حقوقي أسكتلندي يحتفي بفشل فيلم "غولدا" بعد دعوات لمقاطعته

ناشط يوزع مناشير ضد عرض فيلم "Golda" الذي يتناول سيرة رئيسة وزراء الاحتلال "غولدا مائير
الناشط الحقوقي الأسكتلندي بيت غريغسون عكف على توزيع منشورات ضد عرض فيلم "غولدا" الذي يتناول سيرة رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مائير (مواقع التواصل)

احتفى الناشط الحقوقي الأسكتلندي بيت غريغسون بفشل فيلم "غولدا" (Golda) -الذي يروي سيرة حياة رئيسة الوزراء الإسرائيلية الراحلة غولدا مائير– وسحبه من معظم دور السينما البريطانية.

وكان غريغسون قد أطلق حملة دعا فيها لمقاطعة الفيلم وسحبه من دور العرض بالمملكة المتحدة، تزامنا مع موجة غضب عالمية على سقوط آلاف الضحايا من النساء والأطفال في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

غريغسون الذي يرأس جمعية "فلسطين واحدة وديمقراطية" وتهتم بالدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه، نشر مقطع فيديو على حسابه في "تيك توك" وقف فيه أمام إحدى دور العرض في العاصمة الأسكتلندية إدنبرة، وهو يمسك في يده منشورا يدعو إلى مقاطعة الفيلم.

@pete.gregson

#boycottgoldamovie

♬ original sound – Pete Gregson

وقال -في الفيديو- "أنا هنا خارج صالة سينما "بيكتشر هاوس" في بيكاديلي سيركس. جئت اليوم لتوزيع منشورات ضد فيلم "غولدا"، لكن احزروا ماذا؟ الفيلم ليس معروضا، السينما لا تعرض الفيلم، لقد ألغوا عرضه. ذهبت إلى شباك التذاكر، فوجدت أن جميع صالات "بيكتشر هاوس" ألغت عرض الفيلم، ألغوه جميعهم باستثناء إدنبرة من حيث أنا!".

وأضاف غريغسون "صالة سينما واحدة في كل المملكة المتحدة تعرض فيلم "غولدا"، وهي إحدى صالات "بيكتشر هاوس". لا أعلم ما إذا كان ذلك انتصارا لنا، انتصارا لفلسطين. على كل حال، لا أحد يعرضه".

وتزامنت الحملة التي قادها غريغسون مع حديث صحيفة "دايلي مايل" البريطانية عن فشل فيلم "غولدا" الذي تؤدي فيه هيلين ميرين دور البطولة، على الرغم من ترشيحه لجائزة الأوسكار.

وفي اليوم السابق لعملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بدأ عرض "غولدا" في 59 صالة سينما بالمملكة المتحدة، وهو رقم اعتبره النقاد مخيبا للآمال بالنسبة لإنتاج كبير من بطولة اسم كبير.

وتظهر الأرقام التي جمعها معهد الفيلم البريطاني أن الفيلم حصل على 1000 جنيه إسترليني فقط في شباك التذاكر نهاية الأسبوع الماضي، حيث كان يُعرض على 13 شاشة فقط، فيما بلغ إجمالي رصيده النقدي 179 ألف جنيه إسترليني فقط.

ولجأ عدد من مناصري القضية الفلسطينية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة إلى وسائل التواصل الاجتماعي للدعوة إلى مقاطعة الفيلم.

ويعتقد أن الاحتجاجات تسببت في عزوف العارضين ورواد السينما عن دعم "غولدا"، وهو ما أكده متحدث باسم سينما "فينيكس" شمال لندن بقوله "من الواضح أن المناخ السياسي الحالي ربما كان له تأثير على إيرادات شباك التذاكر للفيلم".

يذكر أن شركة توزيع الفيلم في المملكة المتحدة "ميت فيلمز" أصدرت بيانا اعترفت فيه بـ "الضيق والخوف والقلق" الذي يشعر به الناس في المملكة المتحدة، وفي المنطقة، وهو ما ألقى بظلاله على الفيلم.

فيلم "غولدا"

وترصد أحداث الفيلم الإسرائيلي "غولدا" نحو 3 أسابيع في حياة رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة، خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وتحديدا منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول وحتى قرار وقف إطلاق النار في 22 من الشهر ذاته.

والعمل من تأليف البريطاني نيكولاس مارتن، وإخراج الإسرائيلي جاي ناتيف، فيما تجسّد شخصية مائير الممثلة البريطانية هيلين ميرين، الحائزة على جائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور رئيسي عام 2007، عن تجسيدها دور شخصية تاريخية أخرى وهي الملكة إليزابيث في فيلم "الملكة" (Queen).

وجاء العرض الأول لـ"غولدا" في مهرجان برلين السينمائي الدولي في فبراير/شباط 2023، وأُتيح في دور العرض الأميركية بدءا من أغسطس/آب الماضي، ونزل إلى دور العرض بالمملكة المتحدة في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وانشغل سيناريو الفيلم بتبرير الهزيمة الإسرائيلية في حرب 1973، أكثر من كونه فيلما عن سيرة غولدا. ورغم ذلك، لم يقدم المخرج تصويرا للمعارك ولا أي مادة وثائقية عن الحرب.

ووفق نقاد، اكتفى المخرج بإبراز مشاهد من داخل غرف العمليات الحربية المغلقة، في حين تنقل الأجهزة اللاسلكية صرخات الجنود الإسرائيليين في خطوط المواجهة، الأمر الذي يعزوه البعض إلى الرغبة في خفض التكلفة الإنتاجية.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية + مواقع التواصل الاجتماعي