منتدى قطر الاقتصادي يبحث صدمة التحولات الرقمية المتسارعة التي فرضتها جائحة كورونا

الشركات التي تفشل في التحول الرقمي ستفقد عملائها وتنهار في النهاية

Technology Advanced Ruth Porat, CFO, Alphabet and Goog
روث بورات المديرة المالية لشركتي ألفابت وغوغل بجلسة "الرقمية من الألف إلى الياء" بمنتدى قطر الاقتصادي (الجزيرة)

الدوحة – أدى التحول السريع إلى كل ما هو رقمي بعد جائحة كورونا، في كل مجالات الحياة، إلى تغيرات واسعة شملت كافة القطاعات الاقتصادية وقادت إلى تحولات اجتماعية عميقة غيرت من عاداتنا وتقاليدنا وطرق تصرفنا المعتادة تجاه الأشياء والأحداث من حولنا، وعمقت كذلك من القلق حول المستقبل.

هل هذه التحولات الرقمية التي فرضها وسرّعها الوباء ستبقى أم أنها ستنتهي بعد انتهاء الجائحة، وكيف سيؤثر التحول الرقمي في كل شيء على مستقبلنا وطرق عيشنا؟ وما هو مستقبل العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا والتغيرات التي تفرضها الثورة الصناعية الرابعة وعصر الذكاء الاصطناعي؟ وما هي الفرص الاقتصادية التي يخلفها هذا التحول؟

هذه الأسئلة وغيرها كانت محور النقاش في الجلسة الثانية من منتدى قطر الاقتصادي الأول الذي يعقد عبر تقنية الاتصال المرئي، تحت شعار "إعادة تصور العالم" بالتعاون مع مؤسسة بلومبيرغ (Bloomberg).

Technology Advanced Ruth Porat, CFO, Alphabet and Goog
روث بورات: العمل عن بعد أحد المتغيرات التي فرضتها التحولات الرقمية أثناء الجائحة (الجزيرة)

لا عودة للوراء

وفي هذا السياق، قالت روث بورات المديرة المالية لشركتي ألفابت (Alphabet) وغوغل (Google) -في جلسة حملت عنوان "الرقمية من الألف إلى الياء"- إن التحول نحو الرقمية طال كل الجوانب والقطاعات، ولا توجد هناك عودة للوراء، فهذا التغير الذي نراه اليوم دائم وسيتعمق أكثر في المستقبل، ومن المهم جدا لكل واحد منا أن يفكر في كيفية الاستفادة من هذا التحول في تطوير وزيادة كفاءة الأعمال التي نقوم بها.

وأضافت أن هذا يعني أنه "علينا تطوير مهاراتنا الرقمية لتتواءم مع المرحلة، فالمؤسسات التي تواءمت بسرعة مع التحول الرقمي في أداء العمل نجت من العواقب الاقتصادية للجائحة".

وتابعت "مثلا حين ننظر إلى طريقة عمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهي العمود الفقري للاقتصاد العالمي، فإن واحدة من كل 3 مؤسسات ما كان لها أن تنجو من تداعيات الجائحة لولا امتلاكها للمهارات الرقمية اللازمة والتي كانت ضرورية جدا لتخطي الأزمة".

وحول طبيعة العمل بعد الجائحة وبالذات بعد أن تعلم العالم العمل عن بعد، ولم يعد الحضور للمكاتب أمرا ضروريا، قالت بورات "إننا في ألفابت وغوغل نتطلع لاعتماد أسلوب العمل المختلط، مع عودة بعض الموظفين إلى مكاتبهم، بينما الآخرون يعملون من المنزل" مشيرة إلى أن العمل عن بعد هو أحد المتغيرات التي فرضتها التحولات الرقمية أثناء الجائحة، وهو شيء سيستمر في المستقبل.

صدمة التحولات وأهمية التعاون

وقد أحدثت الجائحة والتغيرات الرقمية المتسارعة التي جاءت معها صدمة كبرى طالت الجميع، الأغنياء والفقراء والصغار والكبار، وأجبرت الجميع على إعادة تقييم حياتهم وطرق عملهم وأساليب تواصلهم مع الناس والمجتمع من حولهم.

وحول هذه التغيرات وأثر الجائحة على التجارة العالمية، قال سونيل بهارتي ميتال مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة بهارتي إنتربرايز ( Founder and Chairman, Bharti Enterprise) (عملاق الاتصالات في الهند) -في جلسة جاءت تحت عنوان "التحول في الأعمال والسلوك"- إن أهم شيء الآن هو "إعادة الحياة إلى القطاعات الاقتصادية العديدة التي تأثرت بالجائحة وإلى حركة التجارة والاستثمار الدولية، وقد شاهدنا قبل الوباء بسنوات أن الدول بشكل عام كانت منكفئة داخليا لمعالجة مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية، وقد أثبتت الجائحة الحاجة الماسة للتعاون بين الأمم والدول كي تبقى في أمان معا".

وحول أثر التغيرات الرقمية على الأعمال في المستقبل، قال ميتال إن المؤسسات والشركات التي ستفشل في تحويل أعمالها بما يتسق مع العصر الرقمي -الذي أصبحنا نعيش فيه- ستفقد عملها وعملائها وتنهار في النهاية، لذلك فإن التغيير في أساليب وطرق العمل ضروري جدا، وعلى الشركات الآن أن تتبنى طرق العمل الرقمية كي تنجو وتستمر في الحياة "وهذا أمر حتمي ولا مفر منه".

جدير بالذكر أن منتدى قطر الاقتصادي الأول قد بدأ أعماله يوم الاثنين عبر تقنية الاتصال المرئي بالتعاون مع بلومبيرغ ويستمر 3 أيام، ويشارك فيه 100 متحدث وخبير اقتصادي من جميع أنحاء العالم، بالإضافة لعدد من رؤساء الحكومات والدول.

ويهدف المنتدى إلى إعداد الخطط الداعمة لنمو الاقتصاد العالمي خلال مرحلة ما بعد الجائحة، وتسليط الضوء على جهود دولة قطر لقيادة النمو الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية الشاملة، وترسيخ مكانتها كإحدى أهم الوجهات الاستثمارية إقليميا وعالميا.

المصدر : الجزيرة