باستخدام المنصات الإلكترونية الجديدة.. جهود لتطوير الإنتاج السينمائي بالكويت
في ظل ضعف الدعم الحكومي وغياب استثمارات القطاع الخاص، يواجه صناع السينما الشباب في الكويت العديد من العقبات من أجل تطوير عملهم والعودة بمسيرة السينما في البلاد إلى سابق عهدها.
ورغم الجهود الكبيرة المبذولة من عدد كبير من الشباب الطامح إلى تحقيق نقلة نوعية في هذا المجال عن طريق تطويع التكنولوجيا الحديثة في خدمة أعمالهم، إلا أن ذلك لم يلب ما يطمح إليه هؤلاء الشباب في إحداث تغيير يعيد السينما في الكويت إلى وضعها الطبيعي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالسينما الشعبية في مواجهة السينما التجارية
المخرج المصري أمير رمسيس: فيلم “حظر تجول” اقتحم عش الدبابير.. والرقابة ديناصور
الدبلوماسية السينمائية.. كيف تستخدم الدول الأفلام لتحقيق أهداف سياستها الخارجية؟
ولأن السينما الكويتية بدأت مسيرتها بداية مبشرة بعد فيلم "بس يا بحر" للمخرج الراحل خالد الصديق الذي دخل في قائمة أفضل 100 فيلم عربي وفقا لمهرجان دبي السينمائي عام 2013، فإن القائمين على السينما في البلاد لم يستطيعوا على مدار العقود الماضية تحقيق انطلاقة جديدة لهذا المجال.
ويرى نقاد أن غياب الدعم الحكومي مع ضعف استثمار القطاع الخاص سببا هذه الأزمة الحالية، معتبرين أن إنتاج الشباب المعتمد على النظر إلى الفيلم بشقيه الفني والتسويقي معا هو الحل في هذه المرحلة. فلا يمكن أن يحلق المخرجون وكتاب السيناريو في الآفاق وينتظروا أن يهبط عليهم المنتج بتكلفة الإنتاج من السماء.
أفلام المقاولات
يرى المنتج والمخرج الفاروق عبد العزيز أن تطوير صناعة السينما حاليا يتطلب دخول القطاع الخاص في الإنتاج السينمائي الحقيقي الذي يعبر عن المجتمع، لافتا إلى أن "كل تجارب القطاع الخاص في الإنتاج السينمائي حتى الآن كانت نسخا لأفلام المقاولات وهذا لا يحقق أي طفرة في الإنتاج السينمائي".
وأضاف عبد العزيز في تصريح خاص للجزيرة نت، أن تطور الإنتاج السينمائي في الكويت مرهون بقوة واحترافية الإنتاج لتحقيق صناعة قوية قائمة على خدمة الأفكار الجيدة، مشددا على أن المحاولات التي يقدمها الشباب من "جيبهم الخاص وبكاميرات متاحة بالسوق أمر جميل لكنه لن يصنع صناعة سينمائية حقيقية".
من جانبه، أكد المخرج أحمد الخضري أن عددا من أعمال الشباب خلال الفترة الماضية ألقت حجرا في المياه الراكدة، مشيرا إلى وجود جمهور مثقف مطلع على السينما الأوروبية يدفع صناع الأفلام للمواكبة، "لكن صناعة الأفلام لم تحقق إيرادات بعد وهذا هو الشق الثاني المهم بعد الجمهور".
ودعا المخرج -الذي يعد من أبرز الأسماء في عالم صناع السينما الشباب بالكويت- في تصريح للجزيرة نت، صناع الأفلام إلى التركيز على الناحية الإنتاجية أكثر ودراسة السوق خاصة سوق "المنصات الإلكترونية التي تشتري حق العرض قبل حتى الانتهاء من الفيلم وهذا ما حدث معي في فيلمي الطويل الذي حقق أرباحا فوق تكلفته قبل أن يعرض وذلك فقط بالاتفاقات المبدئية".
سيتم عرض ٧ أفلام كويتية قصيرة ابتداءً من الخميس ٣ مايو و لمدة أسبوع
والأفلام تم إنتاجها من قبل شباب كويتيين مبدعين حيث ستعرض الافلام معاً في عرض واحد
ستتوفر تفاصيل الحجز وأوقات وصالات العرض في موقع وابليكيشن سنسكيب يوم الأربعاء
حضوركم دعم لصناعة السينما الكويتية الشبابية pic.twitter.com/at4BuxDGmP
— ساره الدريس (@saraaldrees) May 1, 2018
قوانين وقرارات
أما السيناريست وصانع الأفلام محمد المحيطيب فطالب الحكومة والقطاع الخاص بدور أكبر في تطوير صناعة السينما في البلاد، قائلا "كما يحصل في الكثير من القطاعات التجارية الأخرى، فالنظر للإنتاج السينمائي من ناحية تجارية يوفر التمويل اللازم للصناعة الجيدة".
ودعا المحيطيب في حديث للجزيرة نت، إلى تشجيع الإنتاج السينمائي من خلال قوانين وقرارات داعمة، كتحديد نسب دور العرض بشكل خاص للفيلم الكويتي، وشراء حقوق العرض من الجهات الإعلامية وعرضها على تلفزيون الدولة كنوع من الدعم والنشر الإعلامي المطلوب لدعم هذه الصناعة.
ويرى المحيطيب أن الحل أيضا في الاتجاه نحو الإنتاج الذكي والمنصات الجديدة القادرة إلى الوصول إلى الجمهور بشكل أسرع، فضلا عن دورها في الدعم المادي للإنتاج السينمائي، لافتا إلى أن بعض صناع السينما الشباب الآخرين، "أحبطوا وتبدد حلمهم في إنتاج فيلم سينمائي طويل، وعلقوا شماعة "ما في دعم" وساروا ببطء أو حتى توقفوا عند الفيلم القصير".
ويؤكد النقاد ضرورة استغلال طفرة الإنتاج السينمائي التي حدثت تزامنا مع انتشار فيروس خلال العامين الماضيين، ولعل المتابع للفن السابع يلمس أن ثمة طفرة إنتاجية تشهدها الأفلام المحلية خلال الفترة الماضية، بعضها صور قبل حالة الإغلاق العامة وأخرى استغل المنتجون فترة الركود التي ضربت صناعة الفن في إنجازها.