التكنولوجيا من أجل الأمان.. هذا ما تحتاجه شوارع المدن الذكية

يتطلب أمن المدينة الذكية مراقبة كافة ما يجري في شوارعها وساحاتها، وتأمين مستوى عالٍ من السلامة فيها، والحد من الازدحام، ولهذا يلعب نظام المواصلات الذكي دورا مهما في تحقيق ذلك.

إنشاء نظام مواصلات ذكي

تعمل العديد من الدول المتقدمة مثل الدانمارك وسنغافورة وهونغ كونغ على تأسيس نظم مواصلات ذكية "آي تي إس" (ITS) تتحكم بحركة المرور.

وعلى الرغم من الإنجازات المهمة التي حققتها هذه الدول في مئات التقاطعات حتى الآن فإنه لا يزال أمامها الكثير من العمل لبلوغ وضع مثالي.

ويتطلب إنشاء هذا النظام استخدام قاعدة بيانات مركزية، وبرمجيات تحليلية ذكية ذات قدرات تنبؤية، وتقنيات حديثة، أهمها:

إشارات مرور ذكية

تتحكم "إشارات المرور الذكية" (Intelligent Traffic Lights) المتصلة بشبكة الإنترنت في حركة مرور المركبات بناء على المعلومات التي يتم جمعها من أجهزة الاستشعار وأنظمة الفيديو المركبة في الشوارع والتقاطعات.

وتحدد إشارات المرور الذكية فترات الضوء الأخضر والضوء الأحمر آليا حسب التدفق الفعلي للمرور، وتعطي أولوية المرور لسيارات الشرطة والإسعاف والحافلات المدرسية والنقل العام والدراجات في المدن التي تستخدم فيها بكثافة.

تقنية تحديد المدى عن طريق الضوء "ليدار"

تستخدم هذه التقنية لتفادي اصطدام المركبات بكل ما يعترض سيرها، وهي ضرورية للدوريات والمركبات ذاتية القيادة جزئيا أو كليا والمتوقع انتشارها تدريجيا في كافة المدن المتقدمة خلال سنوات قليلة.

ويصدر مستشعر "ليدار" الموجود في المركبة إشارات ضوئية تصطدم بالأشياء القريبة مثل المركبات والمشاة والأشجار، ثم ترتد مرة أخرى إلى المستشعر.

ويسجل نظام "ليدار" (Lidar) ويقيس المسافة الفاصلة بين الأشياء المحيط بالمركبة والزمن اللازم لتفادي الاصطدام بها.

الاتصالات المخصصة قصيرة المدى

توفر تقنية "الاتصالات المخصصة قصيرة المدى" (Dedicated Short-Range Communications) إمكانية الاتصال والتخاطب بين مركبة وأخرى قريبة منها، وكذلك الاتصال واستلام تنبيهات من المستشعرات التي ترصد البيئة المحيطة، كمستشعرات إشارات المرور أو المستشعرات المركبة على المنحنيات الخطرة أو الحواجز.

مواقف سيارات ذكية

تتطلب المدن الذكية إنشاء مواقف سيارات ذكية في الأماكن المكتظة لتحقيق وقوف أسرع وأسهل واختصار الوقت اللازم للعثور على موقف فارغ.

وتوجد عدة أشكال من مواقف السيارات الذكية، منها ما يعرف بنظام وقوف السيارات الآلي "إيه بي إس" (APS) الذي ينقل ويسترجع السيارات آليا التي يتم وضعها ضمن مستويات عمودية لتقليل المساحة والحجم المطلوب لوقوف السيارات.

