لماذا تستثمر نتفليكس 500 مليون دولار في كوريا؟

المسلسل الكوري "البائع الخارق" مقتبس من سلسلة روايات مصورة تحمل الاسم نفسه (مواقع التواصل)

يبدو أن خيارات الدراما والسينما الكورية ستتوسع أمام مشتركي منصة نتفليكس هذا العام، فقد أعلنت المنصة العالمية نيتها لإنفاق نحو نصف مليار دولار أميركي على محتوى من كوريا الجنوبية لتعرضه عالميًا عبر منصتها.

وتضم مكتبة نتفليكس أكثر من 175 عملًا باللغة الكورية، منها أكثر من 80 عملًا من إنتاجها الأصلي بين مسلسلات وأفلام من كوريا الجنوبية، حسب ما صرحت به مينيانغ كيم نائبة رئيس محتوى كوريا وجنوب شرق آسيا وأستراليا ونيوزيلندا.

وكشفت المنصة النقاب عن خطتها لإنتاج عملين جديدين من المتوقع عرضهما خلال العام الجاري، هما مسلسل "بي دي إس إم: حس أخلاقي" (BDSM Moral Sense)، وفيلم "كارتر" (Carter).

لماذا كوريا؟

منذ 2015 وحتى 2020 بلغ حجم استثمارات نتفليكس في المحتوى الكوري 700 مليون دولار أميركي، وفي يناير/كانون الثاني من العام الجاري أعلنت نتفليكس استئجار 9 مسارح وأستديوهات إنتاج بمساحة إجمالية تبلغ 16 ألف متر مربع، حيث تنوي نتفليكس استثمارها في إنتاج المسلسلين الجديدين التي أعلنت عنهما في حفل مطلع الشهر الجاري، كما سيتم تصوير نسخة كورية من مسلسلها الأشهر "لا كازا دي بابل" (La Casa de Papel).

أفصحت المنصة خلال الحفل -الذي نظمته مطلع مارس/آذار الجاري في سيول بعنوان "شاهد ماذا بعد في كوريا" (See What Next Korea)، وجمع عددًا من صناع الدراما والسينما الكوريين- عن وصول عدد مشتركيها في كوريا الجنوبية حاليًا إلى أكثر من 3.8 ملايين مشترك.

ويبدو أن الشبكة تستهدف رفع عدد المشتركين الكوريين خاصة والآسيويين بشكل عام عبر إنتاجها الخاص من الدراما والسينما الكورية، التي تشهد ازدهارًا بارزًا في الفترة الأخيرة، فقد كانت العروض الكورية مثل "مملكة إس" (Kingdom S) و"من الجيد ألا يكون على ما يرام" (It’s Okay to Not Be Okay) من بين المسلسلات التلفزيونية الأكثر شهرة في هونغ كونغ وتايلند والهند وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايوان واليابان.

خيال وقدرات إنتاجية جديدة

خلال الشهر الماضي، تصدّر مسلسلان كوريان قائمة الأكثر رواجًا على منصة نتفليكس؛ أحدهما "البائع الخارق" (The Uncanny Counter)، والآخر "البيت السعيد" (Sweet Home) من إنتاج نتفليكس الخاص، اللذان جذبا نحو 22 مليون مشترك حول العالم، حسب ما صرحت به مينيانغ كيم.

هذان العملان تحديدًا يصنفان في فئة الدراما "الفانتازية"، التي تتداخل مع خطوط من الكوميديا والرعب والإثارة، ولكن يمكن من خلالهما التعرف على القدرات الإنتاجية والخيال لدى صناع الدراما الكورية الجديدة.

"البائع الخارق" مقتبس من سلسلة روايات مصورة تحمل الاسم نفسه، ويحكي -في 16 حلقة- قصة مجموعة متباينة الأعمار من الرجال والسيدات الذين يعملون في مطعم كوري، لكنهم يحملون أرواحًا مقاتلة تطارد الأرواح الشريرة الهاربة من الجحيم، للقبض عليها وإعادتها للجحيم.

ورغم ما قد يتبادر إلى ذهنك بعد قراءة هذا الشرح الموجز وسماع اسم المسلسل داخل رأسك، فإنه يأتي في إطار من الإثارة بمسحة كوميدية خفيفة، ويستهدف شريحة واسعة من أبناء جيل الألفية والجيل "زي" (Z)، الجيل الأكثر استخدامًا للويب بطبيعة الحال.

أما "البيت السعيد" فهو أبعد ما يكون عن السعادة؛ إذ تصارع المجموعة المتبقية من سكان مجمع سكني ضخم للنجاة من فيروس غريب يحول المصاب به إلى وحش يشبع شراهته، مع الكثير من التعقيدات والتفاصيل حول نوع الشراهة وقدرات هذا الوحش، وكثير من الدماء والدموع ومحاولات الهروب.

الموجة الكورية

ربما تبدو الخطوط الرئيسية للمسلسلين اعتيادية، تم تناولها في كثير من الأعمال السابقة، لكن شيطان الخيال يسكن في التفاصيل الكورية، مع جيل جديد من صناع الدراما المتحررين من عدة أفكار دينية وسلطوية واجتماعية.

يأتي هذا الجيل الجديد امتدادًا للموجة الكورية التي تسمى عالميًا "كي ويف" (K Wave)، والمعروفة في كوريا بـ"هاليو"، والتي بدأت في نهاية التسعينيات وامتد أثرها حتى يومنا الحالي، فدفعت السينما الكورية لحصد عدد من جوائز الأوسكار بفيلم "طفيلي" (Parasite)، وجذبت عملاق البث عبر الويب لفتح أسواق وساحات إنتاج جديدة له.

المصدر : مواقع إلكترونية