كيف تبدو قطر قبل أقل من 90 يوما على انطلاق كأس العالم 2022؟

الدوحة- لن تكون بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي تستضيفها قطر بعد أقل من 90 يوما، مجرد بطولة رياضية يحضرها مئات الآلاف من المشجعين الذين سيتوافدون على الدوحة، بل ستتحول إلى مارثون رياضي مفعم بأجواء حماسية وتجارب استثنائية، ووجهات ترفيهية وسياحية وفعاليات ثقافية متنوعة.

فكل المناطق التي تم اختيارها لملاعب المونديال الثمانية، ستقدم للمشجعين تجربة ترفيهية فريدة من نوعها مليئة بلحظات لا تنسى، وذلك بجانب الفعاليات الأخرى المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، والتي تجمع بين مناطق الجذب والترفيه والمغامرات.

وبعيدا عن الترفيه ستكون جماهير المونديال على موعد مع مناطق استكشافات ثقافية ومعالم تاريخية تقف شاهدة على أحداث انطبعت تفاصيلها في تاريخ المنطقة، وساهمت في صناعة الحاضر كما نراه، ومشاهد طبيعية تتميز بجمال أخاذ يجمع بين الكثبان الرملية الذهبية والبحار والجبال والأودية.

وقسمت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، مناطق الفعاليات التي ستصاحب المشجعين خلال المونديال على 4 محاور أساسية (الوحدات الترفيهية، مناطق جذب ضخمة، استكشافات ثقافية، مغامرات لا تنتهي) تضم 22 مركزا، وتحتوي على 12 موقعا أثريا وقلعة و23 متحفا، وأكثر من 3 آلاف مطعم و30 مركزا للتسوق، فضلا عن تخصيص مسار للدراجات بطول 33 كيلومترا، هو الأطول في العالم.

الدوحة تتزين

وتزينت شوارع الدوحة بالعديد من اللوحات والأعلام للدول المشاركة، والأشكال التي تحمل شعار المونديال الذي يعتبر الحدث الرياضي الأهم لهذا العام، حيث كان لفن الرسم على الحوائط (جرافيتي) نصيبه، إذ تزينت العديد من الأبنية والمرافق العامة والخاصة برسومات تجسد هذا الحدث الرياضي، فضلا عن لوحات لأبرز نجوم العالم الذين سيشاركون في الحدث.

وتضم الوحدات الترفيهية 6 مناطق، أبرزها مهرجان "فيفا" (FIFA) للمشجعين في حديقة البدع بقلب الدوحة، الممتدة على مساحة 500 ألف متر مربع، والتي ستقدم 170 ساعة بث لمباريات المونديال، و100 ساعة من الموسيقى الحية مع نجوم عالميين وإقليميين، فضلا عن أنشطة ترفيهية مناسبة للعائلات والأطفال، وأجنحة ضيافة كبار الزوار ومطاعم عالمية وعربية.

وستكون منطقة الكورنيش على امتداد واجهة الدوحة البحرية بداية من متحف الفن الإسلامي وحتى حديقة الشيراتون ولمسافة 6 كيلومترات، مستعدة لأحد أضخم الاحتفالات في تاريخ قطر، حيث ستكون بمثابة كرنفالات شارع تضم عروضا فنية وحفلات فنية وموسيقية وقصصا ساحرة، فضلا عن 150 كشك طعام، و4 مسارح حية، وعروض ضوئية ومائية يوميا.

حفلات وفعاليات

وستقدم منطقة درب لوسيل "البوليفارد" الكائنة على مساحة 88 ألف متر مربع والممتدة على طوال 1.3 كيلومتر، عروضا حية في الشوارع وحفلات موسيقية وفعاليات ترفيهية، فضلا عن استعراضات ساحرة ستنير مدينة لوسيل.

أما منطقة "نادي 974 الشاطئ" الممتدة من قلب الدوحة وصولا إلى واجهة راس أبو عبود البحرية الجميلة، والمستوحى تصميمها من ملعب 974 المبتكر والمبهر، فستوفر للمشجعين تجربة فريدة لممارسة 20 نوعا من الرياضات المائية، وحضور أروع العروض الفنية والرياضية العالمية، في حين يوجد أشهى المأكولات المحلية والعالمية.

أما منطقة "أركاديا سبكتاكيولر" الكائنة في رأس بوفنطاس بمدينة الوكرة على مساحة 40 ألف متر مربع، فستشتهر بنصب عنكبوت ناري بوزن 50 طنا في مهرجان غلاستنبوري 2022، وستضم مسارح بتصاميم مذهلة وحفلات موسيقية عالمية الطراز، بالإضافة إلى قائمة استثنائية من ألمع نجوم موسيقى التكنو والهاوس، لتوفر للمشجعين أجواء مشحونة بالطاقة الإيجابية والمرح.

وآخر المناطق الترفيهية فستكون "مدل بيست – أرافيا" الممتدة على مساحة 30 ألف متر مربع، والقريبة من ملعب الجنوب بمدينة الوكرة، والتي تضم مسارح خاطفة للقلوب والعقول ومواهب عالمية ونجوم صاعدة من المنطقة، وهي تعد المشجعين بتجربة موسيقية استثنائية من الإيقاعات والمشاهد الملونة والخاطفة للأنفاس.