تركيب مستشعرات ذكية ترصد المركبات المخالفة في الاصطفاف

ترصد هذه المستشعرات المركبات والدراجات النارية المصطفة في أماكن ممنوعة أو أماكن قد تعيق حركة المشاة، وترسل بياناتها تلقائيا ومباشرة إلى رجال الشرطة الموجودين على بعد عشرات أو مئات الأمتار من الموقع المحدد لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

تعزيز أمن المدن الذكية باستخدام الرؤية الحاسوبية

تستخدم تقنيات "الرؤية الحاسوبية" (Computer Vision) لحفظ وتعزيز أمن المدن الذكية، إذ يتم استخدامها للتعرف التلقائي على لوحات ترخيص المركبات "إيه إل بي آر" (ALPR) عبر الكاميرات الذكية، مما يؤدي إلى التعرف على المركبات ومالكيها وسائقيها، وتستخدم هذه التقنيات أيضا للتعرف على الوجوه وتحديد المشتبه بهم.

وبدأت تقنية الرؤية الحاسوبية تستخدم في جيل جديد من أجهزة كشف الكذب، حيث تعمل من خلال تحليل الحركات المجهرية في عيني ووجه الشخص، وبدأ استخدامها أيضا لنفس الغرض في مقابلات العمل.

ويجري حاليا العمل على تطوير استخدام الرؤية الحاسوبية في مجال الكشف الوقائي عن الجرائم قبل وقوعها، حيث تتواصل الأبحاث في مجال تطبيق التعلم الآلي على تسجيلات الفيديو، بهدف إنشاء خوارزميات تنبؤية تشير إلى الأماكن التي يحتمل أن تحدث فيها الجرائم بناء على وجود الأشخاص وحركة المرور والطقس وأشياء أخرى غير اعتيادية يتم اكتشافها في تلك الأماكن المرصودة عبر كاميرات الفيديو الذكية ولقطات الطائرات المسيرة.

وضع الملفات الصحية ضمن قاعدة البيانات المتصلة بخدمات الطوارئ

لتحسين نموذج تقديم الخدمات للسكان بدأت المدن الذكية بتخزين الملفات الصحية لكبار السن (65 سنة أو أكثر) ضمن قاعدة بيانات متصلة مباشرة بخدمات الطوارئ، مما يحسن الاستجابة للحالات الطارئة لهذه الفئة من السكان.

تزويد رجال الشرطة بأجهزة محمولة توفر لهم الوصول إلى النظم الأمنية فورا

بدأت المدن الذكية بتجهيز جميع رجال الشرطة بأجهزة محمولة تعمل ببرامج ذكية متصلة بقواعد البيانات المركزية يحملونها معهم أينما ذهبوا، وتمكنهم بذلك من الوصول إلى مجموعة واسعة من النظم الأمنية كسجلات العمليات دون الحاجة للعودة إلى دوائرهم وتسجيل الدخول لأجهزة الحاسوب للوصول إلى ذلك.

الجيل الجديد من كاميرات الجسم

تلعب كاميرات الجسم التقليدية المعدة للارتداء دورا مهما في توثيق ممارسات أجهزة الأمن والشرطة.

الجيل الجديد من هذه الكاميرات يحسن أداء هذه الكاميرات ويضيف وظائف ذكية مبتكرة إليها كزر الاستغاثة "إس أو إس" (SOS) الأحمر المدمج بالكاميرا والذي ينقل إحداثيات الموقع الخاص بمرتديها وما يدور آنيا بالصوت والفيديو إلى القيادة ورجال الشرطة الآخرين، مما يساعد في الحصول على المساعدة الفورية.

ويوفر الجيل الجديد من هذه الكاميرات أيضا تسجيلا محسنا خلال الإضاءة الضعيفة بمساعدة الأشعة تحت الحمراء وميكروفونات إضافية لتحسين تسجيل الصوت ورفع دقة بيانات تحديد الموقع "جي بي إس" (GPS) ودقة شاشة الكاميرات "إل سي دي" (LCD)، مما يؤدي إلى إنتاج بيانات وفيديوهات عالية الجودة لأغراض توثيق الأدلة.

ولا يقتصر دور أمن المدينة الذكية على توفير التقنيات اللازمة لتأمين سهولة تنقل الأفراد وحماية المجتمع من الجريمة، بل وعلى توفير الحب والجمال والكرامة والحرية والتسامح والمساواة لجميع أفراد المجتمع.