"مسيّرات حسب الطلب".. طلاب أتراك ينتجون طائرات دون طيار متعددة المهام

أسس 4 طلاب أتراك يدرسون في جامعة بورصة التقنية، شركة لإنتاج طائرات مسيرة شخصية تمتلك ميزات خاصة حسب طلب الزبائن سواء للمرح أو إنجاز الأعمال، وسط تنامي تلك الصناعة في تركيا.

الشركة التي تحمل اسم "ماي فلاي" (Mayfly) -بحسب الطلاب- تهدف إلى إنتاج كميات كبيرة من الطائرات المسيّرة بميزات وأشكال تراعي طبيعة الأعمال الخاصة التي ستقوم بها.

مسيّرات مميزة

وكانت "جام غوز إم إف1" (Camgöz MF1)، الاسم الأول الذي يطلق على نماذج أولية لتلك الطائرات المسيرة التي أنتجها الطلاب.

وتم إنتاج تلك النماذج من حيث التصميم والمكونات والبرمجيات بموارد محلية، قبل أن يتقدم الطلاب بطلب إلى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية التركية للحصول على براءة اختراع.

ويستفيد الطلاب خلال مرحلة تطوير عملهم، من المرافق والمختبرات التي توفرها لهم شركة "هوس مهندسلك" (Huss Mühendislik)، التي تعمل بالتعاون مع جامعة بورصة التقنية، في مجال إنتاج التصاميم الصناعية وأجهزة الاتصالات الإلكترونية وأنظمة البرمجيات.

ويأتي هذا التوجه الطلابي في ظل تنامي تلك الصناعة محليا، وتأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في يوليو/تموز الماضي، أن بلاده ستصبح ضمن الدول الأربع الأولى عالميا في صناعة الطائرات المسيرة.

وأوضح أردوغان في حوار مع مجلة "كريتر" المحلية، آنذاك أن صناعة الطائرات المسيرة المسلحة وغير المسلحة، من أهم مشاريع الصناعات الدفاعية التركية، وهناك وجود طلب خارجي كبير على المسيّرات التركية.

أحلام طلابية

الطالب بقسم الهندسة الكهربائية في جامعة بورصة التقنية، ياسين جليك، يقول إن تركيا تمكنت خلال السنوات القليلة الماضية من تحقيق إنجازات كبيرة في مجال الطيران العسكري والطائرات المسيّرة.

ويضيف جليك أنه وزملاءه يؤمنون بثراء مساهمات رواد الأعمال من الشباب في مجال تطوير قطاع صناعة الطائرات المسيرة، ولاسيما أن تركيا باتت تمتلك إمكانات قوية في مجالات الطيران المدني.

ويتابع "هدفنا أن نكون قادرين على دخول السوق بالمنتجات المحلية، وكوجه متنامٍ لصناعة الطيران المدني التركي، نحن قادرون على خوض غمار هذا القطاع من خلال إنتاج طائرات مسيرة تراعي متطلبات الزبائن واستخدام أنظمة يمكنها إنتاج حلول مباشرة لاحتياجات المستخدم النهائي".

ويذكر الطالب جليك -وهو يدرس في السنة الثالثة حاليًا- أنهم يقومون أيضًا بتصنيع أجهزة يمكنها اختبار فعالية هذه الأنظمة.

ويتابع "هدفنا الرئيسي من عملنا هو دخول سوق الطائرات المسيرة من خلال طائرات دون طيار، تعمل باستخدام برامج وأجهزة محلية بنسبة 100%".

"مسيرات حسب الطلب".. طلاب أتراك يواكبون التقدم
الطلاب ينتجون الطائرات المسيرة وفق طلبات واحتياجات محددة (الأناضول)

مسيّرات وفق احتياجات الزبائن

ويوضح جليك طريقة عمل المشروع، "نعمل على إنتاج طائرات مسيرة وفق احتياجات الزبائن، فعلى سبيل المثال عندما تأتي إلينا بمشكلة ما، نقوم بإجراء دراسات عليها، فإذا كنت مزارعًا نستطيع تزويدك بطائرة مسيرة لرش المبيدات الزراعية بتكلفة قليلة".

ويشير إلى أن "الطائرات المسيّرة التي قاموا بتصميمها تعمل بشكل تلقائي (أوتوماتيكي) من خلال تحديد نقطة البداية ونقطة الهبوط والعمل المطلوب القيام به".

كما يلفت إلى أن فريقه مستعد لإقامة تعاون مع شركات أخرى من أجل إنتاج الطائرات المسيرة، مؤكّدًا أنه وزملاءه يعملون جاهدين من أجل تحقيق أحلامهم في تطوير مشروعهم إلى آفاق أرحب.

المرح والإنتاج

من جهته، يقول عبدالله جاقر أوغلو -طالب دكتوراه في قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية بجامعة بورصة التقنية- إن فريقه يعمل حاليًا على تسجيل الطائرة المسيرة "جام غوز إم إف1" في مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية التركية والحصول على براءة اختراع على التصميم.

وعن ميزات النموذج الأوّلي للمسيّرة، يوضح جاقر أوغلو، أن لها زاوية عرض 170- 175 درجة، ودقة 4K (عالية جدًا) وكاميرا 25 إطارًا في الثانية (عدد الصور في الثانية).

بدوره، يبيّن فرقان إيشيقاي -وهو طالب في السنة الثانية في قسم هندسة الميكاترونيكس- أنهم قدموا 5 أوضاع طيران مختلفة في أول طائرة مسيّرة قاموا بإنتاجها (جام غوز إم إف1).

ويذكر إيشيقاي أن المسيّرة المذكورة يمكن تعديل ميزاتها وفق طلب واحتياجات الزبائن، كما أنها قادرة على إجراء مناورات والعمل بوضعية "الشقلبة (القفز على التوالي في اتجاهات مختلفة)" التي يحبها مستخدمو الطائرات المسيّرة.

فيما يلفت متين شريف -وهو طالب في السنة الثالثة بقسم الهندسة الميكانيكية في جامعة بورصة التقنية- أن سوق الطائرات المسيرة يعج بالتصاميم الموحدة، وأنهم أرادوا إنتاج نوع مميز من المسيّرات.

ويعرب شريف عن أمله في دخول سوق إنتاج الطائرات المسيرة، من أوسع أبوابه، من خلال نيل رِضا المستخدم النهائي وإيجاد حلول للمشاكل عن طريق استخدام الطائرات المسيرة.

المصدر : وكالة الأناضول