المتحدث باسم اتحاد الكرة الجزائري للجزيرة نت: قطر قدمت درسا للجميع وهذا جديد بلماضي مع المنتخب

قال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الجزائري لكرة القدم صالح باي عبود إن مونديال قطر "نجح حتى قبل انتهائه"، واعتبر أن الحملات الغربية ضد المونديال عادت بالأثر العكسي على أصحابها، وأشار إلى أن قطر "قدمت درسا للجميع".

وأكد عبود في مقابلة مع الجزيرة نت، أن المدرب جمال بلماضي جدد عقده إلى غاية 2026 بأهداف أفريقية ومونديالية، وتحدث عن "العصافير النادرة" التي ينوي بلماضي الاستعانة بها في المواعيد المقبلة لمنتخب "محاربي الصحراء"، كما نفى وجود أزمة مالية بالاتحاد الجزائري، وتحدث عن الأهداف المسطرة لرئيسه الجديد جهيد زفيزف.

وفي ما يلي نص الحوار:

• كيف تقيم تنظيم قطر للمونديال لأول مرة على أرض عربية؟

قطر أبهرت العالم بتنظيمها لكأس العالم 2022، ونجاح المونديال قبل نهايته شيء مفروغ منه ومعترف به سواء من المنتخبات أو المشجعين، أو العالم بأسره الذي تابع هذه البطولة عبر شاشات التلفزيون.

عندما ترى مونديال 2018 الذي جرى في مدن متباعدة، ومونديال 2026 الذي سينظم في 3 دول بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك، انفردت قطر بإجراء 4 مقابلات في يوم واحد خلال الدور الأول، وهذا بفضل البنية التحتية والتسهيلات الموجودة.

كانت لي فرصة المشاركة مع المنتخب الجزائري للمحليين في كأس العرب، كانت تجربة ناجحة، وكانت خلالها قطر جاهزة لاحتضان هذا المونديال الذي يدخل التاريخ، سواء من ناحية التنظيم أو المستوى الرفيع للمسابقة.

• حملات كثيرة شنها الغرب على قطر، في اعتقادك لماذا هذه الحملات؟ وما خلفياتها؟

الحملات التي شنها البعض على دولة قطر، خاصة بعض الإعلام في أوروبا، أمر معروف وليس جديدا، فعندما يحقق بلد عربي أو إسلامي نجاحات يكون مستهدفا. لكن في آخر المطاف، أعتقد بأن قطر أعطت درسا للجميع، وبفضل التسيير الراشد قامت بخطوات كثيرة وحققت نجاحات كبيرة، وتبقى قدوة لكل الدول العربية.

• ما حقيقة الأخبار المتداولة عن تجديد المدرب جمال بلماضي عقده مع الاتحاد الجزائري إلى 2026 وتخفيض راتبه؟

تجديد عقد المدرب جمال بلماضي مع المنتخب الجزائري هو أمر عادي ومرتبط بأمور إدارية، لست مطلعا بصراحة عليها، لكن ما أعرفه أن بلماضي بعد فترة الإقصاء المُر من المونديال وكل ما حدث حول الموضوع، أدلى بتصريح رسمي على موقع الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وأكد مواصلة مغامرته مع المنتخب الجزائري.

بضعة أشهر بعد ذلك، وعقب انتخابه لرئاسة اتحاد الكرة، صرح جهيد زفيزف للإعلام الجزائري بأن مدرب المنتخب سيواصل مهامه على رأس "الخضر" إلى غاية 2026، وأعتقد أن الأمور من حينها أصبحت واضحة.

والمدرب جمال بلماضي يواصل مهامه في إطار إستراتيجية وتخطيط واستقرار وديمومة في العمل بهدف العودة إلى أعلى مستوى، وإن شاء الله نكون في الطليعة مع الأهداف المسطرة للاستحقاقات القادمة سواء تعلق الأمر بكأس أمم أفريقيا 2023 و2025 وأيضا مونديال 2026 التي بدأ العمل من أجلها في الفترة الأخيرة.

• أي أهداف جديدة حددها الاتحاد الجزائري للمدرب جمال بلماضي مع المنتخب؟

لا أظن أن هناك أهدافا جديدة، هي الأهداف نفسها، والمنتخب الجزائري مقبل على نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023 ثم 2025، وفي كل مرة المنتخب مطالب بأن يلعب الأدوار الأولى ويحقق الفوز، وكذلك التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026.

• بلماضي تطرق لموضوع تجديد دماء المنتخب بلاعبين جدد قبل دخول غمار الاستحقاقات المقبلة، هل يمكن أن نطلع على هوية الأسماء التي ستلتحق مستقبلا بالمنتخب بالإضافة للاسمين اللذين ذكرهما المدرب عوار وآيت نوري؟

المؤكد أن المنتخب الجزائري سيستفيد من خدمات لاعبين جدد، وهذا الأمر نتركه للمدرب الوطني واتحاد الكرة، إذ يعملون على استقدام لاعبين جدد بتدعيم نوعي وضخ دماء جديدة وكما تطلبه الجماهير، ولكن في إطار تخطيط محكم وتفكير جيد، واستخدام هؤلاء اللاعبين بطريقة عقلانية تجعل من المنتخب يرفع من مستواه أكثر، ولا يمكن إعطاء أسماء، نتركها للمدرب جمال بلماضي، الذي من دون شك سيعود لها مستقبلا خاصة خلال التربص القادم الذي سيكون في شهر مارس/آذار القادم، وفي لقائي النيجر ذهابا وإيابا في التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم أفريقيا 2023.

