هذا إقليم لم يعرف السلام مع نفسه، ومن المستحيل أن تجد إسرائيل فيه سلامًا حتى لو سالمها الحكام، ومن المستحيل أن تجد فيه الأمان حتى لو ملكت من السلاح ما يكفي لتدمير الشرق الأوسط على رؤوس أهله عدة مرات.
أنور الهواري
شغل موقع رئيس تحرير صحف؛ المصري اليوم، والوفد، والأهرام الاقتصادي
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
حارة اليهود في فرانكفورت عند نهاية القرن الثامن عشر، هي نموذج لأوضاع ومكانة وموقع اليهود في أوروبا قبل مائة عام من تدشين الحركة الصهيونية بعد ذلك بمائة عام؛ أي في خواتيم القرن التاسع عشر.
الفرق بين اليهود وغير اليهود – من الشعوب التي نزل بها عنف أوروبا في القرن التاسع عشر – ليس في الاضطهاد ذاته ولا حجمه ولا مداه الفرق كان في فكرة جوهرية: اليهود هم الشعب الوحيد الذين لهم اختلاط بأوروبا.
أميركا تمنع الحرب ضد إسرائيل، وإذا أخفقت في منع الحرب أسرعت – بكل ما تملك – إلى نجدة إسرائيل لتنتصر، حتى لو أضر ذلك الضرر البالغ بصورة أميركا أو أخلاقها.
في القرن التاسع عشر، وُجد منا وبيننا من استقبل المستعمرين استقبال الفاتحين،كما وجد من تعاون معهم وعمل تحت قيادتهم وباع نفسه لهم، لكن ذلك كان الاستثناء النادر حتى ولو شغلوا مواقع نفوذ وسلطة مهمة.
كشفت حرب الإبادة حدود الواقع الجيوسياسي للإقليم كله، إقليم أسير، شعوب أسارى، شدت أميركا أسرنا وأحكمت الشد والأسر، حالة عامة من الاستسلام للهندسة الأميركية لهوامش الحركة في الإقليم.
كانت الحروب الصليبية – رغم اندحارها – أول هزيمة بالمعنى التاريخي العميق لعالم الإسلام، هزيمة تُنهي قرون التفوق، وتبدأ قرون الصراع، ثم تحسم الصراع لصالح الغرب على حساب الشرق.
لا حياة للغرب دون وضع الشرق العربي الإسلامي في القفص، وهو يؤدي هذه المهمة عن طريقين: توظيف الصهيونية، وتوظيف من يقبل التوظيف من بعض حكام الشرق، وبعض نخبه السياسية والفكرية والاقتصادية.
إبادة المقاومة الفلسطينية في غزة 2023 – 2024م حلقة في تاريخ طويل من العنف وتصدير الحرب وإبادة المختلف، تاريخ مبكر بدأ قبيل أن تكتمل إبادة الحضارة الإسلامية الأندلسية في شبه الجزيرة الإيبيرية.
في الخمسين عامًا الأخيرة، تغيرنا من النقيض إلى النقيض، تغيرنا إلى الأسوأ، لكن لم تتغير إسرائيل، ولم يتغير الغرب، بل ازدادت أطماع إسرائيل وجرأتها علينا، وزاد استخفاف الغرب بنا واستهانته بردود فعلنا.