مناطق جذب

وتتركز مناطق الجذب الضخمة خلال مونديال قطر في 6 مناطق أيضا، أبرزها جزيرة المها الممتدة على مساحة 230 ألف متر مربع بالقرب من ساحل المارينا بمدينة لوسيل، والتي تضم 50 لعبة ترفيهية تحبس الأنفاس ووجهات تسلية خيالية، حيث ستكون وجهة تجمع الأماكن المناسبة للعائلات، والألعاب المحببة عند عشاق الأدرينالين والحماسة، فضلا عن العروض الترفيهية الحية، بالإضافة إلى خيارات الطعام عالية المستوى والمطاعم الشعبية.

وسيقدم مهرجان دريشة للفنون الأدائية بحديقة الأكسجين في مؤسسة قطر، للزائرين فرصة التعرف على تاريخ قطر العريق وكنوزها الثقافية عبر العروض الفنية والشعر والمسرح في ظل تقديم 100 عرض لمواهب صاعدة.

تجارب مفعمة

أما مهرجان الحركة الذي سيقام على مدار 16 يوما في 10 مواقع فريدة بالدوحة، فسيقدم لمشجعي المونديال تجربة مفعمة بالحيوية تتخللها عروض راقصة وفنية وموسيقية مستوحاة من ثقافة وتراث قطر، وسط مشاركة فنانين مشهورين وعروض إبداعية ملهمة.

كما سيكون عرض الأزياء "قطر فاشن يونايتد" أضخم مهرجان للموضة على الإطلاق في ملعب 974، حيث يجمع بين الفن والأزياء وكرة القدم.

ومبادرة "قصتنا" ستكون واحدة من أبرز مناطق الجذب، حيث توفر للمشجعين فرصة استكشاف وجهات ثقافية رائعة وسياحية مميزة خارج الدوحة عبر رحلة مدتها 6 ساعات مفعمة بالتشويق إلى مواقع جديدة، أبرزها شاطئ سيلين، ومحمية القرم الطبيعية، وسوق الوكرة القديم، وركوب الخيل في القلايل.

بينما ستعتبر كبائن قرية المشجعين التي تقع بالقرب من الملاعب الثمانية والمعالم السياحية الرائعة، أماكن إقامة واستجمام فريدة للمشجعين لأخذ قسط من الراحة بين الفعالية والأخرى.

استكشافات ثقافية

لن تكون تجربة مشجعي مونديال قطر قاصرة على حضور المباريات، حيث تنتظرهم 5 تجارب ثقافية وسياحية في مختلف مناطق قطر لا تقل إثارة وأهمية عن العرس الكروي.

وفي مقدمة تلك المناطق يقف سوق "واقف" أحد أشهر معالم قطر السياحية، بساحته المميزة وأزقته المتداخلة التي تفوح برائحة الهيل، والذي يجمع بين العراقة الأصيلة والمدنية الحديثة، فضلا عن مبانيه التاريخية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 100 عام.

وكذلك الحي الثقافي "كتارا" أحد أهم المعالم الثقافية والسياحية في الدوحة، والذي يعد منارة مضيئة للفن والثقافة في الوطن العربي كونه ملتقى للمسرح والموسيقى والفنون البصرية والأدب والشعر.

أما قلعة "الزبارة" الممتدة على مساحة 600 متر مربع، التي تعود إلى القرن الـ18، فتعتبر موقع تراث عالمي على قائمة اليونسكو، وإحدى أكبر وأهم نماذج الآثار التي ما زالت قائمة في المنطقة بفضل حسن المحافظة عليها والعناية بها.

عروض فنية

بينما ستشكل العروض الفنية التي تصل إلى نحو 600 عرض للمشجعين حول ملاعب المونديال؛ تجربة ترفيهية فريدة من نوعها مليئة بلحظات لا تنسى، حيث العروض الفنية والثقافية والأنشطة التفاعلية المذهلة، فضلا عن الحرف اليدوية والتراثية، والفنون البصرية، والأزياء، والتصميم، وفنون الأداء الموسيقي، والأفلام، والعروض.

وسيجد جماهير مونديال قطر أنفسهم محاطين بأنشطة ومغامرات على مد البصر، أبرزها التطعيس على الكثبان الرملية برفقة سائق محترف، والتي تضمن للزائرين رحلة رملية ماتعة وحيوية لا توصف بالكلمات، في ظل اعتلاء الكثبان الرملية لارتفاع 60 مترا في خور العديد، ومشاهدة المناظر الخلابة، ومن ثم السباحة في البحر والاسترخاء بجانب نار المخيم لتناول وجبة شواء لذيذة.

كما ستكون تجربة ركوب الأمواج والرياضات المائية حاضرة للمشجعين على شواطئ قطر بمنطقتي فويرط وزكريت، وذلك في ظل ظروف مناخية مثالية ومناظر تخطف الأنفاس ومستويات عالية من الأدرينالين.

في حين سيكون شاطئ سيلين الممتد لمسافة 180 كيلومترا، بمثابة الشاطئ المثالي للاسترخاء وأخذ قسط من الراحة للمشجعين، كما يمكنهم خوض تجربة التخييم تحت سماء قطر ونجومها، فضلا عن السباحة في مياه البحر الصافية والغطس ورصد أسماك الهامور والشفنين.

وأخيرا يعد التجديف في غابة المانغروف بمنطقة الذخيرة، بمثابة رحلة ساحرة بعيدا عن ضوضاء المدينة وأقرب ما يمكن إلى الطبيعة والسكينة، وفرصة للمشجعين لاستكشاف الطبيعة والمناظر الخلابة والتعرف على الحياة البرية، والتجديف على قوارب الكاياك.