارب على مر التاريخ تثبت قدرتها ومرونتها وغناها وتفوقها في إيجاد المسميات واشتقاقها، ألم تكن دمشق وبغداد والقاهرة حواضر العلم والحضارة؟
في عصر الهيمنة الثقافية والغزو الفكري الذي تمارسه القوى الكبرى وهيمنتها السياسية وسيطرتها العسكرية، وما تعانيه شرائح من أبناء أمتنا من هزيمة حضارية وشعور بالدونيّة؛ كل ذلك أدى إلى تضييع الهويّة.
في واقع الهجرة الذي فُرض على كثير من أبناء الشعب العربي، والحالة الفلسطينية وكذلك السورية مثال حي على ذلك، نجدنا أمام تحدٍّ كبير يتمثّل بمدى رغبتنا وجدية واجبنا تجاه الحفاظ على لغة الأجيال.
اللّغة هي محرّض التفكير، ومحرك الاجتهاد والتجديد، ووسيلة التفاهم والإقناع، ومفتاح الإقلاع الحضاري، هي الثقافة، والحضارة، والعلم، والتنمية، والتفكير، والتعبير، وهي الشخصية بكل قسماتها وسماتها.
الهوية تقوم على عناصر عدة، ولها مرتكزات محددة، تعد اللغة من أهمها، فهي أداة التواصل والوعي، وهي أداة التعبير عما سواها من عناصر، والوسيلة التي تبين معالم المرتكزات الأخرى وتشرحها.
تتصل الفلسفة بكل مفردات الحضارة الإنسانية، فتحددها وتعرفها وتضبط حدودها المفهومية بهدف تشكيل الحقول المعرفية النظرية ذات الأطر الواضحة والمحددة.
أُثِرَ عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال: “الخط الجميل يزيد الحق وضوحا”، وذلك في الدلالة على أهمية جمال الخط وصحته وحسن رسمه وبيانه.