وهبي الخزري: الجزائر تمتلك محرز ومصر لديها صلاح أما تونس فتعتمد على اللعب الجماعي

خاض الخزري 71 مباراة مع منتخب تونس سجل خلالها 24 هدفا (رويترز)

عندما اتخذ وهبي الخزري قرار الدفاع عن ألوان تونس "موطن أبيه وأصوله" عوضا عن الانتظار للحصول على فرصة اللعب مع فرنسا بلد المنشأ والإقامة، لم يكن يتخيل أن القدر سيحقق له "حلم" مواجهة بلده بالتبني في أعظم مسابقة كروية على الإطلاق، كأس العالم.

وقال الخزري ، الذي ينتظر أن يكون في مقدمة لاعبي منتخب تونس في كأس العالم قطر 2022 "أنا سعيد للغاية باللعب ضد فرنسا في المجموعة نفسها بالمونديال، الفرنسيون هم الأوفر حظا ونحن بعيدون عنهم لكننا نملك فرصة لإثبات ذواتنا بعد كل تلك السنوات التي قضاها أغلب لاعبي منتخبنا في الدوري الفرنسي".

واعتبر المهاجم الذي انتقل إلى نادي مونبلييه بداية الموسم الجاري، أن "اللعب في الدوري الفرنسي حلم الكثير من اللاعبين، لكن مواجهة الفرنسيين في كأس العالم هو حلم يتحقق أيضا بالنسبة لي".

مركز الثقل في المنتخب التونسي

وسيكون الخزري (31 عاما) مركز الثقل في تشكيلة "نسور قرطاج"، فالمدرب جلال القادري يعول على الخبرة التي اكتسبها هذا اللاعب المقاتل في الملاعب الفرنسية، لمحاولة التأهل عن المجموعة الرابعة التي تضم الدانمارك وأستراليا إضافة الى "الديوك" أبطال العالم.

وأعرب الخزري عن تفاؤله بنجاح نسور قرطاج في تقديم عروض جيدة في النهائيات "ثقتي ببلادي، بموطني. أظهرنا خلال كأس العالم الماضية أننا تمكنا من مجاراة إنجلترا وتلقينا هدفا في الثانية الأخيرة (1-2). نحن قادرون على فعل أشياء جميلة في قطر، لسنا مرشحين لتصدر المجموعة أو بلوغ أدوار متقدمة، لكني أتمنى أن يكون بمقدورنا التأهل عن هذه المجموعة مع فرنسا".

وقال الخزري الذي قضى الجزء الأكبر من مشواره الكروي في الملاعب الفرنسية: "أداء المجموعة هو نقطة قوتنا، الجزائر تمتلك رياض محرز، ومصر لديها محمد صلاح، أما نحن في تونس فنعتمد على اللعب الجماعي، لدينا نحو 30 لاعبا يملكون فنيات عالية ويبذلون الكثير من الجهود".

تستهل تونس مباريات الدور الأول بمواجهة الدانمارك يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري ضمن المجموعة الرابعة (رويترز)

وفي مقابلة سابقة، عقب سحب قرعة مونديال 2022، مع محطة "آر إم سي"، أكد الخزري أن "فرنسا الأوفر حظا لكن الخصوم الآخرين في متناولنا"، مشددا على أن "الأداء الجماعي سلاحنا، نملك لاعبين جيدين في الوسط، كما أننا قادرون على أن نكون على قدر من الصلابة دفاعيا، أما في الهجوم فنملك لاعبين موهوبين، نحن مجموعة متجانسة".

وبعد مواجهة الدنمارك يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر ثم أستراليا يوم 26 من الشهر ذاته، سيكون الموعد مع لقاء بلد الأصل وبلد المنشأ، بين تونس وفرنسا على ملعب المدينة التعليمية في 30 من الشهر ذاته، مع الأمل أن يكون "نسور قرطاج" قد ضمنوا تأهلهم قبل هذه المواجهة التي ستكون الخامسة بين الطرفين لكن الأولى على الإطلاق في كأس العالم.

اختيار بلد الأصل

وتطرق الخزري إلى نظرة الجمهور التونسي له قائلا "أعتقد أنه يتم النظر إلي بشكل جيد لأني أقدم قصارى جهدي عندما أدافع عن ألوان منتخب بلادي، أنا سعيد جدا بما أقدمه مع المنتخب، نهاية مشواري مع النسور لم يعد بعيدا بالنسبة لي وأحاول الاستفادة من كل لحظة".

والخزري المولود في أجاكسيو بفرنسا، بدأ مسيرته الدولية عام 2009 بألوان المنتخب التونسي لأقل من 20 عاما، لكنه لعب فيما بعد  لمنتخب فرنسا لأقل من 21 عاما استجابة لدعوة المدرب إريك مومبارتس في مباراتين ضمن تصفيات كأس أوروبا لتحت 21 عاما ضد رومانيا وسلوفاكيا.

وفي فبراير/شباط 2012، خاض مباراته الأولى والوحيدة بألوان بلده بالتبني ضد إيطاليا قبل أن يتم استبداله بفريديرك بولو، لكنه حسم في نهاية العام ذاته قراره بالدفاع عن ألوان تونس نهائيا.

وقال اللاعب عن تفضيله ارتداء قميص تونس "اخترت موطن أبي وأرض أصولي، أشعر بالفخر بعد قراري الدفاع عن ألوان تونس، موطن والدي حيث كنت أتردد كل صيف، عندما أرى الحماس خلال مبارياتنا، فهذا الأمر يحفزني أكثر".

وحتى الآن، خاض الخزري 71 مباراة بقميص "نسور قرطاج" سجل فيها 24 هدفا، كما شارك في كأس أمم أفريقيا 2013 و2015 و2017 و2019 و2022، وفي مونديال 2018.

في يونيو/حزيران الماضي انتقل الخزري لنادي مونبيليه الفرنسي قادما من سانت إيتيان (رويترز)

أما مسيرته مع الأندية فكانت جلها في أندية فرنسية، وباستثناء تجربة مع سندرلاند الإنجليزي، بدأ المهاجم التونسي مشواره مع الفئات العمرية لباستيا (2008-2014) ثم انتقل لبوردو (2014-2015)، قبل الانضمام إلى سندرلاند الذي أعاره لرين في صيف 2017، ممهدا الطريق أمامه للبقاء في بلده بالتبني مع سانت إيتيان (2018-2022) وأخيرا مونبيليه فريقه منذ صائفة 2022 وحتى الآن.

وفي فرنسا حيث خاض أكثر من 350 مباراة في الدرجتين الأولى والثانية سجل خلالها أكثر من 90 هدفا، سيبقى الخزري رجل الأهداف العابرة للقارات وأبرزها كان في 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين سجل لسانت إيتيان في مرمى ميتز هدفا عن بعد أكثر من 62 متراً، محققا أحد أجمل الأهداف في تاريخ "الليغ 1".

المصدر : الفرنسية