شيء مشروع أن الجمهور الرياضي يطلب أسماء جديدة مثل أوليز وعوار وآيت نوري وآخرين، لكن طلبات الجمهور شيء، والواقع واستقدام لاعبين آخرين شيء آخر، الأمر يتطلب إجراءات وإرادة من طرف هؤلاء اللاعبين حتى يكون اندماجهم بسهولة عند التحاقهم بالمنتخب الجزائري ويستفيد منهم ويقدمون الإضافة له.

• 2022 كانت سنة عصيبة كُرويا على الجزائريين بعد إخفاق المنتخب في التأهل للمونديال، كيف ترى هذا الغياب؟ وهل تعتقد أن الجزائر كان بإمكانها أن تقول كلمتها في مونديال قطر؟

2022 كانت سنة تعيسة جدا للكرة الجزائرية خصوصا للمنتخب الوطني الأول الذي كان يملك أهدافا للمضي إلى أبعد حد في نهائيات كأس أفريقيا بالكاميرون وخاصة التأهل إلى نهائيات كأس العالم، لكن رغم النتائج المحققة والتتويجات منذ 2019 وكنا في منحى تصاعدي، شاءت الأقدار أن هذه الديناميكية عرفت اختلالات وعدم استقرار في نصف الطريق، وهذا ما أدى نوعا ما بالمنتخب للخروج من السكة، والنتائج لم تكن كما كان منتظرا، ولسوء الحظ غابت الجزائر عن مونديال قطر الذي كنا نأمل تحقيق الكثير خلاله، ولم يكن الهدف المشاركة فقط، لكن الذهاب لأبعد حد.

2022 نعتبرها سنة المصاعب وهذه سنة الحياة، فيها فترات إيجابية وأخرى سلبية، المهم أننا نستدرك الوضع ونستخلص الدروس في كل ما عاشته الكرة الجزائرية والمنتخب لتحقيق انطلاقة جديدة وفتح صفحة جديدة توصلنا إلى نتائج أفضل.

• بداية من النسخة المقبلة حسابات التأهل للمونديال ستكون أسهل مع رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48، هل ترى هذا الأمر يصب في مصلحة المنتخب الوطني؟

التحضير لمونديال 2026 بدأ منذ مدة، خاصة في شهر يونيو/حزيران الماضي عندما بدأ المنتخب الجزائري تصفيات كأس أمم أفريقيا 2023 والمقابلات الودية التي يستغلها المدرب لإقحام بعض العناصر الشابة حتى تتأقلم وأن يكون لها مشاركات بصفة منتظمة، وكذلك البحث عن المنتخب المثالي، خصوصاً مع مغادرة بعض اللاعبين الأساسيين.

ما يمكن قوله بأن المدرب وطاقمه الفني واللاعبين والاتحادية سيبذلون كل مجهوداتهم لتحقيق هدف التأهل لمونديال 2026.

• عهد جديد في الاتحاد الجزائري بقيادة جهيد زفيزف.. كيف ترى قيادة الرجل لأعلى هيئة كروية في الجزائر؟

هناك مهام كبيرة تنتظر الرئيس الجديد للاتحاد الجزائري، رجل يملك الخبرة ودراية بشؤون كرة القدم في الجزائر، كانت له فرصة الإشراف على عدة مهام في قطاع الرياضة وفي المكتب الفدرالي في عدة مناسبات خاصة في نهائيات كأس العالم 2010، له من الخبرة ما يجعله يكون في المستوى، الأمور ليست سهلة، هناك الكثير من الأمور التي تتغير من بينها تنصيب المدير التقني الجديد ولجنة التحكيم، وهناك عدة ورشات فُتحت.

جهيد زفيزف لا يتكلم كثيرا لكنه يعمل كثيرا، وبعض الملفات أخذت منعرجا إيجابيا مثل تمويل الكرة الجزائرية، وهو المشكل الذي تم حله في الفترة الأخيرة، مع وجود إرادة للاستقرار على مستوى الاتحادية، كما أن المكتب الفدرالي الجديد منسجم ولا يوجد مشاكل بين أعضائه.

أعتقد أنه علينا أن ننتظر فترة عام حتى نُقيم بصفة موضوعية كل ما قام به وما سيقوم به رئيس الاتحاد الجزائري، وهناك إرادة قوية عن طريق عدد من المشاريع الهادفة.

• الجزائر قررت الترشح لاستضافة كأس أمم أفريقيا 2025.. هل يمكن أن نطلع على جديد الملف؟

الجزائر من الدول القليلة التي تملك حظوظ احتضان نهائيات أمم أفريقيا 2025، هناك ملف قوي في طور التجهيز، ولنا موعد في 16 ديسمبر/كانون الأول لوضعه على مستوى الاتحادية الأفريقية لكرة القدم، إن شاء الله يلبي دفتر الشروط. لدينا إمكانيات كبيرة خاصة مع الملاعب الجديدة التي ستسمح لنا باستضافة كان 2025.

• ألا تعتقد بأن تنظيم الجزائر لكأس أفريقيا للمحليين 2023 سيكون ورقة رابحة لاستضافة أمم أفريقيا 2023؟

كأس المحليين الذي ستحتضنه الجزائر مطلع العام المقبل فرصة لنثبت مدى جاهزية الجزائر من ناحية التنظيم والمرافق، وهي فرصة أيضا لبعض اللاعبين لإثبات قدراتهم على الالتحاق بالمنتخب الأول.