بعد تفوقها في المعارك.. الطائرات المسيرة التركية ستنقل البضائع عبر المدن

شهدت السنوات القليلة الماضية تحول طائرات الشحن المسيرة من فكرة ناشئة إلى تقنية مجربة، حيث يمكنها نقل منتجات التسوق عبر الإنترنت والأدوية الأساسية إلى المنازل.

تركيا واحدة من البلدان التي حصلت فيها فكرة استخدام المركبات الجوية غير المأهولة في نقل البضائع على زخم كبير خلال الفترة الماضية، حيث أكملت الدولة بحثًا أوليًا عن طائرات الشحن المسيرة، وتقوم بتطوير أنظمة مع خطط لفتح "طريق نقل من دون طيار" بين إسطنبول ومدينتي إسكي شهير وأنقرة، وفقا لتقرير صادر عن قناة "تي آر تي" (TRT) الإخبارية المملوكة للدولة.

ويعتبر هذا التوجه طموحا نوعا ما، لأن الطائرة المسيرة التي تقلع من إسطنبول إلى إسكي شهير ستحتاج لقطع حوالي 303 كلم. أما بالنسبة لأنقرة -عاصمة البلاد- فستزيد المسافة إلى حوالي 442 كلم.

حقبة جديدة للنقل والخدمات اللوجستية

وأعلنت تركيا أن نقل البضائع بطائرات مسيرة سيكون مرتبطًا بقواعد صارمة، مع كون سلامة الطائرات والأشخاص والطيور هي الأولوية الأولى.

وستكون الطائرات المستخدمة قادرة على نقل حمولة يصل وزنها إلى 4 كلغ، عبر طريق جوي سريع محدد على ارتفاع معين.

وستكون الخطوة التالية هي تحديد التفاصيل، مثل المسار الذي سيتم اتخاذه، والارتفاع الذي ستطير به الطائرات، وأماكن الهبوط والإقلاع.

وتجري المديرية العامة للطيران المدني في البلاد أيضا دراسة شاملة بشأن الطائرات المسيرة في تركيا، وقد سجلت حتى الآن أكثر من 50 ألف طائرة مسيرة.

ولم يتم تحديد أي إطار زمني، ومن غير الواضح كيف ستحقق الدولة هذا الهدف الطموح. ولكن مع توفر الظروف والتكنولوجيا المناسبة، قد يكون الأمر مسألة وقت حتى يتم تحقيق الأهداف النهائية، كما في حالة شركة وينغ (Wing)، المتخصصة بخدمة التوصيل بالطائرات المسيرة التابعة لشركة ألفابت (Alphabet) مالكة غوغل (Google).

فقد قامت الشركة مؤخرًا بتسليم 100 ألف طرد، بفضل الشعبية التي اكتسبتها خدماتها في مدينة لوغان الأسترالية، وهي ضاحية يقطنها 300 ألف شخص.

وقد رحّب السكان بتسليم الطائرات المسيرة أكواب القهوة وعلب الوجبات الخفيفة والدجاج المشوي، خصوصا خلال فترة الوباء. ومثل هذه التطورات هي إنجازات مذهلة لتكنولوجيا لم تثبت بعد قيمتها على نطاق أوسع.

وتعتزم وينغ أيضا التوسع في مدن أكبر في المستقبل، وسيحدد الوقت ما إذا كان بإمكان تركيا توسيع نطاق هذه التكنولوجيا.

المصدر : مواقع إلكترونية